عمر الانسان... بين بديهيات الطبيعة وفرضيات العلماء

دراسات طبية لإطالة العمر وديمومة الشباب

 

شبكة النبأ: يبقى سر الحياة وطول عمر الانسان لغزا مستعصيا على علماء البشرية مهما جهدوا في التوصل الى حقيقة تبقى الانسان معمرا الى حين.

الامر الذي دفع الاطباء الى الاعتكاف لدراسة اكثر السبل المتاحة لديمومة مرحلة الشباب لدي والحفاظ على تجدد جسد الانسان، من خلال التراكيب العضوية واللقاحات المنشطة.

فيما برزت مؤخرا انباء تشير الى احتمالية نجاح احد المشاريع العلمية في هذا المضمار المعقد والذي لا تخلو نتائج من الخلل والارباك.

مشروع لإطالة عمر الإنسان 50 عاما

حيث يهدف مشروع علمي بريطاني بتكلفة 80 مليون دولار، شرعت فيه جامعة ليدز الثلاثاء، إلى منح الإنسان 50 سنة أخرى من النشاط بعد سن الخمسين.

ووفقاً لبحث نشر مؤخراً في الدورية الطبية "ذي لانسيت" The Lancet، فإن الأطفال الذين ولدوا في الدول الغربية حالياً سيعيشون حتى سن المائة، وبذلك فإن التحدي هو ضمان أن يظل هؤلاء نشيطين وقادرين على ممارسة حياتهم الاعتيادية طوال سنواتهم المائة.

وفيما أن معظمنا سيعيش لفترة أطول مما عاش آباؤنا وأجدادنا، على الأقل من الناحية العلمية، فإن الغالبية العظمى من السكان ستكون في مرحلة الكهولة، ما يعني أننا سنشهد في العقود المقبلة أفراداً يعانون من أمراض الزمن، مثل هشاشة العظام وأمراض القلب وآلام الظهر المزمن وغيرها. بحسب (CNN).

كذلك ستلقي السمنة والبدانة والنشاط الجسدي المتزايد بأعبائها على مفاصلنا، ما يتسبب بإنهاكهم بسرعة أكبر.

العلماء في جامعة ليدز يبحثون في مسألة "تطوير" العديد من أجزاء الجسم البشري التي تبدأ بالتعب بفعل العمر والزمن، وذلك باستخدام أنسجة الإنسان نفسه، عبر اللجوء إلى الزراعة الدائمة لتلك الأنسجة داخل الجسم ذاته، وربما خارجه على أن تضاف إليه لاحقاً.

هذا يعني أن المفاصل والأوراك والركب وصمامات القلب الصناعية، على سبيل المثال، ستدوم لسنوات إضافية تصل إلى 20 عاماً.

ويوضح الأستاذ بالجامعة، والخبير في المفاصل الصناعية، جون فيشر قائلاً: "الفكرة المحفزة لعملنا هي 50 سنة إضافية فوق الخمسين عاماً، أي جعل سنواتنا الخمسين الأخرى صحية ومريحة ونشطة بقدر السنوات الخمسين الأولى، بحيث يمكننا أن نستمتع بحياة غنية وعلى مستوى عال من الجودة."

وأشار فيشر إلى أن الإنسان يمتلك التكنولوجيا ذات العلاقة حالياً، والتي تتيح له تحقيق أمور مثيرة للدهشة، مثل "تصليح الجسم عن طريق زراعة أنسجة بشرية جديدة سليمة باستخدام أساليب لمعالجة خلايا المنشأ ووسائل بيولوجية أخرى متطورة."

وقال فيشر إن الجامعة تأمل كذلك بأن تحصل على إدراك أفضل لأمراض الشيخوخة بما يسمح بتشخيصها مبكراً، عوضاً عن البدء بمعالجتها بعد أن يستفحل الداء.

وأشار إلى أنه وفريقه يعملون حالياً على تطوير جهاز للاستشعار الحيوي الذي يتيح الكشف عن البروتينات والأجسام المضادة في الدم، معتبراً أن هذه الأداة وغيرها من التقنيات المتاحة ستقلل في نهاية المطاف من معاناة المرضى مع الزمن وتقلص من فترات بقائهم في المستشفيات وبالتالي من فترة شفائهم من الأمراض.

الطريق إلى المئوية: والبحث عن سر الشباب

شهد متوسط عمر أفراد الجنس البشري زيادة هائلة خلال القرون القليلة الماضية. فعلى سبيل المثال، نجد أن متوسط العمر الذي كان لا يتخطى من عشرين إلى ثلاثين عاماً في العصور الوسطى، أو ما بين ثلاثين إلى أربعين عاماً في مطلع القرن العشرين، قد زاد بقدر ملحوظ ليصل حالياً إلى سبعين عاماً. وهو ما يعني أن الجنس البشري قد نجح خلال قرن واحد من الزمان، في مضاعفة متوسط أعمار أفراده بوجه عام. وهذه الزيادة العامة، ترافقت مع زيادة مماثلة في نسبة من يعيشون لأكثر من مئة عام، أو من يعرفون بالمعمرين أو بالمئويين (Centenarians). فعلى سبيل المثال، نجد أن في الولايات المتحدة يوجد حالياً أكثر من 100 ألف شخص تخطوا سن المئة، وهو ما يجعلها على رأس قائمة الدول التي يعيش فيها أكبر عدد من المعمرين على الإطلاق. وتحتل اليابان المرتبة الثانية على هذه القائمة، بعدد من المعمرين يزيد عن أربعين ألفاً حالياً، وهي المرتبة التي يفسرها البعض بأنها نتيجة نوعية غذاء اليابانيين المرتفع في مقدار الأطعمة البحرية والمنخفض في نسبة الدهون، بالإضافة إلى ممارسات النظافة اليومية والشخصية والتي تعتبر الأفضل. ووسط اليابان نفسها، وفي مدينة "أكيناوا"، نجد أن هذا المعدل المرتفع أساساً من المئويين اليابانيين، يزداد إلى خمسة أضعاف، مما يجعل "أكيناوا" مدينة المئويين عن جدارة. وإن كانت فرنسا تتمتع بأعلى نسبة من المئويين بالنسبة إلى العدد الإجمالي للسكان -باستثناء مدينة أوكيناوا بالطبع- أو ما يزيد عن عشرين ألفاً لدولة يبلغ عدد سكانها 62 مليوناً فقط.

وغني عن الذكر طبعاً، أن متوسط العمر يشهد اختلافات حادة من دولة إلى أخرى، وبين القارات المختلفة.

ويعزى هذا الاختلاف إلى مستوى الرعاية الصحية والصحة المجتمعية، وإلى الفروق في نوعية الغذاء بين دولة وأخرى، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المحلية. فعلى سبيل المثال، ينتج انخفاض متوسط العمر في الدول الفقيرة، أو بالأحرى ارتفاع معدل الوفيات، من جراء الحروب، والمجاعات، والأمراض الوبائية مثل الملاريا والإيدز. أما في الدول الغنية، وحتى بين المناطق المتباينة اقتصادياً داخل هذه الدول، فنجد تبايناً أيضاً في متوسط العمر، بحيث يتوقع لمن يقطنون مناطق أكثر ثراء أن يعيشوا لعدة سنوات أطول من أقرانهم الذين يقطنون مناطق أو أحياء فقيرة، لا تبعد أحياناً إلا بضعة كيلومترات عن الأحياء التي يقطنها الأثرياء. وهذا ربما يكون نتيجة لنوعية الغذاء الأفضل، والرعاية الصحية الأعلى مستوى في الدول والمناطق الغنية، مقارنة بنوعية الغذاء، ومستوى الرعاية الصحية في الدول والمناطق الأقل حظاً. وبوجه عام، تعيش النساء فترة أطول من الرجال، تبلغ خمسة أعوام في المتوسط، إذا ما تساوت العوامل والظروف الأخرى.

ولكن هل من الممكن اختزال العمر إلى كم عددي مجرد، يعبر عنه بالأرقام فقط؟ أم أن نوعية الحياة خلال تلك السنوات، وخصوصاً على صعيد الصحة والخلو من الأمراض، تشكل هي الأخرى بعداً مهماً في تقييم حياة الشخص برمتها؟

إن هذه الأسئلة دفعت العلماء والباحثين في هذا المجال، إلى تطوير مفهوم جديد بدلا من متوسط العمر أو السنوات المتوقعة للحياة (Life Expectancy)، وهو مفهوم متوسط العمر الصحي أو سنوات الحياة المتوقعة للعيش بصحة (Healthy Life Expectency). وبناء على هذا المفهوم، شرعت منظمة الصحة العالمية، ومذ عام 2001، في نشر إحصائيات سنوية، تعبر عن متوسط سنوات الصحة، والتي تعرف على أنها السنوات التي يتوقع أن يحياها المرء في صحة كاملة، مع استثناء السنوات التي يحياها دون تمتعه بصحة كاملة نتيجة إصابته بالأمراض أو الحوادث.

ومثل هذه الإحصائيات الدولية، أصبحت تماثل بإحصائيات مشابهة تصدر عن الإدارة العامة للاتحاد الأوروبي (Eurostat)، وفي الولايات المتحدة ضمن الخطة القومية للتوعية الصحية والوقاية من الأمراض (Healthy People 2010 )، وهو الاتجاه الذي ينتشر حالياً بين العديد من الدول الأخرى لقياس ومتابعة نوعية الحياة التي يعيشها أفراد مجتمعاتها.

ولكن مرة أخرى، هل الجسم البشري، من أعضاء وأجهزة ووظائف قادر فعلا على الحياة لمثل تلك الفترات الطويلة في حالة من الصحة؟ وبمعنى آخر، هل استطاع الجسم البشري بمكوناته المختلفة، التطور تشريحياً وفسيولوجياً خلال قرن واحد من الزمان، لمواكبة القفزة الهائلة في متوسط العمر البشري خلال الفترة الزمنية نفسها؟ إجابة هذا السؤال هي النفي بالطبع. فعلى رغم أننا أصبحنا نعيش فترات أطول وأطول بمرور الوقت، إلا أن الحقيقة هي أن الجزء الأكبر من هذا العمر المديد يكون غالباً في ظل ظروف صحية صعبة، وتحت وطأة حزمة متنوعة من الأمراض المزمنة.

وهو ما أدى إلى ظهور تخصص، أو مجال بحثي جديد في العلوم الطبية، يعنى بتوفير أكبر قدر من الصحة، والظروف الطبية الطبيعية، للنصف الثاني من العمر القرني أو العمر المئوي الذي يتوقع أن يحياه المزيد والمزيد منا، أي على الخمسين عاماً الثانية من حياتنا.

وفي ظل التوقعات التي تشير إلى أن نصف المواليد الذين يولدون حالياً في بعض الدول الغربية، سيعيشون حتى سن المئة، سيتزايد الطلب بشكل ملحوظ على الاختراقات التي سيتوصل إليها هذا المجال البحثي الجديد، لمن ستأخذهم رحلة الحياة إلى سن المئة، أو ربما حتى لبضعة عقود بعد المئة.

مادة قادرة على إطالة العمر لسنوات عديدة

في السياق ذاته قالت دراسة علمية إن مادة طبيعية تدخل في العقاقير المستخدمة لمنع أجساد المرضى الذين يجرون عمليات زرع أعضاء من رفض العضو الجديد، نجحت في إطالة عمر فئران المختبرات بشكل ملفت.

ولفتت الدراسة التي نشرتها مجلة "الطبيعة" أن ذكور الفئران التي تلقت مادة "رابامايسين" عاشت لفترة تتجاوز المعدل العادي لحياة نظرائها بتسعة في المائة، بينما بلغت النسبة لدى الإناث 13 في المائة.

وجرت الدراسة تحت إشراف معهد دراسات الشيخوخة في الولايات المتحدة، وذلك في ثلاث مختبرات منفصلة وباستخدام ألفي فأرة ذات سمات جينية متشابهة، وقد جرى منح الفئران مادة "رابامايسين" بعد 600 يوم على ولادتها، أي ما يعادل 60 عاماً من حياة البشر.

ورغم أن التجربة بدأت في فترة متأخرة من أعمار الفئران، إلا أنها نجحت في إطالة أعمار الذكور بمعدل 101 يوماً، في حين زادت أعمار الإناث 151 يوماً، مقارنة بالفئران التي لم تتلق المادة، أي ما يعادل قرابة 13 سنة لدى البشر.

وقال راندي سترونغ، الطبيب المختص في مركز الصحة بجامعة تكساس، والذي ساعد في إعداد الدراسة، إن هذه الاختبار يظهر إمكانية تأخير الشيخوخة باستخدام العقاقير، وإن كانت الطريقة التي تعمل مادة "رابامايسين" من خلالها غير واضحة بعد، وفقاً لمجلة "تايم."

ويفترض العلماء أن للمادة تأثيراً معيناً على الاستجابات العصبية للجسم تجاه المغذيات الطبيعية، كما أنها تعزز القدرة على مواجهة التوتر.

ويشرح سترونغ قائلاً: "نفترض أن المادة تخدع الخلايا عندما يفقد الإنسان وزنه بسبب الشيخوخة، بحيث تعتقد أن الجسم ما يزال محافظاً على وزنه، فتعمد إلى مواصلة إنتاج البروتينات وتستخدمها بالطريقة الأمثل."

ويضيف أن منح الفئران "رابامايسين" لم يقلل فرص تعرضها للأمراض العادية، ولكنه اكتفى بتأخير عوارض الشيخوخة لديها.

ولكن استخدام المادة على الإنسان ما يزال دونه الكثير من العقبات، أبرزها تأثير "رابامايسين" على جهاز المناعة البشري، إذ ثبت أنه يضعف مقاومته للأمراض ويسهل تعرضه للالتهابات الطفيلية، كما يرفع من نسبة الدهون في الدم وقد يتسبب بأمراض القلب.

النشاط الاجتماعي

فيما قالت دراسة حديثة إن نجاح كبار السن في تنويع صداقاتهم وإبقاء علاقاتهم الاجتماعية يمكن أن يساعدهم على الإحساس بأنهم أصغر من أعمارهم الحقيقية، كما تسمح لهم بالاحتفاظ بحيويتهم وقدرتهم على الحركة بنشاط.

وقالت الدراسة، التي نشرتها مجلة "وثائق الطب الداخلي" إن القدرات الحركية لكبار السن على صلة مباشرة بعلاقاتهم وممارساتهم اليومية التي كلما ازدادت تزداد تأثيراتها الإيجابية على الدماغ. بحسب (CNN).

ولفت الدكتور أرون بوشمان، المتخصص في طب الأعصاب بجامعة "راش" بمدينة شيكاغو الأمريكية، والذي أشرف على الدراسة، إلى أن ما دفعهم إلى إنجازها كان ملاحظة تراجع قدرات الحركة وسرعة السير لدى كبار السن مقارنة بما كانوا عليه في شبابهم.

وتابع: "يمكن لدراستنا أن تفتح آفاقاً جديدة أمام دراسة الرابط بين النشاطات الاجتماعية والقدرات الحركية" وفقاً لمجلة "تايم."

وبحسب الدراسة، فقد جرى تحديد مجموعة من الأدلة التي تشير إلى أن المشاركة في نشاطات محفزة للتفكير والمشاركة الاجتماعية وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تحد من تراجع الحركة المترافق مع الشيخوخة.

كما تضيف الدراسة أن هذه النشاطات تفرز بروتينات معينة قادرة على حماية أعصاب الدماغ من الموت السريع، كما تعزز قوة الروابط الموجودة بينها، وهذه الحماية هي التي تضمن للجسم القدرة على مواصلة الحركة النشطة، كما في مرحلة الشباب.

وتقول الدراسة التي شملت حالات 906 أشخاص يبلغ متوسط أعمارهم 80 عاماً، إن الذين حافظوا على علاقات الصداقة والروابط والنشاطات الاجتماعية تمكنوا من تأدية عدة حركات يعجز عنها معظم كبار السن، وبينها السير بخط مستقيم والوقوف على قدم واحدة والوقوف على أصابع القدمين والدوران.

وبالمقابل، تعتبر الدراسة أن خلل الحركة لدى كبار السن يمثل إشارة مبكرة إلى وجود مشاكل تتعلق بقدراتهم الدماغية.

خفض السعرات الحرارية

في سياق متصل قالت دراسة علمية إن تخفيض نسبة السعرات الحرارية التي يتناولها المرء يومياً بنسبة 30 في المائة كفيل بإطالة العمر، إلى جانب تحقيق نتائج إيجابية أخرى ترتبط بتنشيط الدماغ، وذلك وفق دراسة أُجريت على القردة، واستمرت 20 عاماً.

وتكمن أهمية الدراسة في أنها أثبتت للمرة الأولى صحة هذه النظرية على ما يعرف بـ"الثديات العليا" والتي تضم البشر وأنواعاً من القردة، وذلك بعدما جرى التأكد منها على مستوى الفئران والحشرات والديدان.

ويقول براين ديلاني، مؤلف كتاب "حمية الحياة الطويلة،" والذي يتناول منذ عام 1992 حمية تقل فيها السعرات الحرارية عن حاجة جسمه بنسبة 20 في المائة، إن الدراسة أثبتت الكثير مما كان يقوله سابقا، كما أبرزت جانباً جديداً يتعلق بالفوائد التي تنعكس على الدماغ.

وشملت الدراسة التي نشرتها مجلة "العلوم" 76 قرداً من فصيلة "ريسوس" التي تمتلك الكثير من الصفات الشبيهة بالبشر، وقد أثبتت أن 13 في المائة فقط من القردة التي تناولت حمية منخفضة السعرات ماتت في العقد الثاني من عمرها، في حين ارتفعت النسبة لدى القردة التي تناولت وجبات عادية إلى 37 في المائة. بحسب (CNN).

ولفتت الدراسة إلى أن القردة التي مُنحت سعرات أقل حافظت مع تقدم السن على حجم مناطق الدماغ المسؤولة عن الحركة وحل المعضلات والذاكرة بصورة أفضل من سواها.

من جهته، قال ريكي كولمن، كبير الباحثين المشرفين على الدراسة، إن البحث أثبت بأن القردة التي تناولت سعرات أقل عاشت حياة أطول وأكثر صحة، مضيفاً أن أكبر القردة الموجودة لديه حالياً يبلغ من العمر 29 عاماً، علماً أن دورة حياة أفراد تلك الفصيلة في الأسر لا تتجاوز عادة 27 عاماً.

ونبه كولمن إلى أن الدراسة ركزت على السعرات الحرارية وليس كمية الطعام، مضيفاً أن القردة كانت تحصل على وجبات فيها بروتين ودهون وفيتامينات.

ولم تحدد الدراسة أسباب ارتباط خفض السعرات الحرارية بالحصول على حياة طويلة وصحية، غير أنها رجحت بأن يكون لذلك علاقة بتجنيب الجسم خطر السمنة التي تسبب الكثير من الأمراض.

بالمقابل، شكك أطباء في صحة ما ذهبت إليه الدراسة، مشيرين إلى أن خفض السعرات الحرارية قد يؤدي - على الأمد الطويل - إلى مشاكل صحية أبرزها الدوار والغثيان والتعب وتراجع كثافة العظام، خاصة إذا جرى تناول الحمية دون إشراف أخصائيين بالتغذية.

الألعاب الإلكترونية وقوة الذاكرة

من جانب آخر أعلن فريق علمي من جامعة ولاية كارولاينا الشمالية الأمريكية، عن نيتهم القيام بدراسة تستغرق أربع سنوات لمعرفة إذا ما كانت الألعاب الإلكترونية تخفف آثار الشيخوخة وتحول دون الإصابة بالخرف، وهو ما قد يعد فتحا لجميع الأجيال، برأي الخبراء.

فرغم أنه لا وجود حتى الآن لأي علاج فعال للقضاء على ظاهرة الخرف وضعف الإدراك عند الكبار، إلا أن الأبحاث كانت أظهرت أن هناك عدة وسائل للتخفيف من أثر هذا التدهور في الحالة الذهنية عند الشيوخ، منها تناول الأطعمة الصحية، والمداومة على التمارين الرياضية، بالإضافة إلى ممارسة نشاطات محفزة للذهن. بحسب (CNN).

ويحاول فريق بحث جامعة كارولاينا الشمالية، معرفة فيما إذا كانت الألعاب الإلكترونية قادرة على تحفيز الذهن في دراستهم، حيث اختاروا لعبة Boom Blox، كنموذج مثالي لدراستهم لأن أسلوب اللعب فيها يعتمد كليا على الحركات الفيزيائية؛ ذلك بدقة و قوة حركة جهاز تحكم قوي في يد اللاعب.

وأشار عالم النفس، جيسون ألير، إلى أن الدراسة تنصب على معرفة بعض آليات عمل الدماغ، حيث ينوي فريق البحث مراقبة إن كان تعدد المهام والتركيز الشديد هو ما قد يحفز أذهان الكبار أم تعاونهم مع الآخرين أثناء اللعب، أو هذين السببين معا.

والملاحظ، وفق مجلة "تايم" الأمريكية، أن هذه التجربة ليست فريدة من نوعها، إذ قامت منظمة روبرت وود جونسون بتخصيص 8.5 مليون دولار لإجراء دراسة حول تأثير الألعاب الإلكترونية على مختلف نشاطات الإنسان من مرض الزهايمر وصولا إلى القدرة على قيادة السيارات.

وذكرت بعض المواقع الإلكترونية، المتخصصة بعرض الألعاب المحفزة للذهن، أنها قد لاحظت تقدما في حالات مستخدميها، مثل موقع HAPPYneuron الذي أفاد أن مستخدميه كانوا قد ذكروا أن ذاكرتهم تحسنت بنسبة 16 في المائة منذ بداية تفاعلهم مع الموقع واللعب بالألعاب الموجودة عليه.

وبالمقابل شكك علماء بجدوى هذه الدراسات، مثل العالم النفسي بجامعة كولومبيا الأمريكية، ياكوف شتيرن، الذي يقوم بإجراء دارسة حول هذه المسألة، إذ يقول "إنني أعتقد أنه من السخافة أن يقوم أحد الأشخاص بشراء لعبة إلكترونية على أمل أن تقوي ذاكرته، لأنه لا يوجد حتى الآن أي دليل علمي واحد أنها ستكون فعالة."

وأوضح شتيرن أن تحفيز الذهن يساعد على تقوية الذاكرة، موضحا في الوقت نفسه أنه ليس معروفا حتى الآن "أي نوع من التحفيز وبأي مقدار."

رصد المراحل الاولى من الزايمر

من جهتهم قال باحثون ان فحوصا جديدة لتقييم التغيرات في كيمياء المخ والجسم تبشر بأمل جديد في تشخيص مرض الزايمر (خرف الشيخوخة) في مراحله الاولى مما سيساعد في البحث عن عقاقير جديدة للمرض.

وفي احدى الدراسات طور باحثون ايرلنديون فحوصا تقيس حجم المخ ومجموعة من فحوص الذاكرة حددت بدقة نحو 95 بالمئة من الاشخاص الذين تطورت حالتهم من ضعف متوسط في الادراك الى المراحل الاولى من الزايمر. بحسب رويترز.

وفي دراسة أخرى وجد باحثون أمريكيون أن نوعا من فحوص المخ تقيس نسبة الجلوكوز الى جانب الاداء الضعيف في اختبارات الذاكرة يعتبر مؤشرا قويا على تطور المرض.

وقدمت النتائج في اجتماع لرابطة الزايمر في العاصمة النمساوية فيينا وهي جزء من النتائج الاولية لدراسة استغرقت خمس سنوات وبلغت تكلفتها 60 مليون دولار وتهدف الى تحديد التغيرات التي تحدث في المخ وتشير الى تطور الزايمر.

وقال نيل بوكهولتز الذي يرأس مبادرة فحص مرضى الزايمر بالمعهد القومي الامريكي للمسنين في مقابلة عبر الهاتف "الفكرة انه اذا ما أمكن وجود أساليب حيوية لقياس ما يحدث في المخ فان هذا سيعطينا فكرة أفضل عما اذا كان لعقار ما تأثير حيوي."

وفحصت الدراسة التي مولتها الحكومة الامريكية وصناعة الدواء بنية المخ لدى أكثر من 800 شخص والتغيرات الحيوية مثل السوائل المحيطة بالحبل الشوكي التي ربما تعطي مؤشرا عن تطور المرض.

وبرغم الابحاث التي بدأت قبل عشرات السنين مازال الاطباء لا يملكون سوى عدد محدود من العلاجات الفعالة للزايمر وهو نوع من العته يصيب أكثر من 26 مليون شخص في العالم ومن المتوقع أن يبلغ اجمالي المصابين به 100 مليون بحلول 2050.

تحديد الاتجاهات نتاج عملية معقدة

الى ذلك قال عالم متخصص في مجال الدراسات المتعلقة بما يعرف بـ"حس الاتجاه" لدى المخلوقات إن الثقافات البشرية المتنوعة تؤثر على قدرات البشر في مجال تحديد الاتجاه ومعرفة طريقهم، ولذلك نجد أن البعض يجد طريقه بسهولة في مراكز التسوق أو الطرقات، في حين يشعر البعض الآخر بأنه ضائع تماما.

وذكر العالم أن تحديد الاتجاهات يتم بطريقتين، الأولى تعتمد الأسلوب المنطقي، بينما تعتمد الأخرى أسلوب حفظ المعالم، واعتبر أن لكل طريقة فوائد ومحاذير، وذلك بحسب البيئة التي يتم استخدامها فيها. بحسب (CNN).

وبحسب كولين إليرد، مؤلف كتاب "أنت هنا: لماذا يمكننا معرفة الطريق إلى القمر بينما نضيع في مراكز التسوق،" فإن بعض الثقافات طورت مع الزمن قدرات فائقة على تحديد الموقع والاتجاهات، وذلك بالاعتماد على الذاكرة وما تراه العين.

وعدد إليرد شعب الاسكيمو الذي يقطن في القطب الشمالي وشعوب أخرى تعيش في مناطق نائية ضمن الفئات التي طورت هذا النوع من القدرات، وذلك باعتبار أن صعوبة البيئة التي تعيش فيها تجعل العاجزين عن تحديد موقعهم أمام خطر الموت في العراء.

وأكد إليرد إلى أنه لم يعثر على أدلة جينية تشير إلى وجود اختلافات بين البشر في قدراتهم على تحديد الاتجاهات.

وأعاد أسباب عدم نجاح البشر برسم خرائط للمناطق التي يسيرون بها في معظم الأحيان إلى طبيعة عمل أدمغتهم، التي تقوم تلقائياً بتبسيط الأمور التي تواجهها، بحيث تحول المنعطفات والزوايا المائلة إلى طرقات مستقيمة.

ولحظ إليرد أن النساء غالباً ما يستخدمن أسلوب تحديد الاتجاهات من خلال حفظ المعالم، في حين يعتمد الرجال على التحليل المنطقي، غير أنه أشار إلى أن طبيعة بناء المدن الحديثة يجعل من الصعب استخدامهما على أرض الواقع.

معمرة ليبية

من جهتها أرجعت معمرة ليبية تبلغ من العمر 105 سنوات ولديها 108 من الأحفاد سبب تمتعها بصحة جيدة إلى اعتمادها هي وأسرتها على المنتجات الطبيعية. وأكدت المعمرة الليبية التي تعيش شرق العاصمة طرابلس أنها تعتمد وأسرتها في غذائهم على المنتجات الطبيعية وقالت :"إنني من أسرة لا تأكل إلا الشعير والتمر والبسيسة (أكلة شعبية ليبية) والقمح والحلبة المطحونة بالرحى ولا تشرب إلا شاي الزعتر والإكليل والروبية والحلبة". بحسب الوكالة الألمانية.

وأوضحت أنها تقوم منذ أكثر من 30 عاما بتربية الماعز لشرب حليبه والدجاج لأكل بيضه وتعتني بهم كثيرا. وقالت في مقابلة مع وكالة أنباء الجماهيرية الليبية للأنباء : "تزوجت مرة واحدة وأنجبت ستة أولاد وأربعة بنات وأصبح لي منهم الآن 108 أحفاد".

وأشارت المعمرة إلى أنها لم تصب بمرض طوال عمرها، وأنها لم تدخل مستشفى حتى الآن إلا مرة واحد عندما قامت بعيادة صديقة لها كانت مريضة بالمستشفى. وقالت :"عندما قمت بهذه الزيارة كنت مرتدية الزي الشعبي لمنطقة الطويلة وهو ما جعل المترددين على المستشفى يأخذون الصور التذكارية معي". وأكدت أنها ما زالت تحتفظ بكافة مقتنياتها المنزلية الشعبية مثل "الرحى والخرج ومخفية تخزين الطماطم وشكوة الحليب واللبن وعكة السمن والجبن".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 20/شباط/2010 - 5/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م