منذ أكثر من سنتين بدأت بعض القنوات العربية مثل mbc1 وأبو ظبي
وغيرها في عرض مسلسلات تركية مدبلجة الى اللغة العربية تتناول إلقاء
الضوء على الواقع الاجتماعي في المدن التركية بين شتى تركيبات هذا
المجتمع، ونظرا لامتياز الشارع العربي بالتقمص واستيراد الأجواء
الغربية فقد وقع مجتمعنا أسيرا ومدمنا في مشاهدة تلك المسلسلات.
ومن خلال متابعتي لبعض من تلك الدراما وجدت إنها قد تناولت مواضيع
خطيرة كالجريمة المنظمة وأعمال الاغتصاب ودور المخابرات في الأحداث،
مما اثر سلبا من خلال تعاطي فئة الشباب التي تتراوح أعمارهم بين (15-27
سنة ) وادمانهم على مشاهدة هذا النوع من الدراما، وبدأت نتائجها تطفو
على السطح هذه الأيام، فقد أوردت إحدى القنوات الفضائية العربية خبرا
مفاده أن طفلا يتجاوز من العمر 5 سنوات قد أقدم على شنق نفسه منتحرا
متأثرا بذلك مــــن احدى المسلسلات التركية المدبلجة.
كما ذكر احد المواقع الاخبارية العربية ان رجلا قد طلق زوجته بسبب
عثوره على صورة البطل التركي الذي مثل دور مهند في حقيبة زوجته مما
أثار غضبه، اضافة الى خبر مقتل عائلة في بغداد على يد مجموعة مسلحة
استخدمت نفس أسلوب القتل المتبع في المسلسلات المدبلجة في حق العائلة
المجني عليها، ويبدو ان جيل الأطفال الذي يتراوح أعمارهم بين 4-10
سنوات سيكون مهددا بالخطر الأخلاقي جراء تأثره في أحداث الدراما
المدبلجة.
فقد حدثني احد الأصدقاء ان ابنه البالغ من العمر 5 سنوات قد لجأ الى
أساليب شبه إجرامية مثل حمله السكين بصورة مستمرة وكلامه حول القتل
والمشاجرة مما ينذر بجرس ناقوس الخطر التربوي وإنشاء الجيل، ومن هذا
الجانب ندعو أولياء الأمور الى تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الأعاصير
الصفراء والعمل على استئصالها من بيوتهم بصورة تدريجية بواسطة توفير
البدائل، كما ندعو القنوات الفضائية الى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية
والمبادىء التي التزمت بها في الحد من عرض جميع المسلسلات المدبلجة ذات
الطابع الإجرامي والتي تشكل تسونامي لهدم المجتمع فكريا وأخلاقيا
واجتماعيا.
abbasmajedy@yahoo.com |