سباق الانتخابات: رموز تكشف نوايا القوائم

قوائم تختزل حملاتها الدعائية بالساعة والسنبلة والميزان

كتبت: نهلة جابر

 

شبكة النبأ: يبدو على ملامح "محمد"، ابن الـ 19 ربيعاً، وهو طالب في المرحلة الأولى في كلية الفنون جامعة البصرة، لصغره. انه ينتظر بفارغ الصبر الانتخابات المقبلة ليشارك في التصويت. سيما انه لم تتح له المشاركة في انتخابات العام الماضي

حيث يقول محمد "أجد نفسي للمرة الأولى فردا له القدرة والتأثير في مجتمعه. أنا فرح جدا لأني سأختار من يمثلني في البرلمان".

وقال "كنت دائما أناقش الوضع السياسي في العراق مع أصدقائي، لم يكن ذلك أمرا ممكناً قبل العام 2003". وتابع "سأتمكن اليوم من التصويت وصنع قراري بيدي. أنا بانتظار السابع من آذار\مارس".

وتركز المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في عدد من برامجها على تثقيف شريحة الشباب بأهمية المشاركة في الانتخابات والدور الذي يمكن أن يلعبه الشباب في تغيير الواقع السياسي في العراق.

فيما أشار علي نوير رئيس اتحاد أدباء البصرة خلال حديثه مع (شبكة النبأ المعلوماتية) إلى بناء الثقافة, إي الثقافة بشكلها العام (الثقافة البدائية) مستشهدا ً بمقولة تايلور "الثقافة هي ذلك المركب الكلي الذي يشتمل على المعرفة والمعتقد والفن والأدب والأخلاق والقانون والعرف والقدرات والعادات الأخرى، التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضواً في المجتمع" ثم تطرق إلى دور الثقافة في بناء الدولة وأعتبرها - أي الثقافة - المشكلة والحل، ودعا إلى ثقافة ايجابية تؤسس لعلاقات سليمة بين المواطن والدولة, كما أنها تؤسس لسلوك سياسي سليم على أساس التعايش مع الآخر.

وأما الأستاذة في جامعة البصرة، نجاة عبدا لكريم، فقد عزت الانتشار العشوائي للصور والفلكسات واللافتات في الشارع  إلى عدم وضوح معالم الموقف الإيديولوجي, فيما لو كان إسلاميا أم اشتراكيا أم ليبراليا أم غير ذلك، وقالت أن الناخب لابد وان يستند إلى فكر معين.

 وأوضحت، بأن الحال يسير بالاتجاه الصحيح, ثم تطرقت إلى دور الرجل والمرأة في بناء الدولة العراقية, وقالت المرأة ليست تابعة بل مؤسِّسة، وشريكة في البناء والقرار، وأكدت على دور المسرح، وإشاعة ثقافة التعرف على التاريخ من خلال زيارة المتاحف؛ مما يعزز دور المثقف والثقافة في المجتمع العراقي.

أما بائعة الخضار ام علي (56 سنة) فهي تشير إلى "مصير وطن ومسئولية شعب" وليس مصير حزب أو مجموعة أفراد، وهذا ما يجب أن نؤمن به في الفترة القادمة ونضعه موضع التنفيذ ونعمل على غرسه في ذهن وضمير كل فرد من أفراد الشعب. مشيرة خلال حديثها لـ (شبكة النبأ المعلوماتية) إلى انه "لا يوجد تغيير في الدنيا كلها يساهم فيه جميع الشعب بل إن المساهمين الإيجابيين المضحين على كثرتهم في بعض الشعوب التي عرف عنها التضحية فئة قليلة، ولكن أثرهم كبير لأن التضحية بالنفس والمال والجهد في سبيل الإصلاح تخلق جواً من الكره للظلم والظالمين".

مبينة انها مع عائلتها تنتظر نهاية هذا الشهر لتكتمل في أذهانهم الصورة، وعندما يحين موعد الانتخاب لن يكون نفس المواطن الذي أعطى صوته و غمس إصبعه باللون البنفسجي هو ذاته، فلا يلدغ المرء من جحر مرتين.

وقال بعض الناخبين الذين التقتهم (شبكة النبأ المعلوماتية)، "أن ما تحدث به المرشحون هو عبارة عن وعود إنتخابية وأماني تحتاج أفعال بعد الانتخابات لتطبيقها".

يقول الناخب عادل الجزائري، انه من الصعب ان ندلي بصوتنا لشخص لا نعرفه مهما كان رمزه مؤثرا وقويا، وانه سينتخب الشخص الفاعل والمؤثر الذي يبني ويعمر، ويوفر الخدمات الهامة للناس وكل ما يحتاجه أبناء المنطقة.

أما جمالية الرموز، كما يقول الجزائري لا تعني شيئا ولا علاقة لها  بما سيحدث في المرحلة اللاحقة في الترشيح .

وترى الناخبة أمل المنصوري "ان هناك رموزا معبرة لفتت انتباهنا، لكن مسألة الترشيح ليست للرموز وإنما لصاحب الرمز".

وتضيف "ان المسالة تعتبر أمانة ومسؤولية وإخلاص لان الله سيحاسبنا على انتخاب الشخوص المناسبة التي تنسى أنانيتها وتنظر إلى مصلحة الشعب العراقي المظلوم".

وقد تحدث عضو اتحاد الادباء العراقيين والناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي "ان المستوى البصري في اعلانات المرشحين... كان يبنى من خلال: وجه باسم، ومترف أحيانا، ومدجج بحشد من الإكسسوارات المنتقاة بعناية، فأحيانا يرتدي الكوفية والعقال الذي يشكل مرجعية عربية، وأحيانا يظهر بلحية مثلثة تغطي الحنك، وأحيانا يتلفع بكوفية خضراء وقد وضعها احدهم على كتفيه ليدل على نسبه، يضاف لهذا اختيار لقب علمي أو مهني (كالدكتور، او المهندس، او المحامي، او الإعلامي)، بل ان إحدى المرشحات في البصرة اتخذت لقب (حجية) وآخر اتخذ لقب (العلامة)، واتخذ الآخرون لقب (السيد) التي تعني انتماءه الى نسل محدد، وأحيانا لقب الشيخ واسم العشيرة التي يترأسها، وكل تلك العلامات تدلل على قوة، وفاعلية الانتماء الفرعي في نظر هؤلاء المرشحين، وقد اتخذت القوائم علامات مصورة لتدل عليها دونما تدخل لغوي، وهو أمر قد يفسر بكونه إقرارا بالحاجة إليها بسبب تفشي الأمية أو محاولة تحويل كل معطيات الإعلان إلى علامة مصورة يسهل اختزانها في العقل الباطن.. فقد اتخذت بعض القوائم علامات لتدل دونما كلمات على القائمة وتشكل علامة دالة يتعرف عليها الناخب بطريقة لا واعية فاتخذت احدى القوائم ميزان العدالة ربما للإيحاء بأهم سمات المجتمع في حال فوز القائمة وهو العدالة الاجتماعية، للإيحاء بأنها ستقوم بتحويل الديمقراطية إلى عدالة اجتماعية وهو أهم أهداف الديمقراطية!، بينما اتخذت قائمة اخرى علامة ساعة تشير إلى الثامنة وتتراءى في أرضيتها سنبلة خضراء وبرج استخراج النفط، ربما للإيحاء بساعة الدوام الرسمي، أي بالانضباط ومقاومة التسيب بالدوام الرسمي الذي قد يشكل من وجهة نظر القائمة النمط الأخطر من الفساد، أو ربما يوحي بالخطط المستقبلية التي تهدف إلى تفعيل الزراعة، وصناعة النفط  فيما لو تمكنوا من قيادة السلطة وتغيير الطابع الريعي للاقتصاد العراقي، وجعل العراق منضبطا مثل الساعة.. وقد اتخذت قائمة اخرى النجمة الخماسية الخضراء التي كانت ثلاثا منها تتوسط العلم العراقي سابقا ربما للايحاء بأن مجتمع الغد لا يمكن ان ينبني الا بمادة مأخوذة من مجتمع ما قبل التغيير ليتم البناء عليها وليس بنسف البناء السابق بالكامل كما فعل بريمر بمباركة بعض السياسيين، واتخذت قائمة رمز نجمة عشتار إلهة الحب والحرب عند العراقيين القدامى!...".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 4/آذار/2010 - 17/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م