وحدة الشعور ووحدة الكلمة

برير السادة

لاشك ان للدين رؤيته الخاصة في الاختلاف والتعاون التي قد تقترب او تبتعد منها الرؤية الوضعية, ففي الوقت الذي تبني القوانين الوضعية البشرية تعاونها على اساس اللغة والعرق والديانة وفي بعض الاحيان على المصالح المشتركة.

 يوغل الدين عميقا في غياهب الوجود الإنساني, ليذكر بالأصل الاول للوجود البشري, وبالطبيعة التكوينية المشتركة التي تفرضا تقاربا في التفكير والنظر مهما اتسعت المسافات.

من هنا اتصور ان الدين يرتكز في حركته من الانسان الى الانسان على الشعور الانساني, لكونه مشترك –تكويني-وجداني, غاية في الحساسية, يحاول الدين في ارشاداته المتنوعة على ابقائه فاعلا ومشتعلا.

لعل من اهم النصوص التي تؤشر في صياغتها الى الشعور الانساني واهميته في ضبط ايقاع حركة الحقوق والاختلاف والتعاون مع الاخر النص الذي يقول " عامل الناس مثل ما تحب ان يعاملوك".

فالتعامل مع الآخرين على اساس الاحساس بالالم والتسامح والاحترام والحاجة... يعزز نماء قيم المساوة والعدل والحوار.

الامر الذي يوحي بان الاختلاف الديني والمذهبي غير مسوغ لحالة الاستئثار و التعدي والانتهاك لكرامة الانسان ودمه وعرضه, الا في الحالات القصوى التي يبصح معها العنف والحرب والدفاع امر ضروريا لحفظ الوجود والكرامة, وكسر الطغيان والظلم..

ما نراه اليوم من حالات التعصب والاصطفاف بين ابناء المذاهب يؤشر لقراءة مقلوبة لمجمل التراث الديني, فالتعاطى مع الانسان على اساس المعتقد تكلف وتعنت, لم يامر به الدين ولا تتطلبه الدعوة الرسالية القائمة على الدفع بالتي هي احسن والقائمة على الحوار والدليل.

 فالدين حين رفض الاكراه حسم الجدل تجاه نتائجه, وانها لن تتعدى ان تكون صورة  منخورة ومضطربة بين الداخل والخارج.

من هنا ندعو لقراءة جديدة تقوم على فقة التعاون والرحمة والسلام ووحدة الشعور الانساني كاساس لنشر قيم العدل والتسامح والاحترام. فليس من الانصاف والمنطق ان يرسم المسلمون بتصرفاتهم انطباع القسوة والعنف عن الاسلام الذي هو دين المحبة والرحمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 27/شباط/2010 - 12/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م