نصائح انتخابية أخوية

لطيف القصاب

بصرف النظر عن طبيعة الانطباع الذي يسود الشارع العراقي هذه الايام حول انتخابات مجلس النواب اكاد اجزم ان الغالبية العظمى من العراقيين بصدد الذهاب الى صندوق الاقتراع وكل منهم يحمل بين جنبيه قرارا حاسما بخصوص اختيار من يجد فيه الكفاءة لشغل منصب الحكم والمسؤولية، بيد ان هناك شريحة من العراقيين ماتزال تنتابهم الحيرة والتردد وتلبد سماء افكارهم الغيوم في شان من يختارونه من المرشحين لشغل مقاعد البرلمان خاصة وان القاسم المشترك لدى عموم المرشحين هو الرقم 300 بالاضافة الى براعتهم جميعا في صياغة الشعارات الانتخابية الصادقة منها والمزيفة.

 ولهؤلاء الاخوة الاعزاء بودي ان اقدم نصيحة اخوية تتالف من اربع نقاط اساسية هي :-

اولا :- لاتنتخب ايها الناخب اي مرشح يشغل وظيفة طبيب او صيدلاني او مدرس او معلم.

ثانيا :- لا تنتخب عزيزي المواطن الكريم عضو مجلس محافظة عراقية على الاطلاق.

ثالثا :- حذار من انتخاب اي شخص رجلا كان أو أمرأة يقف في بوستر تعلاكة الى جانب احد المشاهير.

رابعا :- الف رحمة على والديك اخي المواطن الكريم لا تعط صوتك للمرشحين من الرياضيين لاسيما لاعبي كرة القدم.

ولعلك عزيزي المواطن تتسائل عن الحجج والذرائع التي تحول دون اختيار الفئات الثلاثة اعلاه تحديدا وجوابا على تساؤلك المشروع اسمح لي ان اورد التعليلات الاتية :-

اولا :- السبب في عدم اختيار الاطباء والصيادلة والمدرسين ونحوهم يكمن في ان دوائرنا الصحية والتعليمية تعاني من نقص حاد في الكوادر العاملة لديها فمن الخير ان يظل الاطباء عاكفين على عياداتهم الخاصة والصيدلانيون (مشرفون) على صيدلياتهم الخاصة وان يستمر المدرسون والمعلمون في اعطاء الدروس الخصوصية للطلبة والتلاميذ فهذا اهون لعموم الشعب من ان يشتغلوا في امر لايميزون راسه من رجله.

ثانيا : إن عدم التوصية باختيار اعضاء مجالس المحافظات يرجع الى الخوف من أمرين الاول وهو احتمال ضعيف يتمثل في ان يكون عضو مجلس المحافظة ناجحا في عمله فمن باب اولى ان يحافظ على نجاحه في محافظته ولايحرم الاهالي من فطنته وذكائه، اما الاحتمال الاخر وهو الاقوى قطعا ويكون فيه العضو فاشلا وفي هذه الحالة لابد من حبس هذا العضو في حدود محافظته لئلا يعم شره وخطره الجسيم البلاد باسرها.

ثالثا :- السر في عدم النصح باختيار اصحاب الصور المزدوجة يتجلى في ان هذا الشخص يبعث من حيث يدري او لايدري برسالة مفادها انه مجرد تابع لاحدهم، ومن المعروف ان الاستقلال افضل من التبعية بكل انواعها واشكالها.

رابعا :- وختاما فان السبب في عدم اختيار الرياضيين المرشحين لاسيما لاعبي كرة القدم يعود الى انتفاء حاجة العراق الى خدمات هؤلاء ولمدة طويلة جدا وذلك لان النواب السابقين لعبوا طوبة بالعراق بما فيه الكفاية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 3/آذار/2010 - 16/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م