قضايا إدارية: بين النفاق الأخلاقي والحقوق الوظيفية

أخطاء عمل عليكَ تجنُّبها واحذر أن تبدو ساذجاً

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: يرى الكثيرون أن الضغوط التي تشهدها أماكن العمل لا تختلف عن ظروف الطقس السيئ بمعنى أنه ليس بوسع المرء تغييرها إلا أنه في الغالب تكون هذه الضغوط بخطأ من الأشخاص أنفسهم لأنهم دائما ما يرهقون أنفسهم بمزيد من العمل بسبب عدم قدرتهم على قول "لا". ويتضمن أسلوب العمل الصحي القدرة على رفض طلبات الزملاء في العمل في بعض الأحيان. فيما يرغب الكثير من مدمني ومدمنات قول "نعم" في إسعاد الآخرين على حساب راحتهم الشخصية مهما كان الثمن.

السلطة تولد النفاق الأخلاقي

لماذا يفشل العديد ممن يحتلون مناصب عليا في اتباع ذات القواعد الأخلاقية التي يروجون لها؟ دراسة أمريكية جديدة في هذا المضمون وجدت أن السلطة تولد النفاق وتجعل الناس أكثر صرامة حيال تصرفات الآخرين وأكثر ليونة مع الذات.

وقال العلماء القائمون على البحث من كلية كيلوغ بجامعة نورثويسترن بولاية إلينوي: "حسب دراستنا، السلطة والنفوذ قد يؤديان إلى انفصال تام بين الحكم العام والسلوك الخاص، ونتيجة لذلك فإن الأقوياء أكثر صرامة مع الآخرين وأكثر تساهلاً تجاه تصرفاتهم الخاصة."

وخلصت الدراسة إلى نتائجها بمحاكاة الخيارات الأخلاقية التي يتخذها أشخاص نافذون، جرى إيكال أدوارهم إلى المشاركين فيها، بعضهم مثل دور "رئيس الوزراء" وآخرون كـ"موظفين حكوميين"، ثم طلب الباحثون منهم التعامل مع مسائل أخلاقية تتصل بقضايا متعلقة بقواعد المرور والضرائب وممتلكات مسروقة.

وأظهرت التجارب المختلفة أن أولئك الذين يحتلون أكثر الوظائف نفوذاً هم الأكثر نفاقاً في تصرفاتهم الشخصية وأشد صرامة عند الحكم على الآخرين، أما الفئة الأقل نفوذاً فكانت الأكثر حزماً مع النفس عن الآخرين، وهي ظاهرة أطلق عليها معدو الدراسة - هايبركريسي. بحسب سي ان ان.

وقال بروفيسور آدم غالنسكي، أحد معدي الدراسة: "في نهاية المطاف أنماط النفاق hypocrisy والهايبركريسي hypercrisy تكرس اللامساواة الاجتماعية، الأقوياء يفرضون القواعد والقيود على الآخرين بينما يتجاهلون هذه القيود على أنفسهم، في حين يتعاون الضعفاء على تناسخ عدم المساواة الاجتماعية لأنهم لا يشعرون بالاستحقاق ذاته."

كيف تستريح في العمل دون أن تفقد وظيفتك

لا تعبأ كثيرا بالكساد فالعاملون بوسعهم إيجاد السبل لبذل جهد أقل في العمل والإفلات من العقاب.. هذا رأي ستانلي بينج مؤلف كتاب "كيف تستريح دون أن يطاح برأسك".

ويقول بينج في كتابه الذي يصدر في 17 نوفمبر بعنوان فرعي "دليل للبقاء في مناخ العمل الجديد" أن السر يكمن في تعلم الحيل البارعة للأشخاص الناجحين الذين يمسكون بالسلطة.

كتاب بينج الجديد هو نسخة معدلة من كتابه "حيل تنفيذية او كيف تتقاعد وأنت لاتزال تعمل" الذي يقول الكاتب انه وضعه خصيصا للتعامل مع الظروف الاقتصادية العصيبة في الوقت الحالي.

وقال بينج لرويترز في حديث "مناخ العمل خطير لكن بعد الإقرار بهذا.. يمكنك التعلم من الطريقة التي يدير بها الناس الناجحون أوقاتهم وحياتهم العملية".

وكتاب بينج مليء بنصائح إستراتيجية عن سبل توزيع المسؤوليات على الغير ويقول أن ذلك "محور السلطة" كيف تتعرف على مشكلة في موقع آخر لتبرر رحلة عمل على نفقة المؤسسة وكيف تخلق شعورا بالخصوصية يوهم الآخرين بوجود مكتب خاص لك حتى وان كنت تعمل في قاعة مفتوحة مقسمة إلى قطاعات صغيرة.

ويرى أنه حتى يتحقق هذا الشعور "الحقيقي" بوجود باب للمكتب أدر شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص بك بعيدا عن الآخرين وأضف طابعا شخصيا على المكان حتى تجعله غير ملائم للزوار بل اخلق "نمطا شعوريا لا يتسم بالود".

ويقول بينج أن أهم شيء هو فن الغياب لتعطي لنفسك أهمية وهي حيلة يسهلها أكثر البريد الالكتروني والهواتف المحمولة ووسائل تكنولوجية اخرى. ويرى أن الوجود الفعلي كان مهما في وقت ما لكن هذا أصبح مشكوكا فيه الان. فالغياب يساعد على خلق الاحساس بالاهمية ويصعب الوصول اليك طوال الوقت. ويضيف بينج ان جوهر المسألة هو ان تلك الحيل هي طرق نافعة في كل الازمنة ليحقق الفرد سيطرة على عمله ووقته وحياته.

احذر أن تبدو ساذجا في مكان العمل

ومن جانب آخر يرى الكثيرون أن الضغوط التي تشهدها أماكن العمل لا تختلف عن ظروف الطقس السيئ بمعنى أنه ليس بوسع المرء تغييرها إلا أنه في الغالب تكون هذه الضغوط بخطأ من الأشخاص أنفسهم لأنهم دائما ما يرهقون أنفسهم بمزيد من العمل بسبب عدم قدرتهم على قول "لا". ويتضمن أسلوب العمل الصحي القدرة على رفض طلبات الزملاء في العمل في بعض الأحيان. ويرغب الكثير من مدمني ومدمنات قول "نعم" في إسعاد الآخرين على حساب راحتهم الشخصية مهما كان الثمن.

إلا أن ديرك وينديموث أستاذ علم النفس بمعهد العمل والصحة بمؤسسة التأمين ضد المخاطر الاجتماعية في دريسدن بألمانيا قال إن هؤلاء الأشخاص لا يسدون معروفا إلى أنفسهم لأنه ينظر إليهم في نهاية اليوم على أنهم "أغبياء لأنهم قاموا بأداء العمل بدلا عن آخرين". وأضاف وينديموث أنه في بعض الأحيان يكافأ العاجز عن قول "لا" بمواجهة المزيد من المشكلات "لأن حجم العمل يزداد أمامه وبالتالي يعمل تحت ضغط" وأكثر من هذا فإن نيران حسن النية قد ترتد عليه عندما يكثر العمل ويعجز عن إنهائه في الوقت المحدد.

وأوضح وينديموث أنه سرعان ما يدخل من يقولون دائما"نعم" في حلقة مفرغة وبمجرد أن يسود عنهم انطباع بأنهم ساذجون تتراكم عليهم أحمال الأعمال فيما ينعم باقي الزملاء بقضاء وقت العمل "بسلام وهدوء". وحسنا أن تقول لا ولكن ليس بصورة قاطعة وإنما يمكنك أن تتخلص من طلب رئيسك في العمل بكلمات بارعة مثل "عمل؟ اعتبرني غير موجود!" لأن أسلوب الرد الفظ عادة ما يظل في عقلية من قوبل به. وتنصح مؤسسة تأمينية

ألمانية الموظفين بشرح سبب ضيق الوقت لديهم وعجزهم عن القيام بعمل معين حتي لايثيروا كراهية زملائهم. وحذر الخبراء من الردود غير اللائقة مثل "هذه ليست مشكلتي" واقترحوا عرض البدائل على رئيس العمل أو على الزميل مثل عرض إنهاء هذا العمل في وقت لاحق أو عرض تقاسم العمل مع زميلك الذي يطلب منك.

وهناك احتمال آخر وهو نقل المهمة لزميل آخر مثل القول "لماذا لا تطلب من ميير القيام بها فهو على دراية أكبر بالموضوع ويمكنه إنهاء العمل أسرع وأفضل مني". ووفقا لرابطة علم النفس الألمانية فإنه من الممكن أن يستعين مدمنو قول "نعم" بطلب وقت للتفكير عندما يحاول زملاؤهم حملهم على القيام بعمل ما لأنهم غالبا لا يكونون مستعدين للرد بالرفض. ويقول وينديموث إنه في حال كان الرفض هو الرد المحدد فلا يجب على الموظف إضاعة الوقت وإنما عليه إعلان ذلك فورا.

الموظفون البدناء الكسالى يواجهون تمييزا في العمل

وقالت منظمة بريطانية معنية بانقاص الوزن ان الاشخاص زائدي الوزن يفقدون فرصا وظيفية أو يجري تجاوزهم في الترقيات بسبب اعتقاد أرباب الاعمال انهم كسالى.

وذكرت منظمة "سليمينج وورلد" (عالم التخسيس) في بيان في موقعها على الانترنت ان هؤلاء الذين يعانون من زيادة كبيرة في الوزن اكثر احتمالا بواقع الضعف لتقاضي راتب منخفض واكثر احتمالا بواقع اربعة اضعاف للتعرض لتنمر أو استقواء على خلفية وزنهم وبواقع ستة اضعاف للشعور بأن مظهرهم هو سبب فقد ترقية.

وقالت جاكي لافين رئيسة ادارة التغذية والبحوث في منظمة "سليمينج وورلد" ان هذا المسح يعد احد اكبر المؤشرات حتى الان على نطاق التمييز المرتبط بالبدانة في اماكن العمل.

وقالت "من المؤسف ان 16 في المئة فقط من البدناء يشعرون بدعم من زملائهم في العمل في جهودهم لانقاص الوزن ومن المخيب للامال ان واحدا من بين كل اربعة يقولون انهم واجهوا تعليقات سلبية بشأن وزنهم خلال وجودهم في العمل". بحسب رويترز.

واستطلعت مؤسسة يوجوف اراء اكثر من الفي بالغ بريطاني تزيد اعمارهم عن 18 عاما في هذه الدراسة التي اجريت لصالح منظمة سليمينج وورلد. ومن بينهم 227 من أرباب الاعمال.

وطلب ممن شملهم الاستفتاء التعليق على اتجاهاتهم بشأن البدانة في اماكن العمل. وجاءت اجاباتهم متناسبة مع حجمهم الذي قيس وفقا لحساب الطول والوزن والمعروف باسم مؤشر كتلة الجسم.

ووجدت الدراسة ان الاشخاص في الفئة الاعلى وزنا (سمنة مفرطة) والتي يكون فيها مؤشر كتلة الجسم اعلى من قراءة 40 أكثر احتمالا بواقع اربعة اضعاف لعدم الشعور بالثقة مطلقا واكثر احتمالا بواقع الضعف للرهبة من التقدم لشغل وظيفة جديدة.

ويتسم ارباب الاعمال الذكور بالاحكام المسبقة والاجحاف بشكل خاص. فقد قال واحد من كل اربعة رؤساء ذكور شملهم الاستطلاع انهم قد يرفضون مرشحا محتملا للعمل بسبب وزنه وان واحدا من عشرة اعترفوا بأنهم فعلوا ذلك بالفعل.

الموظف المكتبي في الإمارات يهدر 46 يوماً في العام

وأظهرت دراسة أن كل موظف في مكتب في الإمارات يقضي معدل 46 يوم من مجموع أيام العمل في العام في نشاطات لا تمت للعمل بأي صلة.

وبيّنت الدراسة التي أجراها "معرض المكاتب" أنه رغم فرض ساعات عمل طويلة، فإن الموظفين في مكاتب الإمارات مازالوا قادرين على انتزاع قسط من الوقت لأغراضهم الشخصية خلال ساعات العمل، سواء من خلال دخول مواقع الكترونية للتعارف الاجتماعي أو تصفح الشبكة أو تجاذب أطراف الحديث مع الزملاء.

كما أظهرت الدراسة التي استطلعت آراء أكثر من 1,000 موظف مكتبي في أنحاء مختلفة من الإمارات أن الموظفين في مكاتب الإمارات يعدون 150 مليون كوب شاي سنوياً حيث يقضي كل شخص نحو أربعة أيام ونصف من أيام العمل في إعدادها.

وتشير النتائج إلى أن موظفي المكاتب في المنطقة يقضون نحو سبعة أيام من أيام العمل سنوياً كمعدل في الدردشة مع زملائهم.

وأضافت الدراسة أن نحو 62 بالمائة من الشركات تملك سياسة خاصة بتقنية المعلومات تتعلق بالاستخدام الشخصي لشبكة انترنت يلتزم الموظفون بتطبيقها. ويتجاهل الموظفون تلك السياسة أو أنها تكون منعدمة في 33 بالمائة من الشركات.

وبيّنت الدراسة أن مزاولة الأعمال البنكية الالكترونية ودفع الفواتير يعد نشاط سائد أثناء ساعات العمل حيث يستحوذ على 11 يوماً في العام من أيام عمل كل موظف، بالإضافة إلى قضاء ستة أيام في العام أثناء ساعات العمل في البحث والحجز للعطلات.

وذكر مدير العرض في معرض المكاتب، سينيد بردجت "من المعروف أن الأشخاص في الإمارات يقضون ساعات طوال في المكاتب، غير أن دراستنا كشفت عن بعض الحقائق المدهشة حول حقيقة ما يحدث أثناء ساعات العمل. ففي الوقت الذي تهيمن فيه الرسائل الالكترونية على الاتصالات الرسمية ، مازال الناس يرغبون في قضاء الوقت بالدردشة مع الزملاء حول مسائل لا تتعلق بالعمل.

أيها الموظف.. تجنَّب هذه الأخطاء الشائعة

تعتبر مسألة التفاوض على الراتب جزءا لا يتجزأ من "فنون" الحياة العملية مثلها مثل فن التقدم للوظيفة وإبراز أفضل الجوانب الشخصية والمهارات من أجل الفوز في الوظيفة. ونشرت صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار في موقعها الإلكتروني تقريرا حول الأخطاء الواجب تجنبها أثناء المفاوضات حول الراتب وشددت كذلك على ضرورة تجهيز الحجج الجيدة من أجل النجاح في المفاوضات حول هذا الموضوع الشائك.

ونصح التقرير الموظفين الراغبين في الحصول على رواتب مرتفعة من أرباب عملهم بالتركيز على سؤال مهم وهو "ما الذي يجعلني أنا بالتحديد أكثر استحقاقا للحصول على راتب كبير؟".

ونصح التقرير بالإشارة خلال هذه المفاوضات إلى المشروعات المستقبلية في العمل وكذلك توضيح الدور الذي يقوم به الموظف داخل القسم الذي يعمل به. ويجب على الموظف الراغب في الحصول على زيادة في راتبه إقناع رب العمل بأن هذه الزيادة تصب في مصلحته أيضا.

وإذا نجحت في إقناع مديرك بأن زيادة الراتب تعني زيادة درجة التحفيز أيضا فستخرج ناجحا من هذه المفاوضات وتكون قد حققت هدفك بالفوز بالزيادة المرجوة. وأشار تقرير الصحيفة إلى مجموعة من الأخطاء الفادحة التي يرتكبها الموظف عندما يطلب من رب عمله زيادة في الراتب وقدم مجموعة من النصائح لتفادي هذه الأخطاء. وكان أول هذه النصيحة هو عدم الحديث مطلقا عن سبب رغبتك في زيادة الراتب إذ لا يجب أن تقول أبدا أنك بحاجة لزيادة الراتب بسبب رغبتك في شراء منزل جديد على سبيل المثال بل التأكيد دائما على أنك ترغب في الزيادة لأنك تستحقها فحسب.

ومن بين النصائح أيضا عدم اللجوء مطلقا إلى أسلوب التهديد بمعنى أنه لا يجب عليك مطلقا أن تضع المسدس على صدر مديرك لأن هذا قد يجعلك تخسر المعركة كلها. ويجب أن تتسم هذه المفاوضات أيضا بقدر كبير من الهدوء مع تجنب اللهجة الغاضبة والعنيفة أثناء الحديث حول زيادة الراتب مع ضرورة الحفاظ على أكبر قدر من التوافق بين لغة اللسان ولغة الجسد أثناء الحديث. ويتعين في الوقت نفسه الابتعاد عن عبارات الأدب الزائدة لأنها ستوحي إلى رب العمل بأنك "متسول" أكثر منك شريكا في العمل.

وفي النهاية يجب على الموظف أن يطلب زيادة كبيرة في الراتب لأن هذه المسألة تعتمد بشكل كبير على التفاوض وغالبا ما يتم الاتفاق في النهاية على نصف المبلغ المطلوب على سبيل المثال لذلك يجب أن تكون البداية بمبلغ كبير.

زيادة الراتب ليست أهم من الثناء

يخطئ الموظف الذي يقول دائما إنه لا يحتاج من رئيسه الثناء على العمل بل الزيادة في الراتب فقط أو الذي يقول إن العمل سيتوقف بدونه وإن من الصعب إيجاد بديل له.

وبهذا الخصوص نشر الكاتب الألماني ماركو فون مونشنهاوزن كتابا بعنوان "الأكاذيب السبعة في العمل وكيفية النجاح في الوظيفة" أكد فيه أن الثناء له فوائد كبيرة رغم أنه من الصعب على الكثير من المديرين الثناء على الموظفين.

وأكد الكتاب الذي نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية في موقعها الإلكتروني مقتطفات منه أن غياب الثناء من قبل المدير يجعل مخ الموظف يصدر هرمونات الضغط والتوتر الأمر الذي يؤدي إلى مشكلات في المعدة وشعور بالإحباط. ونصح الكاتب الموظفين بعدم إخفاء أنفسهم خلف المكتب بل محاولة الترويج لعملهم ولنفسهم وإظهار نقاط قوتهم ولكن دون محاولة وضع نفسهم في مقارنة مع غيرهم.

وكان "المال" هو الأكذوبة الثانية التي نصح الكتاب بالإبتعاد عنها إذ يعتقد الكثيرون أن سعادتهم في الحياة ستزيد بزيادة راتبهم ولكن الكتاب أوضح أن زيادة الراتب تعني بالطبع ارتفاع مستوى المعيشة ولكن هذا لا يعني بالضرورة زيادة درجة السعادة. ومن بين الأفكار الخاطئة في مجال العمل الاعتقاد بأن "الوظيفة الآمنة أفضل" إذ أن الحياة تتطلب أيضا بعض المخاطرة والاستعداد لتقبل الفشل بهدف تحقيق النجاح بعد ذلك.

وربما يسعد البعض بوظيفة سهلة للغاية خالية من الأعباء ولكن الخبراء يؤكدون أن غياب التحديات الجديدة تفقد الشخص المتعة في العمل الذي يقوم به. ويستخدم البعض عبارة "سيتوقف العمل بدوني" أو "لا يوجد من يمكنه أداء العمل مثلي" للتأكيد على أهمية الدور الذي يقومون به ولكن هذا الأمر يتنافى مع روح الفريق التي من شأنها تحسين العمل والوصول إلى نتائج أفضل.

التدخين والحقوق الوظيفية

ومن جانب آخر قضت محكمة ألمانية بأن الاستراحات التي يأخذها الموظف للتدخين لا تبرر فصله حتى وإن كانت مدتها طويلة. ورأت محكمة العمل بولاية راينلاند بفالس في الوقت نفسه أن الموظف الذي يأخذ استراحات طويلة للتدخين يخل بالتزاماته.

وأصدرت المحكمة الكائنة بمدينة ماينز بغرب ألمانيا حكما رأت فيه أن فصل موظف لهذا السبب يعد "زائدا عن الحد" إذ يكفي خصم راتبه عن الفترات التي ينقطع فيها عن العمل لأجل التدخين. ويأتي هذا الحكم لصالح موظف تقدم بدعوى ضد رب عمله الذي فصله بسبب طول فترات استراحات التدخين التي يأخذها.

وكان رب العمل اتفق مع هذا الموظف على أن يأخذ استراحات تدخين قصيرة بالتنسيق مع رئيسه المباشر دون أن يوقع في جهاز الحضور والانصراف. ولكن الموظف كان يأخذ فترات طويلة للتدخين بلغ مجملها في يوم العمل الواحد نحو ساعتين كما لم تفلح الإنذارات المتكررة له مما دفع رب العمل لفصله. ولكن المحكمة رأت أن رد فعل رب العمل كان مبالغا فيه وقالت إن التصرف الأنسب هو أن يطلب رب العمل من الموظف التوقيع في جهاز الحضور والانصراف قبل كل استراحة تدخين وبالتالي يمكن معرفة الساعات التي انقطع فيها عن عمله مشيرا إلى أن هذا الموظف تجاوز الخمسين من العمر ويعمل في الشركة منذ سنوات طويلة وسيكون من الصعب عليه العثور على وظيفة في هذا السن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 24/آذار/2010 - 7/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م