مبروك للعراقيين العرس الانتخابي

علي آل غراش

لقد كان الاقتراع والانتخاب في العراق يوم عرس وبهجة، وقد عبر الشعب العراقي بتياراته وأحزابه وأطيافه وتنوعه عن إيمانه وتمسكه بخيار الديمقراطية والانتخاب من خلال الإصرار بالتوجه إلى صناديق التصويت رغم التفجيرات الإرهابية وسقوط قتلى وجرحى في يوم عرس الانتخاب، فعملية التصويت فرصة لكي يختار الشعب من يمثله لبناء دولة قوية قادرة على تغيير أوضاع العراق ورفع الظلم والمعاناة والفساد والفقر والآلام عنه، والخروج من نفق ومعاناة الدكتاتورية للنظام السابق، ومن الاحتلال والأعمال الإرهابية ودوامة العنف.

نعم للعملية الديمقراطية وممارسة كل مواطن حقه في التصويت وانتخاب من يراه الأنسب والأفضل لتمثيله في مجلس النواب وقيادة الوطن في الفترة القادمة، ورفض عودة الدكتاتورية ومن يروج لها، فهناك أنظمة تعمل من داخل العراق ومن خارجه على التدخل في شؤونه وبدعم وجوه معينة لتحقيق مصالحها، والعمل على عدم نجاح التجربة الديمقراطية العراقية، لان ذلك يشكل خطرا على نظامها وبقائها، لان شعوب المنطقة تنظر إلى هذه التجربة العراقية بشوق لنجاحها ونقل التجربة إلى دولها.

إن التجربة الديمقراطية العراقية مهما حدث خلالها من قصور وسلبيات واستغلال من البعض بسبب ضعف التجربة وقلة ثقافة الانتخاب، إلا أنها تجربة تستحق الدعم والإشادة، فالديمقراطية وممارسة الحق الانتخابي أفضل بملايين المرات من الدكتاتورية ونظام الوصاية وحكومة الفرد أو النظام أو الحزب الواحد، ومن الانتخابات الصورية التي تؤدي إلى فوز الحاكم بنسبة 99و99 بالمئة!!.

إن الانتخابات العراقية فرضت نفسها ورسخت جذورها، وتتجه إلى الإمام، وهي تعتبر من أقوى واهم العمليات الانتخابية في المنطقة العربية، ودول الجوار ودول العالم المهمة مهتمة بما يدور في العراق وبالعملية الانتخابية.

ينبغي على الشعب العراقي أن يحرص على نجاح واستمرار وتطور التجربة الديمقراطية، وان لا يلتفت ولا يتأثر بالأصوات الشاذة التي تحارب العملية الديمقراطية، وللحملات المغرضة والمريضة التي تريد أن تنال من التجربة الديمقراطية العراقية، والتي تعمل بكل الأساليب على وأد - دفن- التجربة الديمقراطية العراقية للعودة إلى أحضان الدكتاتورية.

كما على شعوب المنطقة العربية المحرومة من نعمة الديمقراطية والانتخابات الحرة أن تدعم الشعب العراقي للتمسك بخيار الديمقراطية، وان تفرح لنجاح التجربة، وبناء دولة قوية ناجحة لتكون أنموذجا يحتذى به من قبل شعوب المنطقة المشتاقة لممارسة الاقتراع الانتخابي وممارسة الديمقراطية.

نعم للديمقراطية والانتخابات مهما كانت وجوه وطوائف وانتماءات الفائزين في الانتخابات، فالمهم أن يأتي من يمثل رغبة الناخبين العراقيين الذين يأملون ببناء وطن أفضل في ظل العدالة والمساواة والحرية. وعلينا احترام إرادة العراقيين.

مبروك للعراق وللعراقيين وللأحرار ولداعمي الحرية والديمقراطية في الوطن العربي والعالم، بالعرس الانتخابي- وان تلون بلون الدم بسبب اعتداءات أعداء الديمقراطية والحرية - وممارسة الشعب العراقي حقه الطبيعي في اختيار الأشخاص المناسبين لبناء العراق الديمقراطي الحر العادل، والفال لجميع شعوب المنطقة.

ali_writer88@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/آذار/2010 - 26/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م