نشرت الصحف خبرا ان الهيئة في المدينة المنورة قامت بالاعتداء على
شاب داخل مطعم قد توجه إلى هناك لشراء طعام إفطار لزوجته ووالدتها،
(كانا معه في السيارة)، بحجة أنه يرتدي بنطلونا (طيحني)، وتم تحويله مع
أهله إلى مركز الشرطة بالرغم انه يحمل «كرت العائلة»، وترك الشاب زوجته
داخل السيارة ودخل المركز، ففوجئ باتصال زوجته تفيده بأن رجل الهيئة
فتح باب السيارة عنوة وبدأ يسألها عن اسمها، وهل هذا زوجك أم سائق؟ وهل
أنت متأكدة أنه زوجك؟ فتوجه الشاب مع أفراد الشرطة فوجدوا رجل الهيئة
يطرق الزجاج بشكل عنيف ويأمرهما بفتح الأبواب مرة أخرى ويطلب أسماءهما،
ووقع شد بين الشاب ورجل الهيئة بحضور أفراد الشرطة، ولم يتم الإفراج
عنه إلا بكفالة.
كما قامت مجموعة من المتعاونين مع الهيئة ركز على متعاونين بمطاردة
مواطن في الرياض لمدة ساعة ونصف داخل شوارع حي العليا، وبعد أن يئسوا
من إيقاف السيارة قاموا بصدم السيارة التي توقفت بعد الارتطام بجدار
احد المنازل ودهس عدد من الأشجار، ثم تم استدعاء الهيئة، وعند وصول
رجال الهيئة اختفى المتعاونون فوراً، وقال شهود عيان إن رجال الهيئة
قاموا بضرب الرجل ضرباً مبرحاً ومن ثم إركابه في جمس الهيئة مع فتاتين
برفقة المواطن، وطلبوا «سطحة» لنقل السيارة المتعطلة وسحبها لمقر
الهيئة، (حسب ما نشرته جريدة الجزيرة).
هذه الأخبار تأتي ضمن ما تنشره الصحف المحلية، حول بعض تجاوزات
وانتهاكات أعضاء الهيئة (الشرطة الدينية)، بحق المواطنين والمقيمين،
فحادثة الاعتداء والحجز للشاب في المطعم وهو يرتدي بنطلونا، والتشكيك
في صحة ان المرأة التي معه زوجته ووالدتها، هو ترهيب وتعد صارخ لحقوق
الإنسان والمواطنة، وعلى حرية ارتداء اللباس في المواقع العامة، وإشاعة
لحالة سوء الظن بالناس، كما ان المطاردة المتهورة ولو لمخالف من قبل
فئة متعاونة مع الهيئة في شوارع الاحياء مخاطرة كبيرة ومجازفة وتعريض
لأرواح الناس للخطر، وفي ذلك – أي المطاردة – مخالفة للقوانين إذ إن
الملاحقة والقبض على المذنبين والمجرمين من مهام الجهات الأمنية الخاصة
وليس للهيئة ومن يتعاون معها.
إن تلك الأعمال من قبل أعضاء الهيئة هي تجاوز خطير واعتداء فاضح على
حقوق الإنسان والمواطنة، وإحراج للحكومة وتشويه لسمعة الوطن
والدين،وتأكيد بان عقلية أفراد هذا الجهاز «الهيئة» الإصرار على ممارسة
طرق وأساليب متوارثة توصف بالتشدد والتطرف وسوء الظن بالآخرين والتخبط
والفوضى ومزاجية الموظف، وعدم احترام أي شكل من أشكال التعددية الدينية
والمذهبية والفكرية، وافتقار أفرادها لأسلوب الدعوة بالحسنى والتسامح
والنصح، بل العكس استغلال السلطة «الشرطة الدينية» لفرض القوة والهيمنة
على المجتمع من مواطنين ومقيمين وإجبارهم على الطاعة والخضوع
والاستسلام، بأنها تمثل شرع الله على وجه الأرض، ومن يرفض فهو عاص وآثم
ومعتد وفاسق ومتطاول على الشرع، ومصيره التحقيق والسجن والإهانات!!.
من المسؤول عن استمرار جهاز الهيئة في ارتكاب التجاوزات، ولماذا لم
تنجح جميع المحاولات والأساليب والقرارات السابقة لإصلاح أخطاء هذا
الجهاز؟. سارعوا لإيقاف التجاوزات والانتهاكات.. لإنقاذ الإنسان والوطن
والدين.
ali_writer88@yahoo.com |