القاعدة مجرد ماكينة دعائية لترهيب العراقيين

حملة فأس الخليل ترتد على البغدادي باستسلام جماعي لإفراد التنظيم

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: على الرغم من الضربات العنيفة والمتواصلة التي لحقت بعصابات تنظيم القاعدة من قبل القوات الأمنية تساندها الجهود الشعبية للمواطنين في العراق، تسعى ما تبقت من تلك الفلول زرع اكبر قدر من الرعب أو لفت النظر بين صفوف المجتمع العراقي.

فبعد أن لفظ التنظيم من قبل الأوساط العراقية بمختلف شرائحه وأطيافه، يرى العديد من المتابعين إن الجماعات الإرهابية انحسرت قدراتها ونشاطاتها بشكل ملفت، وباتت غير قادرة على إعادة تشكيل صفوفها كما هو الحال في السابق.

ويلفت آخرون إن تنظيم القاعدة في العراق اقرب إلى مجرد ماكينة للدعاية الإرهابية من كونه قوة عسكرية فاعلة على الأرض.

حملة فأس الخليل

قال جناح تنظيم القاعدة في العراق، إنه شن خلال الانتخابات التي جرت في العراق "حملة عسكرية منسقة لكسر صنم الديمقراطية والانتخابات الشركية المنبثقة عنها،" في إشارة إلى التفجيرات التي رافقت الانتخابات في البلاد.

وقال بيان لتنظيم "دول العراق الإسلامية،" التابع للقاعدة، إن الحملة العسكرية حملت اسم "فأس الخليل،" في إشارة إلى النبي إبراهيم الذي يقول المسلمون إنه حطم الأصنام التي كان قومه يعبدونها بفأس، وهو ما أراده التنظيم لتحطيم "صنم الديمقراطية."

وأضاف البيان الذي نشرته مواقع إلكترونية متعاطفة مع الحركات المسلحة، "رغم كلّ الإجراءات الأمنية التي تبجّح بها الصليبيون وأقزام المنطقة الخضراء، تمكّن رجال الدولة الإسلامية من الوصول لأهدافهم، وضرب الخطّة الأمنية في قلب بغداد ومراكز المدن أيام الانتخابات."بحسب (CNN).

وأشار البيان، إلى أن منفذي العمليات كانوا يلبون نداء زعيم التنظيم أبو عمر البغدادي، الذي دعا إلى "إفشال هذه المؤامرة الخبيثة (الانتخابات) وكسر صنمها المعبود من دون الله."

وقال "طلائع الحملة قد بدأت العمل مبكراً.. مستهدفة مقرات الأحزاب الشركية التي كان لها الدور الكبير في التغرير بعوام المسلمين واستدراجهم بشتى الوسائل الشيطانية للمشاركة في هذه الجريمة."

وأورد البيان مجموعة من مقرات الأحزاب التي استهدفها أبرزها مقر جبهة التوافق في منطقة المدائن، ومقر الحزب الديمقراطي الكردستاني، ومقر جبهة الحوار الوطني في منطقة الأعظمية، ومقر الحزب الشيوعي العراقي في ساحة الأندلس.

وبالتزامن مع البيان، نشر التنظيم تسجيلا صوتيا، قال إنه لأبي عمر البغدادي، وهو يحوي خطبة ألقاها زعيم التنظيم قبيل بدء "حملة الفأس،" وحث فيها "أمراء الجند،" على "الرفق بهم والاحتياط لهم والحرص عليهم ما استطاعوا بغير جبن مقعد أو تهور مهلك."

وقال البغدادي "نحسب يا عباد الله أنه سيكون بفضل الله بعد تحطيمكم لصنم الانتخابات أثر كبير لصالح الإسلام والمسلمين وستشهدون بعدها بعون الله تغيرا جذرياً في طبيعة ومنطلقات الحرب القائمة حالياً ولكن لصالح دين الله وجنده وعباده من أهل السنة."

وكان التنظيم أعلن قبيل الانتخابات أنه فرض "حظر تجول" في البلاد، وخصوصاً في المناطق السنية، وذلك لمنع المشاركة في الاقتراع، واعتبر أن الدعوة تأتي لحفظ "سلامة أهلنا" من الهجمات التي قد يشنها التنظيم.

وقال بيان للتنظيم إن القرار هو الأول من نوعه، ويمتد من السادسة صباحاً وحتى السادسة مساءاً، وذلك في أعنف تحذير للجماعة المتشددة التي كانت قد تعهدت على لسان زعيمها بالسعي لمنع الانتخابات بحجة أنها معدة لـ"إذلال السنّة."

ووجه تنظيم القاعدة انتقادات كبيرة إلى التيارات الشيعية في البلاد، مشيراً إلى تصريحات بهاء الأعرجي، النائب عن تيار رجل الدين الشيعي، التي طالت أبو بكر، وقال إن "هؤلاء وأمثالهم لا يفهمون ولن يفهموا إلا لغة واحدة، وهي لغة القوة والقتال والذّبح، وأطنان المتفجرات التي تطيح بمثل هذه الرؤوس العفنة."

وندد التنظيم بما قال إنها "قيادات شيعية لكل القوائم العراقية المتنافسة،"  وختم بيانه بالقول إن "كلّ من يخرجُ للمشاركةِ (في الانتخابات) متحدّيا شرع الله، وهذا التحذير الواضح، سيعرّضُ نفسَهُ وللأسف الشديد إلى غضب الله ثمّ سلاحِ المجاهدين وبكافة أنواعه.

وكان البغدادي وجّه رسالة صوتية رافضة للانتخابات في 13 فبراير/شباط الماضي، اعتبر فيها أنها تهدف إلى "إذلال السنة إلى الأبد وجعل أنوفهم في الطين،" متهماً الحكومة التي تشرف عليها قوى شيعية بالتخطيط لذلك.

وأعلن البغدادي، الذي سبق أن أعلنت بغداد اعتقاله وعرضت اعترافات له دون أن يؤكد ذلك الجيش الأمريكي، أن تنظيمه "قرر منع الانتخابات بكل السبل،" منتقداً القيادات السنيّة التي تعتزم الترشح ومتابعة السير بالعملية السياسية.

استسلام جماعي

من جانب آخر اعلن اللواء الركن محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية ان 21 مطلوبا من تنظيم القاعدة بينهم عدد من القادة سلموا انفسهم طوعا بشكل جماعي.

وقال العسكري "حضر الينا في مقر الجيش العراقي في قرية البوعيثة قضاء الشرقاط 21 مطلوبا لتنظيم القاعدة، بينهم قيادات بارزة، لا يمكن تسميتها في الوقت الراهن".

واكد ان "الخطوة جاءت بعد تحسن الوضع الامني في هذه المناطق ومخافة العناصر من الملاحقة والاعتقال". وقال "لا يمكن ان نساوي بين الذين نعتقلهم والذين يسلمون انفسهم للقوات الامنية العراقية، لكن القضاء ياخذ مجراه".

وتقع بلدة الشرقاط في محافظة صلاح الدين على بعد 300 كلم شمال بغداد، وشهدت في الفترة السابقة اعمال عنف غير مسبوقة، وكانت معقلا مهما لتنظيم القاعدة.

قتل المسيحيين والشبك

من جهتها عرضت وزارة الدفاع العراقية تسجيلا مصورا لاعترافات تسعة من عناصر تنظيم القاعدة قبض عليهم في محافظة نينوى المضطربة واقروا بذبح مسيحيين "لم يدفعوا الجزية" واستهداف اقلية الشبك ايضا.

وابرز المتهمين محمد رمزي شهاب "مفتي نينوى" الذي قام بذبح مسيحيين لعدم دفعهم الجزية كما اكد اشرافه على تفجير استهدف قرية الخزنة من اقلية الشبك ما اوقع حوالى اربعين قتيلا في العاشر من آب/اغسطس الماضي.

وقال شهاب "تم تجنيدي من قبل امام باكستاني في لندن وقام بتمويلي للقيام بعمليات ونصبني مفتيا فاعطيت فتوى بذبح مدرس مسيحي، واخرى ضد صاحب محل مسيحي ايضا لعدم دفعه الجزية".

واكد اصداره فتوى تبيح قتل ثلاث نساء بتهمة نقل اخبار للاجهزة الامنية. كما اعترف ب"تدبير عملية تفجير قرية الخزنة". ويسكن الشبك في سهل نينوى شمال الموصل وهم من الاقوام الفارسية لكنهم اختلطوا وتصاهروا مع عشائر عربية وكردية وتركية.

ويستمدون اسمهم من هذا الواقع. وهم يتمسكون بتقاليدهم الخاصة وغالبيتهم من الشيعة كما ان اعدادهم لا تتجاز الخمسين الفا، وفقا لمختلف التقديرات. بحسب فرانس برس.

وقال المتحدث باسم الوزارة محمد العسكري للصحافيين "جميع هؤلاء اعتقلوا وفق مذكرات قبض قضائية" ودعا "عائلات الضحايا التي تضررت من "هؤلاء الى تقديم شكوى للقضاء".

وبين الموقوفين التسعة، سوري يدعى عزمي دربي محمد من سكان منطقة حمص القي القبض عليه بينما كان "يرتدي ملابس نسائية". وقال العسكري "جندته نساء للعمل كامرأة في منازل الشيوخ لجمع المعلومات وكذلك لنقل العبوات واسلحة كاتمة للصوت، لان تفتيش المراة صعب وسطحي".

من جهته، اعترف المتهم الثاني علي مامون قاسم وهو صيدلي من الموصل مشاركته "بقتل عناصر الجيش والشرطة الجرحى الذين ينقلون الى المستشفى لتلقي العلاج".

واكد "توجيه تهديدات للاطباء والصيادلة للحصول على تمويل من خلال الابتزاز". بدوره، اعترف احمد ذنون اسماعيل ب"ذبح عدد من المسيحيين".

فيما اقر الرابع ويدعى عادل نجم شكارة الحمداني، بان "دولة العراق الاسلامية عينتني واليا للساحل الايسر في مدينة الموصل". ويقسم نهر دجلة الموصل الى شطرين، ايسر وايمن.

واعترف مراهق (17 عاما) ب"قتل اربعة اشخاص" فيما اعترف اخر، ب"ابتزاز التجار من اجل تمويل العمليات، وتفجير محلات الذين لا يدفعون الاموال".

تواصل شن هجمات

في سياق متصل عبر مستشار الامن الوطني العراقي عن اعتقاده بان تنظيم القاعدة وانصار الرئيس السابق صدام حسين سيواصلون استهداف الوزارات في الفترة التي تسبق الانتخابات في آذار/مارس بغية تقويض مصداقية الحكومة.

وأضاف صفاء حسين ان نشاط تنظيم القاعدة قد تقلص بشكل كبير، وهو موجه بشكل متزايد من قبل البعثيين الذين تسللوا الى قلب المجموعة ويحددون استراتيجيتها.

ووجه انتقادات الى سوريا بسبب عدم "بذلها المزيد من الجهود لمنع تدفق مقاتلي القاعدة"، الذين قال انهم كانوا الى حد كبير مدعومين ماليا من قبل عائلات ثرية سعودية.

وأوضح حسين ان عدد مقاتلي القاعدة انخفض من حوالي عشرة آلاف إلى اقل من ألفين في الوقت الحاضر، لكنه أضاف ان إستراتيجية المجموعة تحدد بشكل كبير من قبل مجموعة حزب البعث.

وتابع ان "نسبة المقاتلين الأجانب في المجموعة كانت تقدر بنحو عشرة بالمئة، لكن هذا الرقم انخفض (...) واكبر مجموعة من الأجانب في القاعدة كانت من السعوديين، يليهم اما الليبيون او المصريون."

وأشار الى انضمام عدد من البعثيين الى مختلف الجماعات المسلحة، بما فيها القاعدة، لان الحزب نفسه فقد الدعم والشعبية لشن مقاومة عنيفة ضد الاميركيين.

وقال حسين، "رغم اقتصار نشاط البعثيين في البداية على مستوى ادنى، فان وجودهم داخل القاعدة اكتسب اهمية بعد مقتل ابو مصعب الزرقاوي قائد التنظيم في غارة جوية اميركية في حزيران/يونيو 2006".

واضاف "كانت هناك ظروف ساعدت حزب البعث على الترويج لاستراتيجيته داخل القاعدة لكن قبل ذلك كان التأثير على مستويات ادنى".

من جهة اخرى، اكد المستشار ان "فلول حزب البعث، ومعظمها الآن في سوريا ودول عربية أخرى لديها مرشحون للانتخابات" التي ستجري في السابع من اذار/مارس.

واضاف "انهم يستفيدون من تشويه سمعة الحكومة والكتل السياسية الرئيسية (...) لا اريد ان اقول ان في الخريطة السياسية هناك وجود لحزب البعث أو واجهة سياسية له، لكن أود القول ان البعثيين يفضلون بعض الشخصيات".

الى ذلك، انتقد حسين دمشق لعدم بذلها المزيد من الجهود لاحتواء تدفق المسلحين الى العراق قائلا "انهم يقفون عند الباب. في بعض الأحيان يفتحونه بشكل كامل، وأحيانا يتركونه نصف مفتوح".

وأضاف "يستطيعون ان يجعلوا الحياة صعبة جدا لتنظيم القاعدة اذا كانوا يرغبون في ذلك، انا لا أتحدث عن الحدود انما عن مطار دمشق حيث تواجد المخابرات السورية أكثر من المسافرين ما يمكنهم من السيطرة عليه بشكل جيد".

وقال المهندس السابق الذي كان حتى ايار/مايو نائبا للمستشار السابق موفق الربيعي ان "الكثير من التأييد لتنظيم القاعدة مصدره أغنياء وأصحاب نفوذ في المملكة العربية السعودية".

وقال "ليس من الحكومة انما من بعض العائلات وضمنها عائلات في الحكومة".

وقد انتقد المالكي بشدة السعودية بسبب "سلبية" موقفها تجاه العراق.

تحوّل في التكتيكات

الى ذلك حمّل السفير الأمريكي السابق لدى العراق، ريان كروكر، تنظيم القاعدة في العراق مسؤولية الهجمات التي شهدتها بغداد ومدن عراقية أخرى مؤخراً، وأسفرت عن مصرع المئات عدا الجرحى والمصابين، مشيراً إلى أن التنظيم بدأ حالياً يستهدف الحكومة العراقية.

وأحدث التفجيرات في العراق وقعت الثلاثاء، حيث انفجرت عدة سيارات مفخخة في بغداد والموصل، وأسفرت عن مصرع ثمانية أشخاص على الأقل، أربعة منهم في العاصمة العراقية.

وقال كروكر إن القاعدة في العراق - التي وصفها بأنها "خصم دموي للغاية" - كانت تعمل على زعزعة ثقة الناس بالحكومة العراقية، وتحديداً "عندما كنا نتجه نحو الانتخابات."

وحول تفجيرات الثلاثاء، التي استهدفت مواقع حساسة للغاية وتحظى بحراسة أمنية مشددة في وسط العاصمة العراقية، وقريبة من المنطقة الخضراء المحصنة، التي تأوي المقار الحكومية والسفارة الأمريكية، قال كروكر: "من الواضح تماماً بالنسبة لي أن مهندسها (التفجيرات) هو تنظيم القاعدة في العراق."

وجاءت تفجيرات بغداد بعد أسبوع على سلسلة هجمات دامية أسفرت عن مقتل 130 شخصاً في بغداد وإصابة أكثر من 400 آخرين.

وتعتبر هذه الهجمات الأكثر دموية منذ أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، عندما انفجرت سيارات مفخخة وأدت إلى مقتل وجرح المئات.

إلا أنه برغم هذه الهجمات فإن عدد الضحايا الكلي من المدنيين العراقيين انخفض إلى أدنى مستوى له منذ بدء الغزو الأمريكي للعراق في مارس/ آذار عام 2003.

وقال كروكر، الذي يشغل منصب عميد كلية جورج بوش للدراسات الإدارية والحكم في جامعة "تكساس إيه آند أم"، إن القاعدة في العراق بدأت تحوّل في تكتيكاتها، مشيراً إلى أنه كان يستهدف في السابق المواطنين المدنيين في مسعى لإثارة عنف طائفي، لكن هذا السعي لم ينجح، وفقاً لكروكر. بحسب (CNN).

وأوضح قائلاً: "ببساطة، رفض العراقيون العودة إلى العنف الذي شهدناه عامي 2006 و2007.. لذلك حوّلت القاعدة تكتيكها وبدأت باستهداف الدولة العراقية.. ولا أعتقد أن هذا الأمر سينجح كذلك."

وأضاف كروكر أنه يعتقد أن الانتخابات العراقية التي ستجري في مارس/ آذار المقبل تتسم بكونها في غاية الأهمية، لكنه حذر من ظهور تحديات أمنية جديدة، وهي التحذيرات التي أطلقها أيضاً قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ريموند أوديرنو.

يُشار إلى أن القوات الأمريكية في العراق لم تعد تجوب شوارع وطرقات المدن والبلدات العراقية بموجب الاتفاقية الأمنية التي وقعها الجانبان العراقي والأمريكي، وبدأ تطبيقها في يونيو/ حزيران الماضي.

كذلك من المنتظر أن تنسحب القوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية أغسطس/ آب المقبل، على أن تحتفظ بوجود في العراق من خلال بقاء نحو 50 ألف عنصر من أفرادها، من أصل 115 ألف جندي موجودون في العراق حالياً، فيما يقدر عدد قوات الجيش والأمن العراقية بحوالي 700 ألف عنصر.

وقال المفتش الأمريكي الخاص لإعادة إعمار العراق، ستيوارت باون، إن الولايات المتحدة أنفقت مبالغ ضخمة على بناء قوات الجيش والأمن العراقية.

وأوضح قائلاً: "لقد تم ضخ 18 مليار دولار على إنشاء قوات أمن عراقية، بالإضافة إلى 7 مليارات دولار أنفقت كموارد لصالح الجيش وقوى الأمن في العراق، وأثمر ذلك عن وجود قوة يمكن الوثوق من قدراتها، وينبغي أن تكون قادرة على المحافظة على السلام في البلاد على الرغم من هذه الهجمات."

وألقى باون الضوء على ما وصفه النجاح الاقتصادي الكبير الذي بدأ يشهده العراق والذي تمثل بمنح عقود جديدة لتطوير حقول نفطه، وهي الحقول التي تتمتع بإمكانيات قد ترفع الإنتاج العراقي من هذه المادة الخام إلى 5 ملايين برميل يومياً في غضون سنوات قليلة.

وأضاف: "ثمة محرك اقتصادي ينتظر الكشف عنه، وهو موجود في العراق، ذلك النفط ينتظر الخروج من باطن الأرض والتصدير.. ويمكن للعراقيين القيام بذلك، ويكافحوا الفساد في الوقت ذاته، وإبقاء التمرد المسلح في حدوده الدنيا، وبعد ذلك يمكنهم قطف ثمار الازدهار والرخاء."

استقطاب الأطفال

على صعيد متصل تواصل بعض منظمات المجتمع المدني المعنية بملف الطفولة حملاتها للحد من ظاهرة انخراط الاطفال في صفوف الجماعات المسلحة، حيث أكد قيادي في مجلس «صحوة بلدة المشاهدة» (شمال بغداد) استقطاب تنظيم «القاعدة» أطفالاً «فقدوا ذويهم في حوادث أمنية».

وقال القيادي في «الصحوة» ماهر المشهداني ان تنظيم «القاعدة» يحاول «تغييير أسلوبه في تنفيذ بعض الهجمات الانتحارية من خلال إعادة تجنيد أكبر عدد من الاطفال لا سيما الذين فقدوا ذويهم». بحسب صحيفة الحياة اللندنية.

وأضاف: «خلال مراقبتنا لتلك الاوكار وجدنا انهم يستقطبون الاطفال من خلال اغوائهم بمبالغ مالية كبيرة مقارنة باعمارهم، فضلا عن تعليمهم فنون القتال وايكال مهمة ادارة بعض الفصائل. وتم إبلاغ الوحدات الامنية القريبة منا بالأمر فنفذت حملات دهم سريعة اسفرت عن اعتقال بعض المسلحين وبعض الاطفال الذين اعدوا لتنفيذ عمليات انتحارية». وكانت منظمة «سلام الرافدين»، وهي إحدى منظمات المجتمع المدني اعلنت اطلاق حملة كبرى لمكافحة تجنيد الأطفال. وقالت الناطقة باسم الحملة مها سامي إن «تراجع الوضع الأمني نتيجة الصراع الكبير بين الأحزاب والقوى السياسية العراقية والصراعات الطائفية انعكس سلباً على شريحة الأطفال والمراهقين».

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25/آذار/2010 - 8/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م