تجارب قصصية أثرت الرواية العربية

يوسف ادريس وزكريا والخيضر

 

شبكة النبأ: اعتبر نقاد وباحثون أن السرد في الرواية العربية من خلال ثلاثة نماذج متمثلة في الاديب المصري يوسف ادريس والسوري زكريا تامر والعراقي محمد الخيضر تشكل ثلاثة اتجاهات مختلفة متناقضة في السرد لكنها اغنت تجربة الرواية العربية وميزتها.

وقال الناقد المغربي قاسم مرغطا في مقارنة بين الادباء الثلاث "الامر يتعلق بثلاثة أنواع من السراد السارد الرومانسي في شخص الاديب السوري زكريا تامر والسارد الواقعي في شخص الاديب المصري يوسف ادريس والتعبيري في روايات الكاتب العراقي محمد الخيضر."

وقال مرغاطا في ندوة "القصة العربية من خلال ثلاثة نماذج.. يوسف ادريس زكريا تامر ومحمد الخيضر" على هامش الدورة السادسة عشرة للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدارالبيضاء المنتظم حاليا ان السارد الرومانسي من خلال قصص "القنفذ" لزكريا تامر مختلف عن السارد في مجموعاته القديمة مثل "صهيل الجواد الابيض" و"ربيع كالرماد".

فالسارد في "القنفذ" "لا يخضع للرغبة العقلية المجردة هو سارد طفل ذاتي متحرر من قيود العقل مليء بالصور والاحلام.. يحاول أن يكتشف أبجدية الحياة من خلال بيت دمشقي وأسرة دمشقية وكذلك حارة ومدينة دمشق."

وأضاف في "القنفذ" "تسود لغة مغايرة بعيدة عن التهكم والسوداوية في مجموعاته السابقة هناك أبطال مهزومون ومقهرون ومخدوعون وباحثون عن الحرية أو وهم الحرية..في القنفذ السارد رومانسي حالم يبرز الطفولة في صورة مثالية."

وتوقف مرغاطا عند السارد في قصص يوسف ادريس من خلال قصة " لعبة البيت" من خلال مجموعته "اخر الدنيا" حيث قال ان السارد في هذه القصة "يبرز اللغة المصرية عالما فنيا في بناء سردي لا هو هزلي ولا هو جاد يسرد بواقعية يعتمد على العين أو على البعد البصري أساسا."

وأضاف أن "اللغة التي يسردها السارد الواقعي هنا تنتج لغتها الخاصة وهي اللغة الفنية تسخر من قناعة ادعاء النقاء وصفاء اللغة وتضع ثيابها جانبا."

ويعطي أمثلة بورود كلمات من العامية المصرية في القصة مثل"زيطة" و "عاوز ايه" و "ماما بتحضر كفتة في المطبخ."بحسب رويترز.

بينما حسب مرغاطا "السارد الثالث هو سارد تعبيري في قصة محمد الخيضر يعبر عن الذات والخبرات النفسية الداخلية غير مهتم بالملاحظة الموضوعية." وأضاف "انه يعبر عن الحالة الذهنية بغض النظر عن العالم الخارجي."

ومن جهته قرأ عبدالمجيد الجحفة أستاذ بكلية الادب بن مسيك بالدار البيضاء دراسة للباحث والناقد المغربي محمد أنقار الذي تغيب لاسباب صحية عن خصائص الكتابة القصصية ليوسف ادريس من خلال نموذج "لغة الاي أي."

وقال ان هناك "مجموعة من لوازم الكتابة تتكرر في قصص يوسف ادريس من بينها أن قصته قصة لقطة تعتمد على المشهد."

كما أن الكاتب الذي اشتغل في بداية حياته بالطب النفسي "نلمس في قصصه الالم والمعاناة ويعتمد على التشريح الدقيق للشخصيات والواقع."

ومن مميزات كتابته أيضا حسب أنقار "التفاهم بالاحساس وكذلك الصراخ أو الصرخة التي تخترق نصوصه صرخة الغضب والصرخة المكتومة والعواءات والعويل والزعيق. بالاضافة الى فكرة التحول وعنصر المفاجأة الذي هو من العناصر الاساسية في نصوص يوسف ادريس."

وميز القاص المغربي أحمد بوزفور بين البناء السردي في قصص محمد الخيضر وزكريا تامر فنصوص الاول "يغيب عنها المرح كليا انها نصوص ليلية كثيفة مخترة اذا قارنتها بنصوص زكريا تامر انها تشبه العرق العراقي المصنوع من التمر مقارنة مع العرق السوري المصنوع من العنب." ليختلف الطعم لكن الانتشاء واحد.

وبدأت الدورة السادسة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء في 12 فبراير شباط الحالي وتنتهي في 21 منه وتميزت بالاحتفاء بالجالية المغربية المقيمة بالمهجر.

كما عرفت مقاطعة العديد من الكتاب المغاربة لانشطة المعرض الثقافية بسبب الاحتجاج على وزارة الثقافة المغربية بشأن تراجع تعويض الكتاب والمثقفين المغاربة عن الانشطة التي يشاركون فيها بالمعرض مما ترتب عنه الغاء عدد من الندوات والمحاضرات أو تخلفها عن الالتزام كليا بالموضوع المعلن عنه في برنامج المعرض.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25/شباط/2010 - 10/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م