الإسلام الأصولي في آسيا الوسطى.. خطرٌ يدق أبواب العالم

الفقر والجهل والقمع عوامل رئيسية في صناعة العنف والإرهاب

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: الوصف الأقرب للأوضاع الاقتصادية والسياسية في آسيا الوسطى هو قنبلة موقوتة، فالمنطقة تتعرض للتجاهل منذ وقت طويل وتوصف بأنها أرضُ خرافة، تحكم السلطات قبضتها عليها، لتبرر القمع السياسي، لكن تنامي الإسلام الأصولي في الجمهوريات السوفيتية السابقة أصبح حقيقة بالنسبة للغرب الذي يخوض حربا ضارية في دولة أفغانستان المجاورة.

ويقول محللون ان جماعات توقف نشاطها منذ وقت طويل مثل الحركة الاسلامية في أوزبكستان تستعيد القوة في الاقليم الفقير الذي تتأجج فيه بهدوء التوترات العرقية.

وقال أحمد رشيد وهو خبير كبير في شؤون أفغانستان واسيا الوسطى يعيش في باكستان "يمهد (المتشددون) الارض لحملة عسكرية طويلة وقوية في اسيا الوسطى."هناك تهديد حقيقي الان لان التنامي الاسلامي مرتبط بأزمة اقتصادية وسياسية."

وتمتد منطقة اسيا الوسطى الشاسعة بين الصين وايران وأفغانستان وروسيا ووجدت نفسها العام الماضي في طليعة الشؤون الدولية عندما وافقت على استضافة طريق حيوي جديد لنقل الامدادت الى قوات حلف شمال الأطلسي التي تقاتل حركة طالبان في أفغانستان.

وتسود كآبة شديدة المنطقة العلمانية التي يدين أغلب سكانها بالإسلام بسبب الكساد الاقتصادي والفقر كما أنها أصبحت عرضة بشكل متزايد للأفكار المتشددة في السنوات الماضية.

ويرى محللون أمنيون أن المتشددين الذين تركوا آسيا الوسطى منذ سنوات لكي يقاتلوا في صفوف طالبان يعودون الى المنطقة لاستغلال هشاشة الوضع فيها.

وأعطى إحساس متزايد بالإحباط بسبب انعدام الحريات الأساسية مسحة سياسية لتنامي الإسلام الأصولي في منطقة لا توجد فيها الى الان أحزاب معارضة مؤثرة حتى بعد عشرين عاما من الاستقلال عن الحكم السوفيتي.

ويثير هذا الاتجاه قلقا خاصا بسبب أوضاع مماثلة شهدتها بلاد مثل اليمن الذي أدى تنامي انعدام الاستقرار فيه الى مخاوف من أن يتحول الى الملاذ القادم لتنظيم القاعدة لتجنيد وتدريب المتشددين.

وإدراكا لهذه المخاطر حث الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوج راسموسن على التواصل بشكل أكبر مع اسيا الوسطى. بحسب رويترز.

وقال "اذا أصبحت أفغانستان ملاذا امنا للارهابيين فانه يمكنهم بسهولة الانتشار عبر اسيا الوسطى الى روسيا ... أفغانستان ليست جزيرة بالطبع. ولا يوجد حل في داخل حدودها فقط."

ودقت أجراس الانذار للمرة الاولى في اسيا الوسطى العام الماضي عندما حاربت قوات من أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان عصابات وصفتها بأنها ارهابية في وقت تدهور فيه بشدة الوضع الامني في شمال أفغانستان.

وقال دبلوماسي غربي "لا يهم من يقف وراء هذه الهجمات. لا يزال الامر يعني انعدام الاستقرار وأن شيئا ما يجري. اته شيء نتابعه بالتأكيد."ولكن من هم هؤلاء المتشددين ولماذا سيعودون الى اسيا الوسطى..

قال رشيد "السبب هو أنهم وقبل كل شيء حاربوا بما فيه الكفاية من أجل اخرين. يريدون الان القتال من أجل بلدهم. "التهديد الحقيقي الان هو أنهم يحاولون التسلل عائدين الى اسيا الوسطى ... يحاولون تهريب أسلحة وذخيرة ومقاتلين الى اسيا الوسطى."

وتلف السرية الحركة الاسلامية في أوزبكستان ولا توجد معلومات حول حجم الحركة التي تهدف الى الاطاحة برئيس أوزبكستان اسلام كريموف الذي يقمع المعارضة منذ توليه السلطة قبل عشرين عاما.

وتستهدف الحركة أيضا امام علي رحمانوف رئيس طاجيكستان الذي قاد قوات موالية لروسيا في مواجهة اسلاميين في حرب أهلية في التسعينات من القرن العشرين. ويتهم كريموف ورحمانوف في الغرب بانتهاكات واسعة لحقوق الانسان.

وتنتشر على شبكة الانترنت شرائط فيديو لجماعات مثل اتحاد الجهاد الاسلامي الذي يعتقد أن مقاتلين منشقين عن الحركة الاسلامية في أوزبكستان أسسوه. وبعض هذه الشرائط يعود الى الشهر الحالي.

ويظهر شريط فيديو بلغة أوزبكستان بثه موقع يوتيوب لتبادل ملفات الفيديو على الانترنت منشأة تدريب في الصحراء يمسك فيها عشرات من الاطفال يرتدون الزي الاسود المميز لطالبان ببنادق كلاشنيكوف ويتعلمون كيفية اطلاق النار.

ويقول المتحدث في الشريط "يا أبناء المجاهدين أنتم المقاتلون في سبيل الله في المستقبل." والشريط مزود بترجمة الى الروسية مما يشير الى أنه يستهدف بوضوح من يتحدثون الروسية في اسيا الوسطى.

ويوضح محللون أن المقاتلين من الممكن أن يستثيرهم أي شيء لخوض المعارك بدءا من وفاة الرؤساء الذين يتولون السلطة منذ عقود الى الكوارث الطبيعية.

وقال المحلل رشيد "يجب أن ننظر الى العوامل التي قد تستثيرهم مثل وفاة كريموف أو رحمانوف أو نشوب صراع على السلطة في أي من البلدين ( أوزبكستان وطاجيكستان) أو كارثة طبيعية كبيرة أو تنامي الجوع أو الانهيار الاقتصادي. وقد تستفيد الحركة الاسلامية في أوزبكستان من تفجير هذه العوامل لاضطرابات اجتماعية."

وحزب التحرير جماعة ثانية تتهم بممارسة نشاطات ارهابية في اسيا الوسطى. ويقول الحزب ان لديه عشرات الالاف من الاعضاء في المنطقة لكنه يؤكد أنه يتبع أساليب سلمية بحتة.

وقال تاجي مصطفى ممثل حزب التحرير في لندن "الانظمة الحاكمة في اسيا الوسطى هي التي لا تزال ترهب شعوبها. "منذ اعلان الغرب ما يسمى بالحرب على الارهاب وجدت حكومات اسيا الوسطى في هذا الامر مظلة مناسبة لملاحقة واعتقال وتعذيب معارضيها السياسيين."

ويعتقد مراقبون للاوضاع في اسيا الوسطى أن الاصولية تتنامى في بلدان المنطقة منذ بضع سنوات وأن الازمة الاقتصادية الاخيرة أججتها لانها أسفرت عن خسارة ملايين العمال المهاجرين وظائفهم.

أمريكا تحذر من شبح القاعدة في آسيا الوسطى

وقال مبعوث أمريكي ان تنظيم القاعدة يسعى للتسلل الى اسيا الوسطى لتدريب متشددين واشاعة اضطرابات في المنطقة التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي السابق.

ويخشى الغرب من وجود تهديدات لاستقرار المنطقة التي يمثل المسلمون أغلب سكانها وتسيطر عليها حكومات علمانية لكنها مستبدة. ويرى محللون أن تيارات التشدد الاسلامي قد تمتد الى قلب اسيا الوسطى من دولة أفغانستان القريبة.

ويقوم ريتشارد هولبروك المبعوث الامريكي في باكستان وأفغانستان بجولة سريعة في خمس دول بمنطقة اسيا الوسطى.

وقال أثناء زيارته الى طاجيكستان "أعتقد أن التهديد الحقيقي في هذه المنطقة ليس من طالبان بقدر ما هو من القاعدة التي تدرب ارهابيين دوليين."

وأضاف "يمثل هذا الامر مثار قلق للولايات المتحدة وكل الدول في هذه المنطقة. وأعني بكل الدول باكستان والصين والهند أيضا."بحسب رويترز.

واستقرار المنطقة الغنية بالموارد والتي تمتد بين الصين وروسيا وأفغانستان مهم بالنسبة للغرب لان طريقا جديدا لامداد عمليات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان يمر في قلب اسيا الوسطى.

وتريد جماعة التشدد المحلية الرئيسية في المنطقة وتعرف باسم حركة أوزبكستان الاسلامية الاطاحة بالقادة العلمانيين في اسيا الوسطى في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفيتي واقامة الحكم الاسلامي.

ويقول محللون للشؤون الامنية ان مقاتلي الحركة اضطروا الى مغادرة المنطقة بعد ان وضعت الحرب الاهلية اوزارها في طاجيكستان في التسعينات وفروا الى مناطق قبلية مضطربة في باكستان حيث يعتقد أن قيادتها أجرت اتصالات بتنظيم القاعدة.

ويعتقد أن مقاتلي حركة أوزبكستان الاسلامية عادوا الان الى اسيا الوسطى لاشاعة الاضطرابات في منطقة أضعفتها أزمة مالية بدأت قبل وقت طويل ويشعر فيها الناس بالاحباط بسبب تنامي الفقر.

ويزور هولبروك أيضا قرغيزستان وأوزبكستان وتركمنستان وقازاخستان خلال جولته الاولى في اسيا الوسطى منذ توليه منصب مبعوث الولايات المتحدة الى باكستان وأفغانستان.

وفي أوزبكستان كبرى دول المنطقة من حيث تعداد السكان وأكثرها تنوعا في الاعراق قال الرئيس اسلام كريموف لهولبروك انه يتوق للعمل عن كثب أكبر مع الولايات المتحدة بشأن أفغانستان.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية في أوزبكستان "عبر زعيم أمتنا... عن عزم أوزبكستان القوي على تطوير العلاقات الامريكية الاوزبكية بشكل أكبر وبطريقة بناءة في ضوء جهود احلال السلام الدائم والاستقرار في أفغانستان."

وتحسنت العلاقات بين أوزبكستان التي تعرضت لانتقادات بسبب انتهاكات لحقوق الانسان والولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية مع نقل واشنطن بؤرة الاهتمام في علاقتها مع طشقند بشكل أكبر القضايا الامنية.

وأوزبكستان في الوقت الحالي جزء من طريق جديد لنقل الامدادات الى قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان ونادرا ما تنتقد الدول الغربية سجل حقوق الانسان في أوزبكستان.

الفقر يبدد آمال السلام لدى اللاجئين الأفغان

عبد المطلب واحد من آلاف اللاجئين الذين عبروا جبالا وسهولا متربة في شمال أفغانستان قبل أن يصلوا الى طاجيكستان أملا في بدء حياة جديدة.

قرر الرحيل عن بلاده العام الماضي بعد مقتل شقيقيه اللذين تلقيا تعليمهما في روسيا ووالدهم الذي كان يعمل في مشاريع بناء سوفيتية على يد طالبان بسبب صلتهم بالبلد الذي احتل أفغانستان طوال عشر سنوات.

قال عبد المطلب الذي التحق بجامعة سوفيتية شأنه شأن شقيقيه "لم يعد لي أقارب في أفغانستان. مات الجميع."

وأضاف "طالبان لا ترحم أحدا تلقى تعليما سوفيتيا."

كانت باكستان في العادة الوجهة الرئيسية لمن يفرون من الحرب والاضطهاد في أفغانستان لكن الاضطرابات التي ظهرت في المناطق الحدودية دفعت كثيرين للبحث عن مأوى في بلد اخر.

وأدى هجوم كبير يشنه حلف شمال الاطلسي والقوات الافغانية هذا الشهر الى تصعيد القتال في جنوب أفغانستان لكن في الشمال زادت طالبان من هجماتها في مناطق يسكنها طاجيك في العادة مما زاد من نزوح اللاجئين عبر الحدود. لكن الحياة في طاجيكستان -وان كانت مستقرة وهادئة بصورة كبيرة مقارنة بأفغانستان- ليست سهلة بالنسبة للاجئين. بحسب رويترز.

فطاجيكستان تسعى جاهدة للتغلب على تداعيات حرب أهلية سقط فيها 100 ألف قتيل قبل عشر سنوات وهي أفقر دولة في الكتلة السوفيتية وغير مؤهلة بالشكل الكافي لاستيعاب هذا التدفق من اللاجئين.

وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات ان طاجيكستان في طريقها لتصبح دولة تشيع بها الفوضى.

فالبنية الاساسية متداعية والمستشفيات والمدارس التي تعود الى الحقبة السوفيتية تنهار والنمو الاقتصادي تراجع بأكثر من النصف في عام 2009 ليصل الى 3.4 في المئة بعد أن كان 7.9 في المئة في 2008 .

لكنها البلد الوحيد في آسيا الوسطى من الجمهوريات السوفيتية السابقة التي تقبل رسميا قدوم اللاجئين الافغان وذلك لاسباب منها ارضاء الغرب من خلال اظهار عزمها على التعاون في شؤون أفغانستان.

ولم تصدر بيانات رسمية بعد لكن مكتب مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئن توقع أن يكون عدد اللاجئين الافغان في طاجيكستان قد تضاعف في العام الماضي الى خمسة الاف. ومن المتوقع أن يزيد هذا العام الى ما يصل الى سبعة الاف.

وقال ايليجا تودوروفيتش رئيس المكتب في طاجيكستان "تزداد شهرا بعد شهر صعوبة تلبية كل احتياجات اللاجئين وطالبي اللجوء الافغان الاخذ عددهم في الزيادة."

وشأن أغلب اللاجئين شأن عبد المطلب.. فأغلبهم من أصول طاجيكية أو كانوا يدرسون يوما في الاتحاد السوفيتي السابق. والبعض أيضا من الهزارة وهي أقلية عرقية عادة ما تهددها طالبان.

وفي الشهر الماضي قال وزير الخارجية خامروخون ظريفي ان طاجيكستان ملتزمة باستقبال اللاجئين "لانهم اخواننا".

ومضى يقول "من مصحلتنا عودة الاستقرار الى أفغانستان لانه بدون استقرار هناك لا يمكننا الحديث عن الاستقرار في المنطقة بأسرها."

لكن بعض الطاجيك ينظرون للاجئين الافغان بريبة اذ يعتبرونهم منافسين على فرص العمل النادرة المتاحة في بلد تسكنه سبعة ملايين نسمة.

قضايا مهمة حول الأمن في منطقة آسيا الوسطى

الأمن في آسيا الوسطى مثار قلق في الغرب الذي يحرص على الحيلولة دون انتشار التشدد الاسلامي في المنطقة الهشة والغنية بمصادر الطاقة.

وفيما يلي قضايا أمنية ذات أهمية في المنطقة، بحسب رويترز:

لماذا تحظى آسيا الوسطى بالأهمية؟

تقع اسيا الوسطى بين الصين وروسيا وأفغانستان وبحر قزوين وهي منطقة شاسعة بها سهوب وجبال ويدين أغلب سكانها بالاسلام وظلت تحت السيطرة الروسية منذ القرن التاسع عشر.

وتضم المنطقة الان خمس جمهوريات مستقلة هي قازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمنستان وقرغيزستان.

وظلت اسيا الوسطى معزولة عن العالم الخارجي لوقت طويل لكنها حظيت بأهمية دولية بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 في الولايات المتحدة بسبب قربها من أفغانستان.

وقدمت المنطقة دعما قويا للجهود التي تقودها واشنطن في أفغانستان وسمحت ثلاث دول فيها وهي أوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان لقوات حلف شمال الاطلسي (الناتو) باستخدام قواعد عسكرية تعود للحقبة السوفيتية لدعم عمليات ضد حركة طالبان في أفغانستان.

وساندت طالبان موجة من الهجمات على طرق امداد قوات الناتو في باكستان مما دفع الغرب الى السعي لتأمين طرق بديلة لتوصيل شحنات الامدادات الى أفغانستان عبر ما يعرف بالطريق الشمالي الممتد في اسيا الوسطى.

واستقرار اسيا الوسطى مهم في الوقت الحالي لجهود الغرب الرامية الى تغيير دفة الحرب في أفغانستان والحيلولة دون انتشار أعمال التشدد على طريقة طالبان في منطقة اسيا الوسطى الاوسع.

ويوجد في المنطقة أيضا بعض من أكبر مخزونات النفط والغاز واليورانيوم والذهب في العالم. وقازاخستان هي القوة الاقتصادية الكبرى في المنطقة حيث يصل حجم اقتصادها الى نحو مئة مليار دولار.

وتحظى مخزونات اسيا الوسطى الكبيرة من الطاقة خاصة في تركمنستان الغنية بالغاز وقازاخستان المنتجة للنفط بأهمية لاوروبا التي تتطلع الى مصادر بديلة للطاقة في منطقة بحر قزوين لتخفيف اعتمادها على الغاز الروسي.

وسجل حقوق الانسان والديمقراطية في المنطقة مضطرب ولا تزال اسيا الوسطى واحدة من أكثر المناطق في العالم قمعا للحريات السياسية. وتواجه أوزبكستان أكبر دول المنطقة من حيث تعداد السكان انتقادات من جماعات معنية بحقوق الانسان لارتكاب انتهاكات فيها.

وتركز الولايات المتحدة بشكل أساسي على التعاون العسكري مع أوزبكستان ودول أخرى في اسيا الوسطى في السنوات الاخيرة مما أثار انتقادات من جماعات حقوق انسان تتهم الغرب باعطاء الاولوية للمصالح الامنية على حساب الديمقراطية في المنطقة.

ما مدى انتشار الاسلام الاصولي في اسيا الوسطى؟

منطقة اسيا الوسطى علمانية لكنها تشهد تناميا لاتجاهات أصولية تأثرت بالحرب في أفغانستان وعوامل داخلية أيضا مثل الفقر.

والحركة الاسلامية في اسيا الوسطى ذات طبيعة سياسية الى حد كبير وتستهدف رؤساء دول المنطقة الذين يتبعون نظاما سوفيتيا في الحكم ولا يقبلون المعارضة.

واحتجز الالاف في سجون باسيا الوسطى لاتهامات تتعلق بالارهاب في نزعة أثارت انتقادات من جماعات معنية بحقوق الانسان تقول ان حكومات المنطقة تستغل الامر لقمع المعارضة السياسية الاوسع نطاقا.

ويعتبر وادي فرغانة الذي تعيش فيه كثافة سكانية كبيرة والذي يمتد بين أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان منطقة نشاط للمتشددين الذين يسعون لاقامة دولة اسلامية في المنطقة.

واشتعل الموقف في المنطقة المحافظة والفقيرة في اسيا الوسطى عام 2005 خلال أعمال شغب أنديجان التي أطلقت فيها قوات من أوزبكستان النار على مئات الاشخاص وفقا لما قاله شهود.

من هم الاصوليون في المنطقة؟

الحركة الاسلامية في أوزبكستان وحزب التحرير هما الجماعتان الرئيسيتان في المنطقة وتتهمهما الحكومات المحلية بممارسة نشاطات ارهابية.

والحركة الاسلامية في أوزبكستان منظمة سرية ولا توجد معلومات واضحة عن أعضائها. ووردت أنباء عن مقتل طاهر يولداشيف زعيم الحركة عدة مرات لكن مقاطع فيديو نشرتها مواقع باللغتين الاوزبكية والروسية على شبكة الانترنت تقول انه لايزال على قيد الحياة.

ويرى محللون أن مقاتلي الحركة تركوا المنطقة عام 2001 للانضمام الى صفوف حركة طالبان في أفغانستان لكنهم يعودون الان سعيا لتحقيق هدفهم الاصلي وهو الاطاحة باسلام كريموف رئيس أوزبكستان وقيام ثورة اسلامية في اسيا الوسطى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/شباط/2010 - 8/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م