الغرب والمسلمين وعدوى التطرّف

عودة الرسوم المسيئة للرسول (ص) وفيلدرز يُنتج فتنة 2

 

شبكة النبأ: عادت قضية الإساءة إلى الإسلام لتتفاعل بقوة، خصوصاً مع اكتشاف مجموعة كانت تخطط لاغتيال الرسام السويدي لارس فيلكس الذي رسم رسماً كاريكاتورياً عام 2007 اعتُبر مسيئاً للرسول محمد (ص)، فقامت صحف سويدية بإعادة نشر رسوم أخرى مسيئة للنبي (ص)، فيما أعلن النائب اليميني الهولندي المناهض للإسلام تأجيل طرح الجزء الثاني من الفيلم المعادي للقرآن إلى ما بعد تشكيل الحكومة الجديدة، مصرّاً على نهجه الذي يغلب عليه طابع الكراهية للإسلام والعنصرية الاجتماعية ومحاربة الحجاب.

لكن صحيفة بوليتيكن الدنماركية قدمت اعتذارا للمسلمين عن جرح مشاعرهم بسبب قضية نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد سنة 2008، من دون الاعتذار عن نشر الرسوم بحد ذاته.

وعقدت الصحيفة، وهي أول وسيلة إعلام دنمركية تقدم اعتذارا من هذا القبيل في تلك القضية المثيرة للجدل، اتفاقا مع ثماني جمعيات تمثل حوالي 95000 مسلم وأعربت عن أسفها للمساس بعقيدة المسلمين. وينص الاتفاق أيضا على ألا تتخلى الصحيفة عن حقها في إعادة نشر تلك الرسوم مجددا.

وتوجد الجمعيات التي وقعت على الاتفاق في ثماني دول (مصر، ليبيا، قطر، الاردن، السعودية، لبنان، الاراضي الفلسطينية، استراليا)، ومن بينها جمعية "نقابة السادة الاشراف" المصرية التي تضم 70 الف عضو.

واعرب رئيس تحرير الصحيفة التي نشرت الاتفاق خبرا اساسيا في صفحتها الاولى الجمعة عن "الترحيب" بالتسوية المبرمة. وقال توغر سيندنفادن لوكالة فرانس برس "ندين المساس بمشاعر المسلمين، وان لم تكن تلك نيتنا".

الا ان هذه التسوية اثارت جدلا حادا في الاوساط السياسية الدنماركية التي تتهم بوليتيكن بالرضوخ والتضحية بحرية التعبير التي تعتبر حجر الاساس في الديمقراطية الدنماركية.

ونددت صحف دنماركية كبرى بالاتفاق على غرار ييلاندس بوستن وبرلينغنسكي تيدندي، لكنها اكدت انها لا تنوي اعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية. بحسب فرانس برس.

ورفض رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن "التدخل في قرارات" بوليتيكن مبررا ذلك باسم "حرية التعبير والصحافة واحترام القرارات التحريرية في وسائل الاعلام".

وقال لشبكة تلفزيون تي.في2 نيوز "لكن ما يشغلني هو معرفة ما اذا كانت تدل على نهاية للتلاحم الذي ساد وسائل الاعلام الدنمركية وايضا المجتمع الدنماركي (...) او على الاذعان للتهديدات" في هذه المسالة.

ونشرت صحيفة ييلاندس بوستن الدنماركية 12 رسما كاريكاتوريا مثيرا للجدل للنبي محمد للمرة الاولى في ايلول/سبتمبر 2005، اعتبرها المسلمون مشينة واثارت استنكارا شديدا وتظاهرات في العالم العربي والاسلامي في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2006 ضد الدنمارك.

51 % من الدنمركيين يرفضون الاعتذار للمسلمين

وفي نفس السياق أفاد استطلاع للرأي أن 51 % من الدنماركيين يرفضون الاتفاق الذي أبرمته الصحيفة الدنماركية بوليتيكن مع ثماني منظمات إسلامية وقدمت بموجبه اعتذاراتها للإهانة التي تسببت بها بنشرها في 2008 رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.

في المقابل أيد 31% مبادرة بوليتيكن فيما اعتبر 14% أنها ليست جيدة ولا سيئة و5% لم يعبروا عن أي رأي، بحسب هذا الاستطلاع الذي أجراه معهد ميغافون لصحيفة بوليتيكن ومحطة التلفزة "تي.في.2" في 3 و4 مارس وشمل عينة من 1009 أشخاص.

وبوليتيكن هي أول مؤسسة إعلامية تقدم اعتذارات لثماني منظمات تؤكد أنها تمثل نحو 95 ألف مسلم في ثمانية بلدان، معبرة عن أسفها لجرح إيمانهم لكنها لم تعتذر لإعادة نشرها هذه الرسوم.

كما ينص هذا الاتفاق الذي أعلن في 26 فبراير أيضا على ألا تتخلى الصحيفة (يسار وسط) عن حق إعادة نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية.

وقد أثار هذا الاتفاق إدانات شديدة من قبل الأوساط السياسية الدنماركية ووسائل الإعلام في هذا البلد متهمة بوليتيكن بأنها تخلت وضحت بحرية التعبير.

وكان اثنا عشر رسما كاريكاتوريا مسيئا للرسول عليه الصلاة والسلام نشرت للمرة الأولى في سبتمبر 2005 في صحيفة يلاندز بوستن الدنماركية. واعتبرها العديد من المسلمين مهينة وتسببت بتظاهرات عنيفة ضد الدنمارك خصوصا في العالم الإسلامي في يناير وفبراير 2006.

وأعادت 17 صحيفة بينها بوليتيكن نشر أحد هذه الرسوم في فبراير 2008 اثر إحباط مخطط اعتداء على صاحبها كورت فسترغارد.

محام سعودي يريد ملاحقة 15 صحيفة دنمركية

وأعلن المحامي السعودي فيصل احمد زكي اليماني استعداده لرفع دعوى قضائية على 15 صحيفة دنماركية ما لم تقدم اعتذارا للمسلمين على اعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية التي تسخر من النبي محمد عام 2008 كما قال لموقع صحيفة بي.تي على الانترنت.

وكان المحامي السعودي طلب بإسم ثماني جمعيات تمثل نحو 95 الف شخص من آل البيت، هذه الاعتذارات من 16 صحيفة منذ اب/اغسطس الماضي.

لكن صحيفة بوليتيكن كانت الوحيدة التي استجابت لهذا الطلب ووافقت على تسوية اعلنت الجمعة واثارت موجة احتجاج في الدنمارك. بحسب فرانس برس.

وقال فيصل زكي اليماني للموقع الالكتروني بت.دك "نحن مستعدون لدعوى قضائية طويلة ومكلفة ضد الصحف الاخرى التي ترفض اتفاقا" مشابها للذي عقدته صحيفة بوليتيكن.

واوضح المحامي انه تلقى رسالة من مدير "نقابة السادة الاشراف"، احدى الجمعيات الثماني التي تقدمت بالشكوى والتي تضم نحو 70 الف عضو، يقول فيها انه "راض جدا" عن التسوية التي عقدت مع بوليتيكن وانه يمنحه "دعما ماليا لرفع دعاوى امام المحاكم على الصحف ال15 الاخرى" الرافضة.

وفي اتفاق موقع اعربت بوليتيكن عن اسفها لجرح مشاعر المسلمين من دون الاعتذار عن نشر الرسوم بحد ذاته. كما لم تتخل عن الحق في اعادة نشر هذه الرسوم.

والجمعيات التي وقعت على الاتفاق موجودة في ثماني دول (مصر، ليبيا، قطر، الاردن، السعودية، لبنان، الأراضي الفلسطينية، استراليا).

اعتقال 7 مسلمين يشتبه بتخطيطهم لقتل الرسام المسيء

وفي بريطانيا أعلنت الشرطة الايرلندية أنها اعتقلت سبعة أشخاص مسلمين يشتبه بتورطهم في التخطيط لاغتيال رسام كاريكاتور سويدي سبق ورسم النبي محمد بجسد كلب عام 2007.

واعلنت الشرطة الايرلندية في ووترفورد وكورك في جنوب ايرلندا انها "نفذت هذا الصباح سلسلة من المداهمات واعتقلت اربعة رجال وثلاث نساء" في اطار التحقيق الدولي في مخطط لاغتيال الرسام لارس فيلكس.

وتأتي هذه الاعتقالات في اطار تحقيق دولي حول مخطط لاغتيال الرسام لارس فيلكس الذي قدم تنظيم القاعدة لتنفيذه 100 الف دولار حسب ما ذكر مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس.

وتمت العملية بالتعاون مع وكالات امنية اميركية ودول اوروبية عدة بحسب الشرطة. وبحسب الاذاعة والتلفزيون العام الايرلندي فان الاشخاص الموقوفين من اصول يمنية ومغربية ويقيمون في ايرلندا.

ولاحقاً، أطلقت الشرطة الايرلندية سراح ثلاثة مسلمين، امرأتين ورجل واحد، من السبعة الذين كانت قد القت القبض عليهم بتهمة التخطيط لقتل رسام كاريكاتير سويدي.

وقد اطلق سراح الثلاثة - الذين اعتقلوا في مدينتي ووترفورد وكورك الايرلنديتين - بعد ان قضوا فترة تجاوزت الثلاثة ايام قيد التحقيق دون ان توجه اليهم الية تهم.

وكان الثلاثة قد اعتقلوا ضمن مجموعة من سبعة مسلمين للاشتباه بقيامهم بالتخطيط لقنل رسام الكاريكاتير السويدي لارز فيلكس بسبب اقدامه على رسم صورة تمثل النبي محمد بجسم كلب.

وكان الرسم المذكور قد نشر في صحيفة سويدية عام 2007 في سياق مقال افتتاحي تناول موضوع حرية التعبير.

وتشمل المجموعة التي القت الشرطة الايرلندية القبض عليها مواطنين من الجزائر وليبيا والاراضي الفلسطينية وكرواتيا والولايات المتحدة. وما زال ثلاثة رجال وامرأة واحدة قيد الاعتقال على ذمة القضية.

عودة الرسوم المسيئة للرسول وفيلدرز ينتج "فتنة 2"

وعادت قضية الإساءة إلى الإسلام لتتفاعل بقوة، خصوصاً مع اكتشاف مجموعة كانت تخطط لاغتيال الرسام السويدي لارس فيلكس، الذي رسم رسماً كاريكاتورياً عام 2007 اعتبر مسيئاً للرسول، فقامت صحف سويدية بإعادة نشر رسوم أخرى مسيئة للنبي، فيما أعلن النائب اليميني الهولندي المناهض للإسلام تأجيل طرح الجزء الثاني من الفيلم المعادي للقرآن.

ففي السويد، وفي أعقاب الكشف عن محاولة اغتيال الرسم فيلكس، قامت عدة صحف محلية بنشر الرسوم المسيئة للرسول. ونشرت الرسوم التي رسمها فيلكس في صحف Dagens Nyheter وExpressen وSydsvenska Dagbladet.

فيما اتهم وزير الخارجية الهولندي المكلف، النائب اليميني الهولندي المتطرف غيرت بأنه يضرّ بسمعة هولندا ويزرع الخوف والكراهية ويعمق الخلافات بين المجموعات العرقية المختلفة.

وقال الوزير ماكسيم فرهاخن، خلال إحدى الندوات إن "فيلدرز يضر بسمعة هولندا في الخارج، خاصة في الدول الإسلامية، والدبلوماسيون الهولنديون يقومون بكثير من الجهود للحد من تلك الأضرار."

وبحسب تقرير أعده ميشيل هوبينك لإذاعة هولندا العالمية، فقد هاجم الوزير المسيحي الديمقراطي المستقل فرهاخن النائب المتطرف، زعيم حزب الحرية فيلدرز، بقوة وبصورة غير مسبوقة خلال ندوة حول الدبلوماسية الشعبية ببلدة نوردفايك.

واعتبر الوزير الهولندي أن فيلدرز يزرع الخوف والكراهية ويعمق الخلافات بين مختلف المجموعات العرقية عوضاً عن البحث عن الحلول انطلاقا من القيم المشتركة لهذه المجموعات. وبالإضافة إلى الأضرار التي يسببها فيلدرز داخل المجتمع الهولندي، فهو يضر أيضا بسمعة هولندا في الخارج.

أشار فرهاخن الى الندوة الصحفية التي عقدها فيلدرز يوم الجمعة الماضي، عقب عرضه لشريط "فتنة" داخل مجلس النواب البريطاني، حيث وصف فيلدرز "الرسول محمد بالمتوحش وسفاك الدماء" وكلمات بذيئة أخرى، كما وصف رئيس الوزراء التركي، طيب أردوغان بـ"الغبي".. "يا له من عار" على حد تعبير فرهاخن.

حسب فرهاخن فإن فيلدرز يضر بسياسة هولندا في العالم، التي تريد الانتشار بواسطة القيم المشتركة مثل الحرية والعدالة والإنسانية، "انطلاقاً من هذه القيم نقوم بالبحث عن الحلول" كما يرى الوزير.

وقال فرهاخن إن هولندا تمتعت لسنوات طويلة بسمعة جيدة عبر العالم كبلد للتسامح والإنسانية، لكن هذه السمعة تراجعت في السنوات الأخيرة بسبب النقاش المتشدد حول الإسلام.

ويحظى السياسي المعادي للإسلام فيلدرز باهتمام كبير من طرف وسائل الإعلام الدولية لدرجة يبدو فيها الأمر، أحيانا، وكأن هولندا بكاملها تقف وراءه.

وقامت وزارة الخارجية الهولندية بإجراء بحث حول صورة هولندا في 15 بلداً، حيث تبين أن سمعة هولندا مازالت جيدة، غير أن هذه السمعة باتت معرضة للضرر خاصة داخل البلدان الإسلامية مثل إندونيسيا وتركيا ومصر.

وكان انهيار حكومة التحالف والانتخابات المبكرة في هولندا قد أدى إلى تأجيل عرض فيلم "فتنة 2" لفيلدرز، ولن يكون بالإمكان مشاهدة الجزء الثاني من الفيلم المعادي للقرآن قبل الانتخابات العامة.

ومن المقرر أن يعرض في الولايات المتحدة فيلم وثائقي عن السياسي اليميني المتشدد بالإضافة إلى كتاب يعكف حاليا على تأليفه، ولكنه لن يتمكن من إصداره قبل الانتخابات العامة أيضاً.

تصحيح صورة الإسلام مسؤولية العالم الإسلامي

من جانب آخر أكد الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف أن تصحيح صورة الإسلام في الخارج لم يعد مسؤولية المؤسسات الدينية وحدها بل يجب أن يكون المشروع القومي للأمة الإسلامية كلها بمنظماتها وهيئاتها ومؤسساتها وأفرادها بمختلف تخصصاتهم ولابد من توظيف كافة أساليب وتقنيات الاتصال المعاصر في تقديم الوجه الحقيقي للاسلام والمسلمين لمحو الصورة المشوهة التي ترسخت خطأ في العقل الغربي.

ونبه الوزير في تصريح حول حوار الثقافات - أن الهجوم على الإسلام في الغرب ليس جديداً بل هو قديم قدم الإسلام ذاته ، فما واجهه الإسلام من حملات معادية في العصور الوسطي أكثر ضراوة مما يحدث اليوم من إساءات طالت الثوابت والمقدسات الإسلامية لكن انفتاح العالم وتطور وسائل الإعلام وردود الأفعال الغاضبة المتشنجة هي السبب الرئيسي في انتشارها. بحسب صحيفة الوطن الكويتية.

وأشار الوزير إلى أن الغرب مثلما به معادون للاسلام هناك أصوات عاقلة منصفة تدرك عظمته وقيمه النبيلة واستثمار هذه الأصوات في خدمة قضايا الأمة الإسلامية.

وأوضح أن الحروب والصدامات العسكرية على مدى التاريخ لم تتسبب في إحداث قطيعة ثقافية وحضارية بين الإسلام والغرب فالتفاعل الثقافي والاستفادة المتبادلة من المنجزات الحضارية ظلت قائمة.

كما أكد أن الاستشراق رغم أن هدفه الرئيسي كان خدمة الأطماع الاستعمارية ، إلا أنه قدم خدمات مهمة للثقافة الإسلامية تفوق كثيرا ما قدمه بعض علماء المسلمين مثل اكتشاف عشرات الآلاف من المخطوطات الإسلامية النادرة وإعداد المعاجم المتخصصة لألفاظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية.

وأضاف أن المسلمين لم يعد بإمكانهم وليس في صالحهم الانعزال عن الآخرين والاستفادة من المنجز الحضاري المعاصر ولابد أن تسود لغة الحوار لأنه اللغة الوحيدة اللائقة بالانسان والقادرة على إزالة سوء الفهم والأحكام المسبقة وتقريب وجهات النظر.

الدنمارك: لا مكان للبرقع والنقاب في بلادنا

وفي هذه الغضون أعلن رئيس الحكومة الدنماركية لارس لوكي راسموسن أن لا مكان للبرقع والنقاب في الدنمارك، وان الحكومة "تدرس حاليا سبل الحد من ارتداء" هذين الزيين الاسلاميين اللذين يغطيان كامل وجه وجسد المرأة.

وقال راسموسن في مؤتمر صحافي "ان موقف الحكومة واضح: لا مكان للبرقع والنقاب في المجتمع الدنماركي. انهما يجسدان مفهوما للمراة وللانسانية نحن على تعارض جذري معه، ونريد الوقوف بوجهه في المجتمع الدنماركي".

وتابع راسموسن ان المجتمع الدنماركي "هو مجتمع ديموقراطي مفتوح، ولا بد ان نرى الشخص الذي نحادثه اكان في الوسط المدرسي او في مكان العمل".

واضاف "لذلك نريد منع هذا الزي داخل المجتمع الدنماركي" مع الاقرار بوجود "حدود قانونية" تتعلق خصوصا بمنع النقاب والبرقع في الامكنة العامة. وتابع ان الحكومة "تدرس حاليا سبل الحد من ارتداء" هذا الزي من دون المساس بدستور المملكة.

وجاء كلام المسؤول الدنماركي اثر نشر نتائج دراسة اجرتها جامعة كوبنهاغن بناء على طلب وزارة الشؤون الاجتماعية وجاء فيها ان البرقع -الذي ينتشر في افغانستان واغلب الاحيان ازرق اللون ويحمل نوعا من الشبك عند مستوى العينين- "نادر جدا" في الدنمارك، في حين ان عدد النساء في الدنمارك اللواتي يرتدين النقاب -حجاب يغطي كامل الوجه مع ابقاء فتحة على مستوى العينين- "هو ما بين 100 و200".

ويوجد حاليا في الدنمارك نحو 100 ألف امرأة مسلمة، اي حوالى 1,9% من سكان البلاد البالغين 5,5 مليون شخص. وأوردت الدراسة ان 0,15% فقط من هؤلاء النساء يرتدين النقاب.

محاكمة فيلدرز بسبب تصريحات مسيئة للإسلام

ومثلَ عضو البرلمان اليميني الهولندي خيرت فيلدرز أمام محكمة في امستردام لاتهامه بالتحريض على الكراهية والتمييز ضد المسلمين في قضية ينظر لها على أنها اختبار لحرية التعبير في هولندا التي عادة ما تتميز بالتسامح.

وتجري محاكمة فيلدرز زعيم حزب الحرية بعد أن أمرت محكمة في يناير كانون الثاني بأن يواجه اتهامات في حكم ألغى قرار المدعي العام الذي رأى أن حق حرية التعبير يكفل الحماية لفيلدرز.

وتتعلق الاتهامات الموجهة لعضو البرلمان بفيلم "فتنة" الذي أنتجه عام 2008 والذي اتهم القران بالتحريض على العنف ومزج بين صور من هجمات ارهابية وايات قرانية.

كما وجهت له اتهامات بسبب تصريحاته في وسائل الاعلام التي شبه فيها الاسلام بالفاشية والقران بكتاب "كفاحي" لادولف هتلر.

وقال فيلدرز في موقعه على الانترنت "ما زلت مقاوما ومقتنعا بأن هذه العملية السياسية لن تؤدي الا الى تبرئة ساحتي."

وحظي فيلدرز وهو معارض شديد للاسلام في الثقافة الاوروبية بشعبية بين الناخبين الهولنديين القلقين ازاء الهجرة وأثرها على المجتمع الهولندي.

وفي العام الماضي ظهر حزب الحرية الذي يتزعمه فيلدرز كثاني أكبر حزب هولندي في البرلمان الاوروبي وأظهرت استطلاعات للرأي نشرت مؤخرا أن للحزب فرصة في أن يصبح أكبر حزب في البرلمان الهولندي في الانتخابات المقررة في مايو ايار 2011 .

استشهادات بالإنجيل على أسلحة تثير غضب المسلمين الأميركيين

وفي أمريكا أبدى المسلمون الأميركيون استياءهم اثر تقرير تلفزيوني أفاد أن بعض المعدات التي يستخدمها الجيش الاميركي في العراق وأفغانستان يتضمن في أرقامه المتسلسلة استشهادات مشفرة بالعهد الجديد في الكتاب المقدس.

وطلب المجلس الاسلامي للشؤون العامة من وزير الدفاع روبرت غيتس سحب التجهيزات التي تتضمن هذه الرموز والتي تستخدم في الحروب الجارية حاليا على الفور.

وجاء رد الفعل هذا اثر بث شبكة ايه بي سي التلفزيونية تقريرا كشف ان شركة تريجيكون التي تتخذ مقرا لها في ميشيغن (شمال) باعت الجيش الاميركي 800 الف جهاز تصويب تخفي ارقامها المتسلسلة اشارات الى مقاطع من العهد الجديد في الكتاب المقدس.

واوضح التقرير ان الرقم "2 كور4:6" هو اشارة الى رسالة القديس بولس الثانية الى اهل كورنثوس الاصحاح 4:6 وفيه "الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله".

كما ان الرمز "جن8:12" يشير الى مقطع في انجيل القديس يوحنا يقول فيه المسيح "انا نور العالم. من يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له النور الذي يقود الى الحياة". واقرت شركة تريجيكون بوجود هذه الرموز المشفرة، معتبرة انها ليست مخالفة لاي قوانين.

غير ان مدير المجلس الاسلامي للشؤون العامة هاريس تارين رأى ان "ادراج اشارات الى الكتاب المقدس على معدات عسكرية ينتهك المثل والقيم الاساسية التي قامت بلادنا عليها". وتابع في بيان ان "هذا يعطي حججا لدعاية المتطرفين الذين يؤكدون ان الولايات المتحدة تشن حربا صليبية ضد الاسلام".

الفاتيكان: على المسيحيين والمسلمين أن يواجهوا معا التيارات المتطرفة

ومن جانبه أعلن الفاتيكان أن على المسيحيين والمسلمين ان "يواجهوا معا تهديد التيارات المتطرفة" الاسلامية، وذلك في وثيقة تمهيدية لعقد سينودوس حول الشرق الاوسط متوقع بين 10 و24 تشرين الاول/اكتوبر.

وجاء في وثيقة العمل التمهيدية هذه بعنوان "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط: مشاركة وشهادة"، ان "التيارات المتطرفة (الاسلامية) تشكل تهديدا للجميع، مسلمين ومسيحيين، وعلينا ان نواجهها معا".

والنص الذي انبثق عن مجلس تمهيدي للسينودس ضم سبعة بطاركة من كنائس الشرق الكاثوليكية الست وبطريرك القدس للاتين ومسؤولين في الفاتيكان ورئيسي مجمعي اساقفة تركيا وايران، يشير الى الرسالة الرعوية الاخيرة لبطاركة الشرق الكاثوليك العام 2009.

ويشير البطاركة فيها الى "صعود الاسلام السياسي اعتبارا من سبعينات" القرن الماضي، مشيرين الى انه يضم "تيارات دينية تريد فرض نمط عيش اسلامي على المجتمعات العربية والتركية والايرانية وعلى كل من يعيش فيها من مسلمين وغير مسلمين".

واشارت الوثيقة ايضا الى "ان تنامي التطرف الاسلامي ادى الى تزايد الحوادث ضد المسيحيين في كل مكان تقريبا". غير ان الوثيقة سجلت ايضا "استعداد عدد كبير من المسلمين للتصدي للتطرف الديني المتصاعد".

وتعرض الوثيقة مسحا للمنطقة التي تضم 17 مليون مسيحي، اغلبهم في مصر (10 بالمئة من السكان) ونحو خمسة ملايين كاثوليكي، بحسب ما افاد المونسنيور نيكولا اتيروفيتش الامين العام لسينودوس البطاركة خلال مؤتمر صحافي.

واكدت الوثيقة ان النزاع الفلسطيني الاسرائيلي يمثل "ابرز بؤر" عدم الاستقرار في المنطقة وان "الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والاراضي اللبنانية والسورية" هو "سبب العداوة بين الفلسطينيين والعالم العربي من جهة ودولة اسرائيل من الجانب الاخر". واضافت ان المسيحيين كانوا ضمن "ابرز ضحايا" الحرب في العراق الامر "الذي لم توليه السياسة الدولية اي اعتبار".

وعن الوضع في لبنان جاء في الوثيقة "ان هناك انقساما عميقا بين المسيحيين سياسيا ومذهبيا"، وفي مصر "ادى تصاعد الاسلام السياسي وابتعاد المسيحيين عن المجتمع المدني الى جعل حياة المسيحيين عرضة لعدم التسامح وعدم المساواة والظلم".

وعبر المجمع عن قلقه لهجرة المسيحيين المنطقة، مؤكدا ان "اختفاء المسيحية او ضعفها في المكان الذي ولدت فيه سيشكل خسارة للكنيسة الكونية".

واكد انه من المهم التفريق بين السياسة والدين "حيث تحسب الخيارات السياسية للدول الغربية على الدين المسيحي. ومن المهم توضيح معنى العلمانية والتذكير بانه لا توجد رابطة للدول المسيحية شبيهة ب منظمة المؤتمر الاسلامي".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 15/آذار/2010 - 28/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م