أمريكا وإسرائيل.. عاصفة تزلزل العلاقات التاريخية

الابنة المدللة تُحرج ربيبتها بالتملّص المتكرر من الوعود والتعهدات

 

شبكة النبأ: حذّرَ السفير الإسرائيلي لدى واشنطن من أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تواجه أسوأ أزمة منذ 35 عاماً، فيما ينتظر أن تعلن الحكومة الإسرائيلية ردها الاثنين على انتقادات وزيرة الخارجية الأمريكية الإعلان الإسرائيلي عن بناء وحدات سكنية في القدس الشرقية، وفي الأثناء أبدت "آيباك"، اللوبي المؤيد لإسرائيل قلقه من رد فعل واشنطن على خطة البناء في القدس، بينما قال مستشار الرئيس الأمريكي إن هذه الخطة تعد عنصراً هداماً لعملية السلام في الشرق الأوسط.

وأفادت صحيفتا "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" الإسرائيليتين أن أورين اتصل بالقناصل الإسرائيليين العامين طالباً منهم الشروع في حملة إعلامية ودبلوماسية للتأكيد على أن إعلان البناء في "رامت شلومو" لم يكن يستهدف المساس بزيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل.

من جهته، أجرى مستشارا رئيس الوزراء الإسرائيلي، يتسحق مولخو ورون درمر، الأحد سلسلة اتصالات هاتفية مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية ومع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جورج ميتشل - الذي يتوقع أن يصل إسرائيل الثلاثاء - في مسعى لامتصاص الغضب الأمريكي حيال إسرائيل، وفقاً للإذاعة الإسرائيلية. بحسب فرانس برس.

وعلى الصعيد ذاته، أبدى اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة "أيباك"، الأحد قلقه من رد فعل واشنطن على خطة إقامة 1600 وحدة سكنية  في مستوطنة إسرائيلية في القدس الشرقية.

ودعا اللوبي في بيان له الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ خطوات فورية لتخفيف التوتر بين البلدين، "كما دعاها إلى التركيز على مواجهة التهديد الإيراني ودفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الإمام."

وعلى الصعيد ذاته، من المنتظر أن تعلن الحكومة الإسرائيلية مساء الاثنين ردها على تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، المنتقدة بشدة لإعلان إسرائيل بناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية بالتزامن مع زيارة جو بايدن لإسرائيل.

وأشارت مصادر سياسية في القدس إلى أن الاتصالات حول إطلاق المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين ما زالت مستمرة.

وفي بروكسل أبدت وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين إشتون، قلقها البالغ من إعلان إسرائيل عن مشروع البناء الجديد في القدس.

ودعت إشتون رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إظهار قيادته والتحرك سريعاً على المسار التفاوضي، عارضة على إسرائيل ترقية علاقاتها الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي مقابل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.

الصحافة البريطانية: إستراتيجية محفوفة بالمخاطر

وما زالت الأزمة الناشبة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب إعلان الأخيرة عن مخطط لبناء مئات المساكن للمستوطنين في القدس الشرقية المحتلة أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الى اسرائي تحظى بنصيب وافر من تغطية الصحف البريطانية.

في صفحة الرأي كتبت صحيفة الاندبندنت تحت عنوان الاستراتيجية الاسرائيلية المحفوفة بالمخاطر عن التكتيك الذي يتبعه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في تعامله مع الجهود الجهود الامريكية الرامية لاحلال السلام في الشرق الاوسط.

تشير الصحيفة الى ان نتنياهو نجح في اغلب الاحيان في تعامله مع الجهود الامريكية الخاصة بعملية السلام في الشرق الاوسط بالحديث بلغة غامضة ولينة حول حل الدولتين الذي تدعو اليه الولايات المتحدة، لكنه كان في نفس الوقت يغدق الوعود على شركائه في الائتلاف الحكومي من اليمين الاسرائيلي المتطرف ببناء مزيد من المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

لكن الازمة الحالية بين واشنطن وتل ابيبب اثبت ان هذا التكتيك لم يعد يجد نفعا اذ ان لهجة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مع نتنياهو حول الاعلان الاسرائيلي عن المستوطنة الجديدة تشير الى ان اسرائيل قد تجاوزت الخطوط الحمراء بالنسبة للادارة الامريكية.

وتضيف الصحيفة ان نتنياهو طلب من المسؤولين الاسرائيليين التحلي بضبط الاعصاب والهدوء الى ان تهدأ هذه العاصفة، ومما لا شك فيه ان الهدوء مفيد لكن العائق الاساسي الذي يمنع المباشرة بمفاوضات سلام بين اسرائيل والفلسطينيين ليس ليس له علاقة بالمشاعر وهدوء الاعصاب بل برفض القيادة الاسرائيلية الابتعاد عن الاطراف اليمينية في الائتلاف الحكومي الاسرائيلي والاعلان بشكل صريح عما ستقدمه لتحقيق السلام بين الطرفين.

قد يعول نتنياهو مثل الكثيرين في اسرائيل والاطراف اليمينية في الولايات المتحدة على ان الرئيس الامريكي اوباما قد لا يبقى في البيت لاكثر من فترة رئاسية وبالتالي التعايش معه الى ان يصل الى البيت الابيض رئيس جمهوري موال لاسرائيل وهو ما قد يفسر الاهانة المباشرة التي وجهتها اسرائيل الى اوباما.

ولكن النظر من فوق رأس اوباما الى الاطراف اليمينية الامريكية امر محفوف بالمخاطر لان العلاقة القوية بين الدولتين كانت سياسة مشتركة للحزبين الجمهوري والديمقراطي وظلت اسرائيل محايدة في الصراع بين الحزبين وتعامل اسرائيلالاخير مع الادارة الديمقراطية قد يجعل الديمقراطيين لا ينظرون الى اسرائيل باعتبارها حليفا قويا لامريكا بل حليفا قويا للجمهوريين.

كما كتب بروس اندرسن في صفحة الرأي في الاندبندنت تحت عنوان فشل اوباما في تحقيق السلام في الشرق الاوسط ان العديد من المسؤولين الامريكيين يشعرون بان اسرئيل مست بهم شخصيا ومن بين هؤلاء هيلاري كلينتون صاحبة المزاح الحاد ولو كانت الادارة الامريكية تجد وسيلة سهلة لمعاقبة اسرائيل على فعلتها لقامت بذلك، لكنها عاجزة عن القيام بذلك فالعديد من المسؤولين الاسرائيليين لديهم من الاطلاع على دقائق السياسية الداخلية في الولايات المتحدة اكثر من الامور الداخلية الاسرائيلية.

وللدلالة على مدى التغلغل الاسرائيلي في دقائق السياسية الامريكية يورد الكاتب ما قاله رئيس الحكومة الاسرائيلية الراحل مناحيم بيجين للرئيس الامريكي رونالد ريجان عام 1982 عندما ابدى الاخير قلقه من استمرار العملية الاسرائيلية العسكرية في لبنان وتحذيره من ان عددا من اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي بدأوا يبدون عدم ارتياحهم من سير هذه العملية.

فما كان من بيجين الا ان قال له سوف اتولى امر هؤلاء فشعر ريجان صاحب الطبع الهادىء والجمهوري الموالي لاسرائيل حتى النخاع بالغضب وقال وغد، ماذا يعني بانه سيتولى امرهم هل هو مواطن امريكي؟ .

وينقل اندرسن رد المفكر والاستاذ الجامعي الامريكي فيليب بيجوت على عدد من المهتمين البريطانيين الذين يرون ان اوباما قادر بسهولة على اقامة دولة فلسطينية اذا اراد، ان نتنياهو يمتلك من المؤيدين في اورقة الكابتول هيل اكثر من اوباما.

ونبدأ من صفحة الرأي من صحيفة الجارديان التي تناولت التوتر الحالي بين واشنطن وتل ابيب والذي برز على السطح خلال زيارة نائب الرئيس الامريكي الى الشرق الاوسط لتهيئة الاجواء لاطلاق مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين والتي باتت الان موضع شكوك كبيرة بعد كشف اسرائيل عن خططها لبناء المئات من المنازل للمستوطنين في القدس الشرقية.

وقالت الصحيفة ان السياسة في النهاية تتمحور حول تحقيق المصالح والدول والحكومات تتصرف عادة على ضوء مصالحها، لكن تصرف الساسة الاسرائيليين خلال زيارة بايدن هو استثناء غريب ونادر لهذا القاعدة.

واضافت الصحيفة ان تصرفات القيادة الاسرائيلية خلال هذه الزيارة لم تكن غير مفيدة فقط بل تسببت بضرر كبير لبلدهم.

وبدلا من احتضان بايدن ومسايرته خلال هذه الزيارة تعمدت القيادة الاسرائيلية توجيه اهانة مباشرة له وللادارة الامريكية بالاعلان عن خطتها بناء هذه البيوت في القدس الشرقية المحتلة في تحد مباشر لمطالب الولايات المتحدة بتجميد الانشطة الاستيطانية على الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967.

واضافت انه ليس من المستغرب ان تتحدث الانباء عن غليان الرئيس الامريكي باراك اوباما غضبا والتحدث لمدة 90 دقيقة مع بايدن لصياغة بيان ادانة غير مسبوق في حدة لهجته للخطوة الاسرائيلية.

واوضحت الصحيفة ان سلوك القادة الاسرائيليين مؤخرا يحير حتى المعلقين في وسائل الاعلام الاسرائيلية التي قدمت تفسيرات متضاربة عن الدافع وراء هذا السلوك وقد علق احد المسوؤلين الاوروبين الكبار على تصرف اسرائيل بانه اشبه بوخز عين امريكا بالعصا ومحاولة تفادي عواقب هذا التصرف.

وقالت ان المصالح الاسرائيلية اصيبت بضرر كبير، فقد اهانت اسرائيل الولايات المتحدة، اخلص حلفائها والدولة الكبرى دون منازع، دولة تمتلك نفوذا كبيرا في المنطقة والغريب ان الاهانة تم توجيهها مباشرة الى بايدن، اكبر انصار اسرائيل في ادارة اوباما والذي يتفاخر بوصف نفسه بانه صهيوني .

موقف نتنياهو والانقسامات الداخلية

وقال مسئول أمريكي رفيع ان الموقف السياسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "محفوف بالمخاطر" بسبب الانقسامات داخل ائتلافه بشأن جهود متابعة احلال السلام مع الفلسطينيين.

ويلقي اعلان اسرائيل الاسبوع الماضي بناء 1600 منزل للمستوطنين في منطقة بالضفة الغربية المحتلة ضمتها اسرائيل الى القدس بظلاله على الجهود الامريكية لاعادة اطلاق عملية احلال السلام بالشرق الاوسط. وجاء الاعلان الاسرائيلي خلال زيارة يقوم بها جو بايدن نائب الرئيس الامريكي.

ووجه القرار ضربة لمهمة بايدن ودفعه ومسؤولون أمريكيون بارزون اخرون الى السعي لحشد الدعم الفلسطيني والعربي لاطلاق المحادثات "غير المباشرة" التي تقودها الولايات المتحدة الاسبوع الحالي على أسرع تقدير غير أن مسؤولين اعترفوا بأنه قد يكون هناك تأجيل.

وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بأن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اتصلت هاتفيا بنتنياهو كي تبلغه بأن الموافقة الاسرائيلية في الاونة الاخيرة على البناء الاستيطاني "اشارة سلبية للغاية بشأن نهج اسرائيل تجاه العلاقات الثنائية... وقوضت الثقة في عملية السلام."

وقال المسؤول الرفيع بادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما عن اعلان اسرائيل الموافقة على التوسع الاستيطاني "الاسرائيليون يدركون أن الطريقة الوحيدة للبقاء على الجانب الايجابي دوليا ومعنا تتمثل في عدم تكرار" مثل هذه القرارات.

وتكهن طالبا عدم نشر اسمه بسبب حساسية الامر بأن اسرائيل ستمر " بفترة غير مأمونة خلال اليومين أو الاسبوعين المقبلين" في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن اطلاق المحادثات غير المباشرة.

والدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين بشأن القضايا الاساسية وبينها حدود الدولة ومصير القدس قد يثير تمردا من جانب شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني ويزعزع استقرار حكومته.

ووصف المسؤول الامريكي الرفيع موقف نتنياهو السياسي بأنه "محفوف بالمخاطر" بسبب الانقسامات. وتعارض الاحزاب اليمينية خطوات احلال السلام بما في ذلك تجميد كامل للمستوطنات وهو الامر الذي يطلبه الفلسطينيون والولايات المتحدة.

ويعاني الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يسيطر على الضفة الغربية المحتلة من الانقسام بينه وبين حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة.

وتعتقد الادارة الامريكية أن المحادثات غير المباشرة قد تكون الطريقة الوحيدة في المستقبل القريب لاعادة اسرائيل لطاولة المفاوضات دون اثارة أزمة سياسية.

ووفقا لاطار المحادثات المقترحة يمكن لنتنياهو أن ينقل مواقفه فيما يتعلق بالقضايا الحساسة للوسيط الامريكي جورج ميتشل بدلا من ابلاغها للفلسطينيين مباشرة.

ولكن مسؤولين اسرائيليين يقولون ان نتنياهو يقاوم ضم القضايا الاساسية لمرحلة المحادثات غير المباشرة الامر الذي يلقي بظلاله على نطاق المحادثات.

أمريكا ستقف إلى جانب من يجازف في سبيل السلام!

وقال بايدن عقب محادثاته مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء بينيامين نتنياهو إن الولايات المتحدة ستقف الى جانب من يبدي استعدادا للمجازفة في سبيل السلام، وإنه واثق أن إسرائيل مستعدة لذلك.

وقال بايدن: نحن أمام فرصة حقيقية، وأعتقد أن مصالح الشعب الفلسطيني والإسرائيلي هي الآن أكثر انسجاما.

وقدم بايدن تأكيدات على أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن وسلامة إسرائيل، وذلك أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو.كما أكد على أن الولايات المتحدة ملتزمة بلجم برنامج إيران النووي.

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن بايدن أكد أن الولايات المتحدة لا ترغب بقيام إسرائيل بخطوة عسكرية ضد إيران، وإنها تفضل تشكيل تحالف دولي عريض ضدها.

وقال نتنياهو في رده على ما قاله بايدن في هذا السياق إنه يثمن جهود الرئيس أوباما والحكومة الأمريكية لقيادة المجتمع الدولي لفرض عقوبات صارمة على إيران، واضاف أنه كلما كانت هذه العقوبات صارمة كلما أصبح الاحتمال أقوى لان يجد النظام الإيراني نفسه أمام خيارين: إما المضي قدما في برنامجه النووي، أو الالتفات إلى مستقبله.

وتشير استطلاعات الرأي في إسرائيل أن الإسرائيليين ينظرون الى الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أنه يبدي ودا أقل تجاه إسرائيل من الرؤساء السابقين، وينظر الى زيارة بايدن الحالية على أنها تهدف جزئيا الى تغيير هذه النظرة في أوساط الإسرائيليين والأمريكيين المؤيدين لهم الذين يعتبر دعمهم للرئيس أوباما مهما مع اقتراب انتخابات الكونجرس في شهر نوفمبر/تشرين ثاني القادم.

وكانت الحكومة الاسرائيلية قد أعلنت ساعات قبل وصول بايدن إلى إسرائيل عن بناء أكثر من مئة بيت جديد لليهود في الضفة الغربية المحتلة.وبينما قالت الولايات المتحدة إن هذه الخطوة لا تمثل خرقا للتجميد الجزئي لبناء المستوطنات، فانها حثت على توخي الحذر من القيام بخطوات من شأنها أن تعقد مساعي السلام.

وقال وزير البيئة الإسرائيلي جلعاد إردان إن الوحدات السكنية الجديدة التي سيتم إنشاؤها في مستوطنة بيتار إيليت بالقرب من بيت لحم لم تكم مشمولة باتجميد الجزئي للنشاطات الاستيطانية الذي تعهدت به إسرائيل في شهر نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، حيث قال في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية إن مشاريع البنى التحتية التي شرع في إنشائها قبل قرار التجميد مستثناة من القرار.

وأدان الفلسطينيون إعلان قرار البناء ودعوا الولايات المتحدة للتدخل لوقف النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات هذا الموضوع كان على رأس جدول أعمال الرئيس محمود عباس في اجتماعه بالمبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل.

واضاف أن عباس أكد لميتشيل أن الفلسطينيين لا يتسطيعون قبول أن تخرج إسرائيل بخطط لتوسع استيطاني جديد وتوغلات جديدة واستفزازات جديدة في كل مرة يجري فيها نقاش حول العملية السلمية.

من جانبه، قال، جورج متشل، إن المحادثات جارية بخصوص شكل ومدى المباحثات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. وكان ميتشيل قد التقى برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال ان الاتفاق ممكن طالما انه لا يساوم على الامن الاسرائيلي. أما فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس فوصف هذه المحادثات بانها غير مجدية.

بايدن يطمئن إسرائيل على التزام أمريكا بأمنها

وفي نفس السياق طمأن جو بايدن اسرائيل على التزام واشنطن بأمنها وقال ان استئناف المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية المتفق عليه يوفر "لحظة تتاح فيها فرصة حقيقية" للسلام.

وبايدن الذي وصل الى اسرائيل هو ارفع مسؤول امريكي يزور البلاد منذ تولى الرئيس باراك أوباما منصبه في يناير كانون الثاني 2009 . ويتنامى القلق في اسرائيل من البرنامج النووي الايراني.

وقال بايدن "لا توجد على الاطلاق اي مسافة بين الولايات المتحدة واسرائيل فيما يتعلق بأمن اسرائيل..أمننا المشترك. لا توجد اي مسافة على الاطلاق."

وتزامنت زيارة بايدن مع اتفاق فلسطيني اسرائيلي على استئناف محادثات السلام المعلقة منذ ديسمبر كانون الاول عام 2008 من خلال اجتماعات تعقد هذا الاسبوع مع جورج ميتشل ممثل أوباما الخاص في الشرق الاوسط رغم شكوك قوية في فرص نجاحها.

وقال بايدن خلال اجتماع مع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس" أعتقد اننا في لحظة تتوفر فيها فرصة حقيقية."ويلتقي بايدن بالزعماء الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وقال بايدن "مصالح الشعب الفلسطيني والاسرائيلي على السواء - اذا أخذ الكل خطوة الى الوراء ثم نفسا عميقا - هي في الواقع تتماشى أكثر مما تختلف."

لكن اهتمام الكثير من الاسرائيليين في محادثات السلام مع الفلسطينيين يقل عن اهتمامهم بالرسائل التي سينقلها بايدن بشأن المواجهة مع ايران بسبب طموحاتها النووية.

وبينما أعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي عن رغبته في اجراء مفاوضات مباشرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال نتنياهو لامريكيين مسيحيين من الكنيسة الانجيلية أمس الاثنين في القدس "ما من تحد أمني أخطر بالنسبة لمستقبلنا المشترك من منع ايران من تطوير اسلحة نووية."

وتوقعت مصادر سياسية اسرائيلية على نطاق واسع أن يحذر بايدن اسرائيل مثلما فعل مسؤولون امريكيون من قبل من توجيه اي ضربة وقائية لايران في وقت تسعى فيه القوى العالمية لفرض مزيد من العقوبات على طهران. ودعا نتنياهو مجددا لفرض عقوبات صارمة تعيق تجارة ايران في النفط والغاز.

وقال بايدن "منذ مجيء ادارتنا الى السلطة.. أشير الى ان ايران هي أكثر عزلة - داخليا وخارجيا - لديها عدد أقل من الاصدقاء في العالم."

وقال بيريس في رده "لدينا ثقة في الرئيس أوباما" ودعا واشنطن الى تطويق ايران وعزلها لحماية اسرائيل من "صواريخ ( طهران) وخطرها النووي."واستطرد بيريس متحدثا عن ايران "لا يعرف احد بالتحديد ما يفعلون."

فياض: عملية تكوين الدولة الفلسطينية بدأت

من جهته قال سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية ان عملية تكوين الدولة الفلسطينية "بدأت على الارض، واشعرها في عيون الناس الذين التقيهم يوميا".

وقال فياض خلال لقائه بصحافيين محليين انه ليس راغبا في ازعاج احد وما يريده "ليس الا بناء الدولة الفلسطينية"، في سياق رده على سؤال حول الاعتراضات الاسرائيلية على خطته.

وكان فياض اعلن قبل اقل من عام، عن خطة لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية خلال عامين، بحيث تتضمن هذه الخطة بناء مؤسسات عامة، وسكك حديد ومطار مدني في منطقة الاغوار، رغم الاحتلال الاسرائيلي.

وقال فياض ان خطته هي "خلق الواقع وليس الحديث عنه او التباكي عليه". وتتهم اسرائيل فياض بان خطته انما تعتبر "تصرفا احادي الجانب". بحسب فرانس برس.

وقال فياض "هو تصرف احادي بالفعل، لان بناء الدولة الفلسطينية هو من مسؤوليتنا نحن، والدولة لن تقوم لوحدها، نعم هو تصرف احادي وهو كذلك جهد احادي لانه من مسؤوليتنا".

وحول تخوفاته من قيام اسرائيل بهدم كل ما بناه، في حال فشلت المفاوضات السياسية، خاصة مثلما جرى عقب انتفاضة العام 2000، قال "يمكن لاسرائيل ان تهدم كل شيء مثلما هدموا في السابق، لكن لا يمكن لاي هجمة اسرائيلية ان تفلح في القضاء على الانسان الفلسطيني".واضاف "يمكن ان يهدموا كل شيء، لكن ماذا سيفعلون مع اربعة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة".

وقال فياض "استطيع التمييز في الرأي العام الاسرائيلي بين ثلاث فئات بشان الخطة التي اعلناها، الفئة الاولى تنظر الى ما تقوم به السلطة بشيء من الاعجاب والايجابية، والثانية تنظر بشيء من الترقب المشوب بشيء من الخوف والقلق، ويبدو ان هذه الفئة لغاية الان غير مستوعبة للفكرة".

واضاف ان "الفئة الثالثة في الراي العام الاسرائيلي تنظر الى الموضوع بروح عدوانية ضمن قناعة بان هذه الخطة من الممكن ان تؤدي الى دولة حقيقية، خاصة في ظل الاصطفاف الدولي معنا".وتاتي تصريحات فياض في ظل الجهود التي بدأتها الادارة الاميركية لاعادة المفاوضات السياسية ما بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، والتي توقفت منذ العام 2008.

وفي رده على سؤال لوكالة فرانس برس بشان العلاقة ما بين المسار التفاوضي وخطته في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، قال فياض ان تحسن الاداء التفاوضي يدعم الجهد في بناء مؤسسات الدولة.

واضاف "اعلم ان هناك تداخلا في موضوع الاعلان عن الدولة وقيام مؤسست هذه الدولة، وان اعلان الدولة هو من مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية".

وبدا فياض مقتنعا تماما بخطته التي اطلقها قبل اقل من سنة، وقال "انا ارى الدولة تتشكل وتتكون وسيشارك معنا العالم محتفلا باقامة هذه الدولة".

ويحرص فياض على تنظيم زيارات يومية الى مختلف القرى والمدن الفلسطينية، حيث يقوم خلال هذه الزيارات بافتتاح مشاريع تطويرية في هذه المواقع وتحديدا في القرى النائية.

واعلن فياض قبل ايام عن الانتهاء من اقامة الف مشروع تطويري في العديد من القرى والمدن الفلسطينية، وقال انه يسعى الى انهاء الف مشروع جديد نهاية العام الحالي.

القضايا الرئيسية في عملية السلام..

وفيما يلي القضايا الاساسية المطروحة على طاولة المفاوضات، بحسب رويترز:

- حل الدولتين

تسعى ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما للتوصل الى اتفاق لاقامة دولة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة الى جانب اسرائيل فيما يسمى بحل الدولتين والذي يمثل محور الجهود الامريكية للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

ويقول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان أي دولة فلسطينية يجب ان تكون منزوعة السلاح حتى لا تمثل تهديدا لاسرائيل. ولا يعترض الفلسطينيون على هذا المطلب لكنهم يقولون انه يجب مناقشة ذلك في مفاوضات مع اسرائيل.

- المستوطنات الاسرائيلية

يطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتجميد كامل للتوسع الاستيطاني وفقا لتعهد اسرائيل بموجب "خارطة الطريق" التي اعلنت عام 2003 بتأييد من الولايات المتحدة وذلك الى ان يتم التوصل الى اتفاق نهائي يحدد وضع المستوطنات التي أقامتها اسرائيل في الاراضي المحتلة.

وتلزم خارطة الطريق السلطة الفلسطينية بأمور من بينها "اتخاذ اجراءات ضد من يخططون او ينفذون هجمات على الاسرائيليين". وتقول الدول الغربية ان عباس ساهم في تحسين امن اسرائيل لكن اسرائيل تقول ان هذا غير كاف.

وأعلن نتنياهو في نوفمبر تشرين الثاني التوقف لمدة عشرة اشهر عن اقامة وحدات سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية لكنه لم يطبق هذا الاجراء على القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل ايضا عام 1967 وكذلك على مناطق محيطة بها في الضفة الغربية ضمتها اسرائيل الى المدينة.

ويقول الفلسطينيون انه يجب إخلاء جميع المستوطنات التي يعتبرونها غير شرعية وهو رأي تشاركهم فيه محكمة العدل الدولية والقوى الكبرى. وتعهد نتنياهو بالاحتفاظ بعدد من المستوطنات الكبرى في اي اتفاق للسلام. وكانت الحكومات الاسرائيلية السابقة قالت انها قد تعوض الفلسطينيين بأراض في اماكن اخرى.

- القدس

يريد الفلسطينيون ان تكون القدس الشرقية التي تضم المدينة القديمة والمواقع الدينية الاسلامية واليهودية والمسيحية عاصمة الدولة التي يهدفون لإقامتها في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويقول نتنياهو ان القدس ستظل العاصمة "الموحدة والابدية" لاسرائيل. ولا تحظى ادعاءات اسرائيل بشأن القدس باعتراف دولي.

- اللاجئون

يطالب الفلسطينيون منذ أمد طويل بعودة اللاجئين وعددهم الآن بضعة ملايين لكن المفاوضين الفلسطينيين اشاروا الى انهم سيقبلون بحل عادل متفق عليه لمشكلة اللاجئين وفقا لقرار للامم المتحدة يقضي بتعويض من يستقر منهم في اماكن اخرى. وتقول اسرائيل ان أي توطين للاجئين الفلسطينيين يجب ان يتم خارج حدودها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 17/آذار/2010 - 30/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م