إلى أين تمضينَ
محبوبتي
و الجدودُ يجوبونَ بحراً
من الظلِ و الضوءِ
و الحزنِ و العشبِ
كي يطرقوا بابنا
في أقاصي السنين
إلى أين تمضينَ..
إني أقلّب في الذكرياتِ
وأعبرُ في ندمٍ يابسٍ
و أجوبُ الغناءَ القديمَ
و أصعدُ مرتبكاَ
نحو ما لا أرى
سُلّمِي ممعنٌ في الأسى
طاعنٌ في الحنين
إلى أين تمضينَ
و الغرباءُ مرايا غيابي
و حزنُ المدينةِ بابي
وأسئلتي من كلامٍ قتيلٍ
وعذري رمادٌ مجيدٌ
وأنشودتي من غناءٍ مُعَادٍ
لبحارةٍ تائهين
إلى أين تمضينَ
والريحُ تنزعني من مداري
وتفتحُ أبوابها كلها..
وترجّ جداري
فأي البلادُ بلادي
وراء المرايا..السبايا
و موجِ اللغاتِ.. الجهاتِ..
و همهمةِ الجندِ والفاتحين
إلى أين تمضينَ
و العتباتُ سدى
و نوافذنا صرخاتُ ضحى..
و كلامُ الرعاةِ هدانا
مناراتنا ظلُ ضوءٍ تداعى
و أقدامنا تتهاوى..
و من خلفنا ضجةُ الموتِ
و النازحين
إلى أين تمضينَ
و الذكرياتُ رنينُ الرثاءِ
أسيرُ إلى ندمٍ كاملٍ
في النداءِ
و ارسم لوحاتِ حزنٍ
و أُحصي حصي العائدينَ
وحيداً
و خلفي ظلامٌ رجيمٌ
و فوقي غمامٌ طعين
إلى أين تمضينَ
و الصمتُ ذاكرتي وكلامي
و أذرعُ موتاي تطوي غدي
و تحيل و جودي صدى..
عبثاً سأريقُ الندى في المنى
وأجففُ من ضجةِ البحرِ صوتي
وأنبشُ عبر المتاهاتِ خطوي
وأبحثُ عن لافتاتِ الهدى
والضلالِ المبين
إلى أين تمضينَ
والجندُ فوق السياجِ
و خلف الزجاجِ
وفي لعبة الطفلِ..
في الطلِ والظلِ..
وسط شقوقِ الربي
والغناءِ الذي عن بياضِ الندى
وسماءِ السجين
إلى أين تمضينَ
أعمارُنا شجرٌ في الضبابِ
حياةٌ تهابُ الحياةَ..
كلامٌ يبددُ معناهُ..
أنشودةٌ عن مسيرِ الغزاةِ
وأسطورةٌ من خيولٍ وريحٍ
عويلُ الطبولِ يحاصرنا
والتراتيلُ مرفأنا
لوعةُ المجدِ من خلفنا..
وخطى الطامعين |