مصداقية اليابان الصناعية على المحك..

هوندا وكويتو تلحَقان بـ تويوتا في خَرق معايير السلامة

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: كثرت الانتقادات في اليابان ضد مجموعة تويوتا لصناعة السيارات التي تعتبر اكبر مؤسسة في الأرخبيل واتهمت بالنيل من سمعة البلاد الدولية بسبب الخلل التقني الذي أدى إلى سحب الملايين من سياراتها عبر العالم.

ويبدو أن السياسة الأمريكية تلعب دورا في رد فعل واشنطن العنيف على المشاكل المتعلقة بالسلامة التي أضرت بسمعة تويوتا لكن أحدا لا يتوقع تكرارا للحروب التجارية المريرة التي وترت العلاقات التجارية بين البلدين وأدت لاهتزاز عملتيهما قبل عدة عقود.

ومن جهة اخرى انظمَّت شركة هوندا موتور الى طابور تويوتا فقالت الشركة انها ستستدعي 440 ألف سيارة (هوندا) أخرى في أنحاء العالم لإصلاح عيوب في الوسائد الهوائية.

فيما اعترفت شركة يابانية ثالثة هي (كويتو انداستريز) بأنها زوّرت معلومات تتعلق بسلامة مقاعد في أكثر من ألف طائرة تستخدمها 32 شركة للطيران، بذلك ضربة اخرى لمصداقية اليابان.

اعتذار متأخر

وأعرب تويودا وهو حفيد مؤسس تويوتا عن "اسفه العميق" للخلل في دواسة السرعة الذي ادى الى سحب اكثر من ثمانية ملايين سيارة منذ الخريف وكذلك الخلل الذي طرأ على كوابح السيارات من طراز بريوس.

وكتبت صحيفة نيكيي التي تعتبر مرجع اوساط الاعمال ان "الكلمات لا تكفي لتسوية المشكلة ان تويوتا تمثل اليابان وقد تؤدي مشاكلها الى النيل من سمعة اليابان برمتها".

واعتبرت صحيفة يوميوري شيمبون المحافظة الاكثر رواجا في البلاد "لا شك في ان تويوتا افرطت في الثقة بالنفس بشان التجهيزات التي هي الاكثر حداثة تكنولوجية في سياراتها، وانها استخفت بشكاوى الزبائن". واضافت ان "انعدام الرد المناسب على الاخفاق الحالي قد ينال من الثقة الدولية في تكنولوجيات اليابان الصناعية". بحسب رويترز.

ورات منافستها صحيفة اشاهي شيمبون من وسط اليسار ان رد تويوتا كان "بطيئا جدا". وقالت ان "العالم سينظر كيف تستخلص تويوتا بتواضع دروس هذه السلسلة من المشاكل لتصنع سيارات اكثر امانا".

وقد اعرب وزير الخارجية كاتسويا اوكادا الجمعة عن خوفه على سمعة اليابان. ونقلت وكالة كيودو عن اوكادا قوله "انها مشكلة تعتري مجمل صناعة السيارات اليابانية والثقة في المنتوجات اليابانية".

ورفع العديد من اصحاب السيارات شكاوى قضائية جماعية بحق تويوتا في الولايات المتحدة وكندا واتهموها بالافراط في غض النظر عن خلل يتسبب احيانا في تعطيل دواسة السرعة بينما افادت معلومات صحافية ان المجموعة تبلغت بذلك منذ 2007.

لكن تويوتا نفت تلك الاتهامات بشدة. واعلن نائب رئيسها المكلف الجودة شينيشي ساساكي الجمعة ان "شركتنا لا تخفي ابدا هذا النوع من الحالات، اننا نعلنها لوزارة النقل ونحقق فيها".

وبدات تويوتا الجمعة تصليح النماذج الثمانية المعنية بالخلل في دواسة السرعة في الولايات المتحدة بينما استؤنف بيعها في كندا بعد توقفه منذ 26 كانون الثاني/يناير.

السياسة تلعب دورا في مشاكل تويوتا

ويبدو أن السياسة الامريكية تلعب دورا في رد فعل واشنطن العنيف على المشاكل المتعلقة بالسلامة التي أضرت بسمعة تويوتا لكن أحدا لا يتوقع تكرارا للحروب التجارية المريرة التي وترت العلاقات التجارية بين البلدين وأدت لاهتزاز عملتيهما قبل عدة عقود.

ويرجع ذلك بدرجة كبيرة الى أنه على الرغم من أن تويوتا موتور كورب قد تعد هدفا سهلا لكونها أكبر شركة لتصنيع السيارات في العالم الا أن الشركات اليابانية بوجه عام لم يعد ينظر اليها باعتبارها ذلك المنافس القوي الذي هز الثقة الامريكية يوما.

وقال تاكوجي أوكوبو كبير الخبراء الاقتصاديين لدى سوسيتيه جنرال سيكيوريتيز في طوكيو "انه مزاج أمريكي للحماية التجارية موجه بالاساس ضد الشركات الاجنبية."

وأضاف "لكنه يختلف عن الثمانينيات أو الفترة الرئاسية الاولى (للرئيس الامريكي الاسبق بيل) كلينتون عندما كانت هناك صراعات تجارية وكانت أسعار الصرف تتحرك وفقا للاوضاع السياسية.

"حتى الان تقتصر المشكلة على تويوتا. اعتقد أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة مازال هو الصين وسعر الصرف الصيني."بحسب رويترز.

وتفاقمت مشاكل تويوتا عندما استدعت طرازها الرائد بريوس وسيارات هجين أخرى من جميع أنحاء العالم لوجود عيب في المكابح وذلك قبل يوم فقط من شهادة مقررة لتنفيذي كبير بالشركة أمام الكونجرس في جلسة للجنة المراقبة التابعة لمجلس النواب في واشنطن.

واتهمت السلطات الامريكية المعنية بالسلامة وأعضاء من الادارة الامريكية تويوتا بالبطء الشديد في التعامل مع المشاكل المتعلقة بدواسات السرعة التي لا يمكن السيطرة عليها التي يزعم أنها تسببت في مقتل ما يصل الى 19 شخصا في الولايات المتحدة خلال العقد المنصرم.

وصرح وزير النقل الياباني سيجي مايهارا بأنه سيجتمع بالسفير الامريكي جون روس يوم الاربعاء للتأكيد مجددا على قوة العلاقات.

وقال للصحفيين "استدعاء المنتجات المعيبة أمر مهم لكن كل دولة تحتاج لبحث كيفية الحيلولة دون أن يتحول ذلك الى مشكلة دبلوماسية" مضيفا أن رد فعل الولايات المتحدة كان "محسوبا للغاية".

وليس هناك من يزعم وجود مؤامرة أمريكية للاطاحة بتويوتا. لكن الكثيرين في اليابان يرون أكثر من مجرد تلميح لوجود تأثير لعوامل داخلية أمريكية - بدءا من افلاس شركتي جنرال موتورز وكرايسلر العام الماضي واتهامات بأن القواعد التنظيمية للبنوك المتساهلة هي التي أدت للازمة العالمية الى الموقف الصعب الذي وقع فيه الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له الرئيس الامريكي باراك أوباما قبل الانتخابات النصفية في نوفمبر تشرين الثاني.

وقال كازو اكاتسوكا الذي يعمل في أحد مصانع السيارة بريوس الهجين في مدينة تويوتا بوسط اليابان "بالطبع تويوتا لديها بعض المشاكل لكنني أشعر كما لو أنه يتم التركيز عليها."

وأضاف اكاتسوكا الذي يعمل لدى تويوتا منذ 35 عاما "في الولايات المتحدة تهاوت شركات لتصنيع السيارات وأشعر أن البعض ربما يستغلون ذلك كفرصة. ربما لا يمكنني أن أسميها عملا كيديا ولكن ثمة شيء ما."

تراجع مبيعات تويوتا وبريوس تلحق بطابور الاستدعاء

وفيما انضمت سيارات "بريوس" الهجينة إلى قائمة السيارات التي تعاني من مشكلات فنية والتي قد يتم سحبها هي الأخرى من الأسواق لعيوب فيها، انخفضت مبيعات الشركة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر يناير/كانون الثاني بحدود 8.7 في المائة، إذ بلغت مبيعات شركة تويوتا 98796 سيارة، بحسب أرقام المبيعات اليومية.

وجاء ذلك بعد تعليق الشركة لمبيعات بعض طرزها في السادس والعشرين من الشهر نفسه، حيث أوقفت مبيعات 8 طرز بسبب مشكلات في مبدل السرعة، وتشكل الطرز الثمانية نحو 60 في المائة من إجمالي سيارات الشركة.

ولكن الطراز الوحيد الذي أصاب نجاحاً وسط هذه الأزمة التي تمر با شركة تويوتا هو طراز الليكزس، الذي حقق زيادة في المبيعات بلغت 14.2 في المائة، حيث تم بيع 15517 وحدة منها.

وبحسب بيانات الشركة، فقد سجل طراز سيارات "ياريس" انخفاضاً بنسبة 10.3 في المائة، بينما انخفضت مبيعات كامري بنسبة 17.7 في المائة، وسيون تي سي بنسبة 25 في المائة، وأفالون بنسبة 51.7 في المائة.

وكان وزير النقل الياباني قد طلب من الشركة التحقيق في شكاوى عن عيوب فنية في سيارات "بريوس" في اليابان، والتي كانت قد حققت أفضل المبيعات خلال داخل اليابان خلال العام 2009.

وقال مسؤولون حكوميون إن وزارة النقل تلقت 14 شكوى تتعلق بالمكابح في سيارات "بريوس" الجديدة، منذ شهر يوليو/تموز الماضي، في حين قال فرع الشركة في الولايات المتحدة إنه تلقى شكاوى مماثلة وأنه يقوم بالتحقيق فيها. بحسب سي ان ان.

وفي الأثناء، قالت تويوتا في بيان لها على موقعها على الإنترنت إنه لا شيء أهم لها من "سلامة وأمن سياراتها ومدى الاعتماد عليها بالنسبة للزبائن والعملاء."وعبرت عن امتنانها للكافة الهيئات الحكومية ذات العلاقة.

ويأتي هذا في وقت ارتفع فيه عدد السيارات التي سيتم استدعاؤها لخلل فيها إلى ما يزيد على 8 ملايين سيارة.

وزير النقل الياباني ينتقد بطء سحب سيارات تويوتا

من جانب آخر انتقد وزير النقل الياباني سيجي مايهارا بطء مجموعة تويوتا في سحب الالاف من السيارات المصابة بخلل تقني.

وفي حديث مع الصحافيين قال الوزير الياباني لرئيس مجموعة تويوتا آكيو تويودا "كنت اتمنى منكم ان تكونوا الى جانب السائقين، وكنت اتمنى اتخاذ اجراءات اسرع من جانبكم بدلا من القول ببساطة انه لا مشكلة تقنية كبيرة". بحسب رويترز.

وكانت مجموعة تويوتا اعلنت انها ستسحب حوالى 400 الف سيارة هجينة من حول العالم، تشكل سيارات النموذج الاحدث من طراز "بريوس" القسم الاكبر منها، وذلك بسبب مشاكل في نظام الفرملة.

واوضحت تويوتا في بيان ان النماذج المعنية بهذا القرار هي "بريوس" و"ساي" ولكزس اتش 250 اتش" و"بريوس بي اتش في" وهو نموذج بريوس الاكثر انتشارا من سواه ويمكن شحن بطاريته من اي قابس كهربائي.

وقال الوزير في المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب اجتماعه مع رئيس مجموعة تويوتا "قلت لرئيس تويوتا ان المجموعة قد تكون استخفت في البدء بمشكلة الفرامل، من دون اخذ وجهة نظر الزبائن بعين الاعتبار. وهذا على الارجح ما جعلها لا تتصرف بسرعة. وطلبت منه الا يتكرر ذلك مجددا".

واضاف الوزير "ان سحب (السيارات) لا ينبغي ان ينظر اليه على انه امر سيء لدى الرأي العام (...) على العكس، هو يدل على مسؤولية المؤسسة المعنية".

هوندا تلحق بركب تويوتا وتواجه تحقيقات جديدة

من جهة اخرى قالت هوندا موتور انها ستستدعي 440 ألف سيارة أخرى في أنحاء العالم لاصلاح عيوب في الوسائد الهوائية بينما تواجه منافستها تويوتا موتور تحقيقات جديدة بشأن أضخم أزمة لها تتعلق بالسلامة على الاطلاق.

وحتى الان سحبت هوندا ثاني أكبر شركة سيارات يابانية نحو 950 ألف سيارة بسبب مشكلات الوسائد الهوائية التي يقال ان لها صلة بحالة وفاة واحدة واصابة 11 شخصا.

وفي حين أن عمليات استدعاء السيارات ليست أمرا غير شائع كما أن حجم سحب هوندا ليس ضخما فانه يأتي في توقيت حساس للصناعة.

ويجاهد صناع السيارات لاعادة جذب العملاء بعد تباطوء عنيف في خضم الازمة المالية وتواجه تويوتا أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم عاصفة من الانتقادات بشأن مشاكل توجيه محتملة في سيارتها الاحدث من طراز كورولا. بحسب رويترز.

وقالت الادارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة انها تجري مباحثات في هذا الصدد مع تويوتا لمعرفة ان كان الامر يستلزم تحقيقا رسميا وهو اجراء اعتيادي عند مراجعة شكاوى.

ووسعت تويوتا أمس الثلاثاء نطاق أكبر عملية سحب تقوم بها على الاطلاق لتشمل 400 ألف سيارة أخرى من أحدث نماذج الطراز بريوس وطرز هجينة أخرى بسبب مشاكل في المكابح. كما استدعت أكثر من 7300 سيارة كامري في الولايات المتحدة لاصلاح مشاكل أخرى.

ويضاف هذا الى 8.1 مليون سيارة استدعتها الشركة منذ سبتمبر أيلول بسبب مشاكل في دواسات البنزين قيل انها تسببت في حوادث تصادم أودت بحياة 19 شخصا على الاقل.

وأجلت لجنة بالكونجرس الامريكي جلسة استماع كانت مقررة يوم الاربعاء لمناقشة عمليات الاستدعاء ورد تويوتا بسبب عاصفة ثلجية متوقعة على واشنطن.

كان أكيو تويودا رئيس تويوتا قال يوم الثلاثاء انه قد يتوجه الى الولايات المتحدة الاسبوع القادم لمعالجة انتقادات بأن الشركة كانت بطيئة جدا في عمليات استدعاء سابقة.

وقال يويتشي هوجو المدير المالي لهوندا في تصريحات لرويترز ان عملية سحب 437 ألفا و763 سيارة من المرجح أن تكلف الشركة ما يقدر بنحو 20 مليارا الى 30 مليار ين (223 مليون دولار الى 335 مليونا).

شركة كويتو اليابانية تخرق قواعد السلامة لمقاعد طائرات

واعترفت الشركة اليابانية كويتو انداستريز بانها زورت معلومات تتعلق بسلامة مقاعد في اكثر من الف طائرة تستخدمها 32 شركة للطيران، بذلك ضربة اخرى لمصداقية اليابان.

وقامت شركة يوكوهاما المركزية باختبار معلوماتي قياسي لاكثر من 150 الف مقعد مستخدمة في طائرات البوينغ وايرباص للزبائن بينها طائرات تابعة للشركات "اير كندا" و"كي ال ام" والخطوط الجوية الاسكندينافية والخطوط الجوية السنغافورية. وبين الطائرات التي تأثرت بذلك نحو 300 طائرة في الخطوط الجوية اليابانية وشركة "اول نيبون ايروايز".

وطالب وزير النقل الياباني سيجي مايهيرا الشركة وهي اكبر شركة يابانية لصناعة مقاعد الطائرات، بتطوير عملياتها الانتاجية مؤكدا عدم وجود اي مشكلة وان الطائرات ستواصل رحلاتها.

واكد مسؤول في الوزارة ان "المعلومات مزيفة لكن هذا لا يعني ان الطائرات معرضة للخطر بشكل مباشر واعادة اختبارها سيعزز من سلامة المقاعد". واعرب رئيس الشركة تاكاشي كاكيجاوا عن اعتذاره. وقال انه "لو فشلت اختبارات السلامة لاخرنا تسليم الانتاج".

وصناعة المقاعد من مسؤولية كويتو انداستريز بينما تجري صناعة اجزاء اوتوماتيكية بالتعاون مع تويوتا التي تعاني من ضغوط ازاء سحب ملايين السيارات حول العالم بسبب مشاكل في الدواسات والمكابح.

ولا تملك تويوتا حصصا مباشرة في كويتو انداستريز. وقال مسؤول اخر في وزارة النقل ان :السلطات قد انتبهت الى مشكلة كويتو بعد ان تلقت تقارير عديدة من الداخل حول معلومات الشركة المزيفة".

واضاف ان "المصنع اجرى جزءا من الية الاختبار لمتانة المقاعد ومقاومة الحرائق واستخدم صورا من اختبارات سابقة"، مشيرا الى ان المعلومات تعود الى منتصف 1990. ولفتت الشركة الى ان الوزارة طلبت من كويتو اعادة اختبار منتجاتها لتاكيد سلامتها وتعزيزها اذا لزم الامر.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/شباط/2010 - 28/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م