زوجتي تضربني.. من يحميني؟

علي آل غراش

في ظل الموجة الإعلامية والأصوات المرتفعة المطالبة بحقوق المرأة، انتهكت حقوق بعض الرجال والأزواج، وأصبح الرجل ضحية لا أحد يعلم بما يقع عليه خلف الجدران من ظلم وحرمان، لأنه يخجل من ذكر ما يقع عليه، وإذا اشتكى وقال: زوجتي تضربني. لا احد يستمع له ويهتم بحقوقه بسبب العادات الاجتماعية لأنه رجل، والرجل يجب عليه أن لا يشتكي ولا يصرخ ولا يتألم (عيب). والسبب الثاني عدم وجود جمعيات خاصة بحماية الرجل «الزوج».

طبعا هذا الحال سيكون من الماضي بعدما قرر بعض الرجال عدم الصمت على ظلم النساء، حيث بدأ بعض الرجال بتأسيس جمعيات خاصة لحماية الرجل «الزوج».  فقد نقلت وسائل الإعلام عن قيام عدد من السعوديين بتأسيس جمعية أهلية في مدينة الرياض هدفها حماية الرجال من اعتداء النساء، وهذه الجمعية هي الأولى من نوعها في داخل المجتمع السعودي المحافظ الذي يوصف بالذكوري القبلي المتعصب. والمشهور بان النساء فيه يفتقدن للكثير من حقوقهن. وتأتي هذه الخطوة في السعودية، بعدما شهدت الهند مطالبة من قبل بعض الأزواج الذين سئموا مضايقات زوجاتهم، بتشكيل جمعية لحماية حقوق الرجال ودراسة مظالمهم. وقال سوبهاش دوبي (طبيب) يصف نفسه بأنه زوج ضحية للزوجة: نطالب بحقوق متساوية، نريد أحدا يستمع إلى مصائب الرجال.

في مكة المكرمة شكا مواطن سعودي للمحكمة من تعرضه للضرب على يد زوجته، التي اعتادت الاعتداء عليه جسدياً بشكل مستمر، وقد عبّر «الزوج المضروب» عن استيائه من ضرب زوجته له أمام أقربائه، مقراً أنه لم يغضب حين ضربته مراراً، من دون وجود طرف ثالث «أقرباء». وقد أقرت الزوجة بضرب زوجها بشكل دائم، –  أي ان لو الضرب حدث بعيدا عن الأقارب لا مشكلة لديه!.

وفي قصة مشابهة كان هناك رجل في العقد الرابع من عمره يخرج من منزله مهرولا بدون حذاء وثوبه ممزق وصدره مكشوف والدماء تنزف من وجهه وصدره بسبب تعرضه للضرب، وهو يلتفت نحو اليمين والشمال والخلف وتارة يدور حول نفسه مرعوبا خائفا، وامرأة تركض خلفه تحاول الوصول إليه!. وهو يصرخ لن أعود معك ابتعدي عني، وهي تقول له تعال ارجع معي للمنزل وبعد ذلك تبين ان هذا الرجل طوال سنوات زواجه فوق 15 عاما يتعرض للإهانة والضرب من زوجته، فيذهب إلى منزل أقربائه باكياً صارخاً شاكياً، فيتدخل الأهل للتهدئة ويتم نصح الزوجة بضرورة احترام الزوج، فترد بالإيجاب، وما للزوج سوى العودة إلى المنزل على أمل أن لا يتعرض للضرب من زوجته، هذا الرجل يعمل في وظيفة حكومية إدارية ويتميز بشخصية قوية في العمل بين زملائه ووسط المجتمع، ويحصل على راتب ممتاز تتحكم الزوجة بصرفه!!.

ضرب الزوجات لأزواجهن حقيقة في العالم وفي الوطن العربي حسب الدراسات، إلى درجة مطالبة الرجال بمؤسسات تدافع عن حقوقهم ورجولتهم المسلوبة باسم حقوق المرأة والمساواة.

هذه الحالات لا يعني نسيان أو التغاضي عن الاف الحالات والاعتداءات التي تتعرض لها المرأة في مجتمعاتنا الواضحة والمؤلمة. وما تلك الحالات (الاعتداء على الإنسان من رجال ونساء) دليل على وجود خلل في المجتمع، وان مجتمعنا يعاني من أزمة وعي وثقة، وأزمة تربية، وأزمة حقوق، بالاضافة الى الازمات الاقتصادية والسياسية والثقافية, وما انتشار الجرائم المرعبة وفقدان الأمن الاجتماعي إلا نتيجة فقدان الامان في الأسرة والمجتمع.

من المسؤول عن تلك الأزمات والاعتداءات على الإنسان من رجال ونساء في مجتمعاتنا؟.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 16/آذار/2010 - 29/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م