إسرائيل والفلسطينيون.. حرب الكلمات تمهد الطريق لحرب دينية إقليمية

 

شبكة النبأ: تتبنى إسرائيل التي تشعر بأن صورتها في الخارج تضررت موقفا هجومياً لإظهار أن الفلسطينيين وليس الإسرائيليين هم المسئولون عن استمرار دائرة العنف بالمنطقة.

وفي ظل جمود عملية السلام منذ الحرب التي شنتها على غزة منذ عام مضى تحاول إسرائيل رسم صورة للسلطة الفلسطينية على أنها مصدر التحريض على العنف وهو انتهاك للالتزامات الفلسطينية بموجب اتفاقات السلام.

وتستشهد إسرائيل باستخدام كلمة "الشهيد" في وصف المسلحين الفلسطينيين الذين يقتلون والخطب التي تستدعي "التاريخ المشرف" للكفاح المسلح وتلقي اتهامات الدولة اليهودية بالتحريض المسؤولية على القيادة الفلسطينية لعدم عودتها إلى المفاوضات.

وفي يناير كانون الثاني صعد مركز دراسات الشرق الأدنى بإسرائيل حملته المناهضة للتحريض بتدشين "تقرير عن التحريض" شهريا. ويستهدف المشرعين الغربيين ويسجل اللغة التي يقول معدوه انها تشجع العنف.

كما تدعو وزارة الدبلوماسية العامة الاسرائيلية المواطنين العاديين الى المشاركة ببرنامج لتعليم المتطوعين كيفية تقديم صورة ايجابية عن اسرائيل في الخارج.والتحريض الفلسطيني متضمن كموضوع للنقاش.

ويصر المسؤولون الفلسطينيون على أن خطبهم لا تحرض على العنف. غير أن خطابهم السياسي يشيد بماض من المقاومة العنيفة للاحتلال الاسرائيلي.

وتطلق حركة فتح وهي القوة المهيمنة وراء السلطة الفلسطينية على هيئتها التشريعية اسم "المجلس الثوري". ولا يزال ميثاقها لا يعترف باسرائيل على الرغم من أن زعماءها يروجون لحل الدولتين واقامة السلام مع الدولة اليهودية.

ويقول الفلسطينيون ان الخطاب من جانبهم بشأن الاسلحة أو اراقة الدماء لا يمثل شيئا بالمقارنة بالقهر البدني والاذلال اللذين يعانيان منهما على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلي عند نقاط التفتيش بالضفة الغربية والدوريات المسلحة. ويشيرون الى أن التحريض الحقيقي ليس مجرد كلمات بل أفعال.

وقال غسان الخطيب المتحدث باسم السلطة الفلسطينية " الاسرائيليون يستولون باستمرار على أراض فلسطينية لبناء مستوطناتهم ويستفز مستوطنوهم الفلسطينيين بقطع أشجارهم أو الاستيلاء على منازلهم في القدس. ويستمر هذا. "سلوك اسرائيل هو اكثر تحريض فعالية للجماهير الفلسطينية."

وينبع الجدل حول التحريض من خارطة الطريق للسلام وهي خطة للسلام بالشرق الاوسط وضعت عام 2003 وتطالب مرحلتها الاولى السلطات الفلسطينية بوقف العنف وبأن تساعد اسرائيل في أن تكون حياة الفلسطينيين طبيعية وتجمد نشاطها الاستيطاني. وتدعو كلا من الجانبين الى وقف التحريض ضد الاخر. ويؤكد الفلسطينيون أنهم ينفذون التزاماتهم لكنهم لا يستطيعوا فعل الكثير لتكميم الافراد.

ومنذ بضعة أسابيع فوت مسؤول فلسطيني موعدا لالقاء خطبة عن البعد عن العنف في مسجد صغير بقرية بورين التي هي على خط المواجهة في مناوشات بين المستوطنين اليهود والفلسطينيين.

وفي حين كانت القوات الاسرائيلية تحتجزه عند نقطة تفتيش صعد خطيب بديل له الى المنبر ووجه دعوة مرعبة للمسلمين لقتل اليهود. بحسب رويترز.

وقالت السلطة الفلسطينية التي أسكتت رجل الدين ان من الصعب منع مثل هذه الحوادث في اماكن مثل بورين حيث هوجم مسجد مجاور منذ فترة ليست بعيدة وحامت الشبهات حول المستوطنين الاسرائيليين. وأحرقت مصاحف وكتبت عبارات بالعبرية على الجدران وهي أعمال تخريبية ندد بها وزراء وحاخامون اسرائيليون.

تحذيرات من حرب دينية في المنطقة

ومن جانبه حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من نشوب حرب دينية في الشرق الاوسط بعد قرار الحكومة الاسرائيلية اعتماد مواقع دينية في الضفة الغربية ضمن لائحة التراث اليهودي.

وقال عباس في كلمة امام البرلمان البلجيكي بثتها وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية ان رد اسرائيل على دعوة الرئيس الامريكي باراك أوباما اتخاذ خطوات لبناء الثقة كان اعلان رئيس وزرائها يوم الاثنين أن " الحرم الابراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم وأسوار القدس القديمة تراثا يهوديا اسرائيليا وهذا استفزاز خطير ويهدد بحرب دينية."بحسب رويترز.

وأضاف "لقد طالبنا ونطالب بدور سياسي فاعل للاتحاد الاوروبي يكمل الدور الامريكي الذي نقدر جميعا أهميته ومركزيته ونعتبر أن كل تأخير وتسويف سيقوض فرص السلام ويدخل المنطقة في دوامات جديدة من العنف."

وطالب عباس في كلمته الاتحاد الاوروبي بعدم الاستثمار في المستوطنات وقال "انني من على هذا المنبر أدعو جميع الاصدقاء وكل الحريصين على فرص تحقيق السلام في الاتحاد الاوروبي الى عدم القيام بأية مشاريع في المستوطنات أو الاستثمار فيها.. فكل مبادرة تدعو الى مقاطعة انتاج المستوطنات هي عمل يصب في مصلحة السلام."

وتشهد المدن الفلسطينية توترا بعد القرار الذي أعلنته الحكومة الاسرائيلية يوم الاثنين اذ عم مدينة بيت لحم الفلسطينية يوم الثلاثاء اضراب شامل دعت اليه القوى الوطنية.

وتجددت المواجهات بين الفلسطينيين من جهة والجيش الاسرائيلي والمستوطنين من جهة اخرى في مدينة الخليل التي شهدت يوم الاثنين اضرابا شاملا تخللته مواجهات محددوة رشق فيها شبان افراد الجيش بالحجارة ورد الجنود باطلاق القنابل الصوتية وقتابل الغاز المسيل للدموع.

الفلسطينيون يلوحون برفض أي مفاوضات

وهددت القيادة الفلسطينية برفض قيام اي مفاوضات، حتى غير مباشرة، مع اسرائيل بعد قيامها بادراج اماكن مقدسة في الضفة الغربية المحتلة ضمن تراثها.

وجاء هذا التهديد غداه وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ب"الاستفزاز الخطير" الذي "يهدد بحرب دينية" قرار اسرائيل ضم الحرم الابراهيمي في الخليل وقبر راحيل في بيت لحم، المعروف لدى الفلسطينيين باسم مسجد بلال بن رباح، على قائمة التراث الاسرائيلي اذ ان المكانين مقدسان لدى اليهود ايضا.

وقال امين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبد ربه في مؤتمر صحافي في رام الله ان "ما يجري الان يستهدف تسميم الاجواء من قبل حكومة اليمين المتطرفة، التي لا تريد سلاما ولا مفاوضات جادة".

واتهم عبد ربه اسرائيل بالسعي من خلال قرارها الاخير الذي اثار حفيظة عدة دول عربية واسلامية الى افشال الجهود الدولية الرامية الى قيام مفاوضات جادة بين الفلسطينيين واسرائيل. وقال "ما يريدونه هو غطاء يمثله شكل من اشكال المفاوضات، وتحت هذه الغطاء تستمر اسرائيل في عملية التهويد والاستيلاء على الارض وبناء نظام عنصري استبدادي". بحسب فرانس برس.

واكد عبد ربه انه "سيكون من الصعوبة، ان لم يكن من المستحيل، انطلاق مفاوضات جادة، سواء مباشرة او غير مباشرة، في ظل هذه الاجواء".

من جهتها، قالت عضو اللجنة التنفيذية حنان عشراوي في المؤتمر الصحافي نفسه ان "ما تقوم به الحكومة الاسرائيلية، هو فضح لطبيعة النظام الاسرائيلي ومحتواه، الذي فقط يود استغلال المفاوضات لتنفيذ سياساته".

وقالت عشراوي "القضية خطيرة ولا يمكن استمرار المفاوضات في ضوء هذه الممارسات التي تتناقض مع المفاوضات وتعتبر استفزازا صارخا".

وبحسب عبد ربه وعشراوي فان منظمة التحرير الفلسطينية وجهت مذكرة الى الهيئات العربية والدولية اعتبرت فيها بان الاجراءات الاسرائيلية تستهدف "ارتكاب ابادة ثقافية بحق الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الاسرائيلي".

وطلبت المنظمة من الممثليات الفلسطينية في العالم ايضاح موقف فلسطيني مفاده انه "لا يمكن استمرار عملية تفاوضية في ضوء التصعيد الخطير من قبل الاحتلال الاسرائيلي، والذي يشكل استفزازا للرأي العام الفلسطيني".

اللجنة العربية تحدد فترة المفاوضات

بعد قليل من مصادقة وزراء الخارجية العرب على اقتراح أمريكي لـ"تحريك" عملية السلام، من خلال مفاوضات "غير مباشرة" مع إسرائيل لمدة أربعة شهور، أعربت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عن استهجانها لما وصفته بـ"الرضوخ" للشروط الأمريكية.

وقالت الحركة الفلسطينية، في بيان تلقته CNN بالعربية، إن بيان لجنة متابعة المبادرة العربية للسلام "منح السلطة الفلسطينية في رام الله، الغطاء المناسب لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الصهيوني."

ونقل البيان عن مصدر مسؤول في حماس قوله: "إننا في حركة حماس نستهجن قرار لجنة المتابعة، ونعده غطاءً يمنح الاحتلال الفرصة لمواصلة عمليات الاستيطان، ومخططات التهويد، في ظل غطرسة (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو، وحكومته المتطرفة، وتمسكه برؤيته للسلام المزعوم، القائمة على أساس القدس عاصمة للاحتلال، ورفضه عودة اللاجئين، واشتراطه الإقرار بيهودية الدولة، وفي ظل تراجع الإدارة الأمريكية تجاه موضوع الاستيطان."

وتابع المصدر، بحسب البيان، قائلاً إن "سعي رئاسة السلطة (محمود عباس) لأخذ غطاء عربي، يبرر موقفها بالذهاب للمفاوضات في ظل تواصل الاستيطان الصهيوني، يُعد رضوخاً جديداً للشروط الأمريكية، التي ربطت استمرار المساعدات للسلطة باستئناف المفاوضات."

وأضاف المصدر: "إننا في حركة حماس نرفض استئناف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع العدو الصهيوني، الذي أثبت للجميع أنه غير معني إلا بالعدوان، وتكريس الاحتلال، ومصادرة الأراضي، ومواصلة الاستيطان، وتهويد القدس، والإمعان في عمليات القتل والاعتقال في الضفة، ومضاعفته لجريمة الحصار على قطاع غزة."

واختتم قائلاً: "إننا في حركة حماس نعتبر المفاوضات المزمع عقدها جولة جديدة من العبث بحقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، وإضاعة لمزيد من الوقت، فما لم تنجزه المفاوضات العبثية خلال ثمانية عشر عاماً، لن تنجزه في أربعة أشهر، وهي لا تمثل شعبنا ولا تلزمه بشيء."

وكان وزراء الخارجية العرب، قد صادقوا، خلال اجتماعهم في القاهرة الأربعاء، على مقترح أمريكي لإجراء مفاوضات فلسطينية- إسرائيلية غير مباشرة، وإمهال المبادرة الدبلوماسية فرصة لمدة أربعة أشهر.

وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، إن القرار بهذا الصدد "اتخذ كي تتكلل المساعي الأمريكية لإعادة تحريك عملية السلام بين الجانبين بالنجاح"، وفق ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية.

حلول بديلة تلوح في الأفق

وخسرت عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين متابعيها في العالم في حين لا يزال الجانبان يتساومان حول محادثات بشأن إجراء محادثات تتناول قضايا ظن العالم أنها حسمت منذ وقت طويل.

وهنا على الارض في هذا الجزء من ساحل البحر المتوسط الذي تتساوى مساحته مع مساحة بلجيكا تندلع حرب كلمات حتى الان حول "حل الدولتين" والذي يحظى بتوافق وقبول في الغرب منذ تسعينات القرن الماضي.

والكثير من "البدائل" الاخرى التي تناقش أحادية الجانب أو غير عملية. لكن جهود التفكير هذه جعلت العقول في المنطقة وخارجها تركز على مدى استمرار وضع قائم تسيطر فيه اسرائيل على أرض كاملة قد يفوق عدد العرب فيها عدد اليهود قريبا. بحسب فرانس برس.

وفي ظل رئيس وزراء اسرائيلي لم ينضم سوى العام الماضي فقط -وبحذر- لهدف التقسيم الذي نصت عليه اتفاقات أوسلو عام 1993 يروج الاسرائيليون لبدائل يرون أنها أفضل من إقامة دولة فلسطينية وتشمل مفهوم اسرائيل الكبرى أو دولة واحدة للعرب واليهود أو تسليم الفلسطينيين وأرضهم الى دول عربية.

ويحذر منتقدو هذه البدائل من "أنهار من الدماء" في "اسرائيل ينتشر فيها الفصل العنصري" وتصبح منبوذة في العالم اذا قتل خيار الدولتين.

وقال برادلي بيرستون وهو الكاتب بصحيفة هاارتس الليبرالية الاسرائيلية " هناك حرب أهلية حاليا من أجل روح اسرائيل."وينذر الفلسطينيون أيضا بسيناريو يصل الى حد الكارثة.

ولوح الرئيس الفلسطيني محمود عباس "بحل الدولة الواحدة" -الذي يعني وجود أغلبية عربية تطالب بحقوق متساوية- ما لم يوقف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاستيطان اليهودي للضفة الغربية واذا رفض إقامة دولة فلسطينية. وحذر عباس الاسبوع الحالي من أن شعبه قد يتحول الى المزيد من العنف اذا فشلت مساعيه.

ومع تضاؤل الاهتمام العالمي بالقضية ربما لعدم ورود صور لإراقة دماء في الاراضي الفلسطينية أو تثاقل جهود الرئيس الامريكي باراك أوباما للحصول على موافقة الجانبين حتى على اجراء محادثات غير مباشرة بينهما فان الاسرائيليين والفلسطينيين يراقبون الوضع بقلق ليروا ما اذا كانت عملية السلام التي انطلقت قبل 20 عاما ستعيش أم ستموت.

وتشير استطلاعات الرأي بشكل عام الى أن الاغلبية في الجانبين تفضل حل الدولتين بصورة ما. لكن قادة في الجانبين يخشون رد فعل عنيفا اذا قدموا التنازلات التي يريدها الطرف الآخر.

ولهذا السبب تظهر على السطح أفكار أخرى ونشر جيورا ايلاند المستشار السابق للامن القومي الاسرائيلي ورقة قال فيها ان أوسلو في طريق مسدود بالفعل بسبب الخلافات غير القابلة للاصلاح بين الجانبين.

حلول مقترحة لإنهاء الصراع

ومع جمود محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين ثار جدل محتدم حول بدائل لحل الدولتين الذي لم يتحقق بعد والذي تم التوصل اليه وسط توافق دولي قبل عشرين عاما. وفيما يلي رؤى مختلفة تعقبها خلفية حول الصراع وتوجهات الرأي العام، بحسب رويترز:

حل الدولتين:

هو تسوية شاملة في الاساس لاقامة دولة فلسطينية على الاراضي التي استولت عليها اسرائيل خلال حرب عام 1967 . وبعدما اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية باسرائيل وأسست السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ما تزال هناك قضايا مهمة لم يتخذ قرار بشأنها وتشمل الحدود بين الدولتين وامكانية تقسيم القدس لتكون عاصمة الدولتين وضمانات أمنية وتسوية مستقبل اللاجئين الفلسطينيين.

ويعتبر دبلوماسيون على نطاق واسع معايير كلينتون للحل -وهي وثيقة قدمها عام 2000 الرئيس الامريكي حينئذ بيل كلينتون- اطارا واضحا لشكل الاتفاق الذي من الممكن التوصل اليه. وقدمت مبادرة جنيف الخاصة التي ضمت شخصيات كبيرة مثل يوسي بيلين وياسر عبد ربه اقتراحات مفصلة تقول انها ستكمل هذه التسوية في اطار اتفاق يحظى بالتوافق.

دولة واحدة وشعبان:

يقول البعض ان التقسيم -وهو حل أولي تم تطويره منذ أن وصل اليهود الاوروبيون بأعداد كبيرة الى فلسطين في القرن الماضي- غير عملي ويتجاهل التاريخ المشترك بين الشعبين.

الحل الاقليمي:

كتب جيورا ايلاد وهو مستشار سابق للامن القومي الاسرائيلي وثيقة أثارت ضجة الشهر الماضي وقال فيها ان عملية أوسلو لا توصل الى شيء وانه يجب على اسرائيل أن تتحدث مع الاردن وربما مصر حول اعادة رسم حدودهما مع اسرائيل وقبول فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة فيهما.

الانسحاب أحادي الجانب:

هناك بعض الاصوات التي ترى أن رئيس الوزراء الاسبق أرييل شارون كان محقا حين سحب القوات الاسرائيلية والمستوطنين اليهود من غزة في خطوة أحادية الجانب عام 2005 وذلك على الرغم من تولي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) السيطرة على القطاع فيما بعد. ومن بين هذه الاصوات دان شيوفتان وهو أستاذ في جامعة حيفا ومستشار سياسي والذي دعا الى فعل الشيء نفسه في الضفة الغربية. ويرى شيوفتان أن التوصل لاتفاق سلام أمر بعيد المنال وأن الاحتلال يضر بالديمقراطية اليهودية. ويقول معارضون لهذا الحل ان الانسحاب أحادي الجانب قد يعني شن أعمال عنف في مناطق أكثر عمقا في داخل اسرائيل لكن شيوفتان قال ان الامر لم يمنع اسرائيل من الازدهار في الماضي.

اسرائيل الكبرى:

وبالنسبة للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية وأنصارهم فان مسألة تسليم أرض يرون أنها حق مكتسب لهم وفقا لنصوص التوراة أمر لا يمكن أن يطرح للمناقشة أصلا.

فلسطين الكبرى:

وتريد حماس التي فازت بانتخابات تشريعية فلسطينية عام 2006 وتسيطر حاليا على قطاع غزة اقامة دولة فلسطينية في كل أراضي فلسطين التي كانت تحت الاحتلال البريطاني قبل تأسيس اسرائيل عام 1948 . ويتحدث قادة حماس عن قبول هدنة طويلة مع اسرائيل مقابل اقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية لكنهم يقولون ان اليهود من أبناء عائلات مهاجرين أوروبيين لا ينتمون الى المنطقة ويجب "أن يعودوا الى أوطانهم."

وما هو خيار الشعبين:

وتظهر استطلاعات رأي أن غالبية الاسرائيليين والفلسطينيين يفضلون حل الدولتين لكنهما يختلفان حول الاراضي التي سيتخلى عنها كل طرف.

وأفاد استطلاع للرأي أجراه باحثون اسرائيليون وفلسطينيون في ديسمبر كانون الاول بالنتائج الاتية..

-تأييد حل الدولتين.. 73 نقطة بين الاسرائيليين و20 نقطة بين الفلسطينيين.

-تأييد دولة واحدة مشتركة.. 9 نقاط بين الاسرائيليين و20 نقطة بين الفلسطينيين.

لكن هذا الاستطلاع أظهر أن ناخبين اثنين من بين كل ثلاثة ناخبين في الجانبين يعتقدون أن فرص اقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2014 "معدومة أو منخفضة."

ومن هم الشعب:

توجد خلافات حول تعداد السكان في الجانبين ومعدلات المواليد لكن على الرغم من ذلك فان بيانات رسمية تشير الى أن تعداد السكان في اسرائيل يصل الى 7.51 مليون نسمة بينهم 5.66 مليون يهودي و1.53 مليون عربي بجانب بعض السكان الاجانب. وهناك حوالي 500 ألف يهودي يستوطنون الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.

أما الفلسطينيون فيبلغ عددهم في قطاع غزة 1.5 مليون شخص وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية 2.5 مليون شخص.

ويعيش نحو 5.5 مليون عربي و5.7 مليون يهودي فيما كان يعرف بأرض فلسطين حتى عام 1948 . وهناك خلاف حول معدلات المواليد لكن يوجد توافق على أن معدل المواليد بين العرب ينمو بشكل أسرع.

ويقول الفلسطينيون ان خمسة ملايين فلسطيني أو ما الى ذلك يعيشون في الخارج بينهم أكثر من ثلاثة ملايين شخص يصنفون كلاجئين نزحوا مما يعرف الان باسرائيل. وتقول جماعات يهودية ان ما بين سبعة وثمانية ملايين يهودي يعيشون خارج اسرائيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 7/آذار/2010 - 20/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م