النوم: راحة البدن ونشاط العقل

المبكِّر منه يجنّبك الاكتئاب ويساعد المخ في إجراء عمليات معقدة

 

شبكة النبأ: يقول بحث طبي جديد إن خلود المراهقين للنوم مبكراً مفيد لصحتهم العقلية، وأن قرابة رُبع من تلك الفئة الشابة ممن يسهرون حتى منتصف الليل عرضة للمعاناة من الاكتئاب النفسي.

ومن جهة أخرى أوضحت  دراسة طبية أن المخ يجري العديد من الأنشطة المعقدة خلال عملية النوم، والتي  تساعد الجسم في إبقائه حيوياً كما إنها تنشط المخ وتساعد على استيقاظه، وهذا ما يثبت عكس الاعتقاد السائد في مجتمعاتنا وهو أن النوم هو فترة راحة وخمول للوظائف الجسدية والعقلية.

ومن جانب آخر يشكو كبار السن غالبا من أنهم لا ينامون بالقدر الكافي ليلا وكثيرا ما يستيقظون مبكرا، وهو الأمر الذي يفسره البعض باضطرابات نوم، بينما أظهرت دراسة بريطانية في المقابل أن الاحتياج للنوم يقل تدريجيا في الشيخوخة.

نصيحة للشباب: النوم مبكراً يجنبكم الاكتئاب

يقول بحث أمريكي إن خلود المراهقين للنوم مبكراً - قبيل الساعة العاشرة مساءً، مفيد لصحتهم العقلية وأن قرابة رُبع - أي 25 في المائة من تلك الفئة الشابة ممن يسهرون حتى منتصف الليل، عرضة للمعاناة من الاكتئاب النفسي.

ويرى واضعو الدراسة، التي نشرت في دورية "النوم"، إنه كلما قضى المراهقون المزيد من الساعات في النوم كلما كان ذلك أفضل لصحة الذهن.

ويزعم الباحثون "جامعة كولومبيا" في نيويورك، ان المراهقين الذين ينامون عادة لمدة خمس ساعات أو أقل في الليلة، أكثر عرضة، وبواقع 71 في المائة للمعاناة من الاكتئاب، ومن المرجح أن يفكر 48 في المائة منهم في الانتحار، مقارنة بأولئك من يتمتعون بأخذ قسط كاف من النوم ولمدة ثماني ساعات يومياً.

وخلص البحث إلى نتائجه بعد دراسة  أكثر من 15 ألف طالب، تتراوح أعمارهم بين سن الـ12 و 17 عاماً، بالإضافة إلى أولياء أمورهم، وكان متوسط ساعات النوم سبع ساعات و 53 دقيقة، مقابل تسع ساعات أو أكثر من النوم ليلاً الموصى بها بالنسبة للمراهقين.

وقضى الطلبة الذين خلدوا للفراش قبل أو في الساعة العاشرة مساءً،  ثماني ساعات وعشر دقائق في النوم بالمتوسط، أزيد بـ 33 دقيقة من أولئك الذين ذهبوا إلى الفراش في الساعة 11، و 40 دقيقة أكثر من أولئك الذين ذهبوا إلى الفراش بعد منتصف الليل. بحسب سي ان ان.

ويعتقد الباحثون ان الحرمان من النوم يرتبط ارتباطاً مباشراً بالاكتئاب  التفكير في الانتحار، كما أنه يقلل من قدرة الشباب على التعامل مع الإجهاد اليومي ويزيد من صعوبة تعاملهم مع أقرانهم والكبار، كما يجعلهم متقلبي المزاج. ودعمت الدراسة بحوثاً سابقة أظهرت عدم النوم ساعات كافية قد يقودك حرفياً إلى حافة الجنون.

وعقب د. جيمس غانغويش، الذي قاد البحث: "نتائجنا تتفق مع النظرية القائلة إن عدم أخذ قسط كاف من  النوم هو أحد العوامل المسببة للاكتئاب". وأضاف: "التمتع بساعات كافية من النوم النوعي قد تتخذ كتدبير وقائي ضد الاكتئاب كعلاج منه."

النوم يساعد المخ في إجراء عمليات معقدة

وأوضحت  دراسة طبية حديثة أن المخ يجري العديد من الأنشطة المعقدة خلال عملية النوم، و التي  تساعد الجسم في إبقائه حيوي كما إنها تنشط المخ و تساعد على استيقاظه ، و هذا ما يثبت عكس الاعتقاد السائد قي مجتمعاتنا و هو أن النوم هو فترة راحة وخمول للوظائف الجسدية والعقلية وإنما يعد هو الوظيفة الرئيسية للحفاظ على الجسم .

وأشارت الدراسة إلى أن نقص النوم يؤدي إلى نقص التركيز و بطء الذاكرة في رد الفعل واتخاذ القرارات الصحيحة ، هذا بالإضافة إلى إنه يؤدي إلى الاختلال  بإفراز الكثير من الهرمونات الهامة لجسم الإنسان مثل "الكورتيزون" و"الادرينالين" وهرمون النمو اللازم لنمو الأطفال كما يؤدي قلة النوم إلى اضعاف جهاز المناعة وقدرة الخلايا المناعية على التعامل مع الأجسام الغريبة والميكروبات. والجدير بالذكر أن الإنسان يقضي  ربع حياته في النوم كي يحافظ الجسم على نشاطه و إيقاظ الذهن.

الاحتياج للنوم يقل تدريجيا في الشيخوخة

ويشكو كبار السن غالبا من أنهم لا ينامون بالقدر الكافي ليلا وكثيرا ما يستيقظون مبكرا، وهو الأمر الذي يفسره البعض باضطرابات نوم، بينما أظهرت دراسة بريطانية في المقابل أن الاحتياج للنوم يقل تدريجيا في الشيخوخة.

وجاء في الدراسة التي نشرتها مجلة «فوكس» الألمانية على موقعها الإلكتروني أمس أن الأشخاص الأصحاء الذين تراوح أعمارهم بين 66 و83 عاما ينامون في المتوسط 20 دقيقة أقل من الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 40 و55 عاما، الذين ينامون بدورهم 23 دقيقة أقل من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما.

وأظهرت الدراسة التي أجراها علماء من جامعة سري البريطانية ونشرتها دورية «سليب» الأمريكية المتخصصة أن الفئة العمرية الأكبر تحتاج إلى ست ساعات ونصف الساعة في المتوسط للنوم ليلا ، بينما تحتاج الفئة العمرية الأصغر إلى سبع ساعات وربع الساعة.

وتبين من خلال الدراسة أن كبار السن في المجموعة المشاركة في التجربة ، والبالغ عددها 110 أشخاص ، يستيقظون أكثر ليلا ، إلا أنهم يشعرون على مدار اليوم في الغالب بالإرهاق أقل من الفئة الأصغر سنا. وأشارت الدراسة إلى أنه لا يوجد حتى الآن تفسير لتراجع الاحتياج للنوم لدى كبار السن. ويرجح العلماء أن يكون السبب في ذلك التغيرات المرتبطة بالشيخوخة للهرمونات الجنسية أو تغيرات في المخ.

وأفادت دراسة أمريكية حديثة بأن الرجال ينامون أقلّ من النساء، وذوات البشرة الغامقة ينلن نوماً أقلّ من صاحبات البشرة البيضاء، بينما ينام الأثرياء عدد ساعات أطول من الفقراء.‏

وأوضحت الدراسة التي أجريت بجامعة "شيكاغو" أن عدد ساعات النوم تتفاوت من شخص لآخر ، ومن عامل لآخر باختلاف الجنس والعرق .

وأكدت الباحثة "ديان لودرديل" من جامعة "شيكاغو"، أن الذين يشغلون وظائف رفيعة المستوى ولهم دخول عالية ينامون أقلّ ،‏ وهذا ليس حقيقياً فهم ينامون أكثر من الذين يعملون أقل ويكسبون أقل. وقالت "إن دراسة الفروق في ساعات النوم قد تكون مدخلاً لفهم طبيعة الأمراض التي يصاب بها البشر"‏.

القيلولة تصفي الذهن وتعزز القدرة على التعلم

وفي نفس السياق أظهر بحث أمريكي حديث أن أخذ قيلولة قصيرة لمدة ساعة قد تنعش الدماغ وتعزز القدرة على التعلم، وأن تقليل ساعات النوم يبطئ من حركة العقل.

وقال واضع الدراسة، ماثيو ووكر، أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا إن النوم وعلى مستوى الإدراك العصبي "سينقلك إلى ما بعد حيث كنت قبل الغفوة."

وشملت الدراسة 39 شاباً بالغاً يتمتعون بصحة جيدة، جرى تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموعة أتيح لها غفوة قصيرة وأخرى حرمت من ذلك، وفي فترة الظهيرة أخضع المشاركين لمهام تعليمية بهدف تنشيط منطقة "قرن آمون" hippocampus، وهي المنطقة المسؤولة عن الذاكرة في المخ.

وفي الساعة الثانية بعد الظهر، استجمت المجموعة الأولى بقيلولة ثانية مدتها 90 دقيقة، فيما ظل الفريق الثاني مستيقظ، ومن ثم أخضعت المجموعتين إلى تدريبات تعليمية في الساعة السادسة مساء.

وجاءت النتيجة أن المجموعة الثانية التي ظلت مستيقظة طوال اليوم، كان أدائها الأسوأ، على نقيض الفئة الأولى التي تحسنت قدراتها على التعلم بشكل ملحوظ وأظهرت تحسناً فعلياً في القدرة على التعلم.

ويرى علماء آخرون إن القيلولة أن القيلولة حاجة فيزيولوجية وأن البشر بطبعهم مفطورون على النوم على مرحلتين مختلفتين، وليس نوم الليل فقط.

وتعزز نتائج الدراسة الفرضية القائلة بأن هناك حاجة إلى النوم لتصفية الذهن وإجلاء "مخزن" الذاكرة على المدى القصير والتخزين، وإفساح المجال أمام معلومات جديدة.

وأظهرت دراسات سابقة أن ذكريات الواقع القائم تخزن بشكل مؤقت في منطقة "قرن آمون" في الدماغ قبيل أن يتم إرسالها إلى القشرة الخارجية للمخ التي تقع في مقدمة الجبهة prefrontal cortex، والتي قد يكون لها مساحة تخزين أكبر. بحسب سي ان ان.

وشرح ووكر قائلاً: "إن "قرن آمون"  تماماً مثل صندوق الرسائل الإلكترونية الواردة، فحتى تنال قسطاً من النوم وتخلي "الرسائل الإلكترونية" الموجودة فلن تستطيع تلقي الجديد منها.. فستظل ترتد حتى تنام لتحريكها إلى مجلد آخر."

ويذكر أن نتائج البحث المبدئية، عرضت على مؤتمر الرابطة الأمريكية للنهوض بالعلم" في سان دييغو بولاية كاليفورنيا الماضي.

وتأتي الدراسة في أعقاب أخرى بريطانية نشرت في مارس/آذار خلصت إلى أن القيلولة قد تؤدي للإصابة بالفئة الثانية من داء السكري.

ووجد علماء من "جامعة بيرمنغهام" ارتباطاً بين القيلولة وإمكانية الإصابة بالسكري، وأن القيلولة، وحتى لمرة واحدة في الأسبوع، تزيد من فرص الإصابة بالفئة الثانية من السكري، وبواقع 26 في المائة.

ويقول العلماء إن النوم بالليل ضروري من أجل عمل عدد من الوظائف الحيوية لجسم الإنسان، حتى أن النوم لفترة قصيرة خلال الليل يقوي من مهارات التعلم والذاكرة.

المتفوقون ينامون أكثر 

وكشفت دراسة أمريكية في جامعة "هارفارد"، أن عدد ساعات نوم التلميذ يؤثر في قدرته على التحصيل الدراسي، وذلك من خلال إجراء عدة اختبارات ذكاء للطلبة، حيث تبين أنّ التلاميذ المتأخرين دراسياً، والذين تركوا انطباعاً لدى مدرسهم بأنهم يعانون من نقص في القدرات العقلية‏،  كانت نسبة ذكائهم لا تقل عن أقرانهم المتقدمين علمياً، غير أنّ مشكلتهم تكمن في قلة النوم‏.‏

وأشار "جفري ايلينبوجين" إلى ما يحدث في عملية النوم من العديد من العمليات العقلية المعقدة ، إذ يقوم العقل أثناء النوم ، باستغلال فترة راحة الجسم في مراجعة ، وتخزين المعلومات ، التي اكتسبها الإنسان أثناء النهار، لذلك فإن أي اختلال في دورة النوم أو عدد ساعاته ،‏ يمنع قيام المخ من أداء واجباته  بأكمل وجه ، كما يؤدي إلي نقص في قدرات التلميذ الاستيعابية‏.‏

وفي هذا الإطار أوضحت الأستاذ المساعد في طب الأطفال "ماري سلنجر" أنّ أثناء الليل يفرز المخ مادة "الميلاتونين" ، التي تساعد المخ في أداء عمليات تبويب ، وتخزين المعارف والمعلومات ، ومن ثمَّ  شددت على احترام الساعات البيولوجية الطبيعية.

مريضة تنام في اليوم نصف ساعة فقط!

وأخفق الأطباء في سلوفاكيا بإيجاد حل للوضع الصعب الذي تعاني منه سيدة مريضة منذ 22 عاما والمتمثل بعدم قدرتها على النوم لأكثر من نصف ساعة يوميا.

ونقلت صحيفة نوفي تشاس السلوفاكية عن المريضة فييرا فاتتشوفا قولها .. إنها أصيبت قبل 22 عاما بمرض السحايا وتوقع الأطباء في ذلك الوقت عدم نجاتها من المرض لكنها صمدت وتعلمت خلال ثلاثة أشهر القراءة والكتابة والنطق في المشفى.وأضافت فاتتشوفا.. أنها كانت في البداية تنام ما يقارب ثلاث ساعات إلى أن تراجع ذلك إلى نصف ساعة ول اتزال على هذه الحالة منذ ذلك الحين.وأشارت فاتتشوفا إلى أنها تقوم بدلا من النوم ليلا بأعمال المنزل من تنظيف وكوي وإعداد قوالب الحلوى.

ولم تذكر الصحيفة أنواع العلاجات التي جربها الأطباء لمعالجة هذه الحالة لكنها أشارت إلى أنهم جربوا مختلف الطرق دون أن يفلحوا بجعل المريضة تنام لفترة أطول.

وأثبتت دراسات علمية أنَّ حالات الهلع الشديد، أو الإزعاج ربما قد تؤدي إلى وفاة النائم، وذلك من خلال وجود المادة الأثيرية التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، فهي تخرج من مسامات جسم الإنسان أثناء فترة نوم، وتعود إلى داخل الجسم عند فترة الاستيقاظ.

كما أثبتت الدراسة أنَّ الأعصاب عند الاستيقاظ من النوم في حال عدم وجود إزعاج تكون مسترخية ، كما تكون النفسية هادئة ، مما يسمح لدخول الجسم "الإثيري" براحة إلى الجسم ، بينما إذا تمّ الاستيقاظ على صراخ أو أصوات مزعجة فإن الجسم "الأثيري" يدخل إلى الجسم بسرعة مما يسب العصبية أو الصداع أحيانا، أما في حالة الاستيقاظ وسط ازعاج شديد لا يتحمله الإنسان فإن مسامات الجسد تغلق مما يصعب على الجسم "الإثيري" الرجوع إلى الجسد الأمر الذي يسبب الوفاة بالسكته القلبية.

الجدير بالذكر أنَّ إزعاج الطفل النائم قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية ، ناتجة عن سرعة تجاوب الأجهزة العصبية لدى الأطفال ، وإمكانية نموها بشكل سلبي.

انقطاع التنفس أثناء النوم يُبعد الأحلام والكوابيس

واكتشف باحثون أميركيون عبر دراسة قاموا بها أن انقطاع التنفس المزمن أثناء النوم، يقلل من إمكانية رؤية الأحلام والكوابيس بصورة متكررة.

وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة «كلينيكال سليب ميديسين»، أن المرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس المزمن أثناء النوم، يرون أحلاماً وكوابيس بنسبة أقل ممن يصابون بانقطاع تنفس بسيط أثناء النوم، أو لا يعانون أبداً من هذه المشكلة. بحسب يو.بي.آي.

وقال الطبيب جيم باغل، من جامعة كولورادو للطب، ومدير مركز اضطرابات النوم بكالورادو الجنوبية في مقاطعة بويبلو: إن الدراسة أظهرت أن انقطاع التنفس التام أثناء النوم يخفف من إمكانية التعرّض لكوابيس.

وأشارت الدراسة إلى أن 71.4% من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة والذين لا يعانون من مشكلة انقطاع التنفس التام أثناء النوم، يرون الكوابيس بصورة متكررة على الأقل مرة أسبوعياً، وكذلك 43.2% ممن يعانون من هذه المشكلة لكن ليس بصورة مزمنة.

وظهر أن 20.6 % من المرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم بصورة مزمنة، يرون الكوابيس بصورة متكررة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 24/شباط/2010 - 9/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م