الفراعنة يكشفون عن اسرارهم

التكنولوجيا الحديثة تميط اللثام عن ظلمات التاريخ البشري

شبكة النبأ: كشفت دراسة علمية نشرتها دورية طبية أمريكية متخصصة، أن الفرعون الأسطوري الشاب، توت عنخ آمون، قضى جراء إصابته بالملاريا ومضاعفات كسر في الساق. ورغم اكتشاف قبر توت عنخ آمون في العام 1922، إلا أن حياة هذا الفرعون، الذي حكم مصر إبان حكم الأسرة الثامنة عشرة بين عامي 1336 و1327 قبل الميلاد والذي مات صغيراً، تظل لغزاً يؤرق المؤرخين والناس، إضافة إلى أنه لم يعرف عنه الكثير.

ومن جانب آخر أجرى مجموعة من أطباء الأشعة بمستشفى جامعة نورث شور بمدينة نيويرك الأمريكية، دراسات حول 11 مومياء لمصريين قدماء، وذلك لمعرفة هويتهم الحقيقة وأسباب موتهم، إذ تبين أن إحدى تلك المومياوات، وتُدعى "السيدة حور"، كانت في الواقع رجلاً لا امرأة.

في حين أعلن وزير الثقافة المصري فاروق حسني أن مصر استعادت تابوتا خشبيا ملونا جميلا رسمت عليه مناظر ونصوص دينية لمساعدة المتوفى في العالم الآخر يرجع لعصر الأسرة 21 (1081 - 931 قبل الميلاد) ويعود لشخص يدعى أيمسي.

وقدر تحليل للطب الشرعي بعد فحص مومياء فرعون شاب أنه توفي عندما كان في سن تتراوح بين السابعة عشرة والتاسعة عشرة من عمره. وفي الدراسة التي نشرتها مؤخراً دورية "الجمعية الطبية الأمريكية"، استخدم الباحثون فحوصاً جنية وإشعاعية وفي علم الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) لدراسة مومياء توت عنخ آمون، و10 مومياءات أخرى معاصرة للفرعون الشاب.

وفي وقت سابق، وبناء على السجلات التاريخية والحفريات السابقة، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، زاهي حواس، وكبير الباحثين في الدراسة، إن توت عنخ آمون هو ابن أمنحوتب الثالث، الفرعون الأكثر شعبية ونجاحاً في الأسرة 18، الذي عرف لاحقاً باسم أخناتون. ومن خلال الفحص الجيني، حدد حواس أن الفرعون الصغير تزوج من شقيقته.

ويعتقد العلماء أن الأمراض الجينية والوراثية لعبت دوراً في وفاة توت عنخ آمون، بسبب خلل جيني متوارث في العائلة.

وقال حواس: "نحن نعرف أنه كان هناك ضعف وأمراض في هذه المومياءات، وربما مشاكل ذات علاقة بالقلب والأوعية الدموية."

وعندما قام الباحثون بإجراء مسح لمومياء توت عنخ آمون، وجدوا إصابته بالعديد من الأمراض مثل إصابته باحدوداب في عموده الفقري، إلى جانب تشوه إصبع القدم الكبير، الأمر الذي أدى إلى ضمور في قدمه اليسرى.

وقال حواس إن الرسومات القديمة كانت تصور توت عنخ آمون وهو يطلق السهام، أثناء جلوسه في العربة التي تجرها الخيل، وليس أثناء وقوفه، وهو أمر غير عادي.. وفي قبره، عثرنا على 100 عصاة للمشي، وفي البداية اعتقدنا أنها تمثل السلطة والقوة، ولكن تبين أنها عكازات قديمة كان يستخدمها، فهو بالكاد كان يستطيع السير والمشي."

إحدى سيدات مصر القديمة كانت رجلاً

ومن جانب آخر أجرى مجموعة من أطباء الأشعة بمستشفى جامعة نورث شور بمدينة نيويرك الأمريكية، دراسات حول 11 مومياء لمصريين قدماء، وذلك لمعرفة هويتهم الحقيقة وأسباب موتهم، إذ تبين أن إحدى تلك المومياوات، وتُدعى "السيدة حور"، كانت في الواقع رجلاً لا امرأة.

والجديد في هذه البحوث أنها تستخدم تقنية "التصوير الطبقي المحوسب"، والتي أظهرت دراسة المومياوات أنها قادرة على التمييز بين العظام والأنسجة الرخوة، وهو ما لا تستطيع أن تقوم به تقنية فحص العظام عبر الأشعة السينية المعروفة باسم أشعة X. بحسب سي ان ان.

وفي دراسة نشرت بمجلة أمريكية متخصصة بالأشعة، أشار الباحث ديريك نوتمان، إلى أن هذه الأبحاث أتاحت المجال للكثير من دارسي تاريخ مصر القديمة، فرصة كبيرة للحصول على معلومات لم تكن متوافرة، وذلك لتحديد المدة الزمنية التي عاشت فيها المومياوات بدقة، ومعرفة أسباب وفاتهم، ونوعية الحياة التي كانوا يعشيونها.

إضافة إلى ذلك فقد أشار نوتمان إلى أن تقنية "التصوير الطبقي المحوسب"، لا تتسبب بأي أضرار لأجساد المومياوات، وهو الأمر الذي يجعل هذا النوع من التقنيات دقيقاً بأقل نسبة ممكنة من السلبيات في الأبحاث.

يذكر أن هذه الأبحاث لم تأت من فراغ، فقد سبق وأن تم إجراء دراسات بهذه التقنية الجديدة على العديد من المومياوات المصرية القديمة في السابق، والتي يُعد أشهرها الملك "توت عنخ آمون"، الذي عاش في القرن الرابع عشر قبل الميلاد

وجرى الفحص على الملك "توت عنخ آمون" عام 2005، حيث أُخذت له ما يزيد عن 17 ألف صورة، تم تحليلها من قبل فريق من الباحثين من حول العالم، برئاسة زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر.

أخناتون العظيم.. يرقد هنا!

وأُعلن أمام وسائل الإعلام العالمية في المؤتمر الصحافي الذي عقده المجلس الأعلى للآثار في مصر بالمتحف المصري بالقاهرة عن اكتشافات مهمة جدا تلقي مزيدا من الضوء على عائلة الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون»، هذه الاكتشافات هي البداية لصفحة جديدة في استخدام التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة في مجال الكشف الأثري.

ولسنوات طويلة ظلت المومياوات المصرية صامتة لا تبوح إلا بأقل القليل عن أسرارها إلى أن جاء العلم الحديث وكشف لنا عن مفتاح جديد لحل أسرار المومياوات خاصة تلك التي تنتمي إلى عائلة واحدة.. هذه التقنية هي تقنية الحمض النووي المعروف اختصارا بـ«DNA» إضافة إلى تكنولوجيا الأشعة المقطعية المعروفة اختصارا بـ«CT-Scan». أخيرا وبعد دراسة كاملة استمرت ثمانية عشر شهرا على مومياء الملك توت عنخ آمون المحفوظة بمقبرته بوادي الملوك بالأقصر، وكذلك مومياوات يفترض أن تكون من عائلة الملك توت. وقد أقمنا معملا للحمض النووي ببدروم المتحف المصري، وآخر بكلية طب جامعة القاهرة يعمل بهما فريقان من علمائنا المتميزين، كل فريق يعمل في معمل يبعد عن الآخر ويعاونهما علماء ألمان متخصصون في دراسة نتائج الحمض النووي.

وقد أعلنت في المؤتمر الصحافي أن مومياء المقبرة رقم «KV 55» هي مومياء الملك «أخناتون» الذي حيّر العلماء والباحثين سواء بحثا عن موميائه أو دراسة لظروف عصره، وهو أول من نادى بالتوحيد وأراد تغيير الديانة التعددية في مصر القديمة.. ليس هذا فقط بل أكدنا أن أخناتون هو أبو الملك «توت عنخ آمون». جاء هذا التأكيد بعد محاولات سابقة أشارت إلى احتمال كون المومياء «KV 55» هي مومياء أخناتون ولكن كان يقف أمام ذلك الدراسات التي تشير إلى أن المومياء هي لذكر يبلغ من العمر 25 عاما، الأمر الذي رجح معه كون المومياء لملك لا نعرف عنه الكثير وهو «سمنخ كارع» الذي حيّر العلماء أيضا.. هل كان أخا للملك توت، أم أنه كان هو نفسه الملكة الجميلة التي ربما كانت قد اشتركت في الحكم مع أخناتون في العام السابع عشر من حكمه وغيّرت اسمها إلى سمنخ كارع؟!

كانت المشكلة إذن هي في افتراض أن هذه المومياء عمرها 25 عاما.. أما الدراسات التي قمنا بها مع علماء الأشعة المقطعية فقد أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن المومياء «KV 55» هي لذكر يبلغ من العمر 60 عاما. بالإضافة إلى أن الحمض النووي أثبت أنه ابن الملك «أمنحتب الثالث»، وأنه - كما ذكرنا - أبو الملك توت عنخ آمون. هذا الكشف يضع الأمور في نصابها التاريخي ويسدّ فجوة ظلت موجودة منذ الكشف عن مومياوات الملوك سواء المعروفة أو غير المعروفة.

أما الكشف الآخر المهم فهو أن الدراسات أكدت أن المومياء «KV 55» هي لرجل طبيعي لا يوجد به أي تشوهات أو عيوب ولا توجد مظاهر أنثوية داخل الجسد.. وهو ما كان البعض يفترض وجوده في الملك أخناتون نظرا إلى تماثيله ورسوماته التي تظهره بمظاهر أنثوية، منها ترهُّل الجسد عند منطقتَي البطن والأفخاذ، وكذلك الصدر الأنثوي. وبات علينا الآن تفسير مثل هذه السمات الفنية للفن في عصر أخناتون، والإجابة نجدها في أنشودة الملك لآتون الإله الذي عبده أخناتون وجسّد مظاهر قوته في قرص الشمس ذات الأشعة التي تنتهي بأيدٍ بشرية.. تقول الأنشودة: «أنت الذكر والأنثى.. خلقت كل شيء وأوجدت من العدم». أخيرا فنحن نعرف الآن أين يرقد الملك الموحد أخناتون.

مصر تستعيد تابوت فرعوني من الولايات المتحدة

ومؤخراً أعلن وزير الثقافة المصري رئيس المجلس الأعلى للآثار فاروق حسني ان مصر استعادت تابوتا خشبيا ملونا جميلا رسمت عليه مناظر ونصوص دينية لمساعدة المتوفي في العالم الاخر يرجع لعصر الاسرة 21 (1081 - 931 قبل الميلاد) ويعود لشخص يدعى ايمسي.

وقال حسني ان "الامين العام للمجلس الاعلى للاثار زاهي حواس سيتوجه اوائل الشهر المقبل الى الولايات المتحدة ليتسلم هذا التابوت الموجود الان بحوزة سلطات الجمارك والهجرة الاميركية في مدينة ميامي في ولاية فلوريدا في احتفالية خاصة بواشنطن في 10 اذار/مارس المقبل".

ومن جهته قال حواس ان "حكاية استرجاع هذا التابوت بدأت عام 2008 عندما ابلغتني سلطات الجمارك والهجرة الاميركية عن قيامها بالتحفظ على تابوت فرعوني يرجع لعصر الاسرة 21 كان وصل الى مدينة ميامي مشحونا من اسبانيا".

واضاف حواس "قام بعملية الشحن صاحب احد محلات الانتيكا (العاديات) باسبانيا اسمه فيلكس سيرفيرا كورييا من دون ان يملك اي اوراق رسمية تثبت ملكيته لذلك التابوت مما يدل على خروج هذا التابوت من مصر بطريقة غير شرعية".

وتابع "وقد اكدت التحقيقات التي قامت بها السلطات الاميركية بان كورييا لديه علاقة عائلية مع المنسق الخاص الذي يملك المتحف المصري ببرشلونة".

واشار حواس الى انه قام "على الفور بارسال خطاب رسمي للسلطات الاميركية في فلوريدا يؤكد رغبة الحكومة المصرية باستعادة هذا التابوت حيث انه سرق من مصر وخرج بطريقة غير شرعية وتم ارفاق هذه الرسالة بالاوراق الرسمية اللازمة التي تؤكد حق مصر في استعادة هذا الاثر".

واكد حواس لوكالة فرانس برس انه "لا يعرف كيف خرج هذا التابوت من مصر كما انه لا يوجد لدينا مستندات حوله غير انه من الاثار المصرية ولا يوجد لدى من يدعي ملكيته اي اوراق رسمية تثبت حقه في ملكية التابوت فمن الافضل ان يعود التابوت الى مالكيه الاصليين".

واشار الى ان "شاحن التابوت كورييا اضطر الى الانسحاب من المحكمة بعدما رأى ان مصر جادة فى القضية وحكم بتسليم التابوت الى مصر".

ونجح المجلس الاعلى للاثار خلال الاعوام الماضية فى استرداد 6000 قطعة اثرية كانت قد خرجت من مصر بطرق غير شرعية وثمة متابعة مستمرة لحالات اخرى لاسترداد عدد من القطع الاثرية من بعض الدول الأوروبية والعربية والولايات المتحدة.

اكتشاف رأس تمثال لجد الملك توت

كما أعلن وزير الثقافة المصري اكتشاف رأس ضخمة من الجرانيت الأحمر عمرها ثلاثة آلاف عام للملك أمنحتب الثالث جد توت عنخ أمون بمدينة الاقصر جنوب البلاد.

والرأس التي نحتت بمهارة عالية ويبلغ ارتفاعها مترين ونصف جزء من تمثال للملك أمنحتب الثالث يصوره واقفا وهو شاب مرتديا التاج الملكي الابيض الخاص بصعيد مصر وزيا ملكيا.

وتوصل علماء اجروا اختبارات الحامض النووي وأخذوا صورا بالاشعة على عدد من المومياوات الى أن أمنحتب الثالث هو جد توت عنخ أمون الملك الشاب الذي ولد من زواج محارم بين اخناتون وأخته وكلاهما من نسل أمنحتب الثالث.

وقالت هوريج سوريزيان رئيسة البعثة الاثرية ان رأس تمثال أمنحتب كانت من بين 84 قطعة أثرية اكتشفت في معبده الجنائزي في البر الغربي لمدينة الاقصر.

وأضافت سوريزيان "جمعنا كمية كبيرة من قطع التمثال المصنوع من الجرانيت الاحمر الذي كان يقف يوما ما في الجزء الجنوبي من البهو الكبير للمعبد الجنائزي لامنحتب الثالث" مشيرة الى أنه تم ترميم اجزاء من التمثال.

اكتشاف غرفة دفن فرعونية جديدة

وقال زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر أن الأثريين كشفوا عن الناووس الذي دفنت فيه الملكة المصرية بهنو لم تمسسه يد داخل غرفة الدفن في مقبرتها القريبة من هرمها في سقارة والتي يرجع تاريخها الى أربعة الاف عام.

وقال حواس في بيان ان مقبرة الملكة التي تنتمي الى عهد الدولة القديمة دمرت باستثناء جدارين داخليين تغطيهما التعاويذ التي تهدف الى مساعدتها على اجتياز رحلة العبور الى العالم الاخر.

وكان المصريون القدماء يعتقدون أن أرواح الملوك يمكن أن تطير الى العالم الاخر أو ترتقي درجا أو سلما بمساعدة التعاويذ الدينية.

وقال حواس ان مثل هذه النقوش المعروفة باسم نصوص الاهرام كانت منتشرة في المقابر الملكية في عهد الاسرتين الخامسة والسادسة.

وأضاف "ظهرت نصوص الاهرامات لاول مرة في غرفة الدفن وممرات هرم الملك أوناس بسقارة اخر ملوك الاسرة الخامسة."

وكانت جبانة سقارة الشهيرة التي تبعد 30 كيلومترا الى الجنوب من القاهرة تخدم المنطقة المحيطة بمدينة منف القريبة منها وقد سطا اللصوص في العصور القديمة على أكثر مقابرها.

ويعتقد عموما أن الاسرة الخامسة حكمت مصر من 2465 الى 2323 قبل الميلاد بينما حكمت الاسرة السادسة بين عامي 2323 و2150 قبل الميلاد. وانهارت الدولة القديمة بعدها بوقت قصير وسط مجاعة واضطرابات اجتماعية وتفكك للسلطة المركزية.

وقال فيليب كولومبير الذي يرأس بعثة الاثار الفرنسية التي عثرت على ناووس الملكة بهنو ان فريقه عثر على الناووس داخل مقبرة الملك بيبي الاول الكبيرة في سقارة.

وقال كولومبير "انه ناووس جرانيتي محفوظ بشكل جيد عليه نقوش للالقاب المختلفة للملكة لكنها لا تذكر شيئا عن شخصية زوجها."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 31/آذار/2010 - 14/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م