الجلطة الدماغية.. علاماتها وطرُق تجنّبها

 

شبكة النبأ: تُعتبر الجلطة الدماغية من الأمراض التي تصيب الناس في مختلف الأعمار، ولا تقتصر على الكبار في السِن كما يعتقد الكثيرون، وللجلطة أنواع وأعراض وأسباب، فهناك مَن يقول أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي "الشقيقة" هم الأكثر عرضة، وبواقع الضعف، لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية الانسدادية، ولاسيما النساء.

وهناك أيضاً أبحاث جديدة تفيد بأنه عند إصابة أحد الوالدين بالجلطة الدماغية في الخامسة والستين من العمر فإن احتمال إصابة الأولاد بالمرض نفسه يزداد أربع مرات عند بلوغهم هذا العمر.

فيما قال باحثون أمريكيون أن طريقة أحدث وأقل توسعاً لمنع الجلطات باستخدام الدعامات ثبتَ أنها آمنة وفعالة مثل الجراحة تقريبا.

ما هي علامات الجلطة الدماغية وكيف يمكنك تجنبها؟

يقول جراح الأعصاب الدكتور سانغاي غوبتا، إن الأطباء في هذا الوقت بدؤا يلاحظون أن جلطات الدماغ تصيب الناس بأعمار مختلفة ممن تتجاوز أعمارهم الثلاثين أو الأربعين أو الخمسين عاماً، والسبب غالباً لهذه الجلطات هو نمط الحياة غير الصحي.

ويرى غوبتا أن من أبرز المسببات للمرض الإجهاد وارتفاع ضغط الدم، كما يلعب الغذاء غير الصحي دوراً بالإصابة بالمرض، إضافة إلى التدخين والسمنة وقلة ممارسة الرياضة بمختلف أشكالها.

لذا فإن أي تغيير في نمط الحياة قد يقلل أو يؤدي إلى التخلص من ضغط الدم العالي، أو زيادة النشاط والتمارين الرياضية، يؤدي بالضرورة إلى تقليل نسبة الإصابة بالجلطة الدماغية.

وتشير الدراسات إلى أن أولئك الذين يتمتعون بضغط دم صحي، معرضون أقل بحوالي 50 في المائة للإصابة بالمرض عن أصحاب الضغط المرتفع.بحسب سي ان ان.

وتعتبر معرفة العلامات الأولى للجلطات الدماغية أمراً مهماً، لأن طبيعة المرض تتطلب علاجاً فورياً، ولكن يرى غوبتا أن أغلب الناس يتجاهلون العلامات المبكرة للمرض.

ووفقاً لدراسة قام بها مستشفى "مايو كلينيك" فإن 58 في المائة من مرضى الجلطات يتجاهلون الأعراض الأولى للجلطة، أو يشخصونها على أنها علامات مرض آخر، ما يتسبب بتأخرهم لرؤية الطبيب لأكثر من ثلاث ساعات ونصف.

وتنقسم الجلطات الدماغية إلى نوعين، السكتة الدماغية، وتحدث عندما يتوقف سريان الدم إلى الدماغ، والنوع الثاني هو الجلطة الدماغية النزفية، وتحدث عندما تنفجر الأوعية الدموية داخل الدماغ.

الدعامات والجراحة تمنع حدوث الجلطات

وقال باحثون أمريكيون أن طريقة أحدث وأقل توسعا لمنع الجلطات باستخدام الدعامات ثبت أنها آمنة وفعالة مثل الجراحة تقريبا.

فقد كانت الجراحة منذ سنوات كثيرة الطريقة المفضلة لإزالة الترسبات الدهنية الخطيرة في شرايين العنق التي يمكن أن تسبب الجلطات.

لكن طرقاً أحدث واقل توسعية باستخدام القسطرة والدعامات حظيت بموافقة على استخدامها لدى المرضى الذين يواجهون مخاطر أعلى وهو ما أثار جدلا ازاء الطريقة التي تعد الافضل بينهما.

ويتطلب تركيب دعامة في الشريان السباتي ادخال ملف شبكي سلكي يسمى دعامة في شريان العنق لتوسيع المنطقة المعاقة لاصطياد أي صفيحة ترسبات طريدة قد تذهب الى المخ وتتسبب في الاصابة بجلطة.

وقارنوا هذا العلاج بالجراحة والتي يجري خلالها الاطباء فتحة بالرقبة لكشط ترسبات دهنية في الشريان وخياطته مرة أخرى. بحسب رويترز.

وقارنت هذه التجربة التي استمرت تسع سنوات واطلق عليها اسم جراحة ازالة الضيق باستئصال باطنة الشريان السباتي مقابل تركيب دعامة أو "تجربة كريست" عامل الامان والفعالية في كل من الجراحة وتركيب الدعامات بين 2502 مريض سواء من سبق اصابتهم بجلطات أو لم يسبق لهم الاصابة.

واظهرت التجربة ان كلا من الطريقتين امنة وفعالة بشكل عام في منع حدوث جلطة لكن وجد الباحثون بعض الاختلاف بين الطريقتين.

فقد وجدوا ان المرضى الذين اجريت لهم جراحة واجهوا احتمالات أقل في الاصابة بجلطات لاحقة بينما هؤلاء الذين اجريت لهم دعامة واجهوا احتمالات اقل في الاصابة بأزمات قلبية بعد الجراحة.

وقال الدكتور جاري روبين من مستشفى لينوكس هيل بمدينة نيويورك الذي قدم نتائجه في المؤتمر الدولي للجلطات في سان انطونيو في بيان "بالرغم من ان الغرض من هذه الدراسة هو اجراء مقارنة بين الاجراءين سعدنا باكتشاف ان كلا من الجراحة وتركيب الدعامات اصبح امنا بشكل غير معتاد".

وبعد عام من هذا الاجراء قال هؤلاء الذين اصيبوا بجلطة ان التأثيرات كان لها اثر اكبر على نوعية الحياة لديهم مقارنة بهؤلاء الذين أصيبوا بأزمات قلبية.

الصداع النصفي يضاعف خطر الإصابة بالجلطة

ولفتت دراسة أمريكية حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي "الشقيقة" هم الأكثر عرضة، وبواقع الضعف، لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية الانسدادية، ولاسيما النساء.

واستندت نتائج الدراسة، التي قام بها عدد من الباحثين من "جامعة جونز هوبكينز" الأمريكية على مراجعة 21 دراسة مختلفة في هذا الصدد، شملت 622381 شخصاً من الجنسين، تراوحت أعمارهم بين سن 18 عاماً إلى 70 عاماً، في أوروبا وأمريكا الشمالية. بحسب سي ان ان.

ووجد الفريق العلمي أن الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة معرضون، وبواقع 2.3 مرة، أكثر لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإنسدادية ischemic storke، وازداد الخطر إلى مرتين ونصف بين من يصاحب ألم الشقيقة لديهم تشويش في الرؤية، علماً أن النساء اللواتي يعانين من هذا العارض هن الأكثر عرضة للإصابة بجلطة بـ2.9 مرة، حسب الدراسة التي ضمنت في الاجتماع السنوي "لجمعية أمراض القلب الأمريكية" بفلوريدا.

وتحدث الجلطة الدماغية الانسدادية، عندما تسد جلطة دموية أحد الشرايين التي تمد المخ مما يؤدي إلى نقص في الدم والأوكسجين اللازمين والضروريين له، فتدخل خلايا المخ مرحلة الصدمة في البداية ثم تبدأ في الموت،  وقد يؤدي التأخير في تقديم العلاج اللازم إلى ضرر أكبر في المخ.

ومن أعراضها، خدر مفاجئ أو ضعف، لاسيما في جانب واحد فقط من الجسم، ارتباك أو تشويش مفاجئ في التفكير، مشكلات في النطق أو فهم الكلام، متاعب في الرؤية، وصعوبة في المشي أو الحفاظ على التوازن.

وقال د. سامان نازاريان، كبير أخصائي أمراض القلب بجامعة "جونز هوبكنز" والذي قاد البحث، إن النتائج تدعم نظرية وجود رابط بين الشقيقة والجلطة الدماغية وتصحح بعض تصحيح بعض التناقضات في دراسات سابقة أثمرت نتائج متضاربة.

هذا وقد أشارت دراسات وبحوث أجريت في هذا الشأن إلى أن ثلاث نساء يصبن بالشقيقة مقابل رجل واحد.

وحول هذه النسب يقول الدكتور مارك شولسبيرغ، أخصائي أعصاب: "تبلغ نسبة النساء اللواتي يعانين من الشقيقة 18 في المائة، بينما تصل النسبة عند الرجال إلى 6 في المائة."

ويرى طبيب الأعصاب شولسبيرغ أن التفاوت بالنسب بين الجنسين يعود إلى اختلاف نوع الهرمونات وتوزيعها بين الرجال والنساء، حيث يضيف: "بالنسبة للنساء، هناك رابط قوي بين الشقيقة وهرمون الاستروجين، فهبوط مستوى الاستروجين، خصوصا مع نهاية فترة الطمث، ونهاية الحمل، يتسبب في زيادة آلام الشقيقة."

أزمة جلطة في أوربا..

وعلى مستوى أوربا حذّرَ خبراء الصحة من أزمة جلطة في القارة والتي تكلف بالفعل اقتصاد المنطقة ما يصل الى 38 مليار يورو (56 مليار دولار) سنويا وسط توقعات بزيادة الاعداد مع تقدم اعمار السكان.

وقال خبراء طبيون يعملون مع جماعة حملة العمل من أجل الوقاية من الجلطة في تقرير للبرلمان الاوروبي ان الرجفان الاذيني وهو الاكثر شيوعا نتيجة لاضطراب ضربات القلب يؤثر على أكثر من ستة ملايين شخص في أوروبا ويزيد خطر الاصابة بالجلطة لخمسة امثال.

وقال التقرير ان الاثر الاقتصادي والصحي للجلطة من المتوقع ان يزيد مع ارتفاع متوقع بمقدار مرتين ونصف في عدد الاشخاص الذين يعانون من الرجفان الاذيني بحلول عام 2050 بسبب تقدم اعمار السكان.

واشار التقرير الى ان العبء الاقتصادي الناجم عن المرضى الذين يعانون من الجلطات يمثل من اثنين الى ثلاثة بالمئة من اجمالي انفاق الرعاية الصحية في الاتحاد الاوروبي والرجفان الاذيني مسؤول عن 15 الى 20 بالمئة من كل الجلطات الناجمة عن تخثر الدم. بحسب رويترز.

وقال التقرير "سيزيد هذا العبء في السنوات المقبلة بسبب تحسن فرص شفاء المرضى الذين يعانون من حالات مرضية مثل الازمات القلبية وبسبب تقدم اعمار سكان أوروبا."

وقال جريجوري ليب استاذ القلب والاوعية الدموية بجامعة برمنجهام ان معظم هذه الجلطات يمكن الوقاية منها ولكن عدم القدرة على التشخيص الصحيح وسوء رعاية مرضى الرجفان الاذيني وكذلك استخدام الادوية بدرجة اقل من المطلوب والاثار الجانبية للعقاقير تعني ان الجلطة تتسبب في "عبء ثقيل وغير ضروري" على المرضى والنظم الصحية.

ضحايا السكتة الدماغية يتعافون باللعب على الـ وي!

من جانب آخر عرضت دراسة صغيرة في الولايات المتحدة اظهرت ان العاب "الوي" الالكترونية تساعد ضحايا السكتة الدماغية على استعادة وظائفهم الحركية أسرع.

وأكد المشرف على الدراسة غوستافو سابوسنيك من الجمعية الاميركية للجلطات ان "هذه الدراسة الأولية السريرية تظهر ان الواقع الافتراضي الذي توفره تكنولوجيا وي لا يشكل اي خطر، بل يمكن الاستفادة منه لتحسين الوظائف الحركية بعد الاصابة بجلطة دماغية". وأجريت هذه الدراسة على نحو عشرين شخصا تعرضوا للسكتة قبل شهرين تقريبا. بحسب فرانس برس.

وتم اختيار مجموعة أولى عشوائيا لتمارس لعبة التنس او "كوكينغ ماما" بواسطة "الوي". وتقضي اللعبة الثانية بمحاكاة حركات الطهو كتقطيع البطاطس او تقشير البصل او برش الجبنة. فيما اختيرت المجموعة الثانية للعب الورق او لعبة "جنغا" التي تلعب بواسطة قطع خشبية.

وأوضح المشرفون على الدراسة ان المجموعتين لعبتا مدة ثماني ساعات على اسبوعين ولوحظ "تحسن بارز في الوظائف الحركية" لدى المجموعة الأولى.

وأعلن سابوسنيك الباحث في مستشفى ساينت مايكل في تورونتو في كندا "باختصار اكتشفنا ان المجموعة الاولى كانت وظائفها الحركية افضل وهذا يظهر بفضل سرعة اقفال قبضة اليد واحكامها".

وأوضح الباحث ان العلماء يعزون هذا التحسن الى حقيقة ان ال"وي" قائمة على المبادئ نفسها المعتمدة في إعادة التأهيل، اي على حركات متكررة وقوية تمرن الخلايا العصبية المسئولة عن إعادة التنظيم الدماغي.

وبدأ العمل على دراسة اكبر الآن لمعرفة إذا ما كان من الممكن استخدام هذه اللعبة الالكترونية على نطاق واسع كأسلوب علاجي للمصابين بالسكتة الدماغية.

الجلطة الدماغية وراثية!

وتوصل باحثون إلى نتيجة بحث علمي مفادها انه عند إصابة أحد الوالدين بالجلطة الدماغية في الخامسة والستين من العمر فإن احتمال إصابة الأولاد بالمرض نفسه يزداد أربع مرات عند بلوغهم هذا العمر.

وقالت الباحثة سودها سيثهاردي وهي أستاذة مساعدة في جامعة بوسطن، التي قادت فريق البحث "عليك معرفة التاريخ المرضي لوالديك بشكل دقيق بقدر المستطاع" موضحة بأن ذلك قد يساعد على علاج المريض قبل تفاقم حالته الطبية إذا ظهرت عليه عوارض الجلطة الدماغية المبكرة.

وأضافت سيشهاردي "إن إصابة الوالدين بالجلطة الدماغية قد يكون مؤشراً على إصابة الأبناء بها أيضاً". وهناك عدة عوامل تسبب الجلطة الدماغية منها الارتفاع في ضغط الدم والبدانة وإتباع عادات غير صحية مثل التدخين وغير ذلك. بحسب قنا.

وشملت الدراسة التي نشرت في دورية /سيركيولايشن/ 3443 شخصاً ولدوا لآباء أصيب 106 منهم بالجلطة الدماغية عندما كانوا في الخامسة والستين من العمر وكان من بين هؤلاء الـ 3443 شخصا الذي شاركوا في الدراسة 128 أصيبوا بالمرض نفسه عندما كانوا في حوالي الأربعين من العمر.

وخلصت الدراسة إلى أن الذين ولدوا لأبوين أصيب أحدهم بالجلطة الدماغية في سن الخامسة والستين من العمر قد يتضاعف احتمال إصابتهم بالمرض في أي وقت أو عمر ولكن عند بلوغهم الخامسة والستين من العمر فإن احتمال إصابتهم به يصبح أربعة أضعاف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 14/آذار/2010 - 27/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م