
شبكة النبأ: في 1997 خرجت محاولة
اغتيال هادئة لقيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن نطاق
السيطرة بشكل غير متوقع. وبعد الكشف عن تورط إسرائيل اضطر رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التكفير عن محاولة الاغتيال أمام
حلفائه الغاضبين وأمر المسئولين عنها في المخابرات بتقديم استقالاتهم.
وحينها استقال مدير جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) بعدما
فشلت عملية اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في الأردن.
وربما يكون نتنياهو يواجه الآن وللمرة الثانية أزمة مماثلة تتعلق
باغتيال قيادي آخر في حماس وهو محمود المبحوح في دبي.
وبعد الصمت الإسرائيلي الرسمي حول الاغتيال الذي نفذ يوم 20 يناير
كانون الثاني عرضت الشرطة الإماراتية صورا لمشتبه بهم في الاغتيال
وكشفت عن استخدام بعضهم جوازات مزيفة مطابقة لجوازات أوربيين مهاجرين
لإسرائيل.
وأثارت فكرة استهانة الموساد الذي اكتسب منذ وقت طويل سمعة تصفية
أعداء اسرائيل في الخارج بقدرات الدول العربية على مكافحة التجسس
مطالبات من معلقين بمحاسبة عامة.
وظهرت دعوات لاجراء محاسبة خاصة لمدير الموساد مير داجان وهو جنرال
سابق تولى منصبه الحالي قبل ثماني سنوات ويلقى ثناء من قادة اسرائيليين
لقيادته "حرب ظلال" على ميليشيات حماس وحزب الله والبرنامج النووي
الايراني.
وذهب عمير اورين من صحيفة هاارتس الليبرالية الى أبعد منذ ذلك وطالب
باقالة داجان ووصفه بأنه "مولع بالقتال واستعمال القوة" وتوقع نشوب
خلاف مع بريطانيا وأيرلندا وفرنسا وألمانيا وهي الدول التي تم استخدام
جوازات سفر مزورة منسوبة اليها في اغتيال المبحوح.
وكتب أورين "أي من كان نفذ الاغتيال وبغض النظر عن توصله لشكل من
أشكال الترتيب مع الدول الغربية الغاضبة فانه لازال ملتزم أمام
شعبه."بحسب رويترز.
وعبر العديد من الاسرائيليين المولودين في الخارج والذين قالوا ان
جوازات سفرهم سرقت لاستخدامها في اغتيال المبحوح عن خشيتهم من التعرض
لملاحقة قضائية واتهامهم بالقتل.
غير ان مصدر مخابرات اسرائيليا أبلغ رويترز بأن داجان في وضع أقوى
من سلفه سيء الحظ منذ 13 عاما.
وقال المصدر ان سجل داجان ضد ايران أكسبه سمعة حسنة وانه في غياب
الدليل الدامغ الذي شكله ضباط المخابرات الاسرائيليون عند احتجازهم في
الأردن سيكون التحرك ضد رئيس الموساد بمثابة اعتراف اسرائيلي.
ولم ينف وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان تورط الموساد في
اغتيال المبحوح لكنه حاول صرف الانتباه وقال في مقابلة اذاعية معه ان "جهاز
مخابرات آخر أو بلد آخر" ربما لعب دورا في الامر.
وأضاف ليبرمان أن حلفاء اسرائيل يدركون أن "نشاط أمننا يتم طبقا
لقواعد لعبة واضحة وحذرة ومسؤولة للغاية."
واختلف منتقدون آخرون حول الثمن الدبلوماسي الذي يمكن لاسرائيل أن
تدفعه. ولا تزال اسرائيل تواجه انتقادات أجنبية بسبب مقتل المئات من
المدنيين الفلسطينيين خلال الحرب التي شنتها على قطاع غزة الذي تسيطر
عليه حماس العام الماضي.
لكن ليس هناك احد يذكر يجادل في ان حماس غيرت موقفها تجاه منفذي
اغتيال المبحوح باصرارها على ان تجري شرطة الامارات تحقيقا في مقتله
بعدما كانت قد قالت في باديء الامر ان أسباب وفاته في فندق بدبي طبيعية.
وكتب يواف ليمور في صحيفة "يسرائيل هيوم" الموالية للحكومة "ما بدأ
كنوبة قلبية انتهى الى اغتيال أدى الى تحقيق ثم قضية جوازات السفر
الحالية. "وهناك شكوك حول ما اذا كانت هذه هي نهاية الامر."
وبشكل عام يلتف الاسرائيليون حول شخصية الموساد القوية والتي شحذها
ملاحقة الجهاز وقتله فلسطينيين انحي باللائمة عليهم في هجوم مميت على
المنتخب الاولمبي الاسرائيلي في دورة الالعاب الاولمبية بمدينة ميونيخ
الالمانية في السبعينات .
لكن اغتيال المبحوح أكد على الصعوبات التي يجب أن يتغلب عليها
الجواسيس في هذا العالم الرقمي في ظل وجود كاميرات الدوائر التلفزيونية
المغلقة ذات درجة النقاء العالية في الصورة وقواعد بيانات جوازات السفر
التي يمكن الاطلاع عليها بسهولة.
وقال رام ايجرا وهو ضابط سابق في الموساد لراديو الجيش "ما يحدث في
العالم الحديث وهو انتشار الكاميرات في كل مكان فانه يحدث تغيرات ليس
فقط بالنسبة لمن يقومون بأعمال الارهاب بل لمن يحاولون محاربته أيضا."
وتحتجز الامارات فلسطينيين اثنين متهمين بمساعدة منفذي اغتيال
المبحوح. واذا أشار الاثنان بأصابع الاتهام الى اسرائيل فان ذلك من
شأنه تعميق أسئلة حول مدى حرفية الموساد وأمن العمليات التي يقوم بها.
وكان المبحوح العقل المدبر لخطف وقتل جنديين اسرائيليين في عام 1989
وتهريب أسلحة بتمويل ايراني الى غزة في وقت قريب. وأشارت الحيطة التي
تلف اغتياله الى أن المنفذين لم يكونوا في مهمة للاخذ بالثأر بل كانوا
يحاولون التخلص من تهديد حالي من وجه نظرهم. لكن احتمال أن يكون
الموساد قد فقد السيطرة بهذه السرعة قاد يوسي ميلمان وهو مؤلف كتابين
حول الموساد الى اقتراح عدم تكرار مثل هذه الاغتيالات. وقال ميلمان ان
سؤالا أوسع سيثار أيضا وهو "هل تؤتي سياسة الاغتيالات الاسرائيلية
ثمارها.."
وعززت محاولة اغتيال مشعل في عمان عام 1997 بأيدي ضابطين في الموساد
ارتديا زي سائحين من كندا مكانته داخل حماس. واضطر نتنياهو أيضا الى
اطلاق سراح أحمد ياسين الزعيم الروحي الراحل لحماس والذي كان مسجونا في
اسرائيل.
حملة اغتيالات اسرائيلية منسَّقة
وكشفت صحيفة التايمز البريطانية عن أن اسرائيل تشن حملة اغتيالات
سرية في أنحاء متفرقة من الشرق الأوسط في محاولة من أجل منع أعدائها
الرئيسيين من تنسيق أنشطتهم.
وذكرت الصحيفة على موقعها على شبكة الانترنت الليلة الماضية أن
عملاء اسرائيليين يستهدفون لقاءات تعقد بين عناصر من حركة حماس وقيادة
حركة حزب الله وقوات من الحرس الثوري الايراني.
وأشارت الصحيفة الى أن الشكوك تشير الى تورط اسرائيل في حوادث قتل
وقعت مؤخرا في كل من دبي ودمشق وبيروت، موضحة أنه على الرغم من
الاشتباه في تورط جهاز الموساد الاسرائيلي في عدد من حوادث الاغتيالات
التي وقعت في أنحاء متفرقة من العالم منذ سبعينيات القرن الماضي، الا
أنه لم يعترف رسميا بأي منها.
وبدأت الموجة الحالية في ديسمبر الماضي بانفجار «حافلة سياحية» كانت
تقل مسؤولين ايرانيين وعناصر من حماس على مقربة من دمشق، وعلى الرغم من
أن سوريا أكدت أن الحادث لا يعدو كونه انفجار اطار الحافلة الا أن صورا
ظهرت بعد ذلك أوضحت حطامها محترقا تماما الأمر الذي أثار تكهنات بحدوث
انفجار أكبر بكثير.
وبعد هذا بأسابيع تعرض لقاء ضم عناصر من حركة حماس التي تسيطر على
قطاع غزة ونظرائهم من حركة حزب الله اللبنانية في معقل الحركة جنوبي
بيروت الى انفجار ما أدى الى سقوط عدد من القتلى.
وقال مسؤول فلسطيني بارز في رام الله للصحيفة ان حركة حماس عمدت الى
التعتيم على هذه الحوادث لأنها شعرت بالحرج.
شرطة دبي تطلب اعتقال رئيس الموساد
وفي نفس السياق طالب قائد شرطة دبي باعتقال رئيس الموساد إذا ثبت
تورط جهاز الاستخبارات الإسرائيلية في مقتل محمود المبحوح القيادي في
حركة حماس في دبي.
وقال قائد الشرطة ضاحي خلفان إنه ينبغي على الانتربول إصدار امر
اعتقال احمر بحق رئيس الموساد مائير داجان حتي يمكن اعتقاله. ومن
جانبها تجاهلت إسرائيل مطالب خلفان وقالت إنه لا يملك أية أدلة إدانة
ضدها.
وكانت شرطة دبي قد أعلنت 11 شخصا مشتبه بهم قد استخدموا 11 جواز سفر
مزور من بينهم 6 جوازات سفر بريطانية.
وذكرت صحيفة بريطانية أن المخابرات البريطانية الخارجية MI6
والحكومة قد بلغا باستخدام جوازات السفر المزورة لتنفيذ الجريمة ولكن
الحكومة البريطانية نفت الأمر برمته.
وقال الجنرال ضاحي خلفان إنه متأكد بنسبة 99 % أن إسرائيل متورطة في
مقتل المبحوح. وفي مقابلة تلفزيونية قال خلفان إنه إذا كان الموساد
وراء الجريمة وهو ما يبدو أكثر احتمالا الآن فيجب على الانتربول الدولي
باصدار امر اعتقال احمر بحق رئيس الموساد باعتباره قاتلا.
من جانبه ندد مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه بالتهديد بأمر الاعتقال
ووصفه بأنه تهديد سخيف. وقال المسؤول لوكالة الأنباء الفرنسية إن
الاتهامات لا أساس لها .
ومن جانب آخر نفى عدد من الاشخاص، الذين وردت اسماؤهم ضمن القائمة
التي اعلنتها شرطة دبي لمشتبه فيهم بالمشاركة في اغتيال قيادي حماس في
دبي الشهر الماضي، ان يكون لهم علاقة بالحادث.
وقالت الحكومتان البريطانية والايرلندية ان جوازات سفر الأشخاص
الذين تشتبه سلطات دبي فيهم هي جوازات مزورة.
وفي باريس قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان الوزارة لا
يمكنها تأكيد صحة جواز السفر الذي استخدمه أحد المشتبه بهم.
وقالت ايرلندا إن أسماء غيل فوليارد وإيفان ديننجز وكيفن دافيرون،
بالإضافة إلى أرقام جوازات سفرهم لم تتطابق مع أي جوازات صادرة عن
ايرلندا. وقالت بريطانيا انها تعتقد ان جوازات السفر البريطانية الستة
هي أيضا مزيفة.
ونفى رجل في اسرائيل ورد اسمه في القائمة التي اعلنتها دبي اي صلة
له بالحادث وقال انه ليس الشخص المعني.
يذكر ان سبعة ممن وردت اسماؤهم وبياناتهم على اوراق السفر التي
كشفتها دبي يعيشون في اسرائيل، ما يعني ان المخابرات الاسرائيلية (الموساد)
وقعت في خطأ فادح حسب المعلقين.
وورد اسم البريطاني ميلفين آدم ميلدنر في قائمة تضم 11 اوروبيا
اعلنت شرطة دبي انها تشتبه بانهم قتلوا محمود المبحوح في فندق بدبي
الشهر الماضي.
ونقلت وكالة رويترز للانباء عن ميلفين آدم ميلدنر، الذي يتحدث
الانجليزية بلهجة بريطانية ويسكن بلدة قرب القدس، قوله انه لا علاقة له
بالاغتيال ولم يزر دبي مطلقا وانه يبحث ما يمكنه عمله لتبرئة نفسه.
واضاف: لا أعرف كيف حدث ذلك او من اختار اسمي ولماذا، لكن آمل ان نكتشف
الأمر قريبا .
ولا تضاهي صورة ميلفين آدم ميلدنر التي نشرتها شرطة دبي صورة
لميلدنر المقيم في اسرائيل على موقع تويتر الاجتماعي على الانترنت، رغم
انها تحمل بعض الملامح المشابهة. وقال ميلدنر انها ليست صورته.
وتحدث عدد اخر ممن وردت اسماؤهم في قائمة فريق الاغتيال المشتبه به
الى محطات تلفزيون اسرائيلية ونفوا اي صلة لهم بالامر، واجمعوا على
انهم تعرضوا لسرقة هوياتهم. ولوحظ في كل من هؤلاء انهم هاجروا حديثا
الى اسرائيل من دول لغتها الاصلية الانجليزية.
وقال المراسل الامني للقناة العاشرة الاسرائيلية الون بن ديفيد: هذه
قضية سرقة هويات، وتجعل عملية دبي ضمن اطار اعمال الهواة. فاذا كان
الهدف اخفاء شخصية المنفذين، فلماذا تجعل الاصابع توجه لاسرائيليين؟ .
واستخدمت فرق الاغتيال الاسرائيلية جوازات سفر اجنبية في الماضي،
مثل ما حدث عام 1997 عندما دخل عملاء الموساد الاردن بجوازات سفر كندية
في محاولة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، باءت بالفشل
في النهاية.
وكان احد ضباط المخابرات يحمل جواز سفر به اسم مواطن كندي في
اسرائيل قال لاحقا انه كان ضحية انتحال شخصيته.
واعتذرت اسرائيل لنيوزيلندا عام 2005 بعدما قضت محكمة في اوكلاند
بالسجن ستة اشهر على اثنين من افراد الموساد لحصولهما على جوازات سفر
نيوزيلندية بطريقة غير مشروعة.
وفي عام 1987 احتجت بريطانيا لدى اسرائيل على ما وصفته لندن بانه
سوء استخدام السلطات الاسرائيلية لجوازات سفر بريطانية وقالت انها تلقت
تاكيدات بشأن اتخاذ خطوات لمنع تكرار ذلك في المستقبل.
لندن تنفي علمها بخطة الاغتيال ومشعل يهدد
بالانتقام
ونفت وزارة الخارجية البريطانية ما ذكرته صحيفة "ديلي مييل"
اللندنية، بأن إسرائيل أبلغت جهاز الاستخبارات البريطاني MI6، عزم عدد
من عملائها تنفيذ لتنفيذ عملية مستخدمين جوازات سفر بريطانية مزورة،
قبل ساعات من مقتل القيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح، في إمارة دبي.
وأضافت الخارجية البريطانية أنها "لم تكن على علم مسبق بخطة لتنفيذ
جريمة في دبي يصار فيها إساءة استخدام وثائق السفر البريطانية."
وكانت "ديلي ميل" قد نقلت عن مصدر لم تكشف اسمه أن الخارجية
البريطانية تلقت معلومات معينة قبل ساعات من تصفية المبحوح في دبي، دون
أن تحاط علما بالشخصية المستهدفة أو بمكان تنفيذ العملية، وذلك دون أن
يكون للندن أي دور في هذه العملية.
هدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في وقت سابق
إسرائيل بالثأر لاغتيال القيادي الحمساوي، محمود المبحوح في دبي في
يناير/كانون الثاني الماضي، مؤكداً أن الفصائل الفلسطينية ستحدد مكان
وتوقيت الضربة ملمحاً في ذات الوقت إلى أن الصراع بين الحركة وإسرائيل
سيصبح إقليمياً وسيتعدى حدود غزة، وفي الأثناء طالبت الشرطة الدولية "الإنتربول"
بملاحقة 11 شخصاً تطالب سلطات دبي باعتقالهم لعلاقتهم بعملية الاغتيال،
وهم من حملة جوازات سفر أوروبية.
ورغم أن أصابع الاتهام تشير إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"
ووقوفه وراء اغتيال المبحوح، إلا أن للقضية تداعيات فلسطينية، خصوصاً
مع الإشارة إلى اعتقال فلسطينيين لصلتهما بمقتل المبحوح، حيث تتهم كل
من السلطة الفلسطينية في رام الله وحركة حماس بعضهما بصلة المعتقلين
بعملية الاغتيال.
فقد ذكرت تقارير صحفية أن السلطات السورية اعتقلت مسؤولاً في حركة
حماس يشتبه بصلته بعملية اغتيال المبحوح، إلا أن حماس نفت هذا الأمر
بشدة.
ونقلت تقارير صحفية عن مسؤول أمني فلسطيني تأكيده أن "السلطات
السورية اعتقلت في دمشق مسؤولاً كبيراً في الذراع العسكرية في حماس
يشتبه في تورّطه بقضية اغتيال القيادي في الحـركة محمود المبحوح في دبي"،
وفقاً لما نقلته صحيفة "الإمارات اليوم" الصادرة من دبي.
وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "إن لدينا معلومات موثوقة
بأن القيادي في كتائب القسام، نهرو مسعود، اعتقل في سورية في الأيام
الماضية للتحقيق معه في قضية مقتل محمود المبحوح."
وأكد المسؤول أن "مسعود، الذي كان مسؤولاً في كتائب القسام، كان قد
غادر قطاع غزة قبل سيطرة حماس عليه عام 2007، بعد اتهامه بقتل ضباط
فلسطينيين واعتقل في مصر ومن ثم تم تهريبه إلى سوريا حيث كان مقرباً
جداً من رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل."
وبحسب المسؤول الفلسطيني، فإن مسعود كان موجوداً في دبي يوم اغتيل
المبحوح وغادرها في اليوم التالي إلى سوريا، مضيفاً أن المبحوح ومسعود
قاما معاً في يناير/كانون الثاني الماضي بزيارة إلى السودان.
من جانبها، نفت حركة حماس المزاعم بتورط نهرو في عملية اغتيال
المبحوح، واعتبرت أن ما قيل في هذا الشأن عبارة عن "مزاعم صهيونية"
وأنها "محض افتراء وفبركات صهيونية لا أساس لها من الصحة، وأنها تأتي
بغرض صرف الأنظار عن مسؤولية الموساد في تنفيذ الجريمة."
وقالت الحركة في بيان أصدره مكتبها الإعلامي الخميس "إن هذه المزاعم
ما هي إلا محاولة مكشوفة 'للهروب من مسؤولية العدو الصهيوني، خاصة في
ضوء ردود الفعل والتداعيات الدولية المستنكرة لجريمة الاغتيال
ولاستخدام الموساد جوازات سفر لبعض الدول الأوروبية'" وفقاً لما نقله "المركز
الفلسطيني للإعلام."
الإمارات تدرس إجراءات دخول جديدة
وفي دبي، طالب قائد شرطة دبي، ضاحي خلفان بـ"تشكيل فريق دولي يتضمن
دولة الإمارات، باعتبارها أرضاً للجريمة، وبريطانيا وأيرلندا وفرنسا
وألمانيا، باعتبارها الدول التي انتسب إليها المتهمون بالاغتيال"،
مؤكداً أن "طريقة دخول المتهمين إلى دبي تدفعنا إلى اتخاذ إجراءات فيها
كثير من الضبط لعملية الدخول إلى الإمارة، من خلال استخدام أساليب
تقنيـة رفيعة المستوى من دون أن نسبب ضيقاً أو إزعاجاً لأحد"، وفقاً
للإمارات اليوم.
ورجّح خلفان تورّط "الموساد" في جريمة اغتيال المبحوح قائلاً: "إن
المخابرات الإسرائيلية متورّطة بنسبة 99 في المائة إذا لم تكن 100 في
المائة"، مشيراً إلى أن "جميع المؤشرات تدل على وجود صلة لإسرائيل
بعملية الاغتيال، ولاتزال التحقيقات جارية في القضية."
وأكد القائد العام لشرطة دبي لـ"الإمارات اليوم" أن "القضية لاتزال
تتضمن كثيراً من التفاصيل التي سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب،
بما يفيد التحقيقات الجارية حالياً"، متوقعاً تعاون أجهزة الدول التي
انتسب إليها المتورّطون في القضية من خلال جوازات السفر.
ولم يستبعد مصدر مسؤول احتمال أن تشتمل تلك الإجراءات على تعديل بعض
أحكام قانون دخول وإقامة الأجانب إلى دبي، وتفعيل مبدأ التعامل بالمثل
مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، من خلال عدم السماح
لمواطني تلك الدول بدخول الإمارات إلا بعد الحصول على تأشيرة دخول
مُسبقة.
دبي تنفي ضغط أبو ظبي عليها لإغلاق ملف
الاغتيال
ومن جانب آخر نفت شرطة دبي تقارير إعلامية أشارت إلى أنها كانت تنوي
دفن جثة القيادي بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود المبحوح، الذي
قتل في فندق بإمارة دبي بظروف غامضة وجهت خلالها الحركة أصابع الاتهام
إلى الموساد الإسرائيلي.
وقالت شرطة دبي أنها "تحفظت على جثة القتيل لمدة أسبوع لكي تستكمل
إجراءات التحقيق،" وأشارت أنها سلمت الجثة لنجله الذي قدم إلى الإمارات
بعد أن علم بوفاة والده.
وأكدت شرطة دبي أنها باشرت التحقيقات فور تلقيها البلاغ بحكم
الاختصاص، ونفت "أي تدخلات أو ضغوط من أية جهة اتحادية،" في إشارة إلى
ما قيل عن ضغوطات تمارسها إمارة أبوظبي.
وأضافت شرطة إمارة دبي أنها "بذلك تنفي ما أوردته قناة الجزيرة"
التي تحدثت عن ضغوطات تمارسها إمارة أبوظبي، كبرى إمارات دولة الإمارات
العربية المتحدة لإغلاق الملف.
وكانت القناة التي تبث من قطر قد أشارت إلى أن الدوحة تتوسط بين
حماس ودبي لكشف خيوط مقتل المبحوح، مضيفة أن قطر "كان لتدخلها الأثر
الحاسم لدى سلطات الإمارات في الإفراج عن جثة المبحوح."
ونقلت القناة عن مصادر فلسطينية قالت إنها "وثيقة الاطلاع بملف
الاغتيال" قولها إن إمارة دبي جادة - إلى حد كبير- في كشف تفاصيل
الجريمة،" ولكنها أضافت أن إمارة أبو ظبي "تريد تولي زمام الملف
باعتبارها العاصمة الاتحادية، وأنها تسعى لطي ملف القضية بسرعة وعدم
تصعيده حتى لا يتسبب في مواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل."بحسب سي
ان ان.
يذكر أن مجلة "إنتليجنس أون لاين"، التي تتخذ من العاصمة الفرنسية،
باريس مقراً لها والمتخصصة بتتبع النشاطات الاستخبارية في العالم، كانت
قد أشارت إلى أن عشرة عملاء، بينهم 3 نساء، شاركوا في عملية اغتيال
القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، في دبي في يناير/كانون الثاني
الماضي.
وأوضحت المجلة أن واحدة من النساء الثلاثة، كانت ترتدي زي موظفة
استقبال في فندق "البستان روتانا"، حيث كان ينزل المبحوح، وأنها طرقت
على باب غرفته في الفندق.
وعندما فتح المبحوح لها الباب، اندفع زملاؤها نحوه وصعقوه بجهاز
كهربائي، وفقاً لما نقلته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن المجلة
الفرنسية. وبعد صعقه بالكهرباء، قاموا بحقنه بمادة سامة في شرايينه
لتمويه عملية الاغتيال. وأوضحت المجلة الفرنسية أن العملاء العشرة
كانوا يحملون جوازات سفر أوروبية.
حماس لا تستبعد تورط جهاز استخباراتي عربي
وكتبت صحيفة «هآرتس» عن تفاصيل عملية اغتيال القيادي في حركة حماس
محمود المبحوح في دبي في العشرين من الشهر الماضي، وقالت ان المعلومات
تعتمد على تحقيقات حماس، وأنها حصلت على جزء من تلك التحقيقات.
وقالت الصحيفة العبرية، ان «التحقيق الأولي الذي أجرته حماس حول
عملية الاغتيال، كشف معلومات تلقي الضوء على التحركات الأخيرة للمسؤول
عن تهريب السلاح لقطاع غزة في يومه الأخير. غير أن نتائج التحقيق التي
وصل جزء منها للصحيفة العبرية بعيدة عن حل اللغز. والضباب الثقيل
المحيط بظروف الاغتيال ما زال بعيدا عن التبدد. وحتى الشبهات الأولية
لحركة حماس وعائلة المبحوح بأن الموساد هو المسؤول عن مقتله، تبدلت
بتقديرات مختلفة ومفاجئة، بأنه من الممكن أن يكون جهاز استخبارات عربي
ضالعا في اغتياله».
وذكرت الصحيفة أن تحقيقات حماس تشير الى أن المبحوح وصل الى مطار
دمشق الدولي الساعة التاسعة صباحا يوم 19 يناير، بعد أن استقل الرحلة
المتوجهة الى مطار دبي، دون ان تعلم السلطات الاماراتية شخصية المبحوح
كونه يحمل جواز سفر مزوراً، وبعد وصوله المطار توجه الى فندق «البستان-
روتانا» غير البعيد عن المطار، وكانت الغرفة 130 تنتظره بحجز مسبق، وتم
تسجيله في الفندق باسم بدوي بعد أن طلب غرفة دون برندة ولا شبابيك يتم
فتحها، وبعد ذلك صعد الى الغرفة في الطابق الأول وأمضى ما يقارب
الساعتين داخل الغرفة لتغيير الملابس والاستحمام.
وتابعت الصحيفة: ان المبحوح خرج من الفندق بين الساعة الرابعة
والنصف والخامسة من بعد ظهر نفس اليوم، وطبعا كان له لقاء مُعد بشكل
مسبق حيث لم توضح تحقيقات حماس أي تفاصيل عن نشاطه خارج الفندق، أو على
الأقل لا تريد في هذه المرحلة نشر تفاصيل، ولكن الأمر المهم أن
التحقيقات تؤكد أن المبحوح كان خارج الفندق حتى الساعة التاسعة ليلا،
لانه لم يظهر في مطعم للفندق ولم يطلب الأكل على غرفته وحتى أي مشروب.
وأضافت الصحيفة، انه تم اكتشاف جثة المبحوح في اليوم التالي أي في
20 يناير، وقد أظهرت التحقيقات التي قامت بها أجهزة الأمن الاماراتية
وجود خمس علامات على جسده تؤكد عملية الاغتيال بالصعقة الكهربائية،
ووجود بعض آثار الدم في الغرفة.
ما هي "الموساد"؟
نقلت صحيفة عن شرطة دبي قولها إنها واثقة بنسبة "99 في المئة" من أن
وكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد) تقف وراء اغتيال قيادي حماس
محمود المبحوح في فندق بدبي الشهر الماضي. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف
تنفيذها عملية الاغتيال قائلة إنها تتبع سياسة الغموض فيما يتعلق
بعملياتها المخابراتية.
وفيما يلي حقائق عن واحدة من أكثر الهيئات الإسرائيلية التزاما
بالسرية وفقا لما يقوله الموساد نفسه على موقعه على الانترنت (mossad.gov.il)،
بحسب رويترز:
- تعني كلمة موساد وهي كلمة عبرية المعهد والاسم الكامل للوكالة هو
معهد المخابرات والعمليات الخاصة.
- ويقول الموساد في بيان لمهامه انها تتضمن:
- جمع معلومات المخابرات سرا خارج حدود اسرائيل
- منع الدول المعادية من تطوير وامتلاك أسلحة غير تقليدية
- تطوير والاحتفاظ بعلاقات دبلوماسية خاصة وعلاقات سرية أخرى
- اعادة اليهود الى الوطن من دول لا يسمح فيها لوكالات الهجرة
الاسرائيلية بالعمل.
- توفير معلومات مخابرات استراتيجية وسياسية وذات علاقة بالعمليات
- تخطيط وتنفيذ عمليات خاصة خارج حدود اسرائيل
- يرأس الجنرال السابق مئير داجان الموساد وقد عين في هذا المنصب
عام 2002 .
- أصدر أول رئيس وزراء لاسرائيل ديفيد بن جوريون تفويضا بانشاء
الموساد في ديسمبر كانون الاول عام 1949 بعد 19 شهرا من قيام الدولة
اليهودية. ويشرف مكتب رئيس الوزراء على الوكالة.
- لا يورد الموساد عنوان مقره او اي أرقام هاتفية. ولا يعلن عدد من
يعملون فيه. ولا يمكن الكشف الا عن هوية مديره بموجب القانون
الاسرائيلي. |