وكالة يقولون

وكالة إخبارية على مدى 24 ساعة

ريم علي عبدالله الحاجي محمد

كثيرا ما تصلنا أخبار المجتمع بعضها يمكن تصديقه والبعض منها لا يستطيع عاقل أن يستوعبه ولكنها تصل وتنتشر انتشار النار في الهشيم وحينما نسأل عن المصدر يكون الجواب يقولون:

من اللذين قالوا وما هو دليلهم لا نعلم لكنهم يقولون ذلك. وينتشر الخبر بين أفراد المجتمع ومن فرد لفرد يتم إضافة بعض التعديلات لكي يكون وقع الخبر أقوى على النفس.

المضحك المبكي في الأمر أن بعض الأخبار يكون المتلقي لها يعرف الشخص المشاع خبره وقد يكون أحد أقاربه ويكون الخبر المشاع ما هو إلا كذبة ولكن الناقل للخبر يؤكد كلامه ولكنهم يقولون ذلك. ضاربا عرض الحائط أي تصحيح للخبر من ذوي العلاقة.

كذلك في مجال العمل يأتي أحد العملاء ويسأل عن أمر ما وحينما ننفي الأمر يرد باستنكار ولكنهم يقولون ، في حين أني أنا أعلم بظروف عملي وما يكون وما لا يكون لكن وكالة يقولون لنشر الأخبار على المدار أقرب إلى قلوب الناس ووقعها أقوى وإن كان خبرها تجاوز المعقول.

لم نصدق ما يقولون دون أن نبحث عن الحقائق ونتحرى صحتها، لم ننشر جميع ما يقال دون مراعاة لعواقب ما ينقل بواسطة يقولون.

قد يتسبب ما يقال في فضيحة عائلية.وقد يتسبب في خلاف زوجي بين زوجين يسكن بيتهم الهدوء وقد يتسبب في إزعاج شركة ما بسبب نقل أخبار خاطئة عنها.

مشاكل لا تحصى نتيجة ما يقولون.

نحتاج إلى أن نكون أكثر وعيا في نقل الأخبار فليس كل ما يسمع يقال وليس كل ما يقال حقيقة ، حتى و إن كان ما يقال حقيقة مؤكدة لم نسمح لأنفسنا بتناول أخبار الأفراد وحياتهم الخاصة ، لم نتعدى على حرمات خلق الله ونتدخل في خصوصياتهم.

ناهيك عن ما ينقل من معلومات علمية وطبية وثقافية غير صحيحة ولا تمت للحقيقة بصلة ولكنها وصلت عبر الإيميل من خلال الخدمة الإلكترونية لوكالة يقولون. وتنتشر تلك المعلومة ويصدقها الجميع دون أن يكلف أحد نفسه أن يتحرى صحة ما نقل. فوكالة يقولون أخبارها أكيدة ولا مجال للنقاش.

يقولون ويقولون وسلام الله على من يقولون.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 22/آذار/2010 - 5/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م