مجرد سؤال: من أين لك هذا... يا هذا؟

علي الأسدي

لقد فازوا فهل يعقل هذا؟

أيعقل أن ينتخب الشعب  من تجاهل معاناته من انعدام الكهرباء والماء الصالح للشرب والمشتقات النفطية؟

أيعقل أن ينتخب الفقراء والجوعى سارقي مفردات البطاقة التموينية مصدر قوتهم اليومي؟

أيعقل أن ينتخب الآباء والأمهات من أهمل أطفالهم في مدارس بدون تدفئة ومرافق صحية وقاعات درس لا تتوفر فيها المواصفات الملائمة للدرس والتعلم والمواظبة على الحضور اليومي؟

أيعقل أن ينتخب العاطلون عن العمل من تجاهل مطالباتهم بفرص عمل  تضع حدا لمعاناتهم من الفقر والفاقة، فيما أغرقت دوائر الدولة بالمتحزبين لهذا الوزير والمدير وأقربائهم، بينما سدت الأبواب  في وجوههم؟

أيعقل أن تنتخب الناس من تستر على المتهمين بالتلاعب بالمال العام والاثراء على حسابه، وسمح لبعضهم بالتهرب من المساءلة حيث سمح لهم بالهرب الى خارج العراق؟

أيعقل أن ينتخب المثقفون وأصحاب الكفاءات من تجاهلهم وأذلهم بينما تعاني الدولة من عديمي الكفاءة والمهنية؟

أيعقل أن ينتخب المزارعون الصغار من كان السبب في هجرهم لاراضيهم ومهنهم الزراعية بسبب نقص الاعانات والخدمات الضرورية لمزاولة العمل المزرعي؟

أيعقل أن ينتخب المهجرون من تجاهل مراراتهم، وهم الذين لم يتمكنوا من العودة إلى محال سكنهم ومدارس وملاعب أطفالهم؟

أيعقل أن ينتخب المشردون من لم يعر لحالتهم أي اهتمام، بينما هم بدون مأوى ثابت وكريم، ويسكنون الخرائب والأراضي المقفرة بعيدا عن المدنية والتحضر؟

وإذا لم تنتخبهم هذه الجماهير الواسعة  فكيف إذا فازوا؟

أيعقل أنهم تلاعبوا باستمارات التصويت لصالحهم؟

أيعقل أنهم أضافوا استمارات وألغوا أخرى ؟

أيعقل أنهم تلاعبوا بأرقام نتائج التصويت؟

أيعقل أن تكون الرشى من نقود وهدايا عينية، ووعود بعمل وأراضي سكنية قد نجحت في تغيير خيارات الناخبين؟

أيعقل أن يكون للرشى تلك القوة التي تجعل الناخب يصوت ضد مصالحه ومستقبل أبنائه؟

وهل يعقل أن يكون لمقدمي تلك الرشى القدرة المالية الهائلة لتغطية تكاليفها الباهظة ؟

وإذا كان بإمكانهم توفير تلك الأموال بالفعل، فمن أين أتوا بكل هذه الأموال لينفقوها  بمثل هذا السخاء؟

وإذا كان مصدر تلك الأموال ميزانية وزارات بعينها فهل تمت بعلم الموظفين المسئولين عنها؟

وما رأي الوزير والمدير والمحاسب في هذا؟

ألا يتوقعون المسائلة يوما عن خرق القانون والنزاهة، والتستر على التلاعب بالمال العام، وهي من الجرائم الكبرى المخلة بالشرف؟

وإذا كانوا يصلون ويصومون ويتعبدون فكيف يجيز لهم إيمانهم وتقواهم كل هذه الذنوب، ألا يؤمنون بيوم الحساب، وهل هناك من تبرير فقهي للتصرف بأموال الفقراء والأرامل واليتامى، والمعاقين وكبار السن والمشردين؟

ألا توجد ضمائر حية ونظيفة لا تسكت أو تتهاون عن هذا الخرق للقانون، فترفع صوتها منحازة إلى جماهير الشعب، وتكشف عن الحقيقة وتفضح المتلاعبين بالمال العام؟

وهل يمكن لأصحاب الضمائر أن يلوذوا بالصمت، فيما الأموال التي كانت ستذهب لتحسين خدمات الكهرباء قد حولت لشراء أصوات الناخبين ؟

وهل يمكن أن يلوذ بالصمت من يعاني هو نفسه من نقص مفردات البطاقة التموينية، بينما أموالها قد سربت لصالح هذا وذاك من المسئولين الكبار لتتحول إلى عقارات واستثمارات؟

أيعقل أن يحدث هذا كله ويسكت السياسيون والموظفون الشرفاء عن كشف الحقيقة التي تحدث عنها بصراحة تامة المرجع الكبير في النجف الأشرف الشيخ بشير النجفي عندما قال :

"هناك فساد اداري وتقصير في معظم مجالات خدمة الشعب كالكهرباء والماء والزراعة والنفط والحصة التموينية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 22/آذار/2010 - 5/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م