سنوماغيدون.. تجتاح أوربا وأمريكا

عواصف ثلجية تاريخية توقِف الحياة وتشل الحركة

 

شبكة النبأ: بدأ الساحل الشرقي الأمريكي في إزالة الثلوج بعد عاصفتين ثلجيتين تاريخيتين ضربتاه في أسبوع مما أوقف الحياة في المنطقة بعد تساقط كميات قياسية من الثلوج وترك الآلاف بدون كهرباء وخلف فوضى تقدر بعدة ملايين من الدولارات.

وفي أوربا لقي عشرات من الناس حتفهم من شدة البرد، الذي يجتاح شرق القارة حيث هوت درجات الحرارة الى 35 درجة مئوية تحت الصفر في بعض المناطق متسببة في اغلاق المدارس وافساد حركة المرور والنقل بالطرق البرية والسكك الحديدية.

وتسببت موجة البرد القطبي القارس في احتجاز مئات المسافرين في عرباتهم وسط الثلوج المتراكمة أو في المطارات بعد إلغاء عشرات الرحلات، كما أدت إلى انقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل.

وتوقفت الحياة الى حد كبير من واشنطن الى بالتيمور وفيلادلفيا ونيويورك وأوقفت حكومات ولايات أعمالها وتراجعت حركة النقل العام كما ألغيت الاف الرحلات الجوية وأغلقت طرق سريعة.

وذكر المركز الوطني للارصاد الجوية أن ثلوج الشتاء في واشنطن حطمت رقما قياسيا لم يتكرر منذ 110 أعوام بعدما خلفت عاصفة يوم الاربعاء ثلوجا سمكها 139.4 سنتيمتر. وحققت بالتيمور أيضا رقما قياسيا موسميا وأشارت تقارير اخبارية الى أن الامر نفسه حدث في فيلادلفيا.

ومع انحسار العاصفة الى المحيط الاطلسي في وقت مبكر من يوم الخميس حثت السلطات المحلية السكان على البقاء في منازلهم وحذرت من ظروف قيادة سيئة بينما ضاعفت المحاريث جهودها لتنظيف الشوارع والطرق. وأعاقت الرياح القوية محاولات فرق الطواريء اعادة الكهرباء الى عشرات الالاف من السكان.

وتلقَّتْ وكالات حكومية اتحادية في منطقة واشنطن أوامر بالتوقف عن العمل لليوم الرابع على التوالي في خطوة قد تلحق خسائر انتاجية تقدر بمئة مليون دولار في اليوم.

وتوقفت الامم المتحدة عن العمل لكن وول ستريت وغيره من أماكن العمل ظلت تعمل وقدم جيه.بي.مورجان أغطية في غرف الاجتماع للعاملين الذين يضطرون البقاء في المكتب.

وتلقى السائقون تحذيرات بالابتعاد عن الطرق لان الثلوج سببت حوادث واغلاقا لطرق سريعة. وأشارت وسائل اعلام محلية الى وقوع حوادث لسيارات متعددة في بنسلفانيا وفرجينيا.

وألغيت الاف الرحلات الجوية وخففت خطوط الطيران من سياسات التذاكر للسماح للركاب بتغيير خططهم دون اجراءات عقابية وهي خطوات قد تخيم على الطيران المتضرر من الاقتصاد الذي يعاني من مشاكل.

واستيقظت واشنطن صباحا على طبقة من الثلوج بسماكة 30 سم فيما لا يبدو ان العاصفة المتوقعة حتى مساء اليوم قد خفت. وعلى احد طرق فيرجينيا قتل رجل وابنه صدمهما جرار بعد ان توقفا لمساعدة سائق دراجة نارية يواجه صعوبات بسبب سوء الاحوال الجوية.

وكانت هيئة الارصاد الجوية "ناشونال ويذر سرفيس" وجهت تحذيرا من "عاصفة ثلجية غير عادية" لمدة 24 ساعة بدءا من مساء الجمعة، طالبة من المواطنين عدم قيادة السيارات.

مقتل عشرات في أنحاء أوربا من شدة البرد

وفي شرق أوربا لقي عشرات من الناس حتفهم من شدة البرد الذي يجتاح شرق القارة حيث هوت درجات الحرارة الى 35 درجة مئوية تحت الصفر في بعض المناطق متسببة في اغلاق المدارس وافساد حركة المرور والنقل بالطرق البرية والسكك الحديدية.

ومن بحر البلطيق شمالا الى البحر الاسود جنوبا تسببت درجات الحرارة التي وصلت الى حد التجمد وسقوط ثلوج كثيفة في خلق حالة من الفوضى واضرت بامدادات الكهرباء والمياه والغذاء.

وتنبأ مسؤولو الارصاد الجوية ببضعة ايام اخرى من الجو الشديد البرودة قبل ان تبدأ درجات الحرارة في التحسن.

وفي بولندا قالت اجهزة الطوارئ ان 16 شخصا على الاقل ماتوا في الثلاثة الايام الماضية. وهبطت درجات الحرارة حتى 35 درجة مئوية تحت الصفر.

وفي أوكرانيا اغلقت مدارس كثيرة بعد ان نزلت درجات الحرارة الى 30 درجة تحت السفر في الاجزاء الشرقية من هذه الجمهورية السوفيتية سابقا. بحسب رويترز.

وأودى البرد الشديد بحياة قرابة 200 شخص في بولندا منذ مقدم الشتاء في نوفمبر تشرين الثاني 70 منهم منذ بداية يناير. وفي اوكرانيا قتل البرد 256 شخصا منذ 18 من ديسمبر كانون الاول حسبما ذكرته وزارة الصحة في كييف. وكان كثير من الضحايا من المشردين.

وتجمد ستة اشخاص حتى الموت في جمهورية التشيك و11 شخصا في رومانيا. وتوفي اثنان من المشردين في العاصمة البلغارية صوفيا.

وقالت السلطات في لاتفيا ان درجات الحرارة في المتوسط في جمهورية البلطيق كانت الاسبوع الماضي 15 درجة تحت الصفر منخفضة 19 درجة عن المعتاد. وأوردت استونيا ولاتفيا بيانات مماثلة.

وفي اسبانيا حيث تساقطت الثلوج على اشبيلية للمرة الاولى منذ نصف قرن وضعت 18 من المقاطعات الخمسين في حال تأهب الاثنين تحسبا لتساقط مزيد من الثلوج وانخفاض درجات الحرارة. وفي البرتغال تم فتح الطرق امام السيارات والشاحنات والحافلات الاثنين لكن عددا منها لا تزال مقطوعة. وفي مدريد التي غطتها الثلوج الغيت صباح الاثنين 57 رحلة من مطار باراخاس.

والغيت رحلات ايضا من فرانكفورت ثالث مطار اوروبي لجهة عدد المسافرين. فقد الغيت 15 من الرحلات ال1200 المقررة لصباح الاثنين اي اقل من الرحلات ال320 التي الغيت في نهاية الاسبوع بحسب بيان للشركة التي تدير المطار.

واضافت شركة فرابورت ان مدارج المطار الثلاثة كانت تعمل لكن على المسافرين ترقب الغاء رحلات وتأخر اخرى عن مواعيدها. وتأثرت ايضا رحلات القطارات بسبب موجة الصقيع.

وخفضت شركة يوروستار عدد رحلاتها بين لندن والقارة الاوروبية. وعلقت رحلات القطارات في اسكتلندا خصوصا بين انفرنس وبرث وبين ادنبرة وغلاسكو.

كما اثر تساقط الامطار والثلوج على حركة السير في بولندا حيث انقطع التيار الكهربائي عن 70 الف منزل منذ 24 ساعة. والوضع نفسه بالنسبة الى حركة السير ورحلات القطارات في تشيكيا. وسجلت براغ تساقطا كثيفا للثلوج لم تشهد مثيلا له منذ 17 سنة.

وفي شمال المانيا حيث يعود الوضع الى طبيعته ببطء "يتوقع الغاء رحلات او تأخيرها" على خطوط عدة بحسب ما اعلنت شركة السكك الحديد الالمانية.

وقالت شرطة ليوبك ان مناطق عدة في جزيرة فيهمارن الالمانية على بحر البلطيق كانت صباح الاثنين لا تزال معزولة.واغلقت مدارس في مقاطعات مكلنبرغ-بوميرانيا الغربية وشليسفيغ-هولشتاين وسكسونيا السفلى.

وقال جينز هوفمان من مركز الارصاد الجوية الالمانية لوكالة فرانس برس ان "الاحوال الجوية تحسنت عموما في كل انحاء البلاد".

واضاف "يتوقع تساقط ثلوج من حين الى اخر على كل مناطق المانيا. وستكون كثيفة خصوصا في شمال البلاد لكن الرياح العاتية التي هبت على المنطقة تراجعت حدتها".

احتجاز مئات المسافرين وسط الثلوج المتراكمة

وتسببت موجة البرد القطبي القارس في احتجاز مئات المسافرين في عرباتهم وسط الثلوج المتراكمة او في المطارات بعد إلغاء عشرات الرحلات، كما أدت إلى انقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل.

وأدت الظروف الجوية السيئة إلى عزل قرى في شمال ألمانيا وفي جزر البلطيق وكذلك الى عرقلة رحلات القطارات إذ لا تزال شركة "يوروستار" التي تسير رحلاتها بين فرنسا وبريطانيا عاجزة عن تسيير اكثر من اثنين من ثلاثة قطارات.

وأدى المنخفض الجوي النادر الذي أطلق عليه الخبراء الجويون اسم "ديزي"، الى هبوب عواصف ثلجية على شمال المانيا ادت الى اغلاق الطرق الرئيسية وغيرها من الطرق والسكك الحديدية في بعض النقاط. ووجد المئات انفسهم عالقين في سياراتهم او شاحناتهم او في القطارات طوال الليل بسبب الثلوج، حسب السلطات.

وقالت ماكسي هارتونغ من نادي السيارات في المانيا انه "لا يتوقع ان يتحسن الوضع اليوم. ولا تزال المانيا تشهد وقوع حوادث حيث تؤدي السيارات والشاحنات الى اغلاق الطرق".

وتساقطت كميات اضافية من الثلوج على المانيا خلال اليوم الاحد خاصة في المنطقة الشمالية الشرقية، وحذرت توقعات الاحوال الجوية من سقوط مزيد من الثلوج خلال الليل وطوال يوم الاثنين، حيث يتوقع ان تتساقط الثلوج الكثيفة على المناطق الجنوبية.

وغطت الثلوج كافة انحاء المانيا. وفي لايبزيغ (شرق)، بلغ ارتفاع الثلوج 29 سنتم. اما في برلين، فبلغت سماكته 27 سنتم وهامبورغ 12 سنتم بحسب مركز الارصاد الجوية.

وعزلت قرى بكاملها في مقاطعة شليزفيغ-هولستين وجزر بحر البلطيق، فيما وقع اكثر من الف حادث سير في انحاء المانيا في الايام الاخيرة ادى العديد منها الى وفيات.

وتضررت حركة النقل الجوي كذلك حيث الغيت 91 رحلة منذ منتصف الليل (23,00 ت غ) في مطار فرانكفورت الذي يعد ثالث اكثر المطارات الاوروبية نشاطا. وكان قد تم الغاء 255 رحلة السبت.

اما بريطانيا التي تعاني من اكثر فصول الشتاء بردا منذ 30 عاما، فلم تهطل ثلوج كما كان يخشى خلال الليل، الا ان خبراء الارصاد حذروا من عودة تساقط الثلوج بغزارة في وقت متاخر الاحد.

وبعد الغاء 50 رحلة في مطار هيثرو في لندن، تم الغاء المزيد من الرحلات في المطارات البريطانية الاحد. ورفعت السلطات البريطانية تحذيرا من نقص الغاز بسبب ارتفاع الطلب الاحد بعد وصول المزيد من امدادات الغاز. وذكر الاعلام البريطاني ان 26 شخصا على الاقل لقوا حتفهم في ارجاء البلاد نتيجة البرد القارس.

وفي لندن، اغلقت بحيرة السباحة "سيربينتاين" في هايد بارك لاول مرة منذ نحو 140 عاما. كما تم الغاء سبع من مباريات الدوري الانكليزي لكرة القدم اضافة الى كافة مباريات الراغبي ما عدا واحدة.

وتعود هذه الظروف الجوية القاسية على نحو غير معتاد الى التقاء نادر لهواء دافئ ورطب من البحر الابيض المتوسط مع هواء بارد قادم من الشمال والشرق، حسب ما افاد ميشيل دالوز من الارصاد الجوية الفرنسية.

وفي فرنسا، تسبب سقوط الثلوج والمطر في شل الحركة حيث علق حوالى الف مسافر مساء السبت في مطار ليون (وسط شرق) بينهم 500 بريطاني اتوا للتزلج في جبال الالب، وتم تحويل مسار رحلات جوية كان يفترض ان تحط في غرونوبل وشامبيري الى ليون بسبب الثلوج.

وانقطعت الكهرباء عن حوالى 3000 منزل في جنوب شرق فرنسا لليوم الثاني، فيما تسبب الصقيع في العديد من الحوادث على الطرق في المناطق المجاورة لباريس، مما ادى الى اغلاق تقاطعات الطريق السريع ومنع سير الشاحنات عليها. الا انه وفي وقت لاحق، تحسنت الظروف الجوية بما يكفي لترفع سلطات الطرق الفرنسية حالة الانذار في معظم انحاء البلاد.

وفي بولندا، شلت الامطار الغزيرة حركة القطارات على محور وارسو-كراكوفيا. وحرم حوالى 80 الف منزل من التيار الكهربائي في منطقة تقع بين شيستوشوا وكاتوفيش (جنوب) بسبب اضرار لحقت بشبكة التوزيع نتيجة سقوط اغصان اشجار.

وفي شمال شرق جمهورية تشيكيا، ادى تساقط الثلوج الكثيفة الى وقف حركة القطارات الى سلوفاكيا المجاورة لنحو ست ساعات، فيما انقطعت الكهرباء عن الالاف في جنوب شرق البلاد.

وفي البلقان، ادى تساقط الامطار وذوبان الثلوج الى فيضانات في انحاء من كرواتيا والبوسنة، واعلان حالة الطوارىء في منطقة ليكا وسط كرواتيا واخلاء مئة منزل.

وفي هولندا، حذرت الارصاد الجوية من مخاطر الجليد على الطرقات. وفي بلجيكا، تأثرت حركة الملاحة الجوية بشكل طفيف الاحد مع توقع تساقط كميات محدودة من الثلوج. وعلى الطرقات السريعة، وقعت حوادث عدة بسبب الجليد ليلا في فلاندريا (شمال) معظمها من دون خطورة.

وفي سويسرا اغلق مطار جنيف الدولي منذ الساعة 1,00 (منتصف الليل بتوقيت غرينيتش) وبقي الاف الاشخاص على امل التمكن من السفر. وفي فرنسا علق حوالى الف مسافر مساء السبت في مطار ليون (وسط شرق) بينهم 500 بريطاني اتوا للتزلج في جبال الالب وحول مسار رحلات التشارتر التي كان يفترض ان تحط في غرونوبل وشامبيري الى ليون بسبب الثلوج.

وكان يفترض ان ينقل هؤلاء السياح الاحد بحافلات الى مراكز التزلج. واستؤنفت الرحلات ظهرا في مطار ليون وعادت حركة الملاحة الى طبيعتها في مطار رواسي شارل ديغول الذي الغى نصف رحلاته امس بسبب سوء الاحوال الجوية. كما تساقطت الثلوج الليلة الماضية مجددا على بريطانيا لكن بكثافة اقل.

وكانت المطارات الرئيسية في البلاد مفتوحة الاحد لكن حركة الملاحة الجوية كانت مضطربة مع الغاء بعض الرحلات وتأخير اخرى. وبقيت شركة يوروستار تشغل قطارين من اصل ثلاثة. وتوفي ما لا يقل عن 26 شخصا في بريطانيا منذ هبوب موجة البرد بحسب وسائل الاعلام.

وفي بولندا شلت الامطار الغزيرة حركة القطارات على محور وارسو-كراكوفيا. وحرم حوالى 80 الف منزل من التيار الكهربائي في منطقة تقع بين شيستوشوا وكاتوفيش (جنوب) بسبب اضرار لحقت بشبكة التوزيع نتيجة سقوط اغصان اشجار. وفي هولندا حذرت الارصاد الجوية من مخاطر الجليد على الطرقات.

وفي بلجيكا تأثرت حركة الملاحة الجوية بشكل طفيف الاحد مع توقع تساقط كميات محدودة من الثلوج. وعلى الطرقات السريعة وقعت حوادث عدة بسبب الجليد ليلا في فلاندريا (شمال) معظمها من دون خطورة.

كما شهدت الولايات المتحدة موجة برد قطبي ترافقت السبت مع تساقط للثلوج بشكل غير معهود على الولايات الجنوبية حيث سجلت درجات حرارة متدنية انخفاضا قياسيا غير معهود خصوصا في ولاية فلوريدا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 15/شباط/2010 - 30/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م