علم الاجتماع والأسرة في المجتمعات العربية

أ. بونخلة فريد

أصبح علم الاجتماع يشكل أهمية كبيرة سواء لدى المؤسسات الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية...ألخ . وهذا نتيجة للتغييرات الحاصلة في عالمنا اليوم, فأصبحت مؤسساتنا تعاني العديد من المشكلات التي أفرزتها العديد من المعطيات كالتكنولوجيا الحديثة, والعولمة ... والتي كانت لها تأثيرات كبيرة على مؤسساتنا لإعادة النظر في منهجيتها وطريقة إدارة الأمور, و تبني نماذج وأساليب جديدة تتماشى مع هدا التغيير.

أصبحت الحاجة ملحة للاعتماد على علم الاجتماع لأنه العلم القادر على فهم وتحليل ودراسة كل التغيرات التي مست الأنساق الاجتماعية, لو أخذنا الأسرة مثلا نجد أن البنى تغيرت بشكل أصبح ينذر بالخطر, فبعد أن كان الأب هو الآمر والناهي داخل أسرته وصاحب الأوتوقراطية العظيمة, تحولت السلطة اليوم إلى يد الأم التي أصبحت القائدة والتي تدير أغلب الأمور, وتقلص دور الأب كثيرا على ما كان عليه بالأمس.

أما الحوار داخل الأسرة يكاد يكون مفقود خاصة بالنسبة للأسر التي نجد فيها الزوج والزوجة يعملان, وهذا له تأثير كبير على استمرار العلاقة بينهما مستقبلا هذا من ناحية, وتربية ومراقبة الأبناء من ناحية أخرى, وهذه الأمور ستؤدي إلى ما هو أسوأ أي حدوث حالات الطلاق, وانحراف الشباب وحدوث جرائم كثيرة وهذا ما أوضحته العديد من الدراسات السوسيولوجية.

 لذا لابد من القيام بدراسات عميقة حول هذا الموضوع, وعدم الاكتفاء بالوصول إلى النتائج والمقترحات, بل يجب ترجمتها إلى أرض الواقع والعمل مع المؤسسات الاجتماعية التي تهتم بالجانب الأسري, والقيام بعمل توعوي من جميع الأنساق الأخرى, سواء المؤسسات الإعلامية, الجمعيات المدنية, المدارس والجامعات...إلخ.

معظم الأسر اليوم في مجتمعاتنا العربية تغيرت بشكل كبير, وهذا مرده إلى برودة العلاقات بين الآباء والأبناء, المعاملة السيئة, الفقر, البطالة, دخول التكنولوجيا الحديثة داخل البيوت كالإنترنيت, والهاتف النقال, أمور أصبح من الصعب التحكم فيها وهدا ما يدعو الباحثين في علم الاجتماع وحتى علم النفس للقيام بالدور المنوط بهم, وعدم الاكتفاء بإلقاء المحاضرات وتنظيم ملتقيات هنا وهناك, لأنها وبكل صراحة أصبحت لا تسمن ولا تغني من جوع.

 بل يجب تبني إستراتيجية واضحة المعالم تكون على المدى المتوسط أو البعيد, لكي نخرج في الأخير بحلول عملية تكون قادرة على التقليل من حدة هذه المشكلات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18/آذار/2010 - 1/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م