|
من بين مجموع المرشحين الذين وصل عددهم النهائي الى 6198 مرشحا عن
كل انحاء العراق بلغ عدد المرشحين عن بغداد اكثر من 2000 مرشحا يمثلون
مختلف ملامح الطيف العراقي سواءا اكانوا ينتمون لكتل صغيرة اواخرى
كبيرة.
ان نسبة المرشحين عن بغداد تصل الى اكثر من 30% بالنسبة للعدد
الكلي لجميع المرشحين وهي نسبة ملفتة للنظر خصوصا وان العاصمة لا تزيد
حصتها عن 70 مقعدا منها مقعدان للمسيحيين والصابئة، ناهيك عن نوعية
المرشحين فيها فاغلبهم من الوزن الثقيل حيث يلاحظ تفضيل جميع رؤساء
الكتل وكذلك العديد من الشخصيات السياسية ذات الحضور الاعلامي وممن له
امتداد جماهيري الترشيح عن بغداد مما يجعل المعركة الانتخابية في
المركز من الوزن الثقيل وهذا ما يلاحظ بشكل واضح من خلال الحملات
الانتخابية المفتوحة على جميع الخيارات.
لقد فضلوا بغداد رغم شراسة المنافسة، ففي بغداد يلاحظ ان كل 28
مرشحا يتنافسون على المقعد الواحد بينما في نينوى مثلا التي يصل
استحقاقها من المقاعد الى 34 مقعداً منها مقعد لكل من المسيحيين
والايزيديين والشبك، فانه لا يتجاوز عدد المرشحين على المقعد الواحد 12
مرشحا طالما كان المرشحون فيها ليسوا سوى 430 مرشحا، كذلك في اربيل فان
المقعد الواحد يتنافس عليه 9 مرشحين فقط!.
الكل سواء من دعاة الفدرالية او من المدافعين عن المركز وحتى من
المروجين للنظام اللامركزي في العراق كلهم فضلوا خوض النزال الانتخابي
في العاصمة العراقية بغداد على غيرها من المحافظات .. وبذلك سوف يفقد
العديد من المرشحين فرصة الفوز التي ربما تكون من نصيبهم لو رشحوا في
المحافظات التي ينتمون اليها وهذا هو الوضع الطبيعي في العملية
الانتخابية.
ما تقدم التقاطة ربما تؤشر لمجموعة معطيات من اهمها ظاهرة
الازدواجية في المواقف التي تمارسها القوى السياسية العراقية بقصد او
بغير قصد فالبعض يدعو للوحدة ويمارس التقسيم، والبعض الاخر يذم
الطائفية والمحاصصة وهو من اشد المتمسكين بها على ارض الواقع! وهكذا
اذن هي الحالة مع الانتخابات والدور المهم الذي يلعبه المركز في الوصول
الى قبة البرلمان، فبغداد تسحرهم ويعرفون اهميتها ولكنهم في بعض
الاحيان يطالبون باضعافها!!! اخيرا اليك يا عاصمة العراق هذه الخاتمة
.. اتمنى ان تستوعبي الدرس:
واستلهمي روح الوفود فإنها**** شمل يلم وأسرة تتجمـــــــع
شدي وهزي الليل في جبروته ****وبعهدتي أن الكواكب تطلع
* كاتب عراقي
[email protected] |
