
شبكة النبأ: قال قائد القيادة
المركزية الأمريكية الجنرال ديفيد بترايوس أن النظام الإيراني تحول إلى
سلطة قمعية بسبب طريقة تعامله مع الحالة الشعبية التي نشأت بعد إعلان
فوز الرئيس محمود احمدي نجاد في انتخابات يونيو/ حزيران الماضي وخسارة
المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي.
وبالمقابل اتهم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي
الولايات المتحدة بدق طبول الحرب وتحويل الخليج إلى مستودع أسلحة.
لكن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت أن الولايات
المتحدة تؤيد التوصل إلى حل "سلمي" للخلاف النووي مع إيران فيما تدرس
ممارسة مزيد من الضغوط على طهران، في حين أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي
ايهود باراك عن ارتياحه للجهود الأميركية في الملف الإيراني.
وفي حديث ادلى به لمحطة سي ان ان التلفزيونية الامريكية قال بترايوس
ان السلطة في طهران تحولت من دينية الى قمعية بسبب بروز الحركة
الاصلاحية ونجاحها في التعبير شعبيا عن حالة الغضب التي نشأت على خلفية
انتخابات الصيف الماضي .
يذكر ان السلطات الايرانية كانت قد قمعت المعارضين الذين احتلوا
الشوارع تعبيرا عن انزعاجهم من اعادة انتخاب احمدي نجاد، ما ادى الى
اعتقال اعداد كبيرة من المتظاهرين واعدام بعضهم.
وفي الوقت نفسه اعتبر بترايوس ان ما تقوم به ايران يسهل المساعي
الامريكية بفرض عقوبات جديدة عليها.
وفي سياق متصل قال الجنرال الامريكي انه يتعين على واشنطن التشاور
مع إسرائيل قبل أي دولة أخرى بخصوص الخطوات المنوي اتخاذها ضد ايران ،
مشيرا في هذا السياق الى أن إسرائيل هي احد أطراف هذه الأزمة . بحسب
رويترز.
واعتبر بترايوس بأن الدول الغربية والخليجية متفقة على ان تزود
إيران بأسلحة يشكل مصدر خطر وقلق ، مشيراً الى أن بعض الدول لا تؤيد
فكرة قيام إسرائيل بعملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية في حين
توجد دول أخرى لها مخاوف من تداعيات حلّ عسكري محتمل لأزمة الملف
النووي الإيراني .وأضاف قائلا انه يتعين على الولايات المتحدة أن تكون
مستعدة لمواجهة جميع الاحتمالات .
على صعيد آخر، وفي ما يتعلق بالانتخابات العراقية قال بترايوس انه
يتوقع من قادة العراق مد الجسور فيما بينهم وانشاء تحالفات لتشكليل
حكومة شاملة، معتبرا ان على الحكومة العراقية الجديدة ان تمثل الشعب
العراقي بكل اطيافه ما يجعل من الضروري ان تكون التحالفات عابرة
للطوائف والعرقيات من اجل انتخاب رئيس وزراء للعراق .
خامنئي: أمريكا تريد الحرب وحولت الخليج
لمستودع أسلحة
وبالمقابل قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إن الولايات
المتحدة حولت منطقة الخليج إلى "مستودع أسلحة،" وباتت تسعى إلى "دق
طبول الحرب،" في رده على اتهامات واشنطن لطهران بتحويل البلاد إلى "دكتاتورية
عسكرية."
وعن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للمنطقة قال
خامنئي "أمريكا أرسلت مبعوثها المتجول إلى دول الخليج الفارسي لتكرار
الأكاذيب الباطلة ضد إيران ولكن لا احد يصدق تلك الأكاذيب لأن الإدارة
الأمريكية لا تفكر إلا بمصالحها وتحاول انتهاك حقوق شعوب المنطقة."
وأضاف خامنئي، في حديثه الأربعاء، أمام أهالي مدينة تبريز إن هذه
الدول الغربية "المستكبرة التي لا تتمتع بمكانه حتى بين شعوبها تزعم
بان المجتمع الدولي يعارض الجمهورية الإسلامية في حين أن جل الشعوب
تعارض سياسة الاستكبار ولا تكن العداء لإيران". بحسب سي ان ان.
وقال "مما لاشك فيه فإن القوى الاستكبارية والصهاينة يعارضون
الجمهورية الإسلامية لأن إيران تنادي بالحرية والعدالة في العالم،"
وفقا لما نقلته وكالة أنباء مهر الإيرانية شبه الرسمية.
وتابع خامنئي "إن قاده الدول الغربية ومنهم الرئيس الأمريكي (باراك
أوباما) كانوا يتحدثون منذ فتره عن الشعب الإيراني ولكن مسيرات يوم
الحادي عشر من شباط (فبراير) ذكرى انتصار الثورة أثبتت بان الشعب
الإيراني لم ولن يتخلي عن مبادئ الثورة."
وكانت كلينتون، قالت مطلع الأسبوع الجاري إن بلادها تعتقد أن الحرس
الثوري الإيراني يقود طهران نحو دكتاتورية عسكرية، ويجب استهدافه في أي
عقوبات جديدة ربما تفرضها الأمم المتحدة.
ورفض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تلك التصريحات، وقال في
مؤتمر صحفي نقله التلفزيون الرسمي: "التصريحات التي تدلي بها (كلينتون)
غير حكيمة.. ونحن لا نأخذ تصريحاتها على محمل الجد."
وأضاف نجاد، "في الوقت الحاضر ثبت للجميع أن الأنظمة المنبثقة عن
الأفكار الرأسمالية والاستعلائية المعادية للبشرية قد انتهى عهدها، وقد
ولى العهد الذي تتحكم فيها عدة دول بمصير الشعوب وتخطط وتنفذ الخطط
لصالح الرأسماليين."
وحول محاولات الدول الأوروبية لفرض عقوبات جديدة على إيران، قال
نجاد: "إن هذه اللغة تعود إلى الفترة الماضية، وقد انتهى عهدها، لذلك
حان الوقت ليفتحوا أعينهم ويشاهدوا الحقائق.. إذا اتخذت جهة إجراء ضد
إيران فسيكون تصرفنا ليس كالسابق، وإنما سيكون تصرفنا بالمثل، ونجعلهم
يندمون كما كان على الدوام."
واشنطن ترغب في حل سلمي للأزمة الإيرانية
وفي غضون ذلك قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان
الولايات المتحدة تؤيد التوصل الى حل "سلمي" للخلاف النووي مع ايران
فيما تدرس ممارسة مزيد من الضغوط على طهران، وفي حين اعرب وزير الدفاع
الاسرائيلي ايهود باراك عن ارتياحه للجهود الاميركية في الملف الايراني.
وصرحت كلينتون للصحافيين قبل اجراء محادثات خاصة مع باراك "نحن لا
نزال ملتزمين بالحل الدبلوماسي السلمي" للملف النووي الايراني.
وترى اسرائيل ان ايران تشكل تهديدا على وجودها، ورفضت استبعاد
احتمال شن ضربة عسكرية استباقية ضد الجمهورية الاسلامية. الا ان
اسرائيل قالت كذلك انها تفضل ان تكثف الولايات المتحدة ضغوطها من اجل
فرض عقوبات "فعالة" لاجبار ايران على الامتثال للمطالب الدولية بوقف
عمليات تخصيب اليورانيوم.
وفي اشارة الى تقرير اصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية اخيرا،
قالت كلينتون ان "ايران لا تتحمل مسؤولياتها ونحن نعمل مع شركائنا في
المجتمع الدولي لزيادة الضغط على ايران لتغيير مسارها".
واعرب باراك الذي كان يقف الى جانب الوزيرة الاميركية، عن ارتياحه
لجهود ادارة باراك اوباما بشان ايران. وقال "نقدر كثيرا جهود الرئيس (باراك)
اوباما ووزيرة الخارجية لكي تكون العقوبات المفروضة على ايران فاعلة،
ايا كان نوعها".لكنه قال انه يجب عدم تناسي ان "هناك، رغم كل هذه
الجهود، احتمالا" في ان لا تذعن ايران للقوانين الدولية. بحسب رويترز.
وفي الثالث من شباط/فبراير، أثار وزير الشؤون الاستراتيجية
الاسرائيلي موشيه يعالون احتمال استخدام القوة لوقف ايران عن تطوير
سلاح نووي. وحث يعالون المجتمع الدولي على فرض عقوبات اشد قساوة على
ايران.
وترفض الولايات المتحدة واسرائيل استبعاد الخيار العسكري ضد ايران
في حال فشل الجهود الدبلوماسية. الا ان رئيس اركان الجيوش الاميركية
الاميرال مايكل مولن اعرب مؤخرا عن "قلق كبير" من عواقب هجوم اسرائيلي
محتمل على ايران.
وتتردد البرازيل التي تملك حق التصويت في المجلس المؤلف من 15 دولة،
في الانضمام الى الجهود الاميركية بشان ايران.
وكذلك تتردد الصين، الدائمة العضوية في مجلس الامن، في فرض مزيد من
العقوبات على ايران التي تخضع حاليا لثلاث مجموعات من العقوبات الدولية.
من جهة اخرى، اعربت كلينتون مجددا على املها في استئناف سريع
للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين من اجل "سلام شامل" في الشرق
الاوسط، والتي توقفت بعد الهجوم العسكري الاسرائيلي على غزة قبل 15
شهرا.
وقالت ان ادارة اوباما "ملتزمة بشكل كبير" بالتوصل الى سلام شامل "بدءا
من اعادة اطلاق مفاوضات مفيدة بين الاسرائيليين والفلسطينيين بالسرعة
الممكنة".
واشارت كلينتون الى حل الدولتين بوصفه افضل طريقة لانهاء النزاع
المستمر منذ عقود وضمان "السلام والامن والازدهار للطرفين". وقالت "سكان
غزة يستحقون الامل بمستقبل افضل"، مضيفة ان "اعطاءهم الامل يصب في
مصلحة الاسرائيليين والفلسطينيين في آن".
ضرب إيران قد يثير النزعة القومية
وقال الجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس لرويترز ان ضربة عسكرية لايران
قد تكون لها عاقبة غير مقصودة وهي اثارة النزعة القومية الامر الذي
سيصب في مصلحة الحكومة المحافظة في طهران.
ومنحت الانتخابات الايرانية في يونيو حزيران الرئيس احمدي نجاد فترة
ثانية لكنها اطلقت الشرارة لاسوأ ازمة داخلية في تاريخ الجمهورية
الاسلامية مما وضع ضغطا داخليا على حكومة تواجه بالفعل تهديدا بالتعرض
لمزيد من العقوبات بسبب برنامجها النووي.
وقال بتريوس قائد القيادة المركزية الامريكية التي تشمل ايران في
مقابلة هذا الاسبوع "من الممكن ان تستخدم (ضربة) للعب على النزعات
القومية."هناك بالتأكيد تاريخ من الوقائع التي اختلقتها دول اخرى ذات
انظمة شمولية لالهاب المشاعر القومية."
واطلق التوتر بشأن برنامج ايران النووي العنان للتوقعات بان اسرائيل
قد تنفذ تهديداتها المستترة بتوجيه ضربة استباقية لعدوتها اللدودة. لكن
مبعوث اسرائيل لدى واشنطن قال في ديسمبر كانون الاول ان الحوار
الامريكي الاسرائيلي بشأن ايران لم يصل بعد الى نقطة مناقشة الخيار
العسكري.
وحذر مسؤولون امريكيون بينهم وزير الدفاع روبرت جيتس من ان اي ضربة
لايران لن تمنعها من مواصلة السعي لحيازة اسلحة نووية بل سترجئ ذلك
فحسب وهو رأي يوافق عليه بتريوس.
وابلغ دنيس بلير مدير المخابرات القومية الامريكية الكونجرس يوم
الثلاثاء ان ايران ما زالت تحتفظ بخيار صنع أسلحة نووية قائما ولكن ما
زال من غير الواضح ما اذا كانت لديها الرغبة السياسية في القيام بذلك.
وفي تعليقه على التقدم الذي احرزته ايران في برنامجها النووي قال
بتريوس "من ناحية لا يوجد شك في ان العمل مستمر في جوانب مختلفة من
البرنامج النووي لكني لست متأكدا من انه يمضي دائما بالسرعة التي تتوقع
مختلف الاوقات."
وقال احمدي نجاد ان بلاده مستعدة لارسال اليورانيوم المخصب الى
الخارج مقابل الحصول على وقود نووي في اطار خطة يأمل الغرب ان تحول دون
استخدام تلك المادة في صنع قنابل.
وفي اليوم نفسه قالت ايران انها ستعدم قريبا تسعة اخرين من المدانين
في أحداث الشغب التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في يونيو والتي قال
محتجون انه جرى التلاعب في نتائجها.
وحذر بتريوس من ان "الفائز الاكبر" في الانتخابات كان جهاز الامن
الايراني ومن انها وسعت نفوذ الحرس الثوري بما في ذلك قوته الخاصة
القدس.
واضاف "لقد تحول الامر مما اعتقد انها حكومة دينية لديها عناصر
ديمقراطية محدودة.. الى حكومة افرزتها انتخابات مخطوفة ونظام تبقيه في
السلطة اجهزة الامن الى حد ابعد كثيرا مما كان عليه الوضع من قبل."
وسئل عن كيفية تغيير ذلك للفرص الدبلوماسية فقال بتريوس "لا اعتقد
ان الوضع بالنسبة للذين يحاولون انتهاج الدبلوماسية سيكون اسهل اذا
تقلص دور وزارة الخارجية بدرجة اكبر وتعاظم دور قوة القدس."
ووسعت الولايات المتحدة نطاق انظمها الدفاعية الصاروخية البرية
والبحرية في منطقة الخليج وما حولها عملا على مواجهة التهديد الايراني
وطمأنة الحلفاء الخليجيين القلقين.
وشدد بتريوس على ان ذلك حشد تدريجي-وهو نهج تشترك فيه ادارتا بوش
واوباما-ولم ينجم عن الاحداث التي وقعت في ايران في الاشهر الاخيرة.
واضاف "تراكم ذلك عبر سنوات من اللغة الايرانية النارية والانشطة
الايرانية الباعثة على الانزعاج وتقديم ايران السلاح والمال والتدريب
والمتفجرات والتوجيه في بعض الحالات لمجموعة مختلفة من العناصر
المتطرفة."
نجاد: هجمات سبتمبر كذبة كبيرة
من ناحية أخرى وصف الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الهجمات التي
تعرضت لها مدينتا نيوروك وواشنطن في سبتمبر/ايلول 2001 بأنها عبارة عن
كذبة كبيرة.
ونقل الاعلام الايراني الرسمي عن الرئيس احمدي نجاد قوله، كان
الحادي عشر من سبتمبر كذبة كبيرة مهدت الطريق لاحتلال افغانستان تحت
ستار محاربة الارهاب. بحسب رويترز.
كما وصف الرئيس الايراني الهجمات التي استخدمت فيها طائرات مدنية
مختطفة لتدمير برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك بأنها كانت سيناريو
معقد نفذته اجهزة المخابرات.
يذكر ان الرئيس احمدي نجاد كان قد شكك في الماضي في حقيقة الرواية
السائدة والقائلة إن تنظيم القاعدة هو الذي دبر الهجمات التي راح
ضحيتها ثلاثة آلاف شخص تقريبا.
ففي شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري، قال الرئيس احمدي نجاد
إن هجمات سبتمبر قضية مريبة تشابه المحرقة اليهودية التي كان قد سبق له
ان وصفها بالاسطورة مما اثار ضده غضبا واسعا في الغرب. |