
شبكة النبأ: أثار اغتيال محمود
المبحوح، القيادي في حركة حماس في إمارة دبي الشهر الماضي، الكثير من
الشائعات والتكهنات بشأن الجهة التي تقف وراء تصفيته، فيما توجهت وسائل
إعلام وأجهزة استخبارات بأصابع الاتهام إلى الموساد، ورغم التزامه
الصمت المطبق، إلا أن لجهاز التجسس الإسرائيلي باع طويل في تنفيذ
عمليات اغتيال في الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وأوروبا.
وفي إسرائيل، تحولت افتتاحيات الصحف العبرية من الاستفسار عن مدى
تورط الموساد في العملية إلى تساؤلات إذا ما ارتكب الجهاز الذي يشتهر
ببطشه أخطأ، ففي افتتاحيتها قالت صحيفة "هآرتس": "سياسة الاغتيالات
ليست فعالة أو قانونية وأحياناً غير أخلاقية عندما يكون الهدف قيادياً
سياسياً أو شخصاً ما يمكن اعتقاله."
وكعهدهما، التزمت الحكومة الإسرائيلية والموساد بسياسة الغموض -
برفض تأكيد أو نفي دورهما في تصفية المبحوح - فبسياسة الصمت تقل
الأصداء الدولية وانعكاسات العملية، وكما يعرف عن أجهزة الاستخبارات
حول العالم، فهي "تستمتع" بترك "الأعداء" في حالة من الحيرة والتخمين.
وقال د. رونالد بيرغمان، خبير استخباراتي ومؤلف "الحرب السرية مع
إيران" لـCNN: "على مدى سنوات اكتسب الموساد شهرة كونه جهاز استخبارات
نشيطاً ولا يرحم، له، وأقتبس هنا.. رخصة للقتل."
وفي الماضي، نفذ الجهاز الإسرائيلي عدداً من العمليات حول العالم،
ولعل من أعظم انجازاته اعتقال أدولف ايخمان، مهندس "الهولوكوست" في
الأرجنتين عام 1960، الذي جلب للمثول أمام القضاء الإسرائيلي الذي قضى
بعقوبة الإعدام بحقه. وأعدم إيخمان في 1962، وهي المرة الوحيدة التي
نفذت فيها إسرائيل عقوبة إعدام.
وفي هذا الصدد قال رافي إيتان، الذي قاد فريق الموساد لاقتناص
إيخمان لـCNN: "كان بإمكاننا قتله بسهولة تامة، لكننا أردنا جلبه
للمحاكمة، وكان هذا أكثر صعوبة."
وفي دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ بألمانيا عام 1972، قامت
مجموعة فلسطينية تطلق على نفسها منظمة "أيلول الأسود" باحتجاز عدد من
الرياضيين الإسرائيليين، فقتل اثنان منهم أثناء ذلك، واحتجز تسعة آخرون
كرهائن مطالبين بالإفراج عن 200 فلسطيني.
ورفضت الحكومة الإسرائيلية، برئاسة غولدا مائير، حينئذ، ولقي
الرياضيون مصرعهم في محاولة انقاذ فاشلة قامت بها وحدة خاصة من الجيش
الألماني في المطار، في العملية التي عرفت لاحقاً بـ" مجزرة ميونيخ
وغولدا مائير" التي أطلقت الموساد في إثر المنفذين، فيما أطلق
الفلسطينيون عليها اسم "عملية أقرت وكفر برعم"، على اسم قريتين في
منطقة الجليل.
وبعد سنة واحدة، قتل ثلاثة فلسطينيين بينهم محمد يوسف النجار، رئيس
جماعة "أيلول الأسود" في بيروت، وعلى مدى عدة سنوات لاحقاً، جرت تصفية
عدد من الفلسطينيين ممن يعتقد بمشاركتهم في العملية.
ومن إخفاقات الموساد: الاشتباه بضلوع مواطن مغربي بعملية ميونيخ
وتصفيته عن طريق الخطأ في مدينة "ليلهامر" بالنرويج، واعتقل إثر ذلك
خمسة من عملاء الجهاز، تم تسليمهم لإسرائيل بعد عامين.
وهناك أيضاً محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد
مشعل بالسم في الأردن عام 1997، التي منيت بالفشل بعد أن أجبر العاهل
الأردني الراحل، الملك حسين، رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك، بنيامين
نتنياهو، على تقديم الترياق المضاد لإنقاذ مشعل، يشار إلى أنه من قبيل
الصدفة أن نتنياهو يتولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية وسط الضجة المثارة
حول اغتيال المبحوح.
كما اشترط العاهل الأردني الراحل إطلاق الزعيم الروحي للحركة، الشيخ
ياسين، الذي اغتيل عام 2004 بصواريخ أطلقتها مروحية عسكرية إسرائيلية
على سيارته.
وقال داني ياتوم، رئيس جهاز الموساد السابق الذي آمر باغتيال مشعل،
إنه لا يأسف سوى لفشل العملية، مضيفاً: "لن يتمتع إرهابي بأي حصانة،
عليهم إدراك أن العالم الحر سيتربص بهم إذا واصلوا تنفيذ هدمات إرهابية."
رئيس الموساد قد يصبح ضحية الحرب التي شنّها
قد يجد العقل المنظم في الموساد نفسه في النهاية ضحية الحرب السرية
التي شنها بنفسه. وكيف يكون ضحية؟ بخسارته منصبه بعد ما بدا من أن
العملية التي نفذت في دبي لم تكن محبوكة كما ينبغي وكما تصور الموساد
نفسها للعالم، وللإسرائيليين. وهذه الجملة هي ما يختم به كاتب الصنداي
تايمز أوزي محنائيمي عرضه الطويل على صفحتين متقابلتين تفاصيل كما
نقلها عن مصادر عليمة بالموساد .
والموساد قد علق العمليات المماثلة لعملية الاغتيال في الشرق الأوسط
تحسبا لما قد يتعرض له عملاؤه من خطر بسبب تشديد الإجراءات الأمنية.
يحكي كاتب المقالة عن مصادر عليمة بالموساد كما يقول كيف انطلقت
سيارتان من طراز أودي إيه 6 في أوائل شهر كانون الثاني/يناير الماضي
حتى بوابة مبنى على تلة صغيرة في إحدى الضواحي شمال تل أبيب، المبنى هو
مقر الموساد والمعروف باسم مدراشا .
يقول محنائيمي يترجل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي من
سيارته ليلتقيه مئير دجان رئيس الوكالة ذو الأربعة وستين عاما. يتقدم
داجان الذي يتكئ على عصا فاثناء السير بسبب إصابة حرب في شبابه أمام
نتنياهو ومعهم أحد الجنرالات إلى قاعة في المبنى .
وهناك كان بعض أفراد فرقة الاغتيال، حيث تم إبلاغ نتنياهو ـ بصفته
الشخص الذي سيصادق في النهاية على مثل هذه العمليات ـ عن خطط لقتل
محممود المبحوح .
فالموساد قد تلقى معلومات استخبارية بأن المبحوح يخطط للقيام برحلة
إلى دبي، ويعد الموساد عملية لاغتياله وهو بلا حراسة في فندق هناك،
ويقوم باستخدام فندق في تل أبيب للتدريب على العملية دون إشعار أصحاب
الفندق بما يجري فيه .
يستطرد الكاتب أن نتنياهو صادق على العملية ـ التي لم تبد معقدة أو
تتسم بالمجازفة ـ بالقول التقليدي في مثل هذه الحالات شعب إسرائيل يثق
بكم، حظا سعيدا .
وبعد ذلك بأيام، وفي التاسع عشر من كانون الثاني/يناير أقلعت طائرة
الإمارات رحلة رقم إي كيه 912 من العاصمة السورية دمشق في الساعة
العاشرة وخمس دقائق، وكما توقعت الموساد كان المبحوح الذي يعرف ايضا
باسم أبو العبد على متنها.
كانت تساور الإسرائيليين شكوك بأن المبحوح يريد السفر من دبي إلى
المرفأ الإيراني بندر عباس لترتيب شحن صفقة أسلحة لحماس في غزة . وكان
المبحوح قد قام بمثل هذه الرحلة مرات عدة لأغراض تتعلق بحماس .
وفيما كان المبحوح في الجو فوق دمشق وقف تحته على أحد الطرق عميل
للموساد يراقب إقلاع الطائرة، وبعد تلقيه معلومات من مخبر في المطار
بأن المبحوح ـ الذي كان يسافر باسم مستعار ـ قد ركب الطائرة فعلا أرسل
رسالة باستخدام هاتف محمول نمساوي مدفوع الفاتورة مسبقا إلى الفرق في
دبي بأن الهدف في الطريق .
بعد ذلك بساعات قتل المبحوح في غرفته، بالفندق وكادت وكالة
الاستخبارات الإسرائيلية تنجو بنفسها من المسؤولية، إذ اعتبر سبب وفاته
على مدى أيام طبيعيا.
ويقول أوزي محنائيمي بعد وصول المبحوح إلى دبي وتسلمه أمتعته استقل
سيارة أجرة لتنقله مسافة قصيرة إلى فندق البستان روتانا. كانت هناك
سيدة أوروبية الملامح في أوائل الثلاثين من عمرها تنتظر في الخارج،
شاهدته يغادر المطار فأرسلت رسالة إلى رئيس الفريق.
وتعمد المبحوح طلب النزول في غرفة بدون شرفة ـ لأسباب أمنية على ما
يبدو ـ فيما حجز الموساد الغرفة المقابلة.
غادر الفندق في ساعات المساء الأولى يتبعه اثنان من أفراد الفرقة.
حماس أيضا تعرف أين ذهب ومن قابل لكنها لا تقول .
ومن المعروف أن أحدا حاول إعادة برمجة القفل الالكتروني على باب
غرفة المبحوح، أمر الاغتيال لم ينكشف، وغادرت الفرق دبي خلال ساعات إلى
أماكن عدة منها باريس وهونج كونج وجنوب إفريقيا .
ولم تثر شكوك أحد حول الأمر حتى اليوم التالي حين اتصلت زوجة
المبحوح بمسؤولين في حماس للاستفسار عن زوجها، الذي لم يكن يرد على
مكالمتها الهاتفية. عند ذلك تم إبلاغ إدارة الفندق، ومن ثم الدخول إلى
الغرفة .
يقول الكاتب إنه لم تبد أي آثار لعنف أو مقاومة على جسد المبحوح
والذي بدا وكأنه نائم، ولما لم يستجب لمحاولات إيقاظه جيء بطبيب من
مستشفى مجاور.
عثر في الغرفة على بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، زرعها عملاء
الموساد كما تقول مصادر إسرائيلية، وقرر الطبيب أن الفلسطيني قد توفي
وفاة طبيعية ربما إثر نوبة قلبية، وبدأت مراسم الحداد عليه .غير أن
نتائج التشريح الجنائي لم تحسم سبب الوفاة، وكانت هذه الشكوك كافية
لإعلان حماس بأن المبحوح قد قتل.
وينقل الكاتب عن مصدر إسرائيلي وصفه بواسع الاطلاع قوله إن الفرق
كانت على علم تام بشبكة الكاميرات في دبي، إلا أنها ذهلت من قدرة
الشرطة في دبي على إعادة تركيب وتجميع كل هذه الصور لتروي الحكاية .
وبعد استعراض للتداعيات على علاقات إسرائيل بالدول التي استخدمت
جوازاتها في عملية الاغتيال، يقول الكاتب إن ردود الفعل في إسرائيل
متضاربة، فقليلون من سيذرفون الدمع على موت احد كبار القادة في حماس،
إلا أن هناك استياء لأن جهاز الموساد قد يكون أضر بسمعة البلاد في
الخارج. وإن العقل المنظم في الموساد (مئير داجان) قد يجد نفسه في
النهاية ضحية الحرب السرية التي شنها بنفسه .
صنداي تايمز" تقول إن نتانياهو صادق بنفسه على عملية اغتيال المبحوح
أفادت اليوم الأحد صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أن رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعطى موافقته على اغتيال القيادي في حركة
"حماس" محمود المبحوح كما التقى فريق الكوماندوس الذي نفذ العملية
الشهر الماضي في مقر الموساد قبيل توجههم إلى دبي.
الموساد بين جمع المعلومات ونثر بذور الموت
دعونا نفترض ان عملية الاغتيال التي حدثت في دبي سارت بأكملها على
ما يرام أي ان الموت كان من نصيب محمود المبحوح، وان رجال فريق
الاغتيال عادوا سالمين الى قواعدهم ولم يتعرض اي اسرائيلي لأية تعقيدات
تتعلق بالهوية أو جواز السفر. والسؤال اذا: وما النتيجة؟ لا شك ان رجلا
آخر سوف يحل الان محل المبحوح وسوف يحاول بدوره بالطبع قتل الجنود
الاسرائيليين وتهريب اسلحة ايرانية الى غزة بل ربما يتفوق وريث المبحوح
في اداء عمله، ويكون افضل من سابقه كما حدث في العديد من عمليات
التصفية السابقة التي نفذتها اسرائيل. بحسب تقرير صحيفة الوطن الكويتية.
اذا الم نقض على عباس الموسوي في لبنان ليحل محله حسن نصرالله؟ وألم
نقتل الشيخ احمد ياسين لنعزز بذلك قوة حماس؟ والم نتلق هجمات انتقامية
بعد ان قتلنا «المهندس» يحيى عياش؟
بل في كل سنة يحوم الخطر فوق كل اسرائيلي ويهودي في العالم مع ذكرى
اغتيال عماد مغنية الذي تتجه فيه اصابع الاتهام نحو اسرائيل.
ودعونا نفترض من جديد ان «عملية دبي» سارت على ما يرام ثم تبين لنا
ان الشكوك التي تدور حول «الموساد» صحيحة؟
فهل نريد حقا ان نعيش في بلد يعمل دوما على ارسال فرق الموت ونخبة
شبابه الى الخارج لقتل الناس في فنادق العالم؟
وهل علينا ان نعيش في بلد كل ما يطمح اليه رئيس جهاز استخباراته هو
القيام بمغامرات غير محسوبة بدقة على مسرح العالم بل يوافق عليها رئيس
حكومته؟
وماذا سيقول اولئك الذين نفذوا عمليات التصفية لأطفالهم بعد عودتهم
سالمين؟ هل سيقولون لهم: لقد خنقنا اليوم رجلا نائما بمخدة؟
وماذا سيقول هؤلاء الرجال لأنفسهم عند النظر في المرآة، هل سيقولون
ان كل شيء ممكن وصحيح في الحرب على الارهاب؟
بل ما كان سيحدث لو انهم قتلوا رجلا آخر غير الهدف المقصود؟ نعم لقد
حدث هذا في ليليهامر عام 1973 وماذا لو شكلت عمليتهم خطرا على
الاسرائيليين وعرضت الدولة لموقف صعب؟
والمثير اننا نلجأ لإحاطة اولئك الذين ينفذون عمليات الاغتيال
بهالات البطولة والمجد على الرغم من ان تلك العمليات ليست وسيلة ناجعة
لمعالجة المشكلة وليست قانونية بل لا أخلاقية ايضا ولا سيما عندما يكون
الهدف زعيما سياسيا او شخصا يمكن القبض عليه او اعتقاله. لكن من الواضح
اننا نشعر بالسعادة عندما نفتخر بالموساد الذي تستطيع ذراعه المسلحة
الوصول الى اي مكان من العالم. انه رامبو اسرائيل أليس من الأجدر ان
نفتخر بنجاحنا في تطوير زراعة البندورة بدلا من الزهو بعمليات الاغتيال؟
ألا يتعين علينا الاعتراف بأن عملية دبي التي ينظر الكثيرون من
الاسرائيليين اليها باعجاب لا تختلف في جوهرها عن اعمال القتل التي
يمارسها حراس الحدود ولا تختلف ايضا عن وحدة دوفديفان التي تقتل عادة
المطلوبين في الاراضي المحتلة؟
قبل بضعة اسابيع مال الكثيرون من خبراء الامن المديح عبر مقالات في
المجلات والصحف لرئيس جهاز الموساد مائير داغان. لكن كل تلك المقالات
تقريبا تجاهلت ماضيه الاسود في غزة وفي لبنان وامتدحت بتملق نزعة
المغامرة التي لديه.
ومن الواضح اننا نسينا منذ زمن بعيد ان واجب الموساد اساسا هو جمع
المعلومات وليس نثر بذور الموت. ونسينا ايضا ان اي دولة قانونية تحترم
نفسها لا تلجأ بالطبع لتشكيل فرق قتل.
ويبدو ان داغان حظي بفضل مديح هؤلاء الخبراء بفرصته للبقاء في منصبه
لسنة أخرى ستكون الثامنة، لكن لماذا؟ لأنه متخصص بالطبع في اعمال
التصفية.
لكن علينا الا نصب كل اللوم على داغان فمن حقه التفكير في القيام
بعمليات حتى ولو كانت طائشة تتيح له الحصول على المديح. ان من يستحق
اللوم أكثر هو الشخص الذي يوافق على مثل تلك الاعمال وهو بالطبع تحديدا
رئيس الحكومة بنجامين نتنياهو الذي لم يتعلم شيئا من فشل عملية اغتيال
خالد مشعل عام 1997.
اننا نعتقد في الواقع ان الموساد نفذ بالفعل كل العمليات السابقة،
وربما نوافق على ان المبحوح كان يستحق الموت لانه كان يحاول تهريب
السلاح الى غزة كما يمكننا الاستمرار في تجاهلنا بان دافع الارهاب هو
الاحتلال الاسرائيلي. لكن بعد تصفية المبحوح اصبحنا نجد انفسنا في بلد
لا يعمل على ارسال فرق الاغتيال للخارج فقط بل ليس فيه من يطرح اسئلة
موضوعية حول نتائج ومبررات مثل تلك العمليات.
ما هو جهاز الموساد.. وكيف يعمل؟
مع ظهور اسم جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد،" مجددا في الإعلام،
على خلفيه توجيه أصابع الاتهام له في اغتيال القيادي في حركة حماس
محمود المبحوح، يبرز السؤال عن عمل هذه الجهاز وظروف تأسيسه.
ففي عام 1949 اقترح روؤفين شيلواح عضو الشعبة السياسية للوكالة
اليهودية، الذي كان مقرّبا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بن غوريون آنذاك
على الأخير إقامة "هيئة مركزية لتركيز وتنسيق نشاطات أجهزة الأمن
والاستخبارات". بحسب سي ان ان.
وبعد مصادقة بن غوريون على الاقتراح، أقيمت هذه الهيئة في 13 ديسمبر/كانون
الأول عام 1949، وأطلق عليها اسم "هيئة التنسيق" (وتعني كلمة الموساد "الهيئة").
وسيطرت هذه الهيئة على الدائرة السياسية.
ويلتزم هذا الجهاز، وفقا لما يؤكده على موقعه الإلكتروني الذي يمكن
تصفحه بخمس لغات هي العبرية والإنجليزية والعربية والفارسية والروسية،
بأقصى درجات السرية، وهو ملتزم "بجمع المعلومات، وبالدراسة
الاستخباراتية، وبتنفيذ العمليات السرّية والخاصّة، خارج حدود إسرائيل."
ويعمل الموساد بصفته مؤسسة رسمية بتوجيهات من قادة الدولة، و"وفقا
للمقتضيات الاستخباراتية والعملية المتغيّرة، مع مراعاة الكتمان
والسرية في أداء عمله."
وقال الجهاز إن من بين المجالات المتنوّعة التي يعمل فيها الموساد
إقامة علاقات سرية، كالتي ساهمت كثيرا في عقد معاهدتي السلام مع مصر
والأردن، وفي قضايا الأسرى والمفقودين، بالإضافة إلى مجال التقنيات
والأبحاث."
ويقول مئير داغان رئيس الجهاز في كلمة مكتوبة على الموقع إن الموساد
"يعمل على تشخيص التهديدات التي تتعرّض لها الدولة ومواطنوها، ويسعى
إلى إحباط هذه التهديدات والى تعزيز أمن الدولة وسلامتها."
ويضيف "تعتبر الخدمة في الموساد امتيازا كبيرا، بل يعتبر تولّي
رئاسة هذا الجهاز امتيازا اكبر، وينضمّ من يدخل الموساد إلى صفّ طويل
من المقاتلين ورجال الاستخبارات، قاموا بخدمة شعبهم ودولتهم سرّا،
الجيل تلو الجيل، وهم مدفوعون بروح البذل والإخلاص."
ويُطلب ممّن يعمل في الموساد أن "يمنح دولة إسرائيل من مواهبه
وقدراته الشخصية، وعطاءه وشجاعته.. ويؤدّي منتسبو الموساد عملهم من
منطلق وعيهم لأمانة رسالتهم،" وفقا لما قاله داغان.
مهام الموساد الأساسية:
- جمع المعلومات بصورة سرية خارج حدود البلاد.
- إحباط تطوير الأسلحة غير التقليدية من قبل الدول المعادية، وإحباط
تسلّحها.
- إحباط النشاطات التخريبية التي تستهدف المصالح الإسرائيلية
واليهودية.
- إقامة علاقات سرية خاصة، خارج البلاد، والحفاظ على هذه العلاقات.
- إنقاذ اليهود من البلدان التي لا يمكن الهجرة منها إلى إسرائيل.
- الحصول على معلومات استخباراتية إستراتيجية وسياسية.
- التخطيط والتنفيذ لعمليات خاصة خارج حدود دولة إسرائيل. |