يمثل الوعي السياسي مستوى ادراك الافراد للواقع السياسي لمجتمعهم
ودورهم في العملية السياسية ومشاركتهم في التصويت والانتخابات وكيفية
الاعتماد على هذه المتغيرات في تقويم الواقع السياسي والتعرف على ما
ينبغي دعمه أو تغييره في هذا الواقع.
فالفرد الذي تتوفر لديه درجة كافية من الوعي السياسي تسهم بشكل فعال
في قدرة المواطن على التطور الكلي للواقع كحقيقة مترابطة العناصر, وليس
وقائع منفصلة, او احداث متناثرة لايجمعها رابط، فالوعي السياسي يعد
عاملاً مهماً في الممارسة السياسية الرشيدة.
والفرد الواعي سياسياً يملك القدرة على تعيين مواطن الضعف والقوة
بالاضافة الى انه يكون مؤهلاً لمعرفة واجباته وحقوقه التي يكفلها
القانون وكيفية ممارستها والانخراط في العمل السياسي من خلال التنظيمات
والتجمعات السياسية، ويفترض لتحصيل الوعي السياسي عدة متطلبات أهمها:
ـ التعليم
ـ الخبرة
ـ الحرية الاعلامية في الحصول على المعلومات من مختلف المصادر.
ـ المرونة في تقبل الرأي الآخر.
إذن العمل السياسي الذي تقوم به المرأة يرتبط بالوعي السياسي وطبيعة
المجتمع لانه يمثل حلقة الوصل بينها وبين العمل السياسي ولانه يمثل
انعكاساً واضحاً للظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السائدة في
المجتمع.
ولاجل ان يأخذ العمل السياسي طريقه الصحيح لابد ان يتوفر له
المجتمع الديمقراطي الديني والسياسي الذي تعتمد فيه الامة على الرجل
والمرأة وليس على طرف واحد، فالامة لاتستطيع ان تنهض من دون نسائها
وهذه حقيقة معروفة قد اثبت التأريخ صحتها خلال مختلف العصور والازمنة.
إن المرأة هي نصف المجتمع وليس المقصود من ذلك المجاملة او المحاباة
لشعور المرأة أو مدحها او مراعاة لخاطرها، بل اذا صدق عليها القول
فعليها واجب بناء المجتمع، لأنها ليست كائناً يعيش في الظل ولاهي اداة
مسيرة لاحول لها ولاقوة، بل لها حق وعليها واجب فلا تعيش بحساب انها
امرأة وعلى ذلك تبقى على هامش الحياة فنساء اليوم هن وجه المستقبل
ونساء اليوم هن امتداد لنساء الامس.
ولو تحدثنا عن نساء اليوم فهن من ارتقين بالسياسة بمستوى الاسم
والعنوان، فتبطل حينئذٍ مزاعم البعض بأن النساء لايمكن ان تمثل المجتمع
في اموره السياسية
وللمرأة دورها في صنع العظماء ولها دورها في تغيير الواقع من خلال
الدور الفاعل الذي تمارسه في المجتمع.
اذن لامشاركة من دون وعي ولاوعي من دون مشاركة، بل ان تكون على
دراية كافية بما تقوم به من خلال الاستعلام عن ذلك من المؤسسات
والاجتماعات ولو ضمنت المرأة ذلك لأصبحت من ضمن القيادات الكفوءة
والمساهمة في صنع القرار وبأسلوب ديمقراطي لا دكتاتوري لانها تكون قد
تسلحت بالامكانات الضرورية كافة. |