شبكة النبأ: شنَّت قوات لحلف شمال
الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة هجوماً حاسماً على آخر معقل كبير
لحركة طالبان في إقليم هلمند الأفغاني وسريعاً ما بدأت في الاشتباك مع
المتشددين.
ويمثل الهجوم اختباراً لزيادة القوات التي أمر الرئيس الأمريكي
باراك أوباما بإرسالها إلى أفغانستان في ديسمبر كانون الأول وكذلك
بداية حملة لبسط سيطرة الحكومة على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون
هذا العام قبل ان تبدأ القوات الأمريكية في خفض وجودها في 2011 .
وخلال ساعات من بدء العملية اشتبكت قوات مشاة البحرية الامريكية مع
مقاتلي حركة طالبان في بلدة مرجه وهي آخر معقل كبير للمتشددين في إقليم
هلمند الأفغاني.
وربما تتوقف احتمالات نجاح حملة يشنها حلف شمال الاطلسي على اخر
معاقل طالبان الكبيرة في اقليم هلمند بأفغانستان على ضمان الا يتكرر ما
حدث من دمار في عملية الفلوجة بالعراق عام 2004 .
وضخّمَ القادة الامريكيون من شأن التوقعات بأن العملية قد تساعد على
تحقيق الاستقرار لدولة أفغانستان المضطربة بشدة مثلما فعلوا قبل أن
تسحق الطائرات المقاتلة والدبابات الفلوجة بدعوى حماية العراقيين من
ارهاب المتشددين.
وقد تكون معاناة المدنيين المسألة الحاسمة بالنسبة لحلف الاطلسي
الذي يطلق خلال الايام القليلة القادمة واحدة من اكبر الحملات خلال
الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات للسيطرة على مرجة في هلمند.
وبعثت المنشورات التحذيرية وأصوات الطائرات الامريكية المقاتلة
والمدفعية قبل حملة الفلوجة رسالة لا لبس فيها للمدنيين العراقيين بأن
يرحلوا حتى لا يحاصروا في القتال.
وفي هذه المرة قررت قوات حلف الاطلسي أن تنصح المدنيين الافغان في
مرجة بعدم ترك منازلهم على الرغم من أنها تقول انها لا تعلم ما اذا كان
الهجوم سيؤدي الى قتال عنيف مما يزيد احتمالات المخاطر.
وقال مارك سيدويل الممثل المدني لحلف الاطلسي هذا الاسبوع " الرسالة
لسكان المنطقة بالطبع هي احتموا وابقوا في الداخل طوال استمرار
العملية."بحسب رويترز.
والتزم معظم السكان الذين يصل عددهم الى 100 الف نسمة أماكنهم وهو
ما يمكن أن يعد تعبيرا عن الثقة في قوات حلف الاطلسي التي تقودها
الولايات المتحدة.
وبخلاف العمليات العسكرية السابقة في أفغانستان أحيطت الحملة على
مرجة بدعاية طوال اشهر. ويقول قادة انهم يأملون أن يقنع هذا الكثير من
المقاتلين بالقاء سلاحهم او الفرار مما سيقلل من عدد القتلى في نهاية
المطاف.
غير أن المدنيين الذين غادروا المنطقة يتحدثون عن أن المقاتلين
يتحصنون في مراكزهم ويستعدون للمعركة.
وكما أظهرت حملة الفلوجة بالعراق لا يحتاج الامر الى عدد كبير من
المتشددين لاثارة رد انتقامي عسكري أمريكي هائل. فقد انتشرت حينها
تقارير على نطاق واسع بأن معظم مقاتلي القاعدة الاجانب الخطرين فروا
قبل المعركة وبقي المتشددون العراقيون.
ولا يحتاج الامر اكثر من وقوف متشدد على سطح منزل واطلاق النيران
على قوات حلف الاطلسي للتسبب في وابل من النيران من النوعية التي دمرت
معظم أنحاء الفلوجة وهو ما أدى لانتشار مشاعر معادية لامريكا وازدراء
للحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة.
15 ألف جندي يهاجمون معقل طالبان
وكان حلف شمال الأطلسي قد أعلن أن 15 ألف جندي من القوات الأفغانية
والدولية وعلى رأسها القوات الأميركية، شنّوا ليل الجمعة السبت الماضي
عملية واسعة النطاق على معقل لطالبان في جنوب افغانستان حيث يواجهون "مقاومة
قليلة"، حسبما ذكرت مصادر عسكرية.
وهي اكبر عملية للقوات الدولية منذ اعلان الرئيس الاميركي باراك
اوباما في كانون الاول/ديسمبر الماضي عن ارسال ثلاثين الف جندي اميركي
اضافي خلال العام الجاري من اجل قلب مسار الحرب في افغانستان حيث
تتصاعد حركة التمرد التي تقوم بها حركة طالبان.
وقتل خمسة متمردين على الاقل في الساعات الاولى للهجوم، حسبما ذكر
الجيش الافغاني. وبدأت العملية التي اطلق عليها اسم "معا" او "مشترك"
بلغة الداري بعيد منتصف الليل بانزال عناصر من مشاة البحرية الاميركية
(المارينز) وجنود افغان في بلدة مرجه.
ويصف مسؤولون عسكريون العملية بانها اكبر هجوم تشنه القوات الدولية
منذ بداية الحرب في نهاية 2001، بعد طرد طالبان من السلطة. لكن
المتمردين سخروا من العملية التي "احيطت بضجيج اعلامي كبير" ضد مرجة "المنطقة
الصغيرة جدا".
وصرح الجنرال شير محمد زازاي قائد الجيش الافغاني في اتصال عبر
الفيديو من لشكركاه عاصمة ولاية هلمند (جنوب) ان "معلوماتنا الاولية
تفيد عن مقتل خمسة اعداء في مواقع مختلفة وفي معارك وجها لوجه".
من جهته، قال اللفتنانت جوش ديدامز الناطق باسم المارينز في هلمند
ان "المروحيات انزلت في الساعة 2,30 قوات مشتركة في مدينة مرجه". واضاف
"نتقدم على الارض ونواجه مقاومة قليلة".
واكد الجنرال محي الدين غوري قائد الجيش الافغاني في هلمند لوكالة
فرانس برس ان "العملية انطلقت بنجاح كبير وتواجه قواتنا التي دخلت
المنطقة بعض المقاومة".
وقالت كابول والقوات الدولية ان "معا" هي المرحلة الأولى من عملية
واسعة تهدف إلى بسط سلطة الحكومة الأفغانية في ولاية هلمند احد معاقل
المتمردين الإسلاميين و"مستودع" الافيون.
قادة الأطلسي مرتاحون على الرغم من الألغام
والقناصة
وفي هذه الغضون عبّر المسئولون العسكريون في حلف شمال الأطلسي عن
ارتياحهم في اليوم الثاني من الهجوم على مرجه احد معاقل حركة طالبان في
جنوب افغانستان اذ يبدو ان المتمردين لا يبدون سوى مقاومة قليلة
مستخدمين الالغام وعمليات القنص.
ولم تتجاوز خسائر القوات الدولية الجنديين احدهما بريطاني والثاني
اميركي. اما الجيش الافغاني الذي يشارك في العملية فقال ان عشرين من
عناصر طالبان قتلوا. بحسب رويترز.
ويشن العملية 15 الف جندي معظمهم من الاميركيين يليهم البريطانيون
تحت راية القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف)
التابعة للحلف الاطلسي.
وكان حلف شمال الاطلسي اعلن السبت مقتل خمسة عسكريين بينهم ثلاثة
اميركيين في الجنوب الافغاني لكنه لم يوضح ما اذا كان البريطاني
والآخرون قتلوا في اطار العملية الجارية. وبعد 24 ساعة من بدء العملية
قال الجنرال غوردن ميسنجر الناطق باسم الجيش البريطاني في لندن ان
المسؤولين العسكريين في الحلف والجنرالات البريطانيون "مرتاحون جدا".
واكد ان الشعور ذاته عبر عنه المسؤولون العسكريون الاميركيون. واضاف
الجنرال البريطاني "جرت مواجهات متفرقة (...) لكن طالبان لم يتمكنوا من
تنظيم مقاومة متماسكة"، مشيرا الى "مقتل عدد قليل من المتمردين".
واكد الجنرال ميسنجر ان القوات الدولية "ضمنت امن اهداف استراتيجية
ولم تواجه سوى حدا ادنى من المعارضة".
وفي محيط مرجه رأى الجنرال الاميركي لاري نيكلسون ان الساعات ال24
الاولى للهجوم "جيدة"، حسبما نقل مصور لوكالة فرانس برس.
واضاف "تعرضنا لاطلاق نار من قناصة" بينما قامت آليات نزع الالغام "بتفجير
عدد كبير من العبوات الناسفة"، موضحا ان ذلك يبطىء من تقدم رجاله.
وقتل الجندي البريطاني السبت في انفجار احدى هذه العبوات في بلدة
مجاورة لمرجه حسب لندن بينما مقتل الاميركي بالرصاص في مرجه، حسبما اكد
نيكولسون.
وقالت كابول والقوات الدولية ان الهجوم هو مرحلة اولى من عملية
واسعة تهدف الى بسط سلطة الحكومة على ولاية هلمند احد المعاقل الرئيسية
لحركة طالبان و"خزان" الافيون الذي يشكل مصدر مهما لتمويل طالبان.
وفي واشنطن قال البيت الابيض انه يتم اطلاع الرئيس الاميركي باراك
اوباما عل مجريات الهجوم الذي يجري في جنوب افغانستان منذ ليل الجمعة
السبت. وسيعقد اجتماع صباح اليوم الاحد في هذا الشأن.
وهي اكبر عملية للقوات الدولية منذ اعلان الرئيس الاميركي في كانون
الاول/ديسمبر الماضي ارسال ثلاثين الف جندي اميركي اضافي خلال العام
الجاري من اجل قلب مسار الحرب في افغانستان حيث يتصاعد التمرد الذي
تشنه حركة طالبان.
ويصف مسؤولون عسكريون العملية بانها اكبر هجوم تشنه القوات الدولية
منذ بداية الحرب في نهاية 2001، بعد طرد طالبان من السلطة. لكن
المتمردين سخروا من العملية التي "احيطت بضجيج اعلامي كبير" ضد مرجه
"المنطقة الصغيرة جدا".
وقال الناطق باسم حركة طالبان يوسف احمدي "قتلنا ستة جنود اجانب في
اولى الاشتباكات". وبدأت العملية بعيد منتصف ليل الجمعة السبت بانزال
عناصر من مشاة البحرية الاميركية (المارينز) وجنود افغان بواسطة 60
مروحية في بلدة مرجه، في حين تقدم القسم الاخر من الجنود من المنطقة
المحاذية التي سيطروا عليها قبل ايام.
وستتركز العملية على مدينة مرجه ومحيطها حيث يقدر عدد السكان ب125
الف نسمة. وقالت السلطات المحلية ان آلاف السكان فروا قبل الهجوم.
وطلب الرئيس الافغاني حميد كرزاي مجددا السبت من حركة طالبان في
افغانستان القاء السلاح، محذرا في الوقت نفسه من خسائر بشرية وداعيا
مقاتلي طالبان الى "الاستفادة من هذه الفرصة (الهجوم) لنبذ العنف
والعودة للحياة المدنية الى جانب مواطنيهم الافغان لما فيه مصلحة
البلاد". |