
شبكة النبأ: تسعى الإدارة الأميركية
بقدر كبير من الجدية على تحقيق مستوى مقبول من الاستقرار الأمني أملا
ان يساعد ذلك في تولى السلطات المحلية في أفغانستان المسؤولية المفترضة
في حماية أمنها ونظامها السياسي أسوة بالعراق الذي كان يعاني من تردي
الأوضاع التي تمر بها تلك البلاد في الوقت الحالي.
وعلى الرغم من بعض الإخفاقات الميدانية التي تتعرض لها القوات
الأميركية هناك الا ان إدارة اوباما تصر على المضي في نهجها القائم
والخطط العسكرية الرامية الى تخليص البلاد من الحركات المسلحة ألآخذه
بالانتشار.
وتتوقع واشنطن ان الأيام المقبلة ستشهد فترات عصيبة على قواتها
العاملة في افغانستان بالتزامن مع توسيع فعالياتها العسكرية، لافتة في
الوقت ذاته انها لن تتوانى في تطويع مختلف السبل للوصول الى مبتغاها.
شبكة تجسس
فقد كشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنها تحقق بمزاعم
تتحدث عن مسؤول أدار شبكة تجسس سرية في كل من أفغانستان وباكستان،
مستغلا أموال الوزارة لتحقيق هذا الغرض.
وقال المتحدث الرسمي باسم البنتاجون: إن هذه القضية تطرح أسئلة عدة
لا تلقى إجابات عليها، وتقتضي إجراء المزيد من المراجعة والتحقيق
بشأنها من قبل الوزارة.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نشرت تقريرا قالت فيه إن مايكل
فيرلونج قد استأجر عددا من المقاولين لرصد تحركات المسلحين في البلدين
المذكورين وقتلهم.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من غير الشروع أن يتم استئجار المقاولين بغرض
تشغيلهم كجواسيس بمثل هذه الطريقة المفضوحة.
وقال التقرير إنه يُعتقد أن يكون فيرلونج قد حصل على الأموال
المُستخدمة لتمويل شبكة التجسس المزعومة من الميزانية المخصصة لبرنامج
تنفذه الوزارة بشكل قانوني ومشروع لجمع المعلومات.
ويذِّكر تقرير الصحيفة الأمريكية بأن فيرلونج هو المسؤول منذ أواسط
عام 2008 عن تنفيذ عقد قيمته 22 مليون دولار أمريكي، ويهدف إلى استخدام
الشركات الخاصة لجمع المعلومات المتعلقة بالثقافة القبلية وبالوضع
السياسي في أفغانستان.
وقالت الصحيفة إن فيرلونج كان قد استأجر مقاولين يعملون لصالح شركات
الأمن الخاصة التي تعمل أصلا لصالح وكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية (سي آي إيه) والقوات الأمريكية الخاصة.
هذا وقد تمكن المقاولون المذكورون من جمع معلومات استخباراتية حول
أشخاص يُشتبه بأنهم مسلحين، بالإضافات إلى المخيمات التي يستخدمها
أولئك المسلحون.
ونقل التقرير عن مسؤولين قولهم: قام المقاولون بعدها بتمرير
المعلومات التي حصلوا عليها إلى الوحدات العسكرية وإلى المسؤولين
الاستخباراتيين بغرض تنفيذ عمل قاتل ممكن في أفغانستان وباكستان .
ونقلت وكالة الأسوشييتد برس للأنباء عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنه
تم إغلاق برنامج التجسس غير الرسمي الذي كان يديره فيرلونج، وذلك بعد
أن شكَّ القادة العسكريون بأنه كان يستخدم أموال البنتاجون لتمويل
المشروع.
معارك ضارية
من جانبه حذر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس من ان القوات الدولية
ستواجه "معارك ضارية" ضد طالبان رغم المؤشرات على احراز تقدم في الحرب
المستمرة منذ ثماني سنوات.
وقال غيتس للصحافيين الذين يرافقونه في رحلته قبيل وصوله الى كابول
"لا شك ان ثمة تطورات ايجابية تجري، لكنني اعتبر ان الوقت ما زال مبكرا
جدا".
واضاف ان القوات الدولية والافغانية يجب ان تتوقع "معارك ضارية جدا
واياما اكثر صعوبة"، معتبرا انه يجب "بذل مزيد من الجهود". بحسب فرانس
برس.
وشنت قوات الحلف الاطلسي والجيش الافغاني قبل ثلاثة اسابيع عملية "مشترك"
في جنوب البلاد احد معاقل طالبان، وهي اضخم عملية عسكرية منذ اجتياح
هذا البلد عام 2001 ويشارك فيها 15 الف عسكري دولي وافغاني.
وتشكل هذه العملية اول اختبار حقيقي للاستراتيجية الاميركية الجديدة
في افغانستان التي اعلنها الرئيس باراك اوباما في كانون الاول/ديسمبر
وتتضمن ارسال تعزيزات تفوق ثلاثين الف عسكري اميركي اضافي الى هذا
البلد.
وقال وزير الدفاع الاميركي انه يريد الاطلاع "على الحملة الجارية
ليس فقط في مرجه وانما ايضا المراحل المقبلة في الربيع ثم الصيف
والخريف".
وصرح مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن هويته ان قندهار ستكون الهدف
المقبل لحلف شمال الاطلسي. وسيلتقي غيتس ايضا الرئيس الافغاني حميد
كرزاي الذي زار الاحد مرجه للمرة الاولى ووعد ببناء مدارس وطرق
ومستشفيات.
من جهة اخرى اقر وزير الدفاع الاميركي "بوجود بعض الاخبار السارة"
بعد توقيف عدد من قادة طالبان في باكستان مؤخرا.
لكنه اضاف "اعتقد اننا نستطيع بذل مزيد من الجهود"، مذكرا بان
الاستراتيجية الاميركية الجديدة لمكافحة التمرد القاضية بارسال قوات
اضافية بقرار من اوباما ليست سوى في بداياتها.
واوضح غيتس ان حوالى ستة آلاف جندي وصلوا الى هذا البلد من اصل
ثلاثين الفا يفترض ان ينتشروا في افغانستان حتى آب/اغسطس.
هجوم الأكثر دموية
في سياق متصل تلقى النقيب الأمريكي، ماثيو ماير، القائد السابق
للقاعدة العسكرية الأمريكية التي تعرضت لهجوم كبير شنه أكثر من 200
عنصر من حركة طالبان في أفغانستان بيوليو/تموز 2008، ما أدى إلى مقتل
تسعة جنود وجرح 12 آخرين، رسالة تأنيب قاسية، من المتوقع أن تحول دون
حصوله على أي ترقية خلال ما تبقى من حياته العسكرية.
وجاءت الرسالة بعد تحقيق مطوّل أجراه الجيش الأمريكي في الواقعة،
اكتشف خلاله وجود ثغرات كبيرة في خطط الدفاع عن القاعدة، ارتكبها ماير
وكبار ضباطه، رغم أن القيادة العسكرية كانت قد منحت النقيب الأمريكي
النجمة الفضية بسبب شجاعته في مواجهة الهجوم.
ويعتبر الهجوم الذي تعرضت له القاعدة التي كانت تقع قرب قرية "وانات"
شرقي أفغانستان الأكثر دموية بالنسبة للجيش الأمريكي في أفغانستان،
خاصة وأن عناصر طالبان التي تدفقت من التلال المحيطة بالموقع كادت أن
تسيطر عليه تماماً.
وتشير وثائق التحقيقات إلى أن الإجراءات الأمنية المحيطة بالموقع لم
تكن كافية لرد الهجوم، ما سمح لعناصر طالبان بالوصول إلى مسافة تسمح
لهم بإلقاء القنابل اليدوية إلى داخل القاعدة، ما اضطر ماير لطلب الدعم
الجوي، وقامت الطائرات الأمريكية بقصف المسلحين وهم على بعد عشرة أمتار
من خطوط الدفاع.
وقالت مصادر مطلعة على التحقيقات إن اللجنة التي يرأسها الجنرال
تشارلز كامبل قررت تقديم رسائل تأنيب مماثلة لاثنين من كبار الضباط
المعاونين لماير، رغم أنهما كانا خارج القاعدة لدى تعرضها للهجوم. بحسب
(CNN).
وذكرت المصادر أن بناء القاعدة في منخفض وسط التلال كان خطوة خاطئة،
لأن ذلك يصعّب الدفاع عنها ويسهّل تطويقها من قبل المهاجمين، وتوقعت أن
يقوم الضباط المؤنبين بلقاء كامبل قريباً لشرح موقفهم واستئناف قرار
معاقبتهم.
وكانت مصادر في الجيش الأمريكي قد رجحت وجود نقص في المعلومات من
أجهزة الاستخبارات حول وجود عشرات المسلحين المتأهبين للقتال حول
القاعدة الواقعة في منطقة نائية في أفغانستان.
ودفع الهجوم قوات حلف شمال الأطلسي لإخلاء الموقع العسكري المتقدم
الذي كانت تشغله، رغم أنها أكدت بأن المدافعين عن الموقع نجحوا بقتل
أكثر من مائة مهاجم.
الآلة الدعائية
الى ذلك في منطقة تلقى فيها نظريات المؤامرة رواجا تحاول ادارة
الرئيس الامريكي باراك أوباما إصلاح آلتها الدعائية في أفغانستان
وباكستان فيما تستخدم أدوات جديدة لمكافحة التشدد.
وسعت طالبان والقاعدة وغيرها من الجماعات لسنوات للهيمنة على موجات
الاثير والانترنت من خلال نشر الدعاية المناهضة للولايات المتحدة بسرعة
بينما تخلفت جهود العلاقات العامة التي تبذلها الحكومة الامريكية لان
الرسائل كانت بحاجة لان تجاز في واشنطن.
ويقول مسؤولون أمريكيون بارزون ان السيطرة على هذه "المادة
الاخبارية" هي الان محل تركيز لا مجرد رد فعل سواء من خلال الرد بشكل
أسرع لمواجهة ما تعتبر معلومات مضللة او باستخدام التكنولوجيا مثل نظام
لبث الرسائل على الهواتف المحمولة ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي
والوسائط الاخرى.
وقال فيكرام سينغ وهو مستشار بارز للاتصالات للمبعوث الامريكي الخاص
لافغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك "نريد أن تكون الولايات المتحدة
موجودة في مواجهة القصص غير الدقيقة التي تظهر."
وذكر سينغ ان عدد أعضاء فريق الاتصالات الامريكي زاد زيادة كبيرة في
كابول وإسلام آباد غير أن الاعداد النهائية لم تعلن بعد.
وتقول وثيقة لوزارة الخارجية الامريكية ان ميزانية الوزارة لمشاريع
الاتصالات بأفغانستان وباكستان لهذا العام تبلغ نحو 250 مليون دولار
على الرغم من تخصيص مبالغ أخرى كبيرة من وزارة الدفاع ووكالات أمريكية
أخرى.
ويغضب خبراء الاعلام في الحكومة الامريكية من تعبير "دعاية موالية
لامريكا" قائلين ان الهدف اكثر براعة حيث ستستغل الاموال الامريكية
لتمكين الافغان والباكستانيين حتى يتصدوا لرسائل المتشددين.
وقالت اشلي بومر المستشارة البارزة لهولبروك "نقول بوضوح شديد
للباكستانيين اننا لسنا هنا لاقامة محطات اذاعية أمريكية بل محطات
اذاعية محلية للسكان المحليين يديرها السكان المحليون وهذا هو ما تريده
الجماهير وتدعمه."
وقال مسؤول أمريكي بارز اخر طلب عدم نشر اسمه "المسألة لا تتعلق
بالدعاية بل بتوضيح ما نؤيده وتصحيح المفاهيم الخاطئة او غير الدقيقة."
ومن ضمن النهج الجديد ضمان اتاحة المعلومات الامريكية بصورة اكبر مع
بذل مزيد من الجهد لاصدار البيانات الصحفية باللغات المحلية.
وبدلا من استهداف وسائل الاعلام العالمية وحسب لشرح الرواية
الامريكية هناك تركيز على الخدمات الاخبارية المحلية من المحطات
الاذاعية والتلفزيونية الى مقدمي البرامج الحوارية والصحف الصغيرة.
وحين يصطحب سفير الولايات المتحدة لدى افغانستان كارل ايكنبري
الصحفيين معه لتفقد مشاريع خارج العاصمة كابول تكون طائرات الهليكوبتر
محملة بصحفيين محليين اكثر من المراسلين الدوليين.
ووفرت الحكومة الامريكية تمويلا للاذاعة المحلية للبرامج الزراعية
بأفغانستان التي تقدم النصح للمزارعين بشأن المواعيد الملائمة لزراعة
المحاصيل باستثناء الافيون الذي يقول قادة عسكريون ان انتاجه يذكي
التمرد.
كما زاد التمويل الامريكي لبرامج التبادل لتحسين العلاقات بين
قطاعات الشعب. وزارت مجموعة من الصحفيين الباكستانيين الولايات المتحدة
في اطار هذا البرنامج.
وكانت هناك تجربة أخرى هي الدعم الامريكي لمشروع التعاملات البنكية
عن طريق الهاتف المحمول حيث تسدد رواتب أفراد الشرطة الباكستانية عن
طريق الهواتف المحمولة وهو تكتيك ساعد ايضا في تقليل الفساد.
وقال سينغ "الشرطة أدركت أنها تتلقى مبالغ اكثر بثلاثين في المئة
مما كانت تعرفه من قبل لان الاموال لم تعد تسرق في القمة."
كما ساهمت وزارة الخارجية الامريكية في تمويل نظام للتواصل
الاجتماعي بباكستان ومولت أول 24 مليون رسالة العام الماضي. وتقول بومر
ان اكثر من 120 مليون رسالة أرسلت ويسجل ثمانية الاف شخص جديد نفسه
يوميا.
وقالت بومر "نريد توفير أدوات اتصال للناس ليس ليعبروا عن ارائهم
ويواجهوا دعاية المتشددين وحسب بل ايضا لتمكينهم في مجتمعاتهم المحلية."
ويتشكك بعض خبراء الاعلام في أن يكون النهج الاعلامي الجديد
للولايات المتحدة كافيا لتغيير الرأي العام في الدول التي ينظر الى
الدوافع الامريكية فيها بتشكك. ولم تستمر حملات سابقة.
وقال مات ارمسترونج استشاري الدبلوماسية العامة وهو مدون مهتم بهذه
القضية "هذه حرب مفاهيم. الولايات المتحدة تخسر هذه الحرب من خلال عدم
التحرك او التصرفات السيئة. نحن لا نكسب حين لا يعرف الناس شيئا" عن
القضية.
وتقول فاندا فيلباب براون الباحثة بمعهد بروكينجز وهو مؤسسة بحثية
انه سيكون من الصعب اختراق الشبكة الكبيرة من نظريات المؤامرة في
الدولتين.
واستشهدت بخطأ دعائي العام الماضي متعلق باقرار الكونجرس الامريكي
مساعدات مدنية قيمتها 1.5 مليار دولار سنويا لباكستان كل عام على مدار
خمسة أعوام. وبدلا من تعزيز الدعم للولايات المتحدة نظر الى المساعدات
بتشكك عميق. وأضافت "كانت كارثة."
وقال سينغ مستشار هولبروك ان هذا سيكون تحديا. وأضاف "يجب أن تكون
لدينا الارادة للمضي قدما في هذا ولا يمكن أن نرجع لسنوات قليلة مضت
حين لم نفعل شيئا قائلين (مهما فعلنا فان كل هذه الاكاذيب ستستمر في
الانتشار)."
تدني المعنويات ومن ظروف عمل مرهقة
من جانب آخر افاد تقرير رسمي ان السفارة الاميركية في كابول التي
تلعب دورا محوريا في استراتيجية الرئيس باراك اوباما الطموحة في هذا
البلد، وصلت الى حدود طاقتها وتعاني من معنويات متدنية ومن نقص في
الموظفين المؤهلين.
واعتبر المفتش العام في وزارة الخارجية في التقرير ان نقاط الضعف
هذه في عمل السفارة ناتجة عن استراتيجية تعزيز الموظفين المدنيين "غير
المسبوقة من حيث الوتيرة والحجم".
ورأى المفتش العام انه "حتى تحت اشراف مسؤولين ذوي كفاءة ورغم توافر
افضل النوايا وبذل اكبر الجهود، تواجه السفارة في كابول تحديات كبرى في
تحقيق +النجاح+ في افغانستان ضمن المهلة التي حددتها الادارة".
وشدد اوباما حين كشف استراتيجيته الجديدة في افغانستان في كانون
الاول/ديسمبر، على اهمية تعزيز الموظفين المدنيين الى جانب التعزيزات
العسكرية التي سيصل عديدها الى 30 الف جندي اضافي، لضمان نجاح خطته
الرامية الى هزم حركة التمرد في هذا البلد التي تقودها طالبان
المتحالفة مع تنظيم القاعدة. بحسب رويترز.
ولفت التقرير الى ان موظفي السفارة اضطروا الى المساعدة في تنظيم
الانتخابات الرئاسية الافغانية والمساهمة في مراجعة الاستراتيجية
الاميركية في افغانستان التي اجراها البيت الابيض العام الماضي، في وقت
كانوا عينوا حديثا في عملية تجديد شبه كاملة لطاقم السفارة.
واذ نوه مفتشو وزارة الخارجية ب"التقدم الهائل" الذي حققه السفير
الاميركي كارل ايكنبيري في ادارة موظفي السفارة، لفتوا الى ان
الدبلوماسيين وصلوا الى اقصى طاقاتهم حيث يعملون سبعة ايام في الاسبوع.
وندد التقرير بظروف العمل الصعبة من دوامات مرهقة تصل الى ثمانين
ساعة في الاسبوع، وتبديل الموظفين الذي يمنعهم من السيطرة بشكل جيد
ومعمق على الملفات ومتابعتها، وصولا الى فرق التوقيت الذي يساهم في
بلبلة عملهم.
ويعمل الموظفون في غالب الاحيان حتى ساعات الصباح الاولى حيث تنظم
واشنطن معهم مؤتمرات عبر الهاتف في المساء بتوقيت الولايات المتحدة،
حين تكون الساعة الثانية او الثالثة صباحا في كابول، فيلزمون دواما
اعتبر التقرير انه يحد من انتاجيتهم ويعيق تحقيق اهداف السفارة القاضية
بتعزيز الادارة الرشيدة والاستقرار في افغانستان.
وجاء في التقرير ان "المعنويات في سفارة كابول تاثرت جراء تجديد شبه
كامل للموظفين، وزيادة عدد الموظفين المدنيين بشكل كثيف وبوتيرة سريعة،
واعادة تصميم برامج المساعدة على التنمية، ووتيرة توافد اعداد من
الزوار الرسميين بشكل متواصل".
واوضحت المتحدثة باسم السفارة كايتلين هايدن ان التحقيق جرى في
تشرين الاول/اكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، مشيرة الى انه تم الاخد
بالعديد من توصياته وتنفيذها.
وقالت "ان التقرير دقيق بصورة عامة في تقديراته. وهو يشبه في العديد
من بنوده وتوصياته التقارير التي تصدر بشأن سفارات اخرى في العالم".
واضافت "باشرنا تطبيق الغالبية الكبرى من التوصيات".
ومن المقرر زيادة عدد الموظفين المدنيين الاميركيين في افغانستان
بثلاثة اضعاف ليصلوا الى حوالى 900 في مطلع 2010 بالمقارنة من حوالى
300 العام الماضي.
ويتم تعيين عدد كبير من الدبلوماسيين في قواعد عسكرية وضمن فرق
لاعادة اعمار الاقاليم ووحدات استشارات تضم دبلوماسيين وضباط عسكريين
وخبراء في اعادة الاعمار.
ويرسل معظم الدبلوماسيين الى الاقاليم التي تفتقر الى المهارات في
التحليل ووضع التقارير السياسية، ما يزيد الضغط على فرق الموظفين، بحسب
التقرير.
كما انهم يواجهون ظروفا حياتية صعبة حيث يعانون من اكتظاظ المقرات
في مجمع السفارة، فيما يرغم الضباط في المناطق الريفية احيانا على
العيش في منازل غير مجهزة بنظام تدفئة وبالمياه الجارية.
وفضلا عن مشكلة وصول اعداد من الموظفين الجدد، يعاني ايكنبيري
وفريقه من توافد "اعداد لا تصدق" من الزوار من اعضاء في الكونغرس
وموظفين فدراليين ورسميين يترتب على السفارة الاهتمام بهم، ما يحول
جهودها عن اعادة الاعمار ومكافحة التمرد، بحسب التقرير.
وجاء في التقرير ان هؤلاء الزوار "يستحوذون على اهتمام عسكريين
ومدنيين يتم نشرهم عادة للمشاركة في مكافحة التمرد وفي جهود اعادة
الاعمار، وهي جهود قدم هؤلاء الزوار تحديدا لتقييمها".
وعدد هذه الوفود مرتفع الى حد ان بعض الموظفين الذين استجوبهم
المحققون تحدثوا عن "سياحة حربية".
كما لفتت الوثيقة الى انه يصعب على السفارة متابعة العقود التي
تمنحها عن كثب لاسباب عدة بينها المخاطر التي تحدق بالموظفين خارج حرم
السفارة الواقعة في وسط كابول والمحاطة باجراءات امنية استثنائية.
وما يزيد من صعوبة عمل السفارة الاميركية بحسب التقرير ضعف الحكومة
الافغانية التي ينتشر الفساد في صفوفها. وجاء في التقرير "ثمة توتر ما
بين اهداف الحكومة الاميركية الطموحة وقدرة السفارة على تحقيقها وقدرة
عناصر في الحكومة الافغانية والتزامهم بتحقيقها".
حرب بالوكالة
من جهته قال الرئيس الافغاني حامد كرزاي أثناء زيارة الى باكستان ان
بلاده لا تريد حربا بالوكالة على أراضيها بين باكستان والهند أو بين أي
دولتين.
وتتنافس باكستان والهند الدولتان المسلحتان نوويا على النفوذ في
أفغانستان مما يعقد جهودا تقودها الولايات المتحدة للقضاء على حركة
تمرد طالبان الاخذة في النمو واحلال الاستقرار في أفغانستان بعد أكثر
من ثماني سنوات على الاطاحة بالحركة من السلطة.
وقال كرزاي انه لا يريد أن تستخدم أي دولة أفغانستان ضد دولة أخرى.
وتأتي زيارته بعدما كثفت باكستان الجهود لمواجهة التشدد مما أكسبها
ثناء الولايات المتحدة.
وأضاف في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني
"الخلاصة هي أن أفغانستان لا تريد أي حرب بالوكالة على أراضيها.
"لا تريد حربا بالوكالة بين الهند وباكستان في افغانستان ولا تريد
حربا بالوكالة بين ايران والولايات المتحدة في أفغانستان."
وطورت الهند علاقات وثيقة مع حكومة كرزاي بينما شاب توتر العلاقات
بين أفغانستان وباكستان خلال السنوات الاخيرة لاسباب أهمها تشكك أفغاني
في أن تكون باكستان تساعد طالبان سرا.
وبينما تتهم الهند باكستان بدعم ميليشيات تهاجم المصالح الهندية في
أفغانستان فان اسلام أباد تتهم الهند باستخدام بعثاتها الدبلوماسية في
أفغانستان لمساعدة ميليشيات انفصالية في اقليم بلوخستان الواقع جنوب
غرب باكستان.
وقال كرزاي ان الهند صديق مقرب للغاية قدم الكثير من الدعم لكن
باكستان دولة شقيقة لافغانستان. |