أيها العراقيون انتخبوا الذي يستحي

محمد الوادي

تصلح أرض العراق ان تسمى في هذه الايام أرض الملائكة السياسيين , فقد تحول الجميع وفي لمحة بصر الى خانة الوداعة والعفة والوطنية والعراقية وحتى الانسانية في وقت راقب العراقيين جيدا خلال أربعة سنوات من الفصل التشريعي الحالي رموز وشراذم سياسية تستحق غالبيتها الساحقة لقب " الحرامية ".

 وفجأة تهيجت الاتربة في شوارع مدن الجنوب والفرات الاوسط وغيرها من مدن العراق ليس بفعل الاجواء والطبيعة ولا جراء انشاء المشاريع الصناعية والاعمارية الكبرى بل بسبب ارتال السيارات المصفحة المرافقة لهذا المسؤول او ذاك الذي تذكر فجأة ان هناك مدن ومحافظات عراقية كبرى تمتد على مدى خارطة العراق.

 وهذه المدن وأهلها يعانون الويل والعوز في كل شيء من الخدمات الصحية والتعليمية وحتى البطالة المنتشرة وغياب الخدمات ومعها غياب وتبخر ثروات البلد دون مبررات واضحة او نتائج واضحة لكن الواضح الاكيد هي رواتب وامتيازات اعضاء البرلمان والوزراء والرئاسات الثلاثة.

ان لعبة القط والفأر التي يمارسها معظم السياسيين في عراق اليوم يجب ان تنتهي طالما توفرت طرق قانونية ودستورية في العراق الجديد لتعديل الاوضاع ووضعها في نصابها الصحيح من خلال العملية الانتخابية الديمقراطية. والا ليس من المعقول ان يتذكر غالبية هؤلاء الكذابين الحرامية ان في العراق مثلا محافظة تسمى ميسان او الناصرية والبصرة او الرمادي والموصل فتراهم يتزاحمون في الطرق المؤدية لهذه المدن لزيارتها وممارسة الكذب والنفاق السياسي العلني من خلال تلبس دور المتفقد الحنون الذي يشعر بقهر وتعب وعوز ابناء هذه المحافظات.

 أن الفار السياسي المنافق يجب ان يتراجع وينتهي أمام استحقاقات الصندوق الانتخابي. نعم من حق كل مرشح ان يمارس دوره ضمن حملته الانتخابية لكن ليس من حقه ان يستمر بالكذب العلني على العراقيين كما عليه تقديم الافعال قبل مجرد الاقوال وان يقدم انجازاته المزعومة على الارض وليس مجرد شكليات او خرس مستمر عند البعض الاخر تحول الان الى فطحل في علم الذرة و المترو والقطارات والمواصلات والاستخراجات النفطية والعلوم الاقتصادية الذي يوعدنا فيها بانجازات هائلة في هذه المجالات !!؟ السؤال البسيط والعفوي.. أين كنت خلال اربع سنوات وانت في موقع المسؤولية !!؟

ان من يجعل حواليه وفي مكتبه ومستشاريه فقط من افراد حزبه او عائلته او عشيرته هو لايرى في واقع الامر اكثر من مدى أنفه , ولايستحق في حقيقة الامر ان يقود قطيع صغير من الغنم فكيف يطمح ان يكون قائد او عضو برلمان في العراق !؟ وهذه السمات تشمل معظم من يعمل في السياسة العراقية اليوم.

لذلك اليوم واجب على كل عراقي اولا ان يعزز العملية الدستورية في العراق من خلال الاصرار على المشاركة بالتصويت وثانيا ان يعدل المسار من خلال انتخاب الاجدر وان يسقط اوراق التوت التي اعتاد البعض ان يتخذها غطاء له مع قرب كل استحقاق انتخابي.

ان معادلة اجتماعية عراقية واحدة كفيلة بتعديل الامور ووضعها في نصابها الصحيح تتلخص بانتخاب " من يخجل ويستحي من العراقيين " اما من يقف على منبر السياسة او غيرها من المنابر في ايامنا هذه ويبشرنا بالقادم بعد ان أصابه الشلل التام خلال أربعة سنوات ماضية فيجب ان يزاح عن طريق الامال العراقية وبالطرق الدستورية والانتخابية لانه وببساطة لايستحي ولايخجل.

ومن لايستحي او يخجل يكون متلون وكذاب أضافة لكونه عابث و حرامي مسبق خلال أربعة سنوات مضت. فحيا على التغير الجذري.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2/آذار/2010 - 15/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م