الحرس الثوري الإيراني.. من مؤسسة عسكرية إلى نفوذ يهيمن على الدولة

 

شبكة النبأ: أشارت دراسة لمركز أبحاث أميركي إلى أن الحرس الثوري الإيراني و"اليمين الإسلامي" عزّزا في السنوات الأخيرة نفوذهما في الساحة السياسية الإيرانية. وتزامنا مع ذلك قال قائد بارز إن الحرس الثوري الإيراني حلّ محل شركات أجنبية في بعض المشروعات في إيران فيما يشير إلى تنامي نفوذ الحرس الثوري الاقتصادي.

وبالمقابل طلبت إسرائيل من ايطاليا المساعدة على حمل الاتحاد الأوروبي على إدراج حرس الثورة الإيراني (الباسدران) على لائحتها السوداء "للمنظمات الإرهابية"، فيما أعلنت الولايات المتحدة عن فرض عقوبات جديدة تستهدف الحرس الثوري الإيراني في أول خطوة عملية ردا على إعلان إيران نيتها تخصيب اليورانيوم الى درجة 20 بالمائة.

وفي غضون ذلك قارنَ تقرير بالروسية التطورات في إيران واشتداد دور حرس الثورة الإسلامية فيها بالأوضاع التي مهدت في العديد من الدول لإقامة أنظمة ديكتاتورية عسكرية. ووفق التقرير فإن إيران تشهد انقلابا عسكريا خفيّاً لإقامة دكتاتورية المؤسسات العسكرية والاستخباراتية.

الحرس الثوري الإيراني عزز نفوذه

أشارت دراسة لمركز أبحاث أميركي إلى أن الحرس الثوري الإيراني و"اليمين الإسلامي" عززا في السنوات الأخيرة نفوذهما في الساحة السياسية الإيرانية.

وأوضح مركز "راند" في تقديمه لهذه الدراسة التي رعتها وزارة الدفاع الاميركية انه "خلال العقد الاخير وصل الحرس الثوري الى الصدارة مستخدما كرافعة سياسية واقتصادية التركيز المتزايد لايران على القضايا الامنية".

والحرس الثوري الذي يطلق عليه ايضا البسدران منظمة شبه عسكرية خاضعة لسلطة المرشد الاعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي.وفي الوقت الذي تخوض فيه ايران صراعا مع الغرب بشان برنامجها النووي اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين رغبتها في "الضغط على الحكومة الايرانية ولا سيما على الحرس الثوري".

واستنادا الى المركز فان اعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد في 2009 التي تحتج عليها المعارضة الايرانية كانت العنصر الاخير "الذي عزز وضع اليمين الاسلامي والحرس الثوري في الساحة السياسة الايرانية" حتى وان كشف وجود "تشققات" يمكن ان تكون عميقة في النظام.

وقال المحلل علي رضا نادر المشارك في وضع الدراسة ان الانتخابات "عززت المخاوف لدى الاصلاحيين وايضا لدى المحافظين من عسكرة متزايدة للسياسة والمجتمع في ايران".

الا ان لعبة النفوذ المعقدة بين الفصائل التي تتقاسم السلطة في ايران تجعل القرارات السياسية في هذا البلد صعبة جدا على التحليل من الخارج.

واستنادا الى واضعي الدراسة فان "آلية اتخاذ القرار في ايران بعيدة كل البعد عن الشفافية" مع "لعبة التوازن هذه التي تعمل فيها فصائل متعددة ضد بعضها البعض لمنع حصول اي منها على سلطة اكبر". بحسب فرانس برس.

وحذروا من جهة اخرى من ان عدم وجود علاقات دبلوماسية "يعيق قدرة اصحاب القرار السياسي في الولايات المتحدة على قراءة النظام".

الحرس الثوري يحل محل شركات أجنبية

وتزامنا مع ذلك قال قائد بارز إن الحرس الثوري الإيراني حل محل شركات أجنبية في بعض المشروعات في ايران المنتج الكبير للنفط فيما يشير إلى تنامي نفوذه الاقتصادي.

وقالت صحيفة دنيا الاقتصاد اليومية إن رستم قاسمي الذي يرأس وحدة (خاتم الانبياء) الهندسية بالحرس الثوري رفض مزاعم عن أن القوة تسيطر على أغلب مشروعات الانشاء ومشروعات تنمية أخرى في الجمهورية الاسلامية.

ونقلت الصحيفة عنه قوله في مؤتمر صحفي "نحن نشهد صخبا كبيرا هذه الايام خارج البلاد وداخلها حول أنشطة الحرس الاقتصادية." وأضاف "الشركات الاجنبية كانت تخشى أن تحل محلها شركات محلية" في المشروعات. لكنه أضاف "المشروعات التي تديرها وحدة خاتم الانبياء تمثل أربعة بالمئة فقط من اجمالي المشروعات في البلاد."

ويقول محللون ان النفوذ السياسي والاقتصادي للحرس الثوري يتزايد فيما يبدو منذ أن تولى الرئيس محمود احمدي نجاد وهو من القادة السابقين للحرس السلطة في البلاد في عام 2005.

ولعبت القوة دورا رئيسيا في قمع احتجاجات اندلعت بعد فوز أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة في يونيو حزيران الماضي.

وفي سبتمبر أيلول قالت وسائل اعلام ايرانية ان كونسورتيوم على صلة بالحرس الثوري اشترى حصة 50 بالمئة زائد سهم واحد في شركة الاتصالات الحكومية مقابل نحو 7.8 مليار دولار.

ونقلت الصحيفة عن قاسمي قوله ان وحدته حلت محل شركات أجنبية كبرى مثل توتال وشل في بعض المشروعات. ولم توضح ما إذا كان ذلك لان الشركات الأجنبية انسحبت من البلاد أم لأسباب أخرى.

إسرائيل تضغط باتجاه أوربا لاحتواء الحرس الثوري

ومن جانبها طلبت اسرائيل من ايطاليا المساعدة على حمل الاتحاد الاوروبي على ادراج حرس الثورة الايراني (الباسدران) على لائحتها السوداء "للمنظمات الارهابية"، على ما اعلن نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم.

وقال شالوم للاذاعة العامة "في اثناء لقائي مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني، اقترحت عليه ان تصوت ايطاليا على قانون يدرج حرس الثورة على لائحة المنظمات الارهابية بهدف تبنيه في الاتحاد الاوروبي".

وقال شالوم "ذكرته بانه سبق ان استخدم نفوذه لادراج حماس في اللائحة"، في اشارة الى قرار الاتحاد الاوروبي عام 2003.

واعتبر شالوم ان "قرارا كهذا سيشكل احدى اقسى الضربات التي يتلقاها النظام الايراني"، مشيرا الى قرار مشابه اتخذه البرلمان الهولندي قبل شهرين.

واوضح ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يلتقي برلسكوني مجددا الثلاثاء سيعيد طرح هذه النقطة.

وقال نتانياهو الاثنين بمناسبة مادبة عشاء اقامها على شرف ضيفه في القدس ان "النظام الاسلامي المتطرف (في ايران)، تلك الدكتاتورية الدموية التي تسعى الى التزود بالسلاح النووي، تعرض العالم للخطر وتشكل التحدي الاضخم في وجهه منذ الحرب العالمية الثانية".

وتدعو ايران مرارا الى "محو اسرائيل عن الخارطة"، فيما يشتبه الغرب والدولة العبرية بسعي طهران الى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني، الامر الذي تنفيه طهران.

واشنطن تجمد أرصدة مسئولين في الحرس الثوري الإيراني

وأعلنت الولايات المتحدة عن فرض عقوبات جديدة تستهدف الحرس الثوري الايراني في اول خطوة عملية ردا على اعلان ايران نيتها تخصيب اليورانيوم الى درجة 20 بالمائة.

فقد اصدرت وزارة الخزانة الامريكية قرارا يقضي بتجميد ارصدة مسؤول كبير في الحرس الثوري الايراني هو الجنرال رستم قاسمي الذي يدير شركة خاتم الانبياء وارصدة اربعة شركات مرتبطة بها.

وقالت الوزارة في بيان لها ان انشطة الحرس الثوري تتسع في مجالي التجارة والبناء مما يعني انه يمكن ان يوجه الارباح التي يجنيها الى انشطة غير مشروعة مثل تمويل الارهاب وبرامج اسلحة الدمار الشامل.واضافت ان الشركة تمثل ذراع الحرس الثوري في مجال البناء مثل بناء الطرق والانفاق.

ورغم ان القرار يسري فقط على الاراضي الامريكية وتأثيره سيكون محدودا بسبب ضآلة احتمال وجود ارصدة للحرس الثوري في الولايات المتحدة لكنه سيجعل الانشطة الخارجية لهذه الشركات اكثر صعوبة.

يذكر ان ارصدة الجنرال قاسمي في الخارج مجمدة بموجب قرار سابق لوزارة الخزانة الامريكية.

وكانت روسيا قد اعلنت ان تبني مجلس الامن قرارا جديدا بفرض عقوبات جديدة على ايران اصبح واردا بعد قرار طهران الاخير.

وعلى نفس الصعيد اعلن رئيس وزراء كندا ستيفان هاربر التي تترأس بلاده حاليا مجموعة الثماني ان كندا ستدعو اعضاء المجموعة الى فرض مزيد من العقوبات على ايران.

الباسيج وصنع القرار

وخلال اجتماع للحكومة الإيرانية في أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي، أشاد محمد رضا رحيمي النائب الاول للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بميليشيات «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري)، مقترحاً إعطاءها دعوة مفتوحة للمشاركة في القرارات والسياسات في كل وزارة، كما أفاد موقع «رجا نيوز» المؤيد لنجاد، ومواقع أخرى موالية للرئيس الإيراني او معارضة له. وأوردت المواقع المؤيدة لنجاد ان الاقتراح أُقر بسهولة.

وتتخذ السلطات الإيرانية بذلك، خطوة أخرى في إعادة هيكلة الدولة لمكافأة الوحدات التي تساهم في احتفاظها بالسلطة، مانحة أدواراً واسعة في صنع القرار لـ «الحرس الثوري» وميليشياته التي قادت حملة قمع متظاهري المعارضة.

وكان «الحرس الثوري» دوماً جزءاً مهماً في نظام الجمهورية الإسلامية، لكن الباب الأخير الذي فُتح لميليشياته يشير إلى تعزيز الدور السياسي للجماعات الأكثر تشدداً، في وقت تصبح قوى المعارضة أكثر جرأة في مطالبها، كما يدرس الغرب تشديد العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي.

وستؤدي «الباسيج» مرة أخرى دوراً خلال مسيرات الاحتجاج التي يتوقع ان تنظمها المعارضة اليوم، تزامناً مع إحياء الذكرى الحادية والثلاثين للثورة.

لكن ما يُلاحظ في شكل أقل، على رغم ان ذلك ذو مغزى اكثر عمقاً، هو الدور المتنامي لـ «الباسيج» التي تحولت من أعضاء إسلاميين غير مستقرين تنظيمياً، إلى قوة أكثر تماسكاً تتمتع بقنوات متزايدة مع القيادة الأيرانية والأجهزة الأمنية.

وقال باتريك كلاوسون نائب مدير «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»: «من الواضح ان الحرس الثوري أُقحِم على نحو متزايد في معادلة صنع القرار في ايران، أثناء الأزمة». واعتبر ان «توسيع دور الباسيج هو امتداد طبيعي لذلك». استوعب «الحرس الثوري»، وهو الشقيق الأكبر لـ «الباسيج»، الميليشيات بوصفها جزءاً كامل العضوية في هيكليّته القيادية، ما منح «الباسيج» قدراً أكبر من التمويل ووجوداً أقوى في السياسة الداخلية الإيرانية.

ويتهم قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري غالباً المعارضين بشن «ثورة مخملية» ضد النظام، معتبراً ان ثمة حاجة أكثر من أي وقت مضى الى قوات مثل «الباسيج»، لقمع التهديدات الداخلية. ضمت «الباسيج» لدى انطلاقها مقاتلين متطوعين خلال الحرب مع العراق (1980-1988)، ثم تطورت لتشكّل قاعدة شعبية مدافعة عن النظام، تتولى مهمات مثل شرطة الآداب الإسلامية عند حواجز ومتنزهات، أو قوات تفضّ تجمعات إصلاحية.

ومنذ الاضطرابات بعد الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي، وُضعت «الباسيج» عند خط المواجهة مع المعارضة. وقال مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي الاثنين الماضي، ان «الباسيج» التي تُعدّ حوالى مليون عضو، ستُنشر لتوفير «النظام والأمن».

وطلب قادة «الباسيج» زيادة الموازنة المخصصة للميليشيات، في السنة الإيرانية المقبلة التي تبدأ في آذار (مارس) المقبل. وكان تمويل «الباسيج» رُفع العام الماضي بنسبة 200 في المئة، الى أكثر من 500 مليون دولار، كما أفاد منشور «صبح صادق» التابع لـ «الحرس الثوري». ولم ترفض السلطات هذا الطلب، على رغم الضائقة المالية الحادة التي تعاني منها البلاد.

وقال البروفيسور وليام بيمن من جامعة مينيسوتا والذي يكتب حول الشؤون الإيرانية، ان «الباسيج يمكن أن تخدم تقريباً مثل جيش خاص لنجاد».

تقرير روسي: إيران تشهد انقلابا عسكرياً خفياً

وقارن تقرير بالروسية التطورات في إيران واشتداد دور حرس الثورة الاسلامية فيها بالاوضاع التي مهدت في العديد من الدول بإقامة انظمة ديكتاتورية عسكرية. ووفق التقرير فان إيران تشهد انقلابا عسكريا خفيا لإقامة دكتاتورية المؤسسات العسكرية والاستخباراتية.

وقال التقرير الذي ظهر على موقع «صوت روسيا» العالمي التابع للحكومة ان جدلا يدور في الآونة الاخيرة بمراكز التحليلات السياسية ووسائل الاعلام عن الدور الذي يؤديه حرس الثورة الاسلامية في إيران، وان عددا من الساسة والمحللين السياسيين يؤكدون تعزيز تأثير حرس الثورة الاسلامية في كافة مناحي الحياة في البلاد، وانه بات يضيق على القيادة الحالية. واضاف «ان إيران تتجه نحو الدكتاتورية العسكرية». بحسب تقرير صحيفة الوطن.

ونقل التقرير عن رئيسة قسم إيران في معهد الاستشراق التابع لاكاديمبة العلوم الروسية نينا ماميدوفا ثقتها باستحالة قيان نظام ديكتاتوري عسكري في إيران. لان هذا التطور برأيها يتطلب اخذ حرس الثورة الاسلامية السلطة بيده، اي قيام انقلاب عسكري من المفترض ان يجد له سندا دستوريا. واضافت: ان غالبية الإيرانيين سيتخذون موقفا سلبيا من هذا التطور. وبرأيها: ان الكلام يدور اليوم عن تعزيز دور مجمع الصناعات العسكرية في إيران، وليس عن انها تتجه نحو الديكتاتورية العسكرية. ومن وجهة نظر ماميدوفا فان استيلاء العسكريين على السلطة سيفرغ «النظام الشيعي» بإيران من محتواه الديني، وان هذا لايدخل في خطط القيادة الإيرانية الحالية.

ويرى التقرير من جهته ان هناك سيناريو آخر يمكن ان تتطور وفقه الاحداث بإيران. موضحا بان من المستحيل ان يقوم بإيران انقلاب عسكري «سافر» مثل انقلاب 1953 الذي اطاح بحكومة محمد مصدق بإيران عام 1953 او الانقلابات العسكرية بتركيا في 1960 و1980 او انقلاب الجنرال بنوتشيتا بتشيلي عام 1973، لاسباب عديدة اهمها عدم وجود قوات عسكرية محدة بإيران، وان الخلافات تنخر بالمؤسسات العسكرية القائمة وينفر بعضها من الآخر. لذلك فانه وفي حال قيام مؤسسة من المؤسسات بتحرك عسكري/سياسي فان المؤسسة الاخرى ستسارع اما بقطع دابره او تشل حركة الجهة المتورطة به.وثانيا فان غالبية سكان إيران ينفرون من حرس الثورة الاسلامية كمؤسسة قوية تحظى بامتيازات غير عادية وتؤدي واجبات الجيش والشرطة والاستخبارات والدعاية العقائدية.

أمريكا تفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني

وكانت وزارة المالية الأميركية اتخذت مؤخراً إجراء آخر لغرض تطبيق عقوبات أميركية قائمة ضد فرق الحرس الثوري الإسلامي في إيران، وذلك من خلال تصنيف شخص وأربع شركات مرتبطة بالحرس المذكور، وذلك بموجب الأمر التنفيذي رقم 13382 الذي ينص على تجميد أصول وممتلكات جهات معينة تعمل على نشر أسلحة  الدمار الشامل وداعميها. والإجراء الذي اتخذ اليوم يركز بوجه خاص على المقر العام لشركة خاتم الأنبياء للإنشاءات وهي ذراع للحرس الثوري الإسلامي، بحسب ما جاء في الأمر التنفيذي رقم 13382 في العام 2007.

وتصنيفات هذا اليوم تشمل الجنرال في الحرس الثوري الإسلامي رستم قاسمي، مدير شركة خاتم الأنبياء، الذراع الهندسي للحرس الذي يساعد الحرس الثوري الإيراني في توليد الدخل وتمويل عملياته. ويمتلك الحرس الثوري ويسيطر على شركة خاتم الأنبياء التي تشارك في شق وتعبيد شوارع وطرق رئيسية سريعة، وبناء أنفاق، وإقامة مشاريع نقل، ومشاريع استصلاح زراعي، وخطوط أنابيب. وقد صنفت وزارة المالية كذلك أربع شركات تمتلكها أو تسيطر عليها شركة خاتم الأنبياء – أو تتصرف نيابة عنها.

وفي هذا السياق أعلن ستيوارت ليفي وكيل وزارة المالية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: "أنه مع إحكام الحرس الإسلامي الجمهوري سيطرته على قطاعات واسعة من الاقتصاد الإيراني مستبدلا رجال أعمال إيرانيين عاديين بمجموعة مختارة من المتنفذين فإنه يتستر وراء شركات من أمثال شركة خاتم الأنبياء وشركات مرتبطة بها للمحافظة على روابط حيوية مع العالم الخارجي. وإجراء هذا اليوم الذي يكشف عن الشركات التابعة لشركة خاتم الانبياء سيساعد شركات في العالم قاطبة أن تتفادى الدخول في تعاملات من شانها أن تعود  في نهاية المطاف بالنفع على الحرس الثوري ونشاطاته الخطرة."

وفي ما يلي الشركات التابعة التي تمتلكها او تسيطر عليها شركة خاتم الأنبياء أو التي تتصرف نيابة عنها وتدعم بصورة مباشرة مشاريع مختلفة للتعدين والهندسة.

-  معهد فاطر للهندسة؛

-  معهد إمنسازن للاستشارات الهندسية؛

-  معهد ماكن؛

-  معهد رَحب لإعادة التأهيل؛

ولدى الحرس الثوري حضور متعاظم في القطاعات المالية والتجارية الإيرانية ومصالح اقتصادية موسعة في الإنتاج الدفاعي والإنشاءات وصناعات النفط ومنتجاته كما يسيطر على أعمال تجارية تبلغ قيمتها  بلايين الدولارات. والأرباح التي تجنى من هذه النشاطات متوفرة لدعم طائفة كاملة من نشاطات غير مشروعة للحرس بما فيها نشر أسلحة الدمار الشامل ودعم الإرهاب.

وقد سبق أن تصرفت الولايات المتحدة ضد الحرس وقوة القدس التابعة له بسبب تورطهما، على التوالي، في نشاطات نشر الأسلحة، ودعم الإرهاب. وفي إجراءات مشتركة اتخذت بتاريخ 25 تشرين الأول/أكتوبر 2007، صنفت الخارجية الأميركية الحرس بموجب الأمر التنفيذي رقم 13382 لكونه شارك او حاول التعاطي بنشاطات متصلة بنشر الأسلحة. كما صنفت وزارة المالية قوة القدس بحوجب الأمر التنفيذي رقم 13224 لتقديمها دعما ماديا لطالبان وغيرها من المنظمات الإرهابية. وصنفت حينذاك وزارة المالية تسعة كيانات مرتبطة بالحرس الثوري بما فيها شركة خاتم الأنبياء وخمسة أفراد مرتبطين بالحرس باعتبارهم مصنفين مشتقين من الحرس الثوري.

أسئلة واجوبة عن الحرس الثوري الايراني

قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة تعتقد أن ايران ربما تكون متجهة صوب دكتاتورية عسكرية وأن الحرس الثوري يحل محل حكومتها. وفيما يلي بعض الاسئلة والاجوبة عن الحرس الثوري الايراني الذي توسع في الثلاثين سنة الماضية وأصبح قوة فعالة لها مصالح عسكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية، بحسب رويترز:

* ما هي قوات الحرس الثوري الايراني؟

-- تشكل الحرس الثوري بعد الثورة الاسلامية الايرانية عام 1979 لحماية النظام الحاكم في مواجهة المخاطر الداخلية والخارجية وحماية مباديء الثورة. وهو يتبع وبشكل مباشر الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي أعلى سلطة في ايران.

-- يسيطر الحرس على ميليشيات الباسيج وهي قوة من المتطوعين نفذت هجمات في الحرب مع العراق التي استمرت من عام 1980 حتى عام 1988 . والباسيج هي الشرطة الايرانية للامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تطبق المعايير الاسلامية وتحبط اي اضطرابات مدنية. ويقال ان عدد افرادها يقدر بالملايين.

قوة القدس وهي وحدة للعمليات الخاصة تابعة للحرس الثوري لها أنشطة في الخارج. وفرضت الولايات المتحدة التي تقول ان قوة القدس تساند مقاتلين في العراق ولبنان وأفغانستان عقوبات على شركات وأفراد لهم صلة بالقوة التي تصفها واشنطن بأنها منظمة ارهابية. كما اتهمت الولايات المتحدة الحرس الثوري الايراني بنشر اسلحة الدمار الشامل لدوره في البرنامجين النووي والصاروخي الايرانيين. وتقول طهران ان برنامجها النووي له اغراض سلمية فقط.

* ما هي القدرات العسكرية للحرس الثوري؟

-- ركز الحرس الثوري في البداية على الامن الداخلي وأصبح قوة قتالية منظمة في الحرب مع العراق وله الان نحو 125 الف مقاتل في وحدات الجيش والبحرية والسلاح الجوي. وهو يعمل بشكل منفصل عن الجيش النظامي الايراني الذي يبلغ قوامه 350 ألف جندي.

-- خاضت قوات الحرس الثوري معارك تقليدية مع العراق لكنها طورت في الوقت نفسه تكتيكات غير تقليدية مثل غارات الكر والفر التي استهدفت فيها السفن في محاولة لضرب صادرات النفط العراقية. ويمكن احياء هذه التكتيكات. وقال قائد عسكري ايراني ان أفراد ميليشيا الباسيج "الساعين الى الشهادة" يمكنهم تعطيل مسارات الشحن النفطية في الخليج اذا دعت الضرورة الى ذلك.

ويسيطر الحرس الثوري على قوات الصواريخ الاستراتيجية الايرانية ولعب دورا حيويا في تحديث أنظمة متطورة مثل الصاروخ شهاب 3 الذي يصل مداه الى 2000 كيلومتر.

* كيف يعمل الحرس الثوري في النظام السياسي؟

-- تفويض الحرس الثوري بحماية مباديء الثورة دفعه الى التحدث حين يشعر بأن النظام معرض للخطر.

-- زاد نفوذ الحرس الثوري فيما يبدو بعد تسلم الرئيس الايراني المحافظ محمود أحمدي نجاد السلطة عام 2005 . وكان ثلثا حكومته الاولى المكونة من 21 فردا أعضاء سابقين في الحرس الثوري مثله.

-- ويرى بعض المحللين ان السلطة السياسية للحرس الثوري تفوق سلطة أحمدي نجاد. ويقول بعض المحللين انه نظرا لاعتماد الزعيم الاعلى الايراني على الحرس الثوري لقمع المعارضة فقد يجد خامنئي نفسه رهينة للقوة التي يقودها.

-- ويقول اخرون ان قادة الحرس الثوري منقسمون على أنفسهم وهم بحاجة الى قدر أكبر من الوئام ليمارسوا السلطة بشكل مستقل. وهناك عدد من الضباط السابقين في الحرس الثوري مثل علي لاريجاني رئيس البرلمان ومحمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران ومحسن رضائي الذي خسر انتخابات الرئاسة الاخيرة ينتقدون أحمدي نجاد.

-- كما يجري الحرس الثوري تدريبات عسكرية وله جهاز اعلامي وينظم برامج تعليمية لترسيخ الولاء للثورة.

* ماذا عن المصالح في قطاع الاعمال؟

-- بعد حرب العراق شارك الحرس الثوري بقوة في عمليات اعادة الاعمار ووسع نطاق عمله ليشمل مجالات منها الاستيراد والتصدير والنفط والغاز والدفاع والنقل والانشاء.

-- وتقول وزارة الخزانة الامريكية ان الحرس الثوري أصبح من كبار المتعاقدين وتربطه صلات مع شركات تسيطر على مليارات الدولارات في قطاع الاعمال والانشاءات والتمويل والتجارة.

وجاء في تقرير مؤسسة (راند) للابحاث عام 2009 ان خاتم الانبياء وهي شركة هندسية ذات صلة بالحرس الثوري حصلت على عقود زادت على 750 عقدا في مشروعات انشائية ومشروعات للبنية التحتية والطاقة. وذكرت ان هناك تقارير تفيد بسيطرة الحرس الثوري على السوق السوداء وسلعها المهربة من خلال نقاط دخول تخضع لسيطرة قوات الحرس فقط.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 24/شباط/2010 - 9/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م