
شبكة النبأ: قالت منظمة العفو الدولية
أن وضع حقوق الإنسان في اليمن تدهور بشكل كبير في 2009، وانتقدت خصوصا
السلطات في إطار حربها مع المتمردين في الشمال المطالِبين بإصلاحات
اجتماعية واقتصادية والانفصاليين في الجنوب.
وفي تقريرها العالمي للعام 2010، لم توفر المنظمة الدولية توجيه
انتقادات للحكومة أيضا بسبب الإجراءات التي اتخذتها لمكافحة الإرهاب،
منددة بالتوقيف التعسفي لأكثر من 135 شخصا.
وتلقي الولايات المتحدة التي أزعجها انزلاق اليمن نحو الفوضى بثقلها
وراء حكومة يلوّثها الفساد ويحاصرها الفقر ونقص الموارد والمياه، كما
أن شرعيتها وسيطرتها ضعيفة في أرجاء مناطق شاسعة في البلاد. فيما تشيع
بالفعل مشاعر معادية للولايات المتحدة بين اليمنيين البالغ عددهم 23
مليونا. الامر الذي قد يشعل تعاطفا أكبر مع المتشددين في البلاد التي
تنتشر فيها الأسلحة على مستوى المدن والقرى والأرياف وحتى الصحراء..
وللمرة الأولى يعير العالم اهتماما لليمن بفضل محاولة فاشلة قام بها
تنظيم القاعدة لتفجير طائرة ركاب أمريكية. فقد اجتمع مانحون غربيون
وعرب في لندن الأسبوع الماضي ليترجموا قلقهم من التهديد الذي يمثله
المتشددون الذين يتخذون من اليمن مقراً لهم إلى مساعدة عملية لحكومة
الرئيس علي عبد الله صالح.
واذا كانوا يريدون تقليل خطر شن مزيد من الهجمات مثل المحاولة التي
وقعت في 25 ديسمبر كانون الاول لتفجير طائرة متهجة الى ديترويت سيكون
عليهم بذل جهود متضافرة وطويلة المدى لمساعدة اليمن على وضع حد للفقر
والصراع والفساد وكلها عوامل يتغذى عليها المتشددون الاسلاميون.
والمهمة حساسة ومثبطة للهمم لان كما لمحت وزيرة الخارجية الامريكية
هيلاري كلينتون أسلوب الحكم الذي ينتهجه صالح في حد ذاته جزء من الفوضى
التي تسود اليمن. بحسب رويترز.
وقالت "يجب أن يتصدى اليمن للتحديات التي يواجهها" وحثت حكومة صنعاء
على اجراء اصلاحات ومكافحة الفساد وتحسين مناخ الاعمال والاستثمار.
وسعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الى مساعدة اليمن من قبل لكن الاهتمام
كان يفتر بعد تحقيق مكاسب أولية.
وقال فيليب مكرام من وحدة التحليل المخابراتية بمؤسسة ايكونوميست في
لندن "القاعدة في جزيرة العرب ظهرت في اليمن جزئيا لان الولايات
المتحدة أخذت تخفض دعمها بعد النجاح في سجن معظم (الجيل الاول) من
الجهاديين."
وعلى نفس المنوال توقفت جهود سابقة لتحفيز التقدم الاقتصادي
والاجتماعي في اليمن الذي يحتل المرتبة 140 من جملة 182 دولة على مؤشر
الامم المتحدة للتنمية البشرية. فقد تعهد مؤتمر للمانحين عام 2006
بتقديم 4.7 مليار دولار لليمن لكن لم ينفق الا القليل من هذا المبلغ
وأرجع هذا جزئيا الى عدم قدرة اليمن على استيعاب التمويل.
مشاكل الفقر والفساد أكبر من خطر القاعدة
ويجري الجيش اليمني تدريبات يومية لمحاولة القضاء على أفراد تنظيم
القاعدة، الذين يتخذون من البلاد ملاذا لنشاطاتهم في المنطقة، إلا أن
مراقبين يرون أن هزيمة هذا التنظيم لن تكون سهلة أو يسيرة كما يعتقد
الجيش نظريا.
فالضربة الجوية التي استهدفت عددا من أفراد تنظيم القاعدة في اليمن،
يعتقد أنها "أدت إلى سقوط عشرات الضحايا اليمنيين من المدنيين والعزل،"
مع تصاعد الاحتمالات بأن تصبح محاربة تنظيم القاعدة في اليمن مشابهة
لما يحدث في أفغانستان أو باكستان.
وحول هذا الأمر يقول الصحفي الأمريكي من أصل يمني حكيم المسماري: "إذا
أرادت الولايات المتحدة مهاجمة القاعدة فيمكنهم ذلك ولكن من دون قتل
المدنيين ... فمعظم الهجمات حتى اليوم تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين
الأبرياء."
وتتفق العديد من الشخصيات اليمنية مع المسماري في هذا الرأي، إذ حذر
رجل الدين اليمني عبد المجيد الزنداني من التدخل الأجنبي في السياسية
اليمنية أو إرسالها قوات لمحاربة تنظيم القاعدة في اليمن، حيث يقول: "ماذا
ستفعل إذا غزت قوات أجنبية بلدك؟ ستقوم بقتلهم بالتأكيد.. فالدفاع عن
الأرض هو واجب إسلامي."بحسب سي ان ان.
وعلى أرض الواقع، يرى يمنيون تحدثوا إلى CNN أن القاعدة لا تمثل
خطرا عليهم أو على بلادهم، فهم يعتقدون أن "المشكلات الحقيقية هي
الفساد، والفقر، والخدمات الصحية، وهي حقوق أساسية لكل الناس،" إلا
أنهم "قد لا يمتلكون الشجاعة الكافية للحديث علنا، وانتقاد كل ما تقوم
به الحكومة."
وعلى الجانب الآخر، يتفهم اليمنيون الاهتمام الكبير ببلدهم، فهناك
معونات دولية تصلهم، واستثمارات عالمية قد تحرك الاقتصاد الراكد في
البلاد.
يقول المسماري: "تلقى اليمن معونات بقيمة مئات الملايين من
الدولارات، فبما أننا حصلنا على ذلك، فلنحاول إقناع أنفسنا أن القاعدة
لا تتواجد على الأراضي اليمنية."
ومع استمرار تدفق العون العسكري والمادي للحكومة اليمنية، قدمت هذه
الأخيرة وعودا للدول الكبرى بالسيطرة على تنظيم القاعدة، ومنع انتشار
نشاطاتها في كافة أنحاء البلاد، حفاظا على الأمن الوطني والعالمي.
بدون مساعدات.. اليمن يواجه خطر أن يصبح دولة
فاشلة
من جانب آخر قال وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي ان اليمن يواجه
خطر ان يصبح دولة فاشلة اذا لم يساعده المجتمع الدولي في تطوير اقتصاده
بما يوفر للشبان بدائل عن السير في طريق التشدد.
وقال القربي "الحقيقة الواقعة هي ان المشكلة الاقتصادية هي السبب
الأكبر لجميع المحن التي يواجهها اليمن الآن."وسُئل ان كانت بلاده وصلت
لهذا المستوى من الخطر فقال القربي "آمل ألا يصبح اليمن دولة فاشلة..
هناك خطر بالطبع (ان يصبح هكذا).. لكني أعتقد ان العنصر الأساسي (لعدم
حدوث ذلك) هو مدى ارتفاع اليمنيين الى مستوى التحديات والابتعاد الفعلي
عن المشاحنات السياسية."
وأعلن اليمن الحرب على القاعدة بعد ان بات تحت ضغط لاتخاذ اجراءات
صارمة ضد القاعدة التي قال جناحها في اليمن انه يقف وراء محاولة فاشلة
لتفجير طائرة متجهة الى الولايات المتحدة يوم 25 ديسمبر كانون الاول.
كما يقاتل اليمن تمردا شيعيا في الشمال ونزعة انفصالية في الجنوب.
وقال القربي "يعاني اليمن من مشكلة اقتصادية خطيرة.. لديه مشكلة
خطيرة في الفقر.. يواجه تحديا خطيرا للبطالة بين شبانه."كل ذلك يشكل
تربة خصبة للتحول الى التشدد وبالتالي اذا لم يحصل اليمن على الدعم
الاقتصادي والتنموي فان التحول الى التشدد سيكون تحديا خطيرا."
ويعيش 42 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة على
أقل من دولارين في اليوم. وقال القربي ان معدل البطالة يبلغ 30 في
المئة وان 65 في المئة من سكان البلاد دون الخامسة والعشرين.
مركز لتأهيل المتشددين بتمويل أمريكي
وقال مسؤول حكومي ان اليمن سيبدأ بناء مركز تأهيل يتكلف 11 مليون
دولار للمعتقلين العائدين من جوانتانامو في غضون ثلاثة اشهر حيث يتوقع
تلقي اموال من الولايات المتحدة.
ويوجد 91 معتقلا يمنيا تركوا في السجن الامريكي في خليج جوانتانامو
بكوبا. وعلقت واشنطن نقل المعتقلين الى اليمن هذا الشهر بسبب الموقف
الامني المتدهور في البلاد في أعقاب حملة على متمردي تنظيم القاعدة.
ويجتمع وزراء خارجية دول غربية ودول خليجية ومصر والاردن وتركيا في
لندن يوم الاربعاء لبحث سبل اشاعة الاستقرار في اليمن وهو يكافح ضد
القاعدة وتمرد شيعي في الشمال وحركة انفصال في الجنوب.
وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه ان "انشاء المركز يحتاج الى 11
مليون دولار والجانب الامريكي أعلن انه مستعد لتقديم المبلغ بالكامل."
وقال المسؤول اليمني ان مركز التأهيل سيقع اما في العاصمة صنعاء أو
في اقليم حضرموت الذي يضم عددا من المؤسسات التعليمية الدينية المعتدلة.
وقال المسؤول دون ان يذكر اسماء ان المركز ستديره وزارة الاوقاف
اليمنية وسيرأسه على الارجح رجل دين له نفوذ يشتهر بأرائه المعتدلة.
هيومن رايتس ووتش: تدهور وضع حقوق الانسان في
اليمن
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش ان وضع حقوق الانسان في اليمن "تدهور
بشكل كبير في 2009"، وانتقدت خصوصا السلطات في اطار حربها مع المتمردين
في الشمال والانفصاليين في الجنوب.
وفي تقريرها العالمي للعام 2010، لم توفر هيومن رايتس ووتش توجيه
انتقادات للحكومة ايضا بسبب الاجراءات التي اتخذتها لمكافحة الارهاب،
منددة "بالتوقيف التعسفي لاكثر من 135 شخصا يشتبه في ان لهم علاقات مع
الارهاب من دون توجيه تهمة لهم".
وشنت السلطات اليمنية في الاسابيع الاخيرة هجوما كبيرا ضد تنظيم
القاعدة المتمركز بقوة في شرق البلاد، ما اسفر عن مقتل او اعتقال عشرات
الاعضاء المفترضين في هذا التنظيم. بحسب فرانس برس.
وقالت المنظمة "ان التقدم الذي سجله اليمن سابقا بهدف ارساء دولة
القانون، تراجع". ونددت هيومن رايتس ووتش بموقف القوات الحكومية، وكذلك
بموقف المقاتلين الشيعة الحوثيين الذين يخوضون مواجهات مع لقوات
الحكومية في شمال البلاد.
وقال التقرير "ان القوات الحكومية وكذلك المقاتلين الحوثيين جندوا
اطفالا للقتال". واضاف "لقد اقدم المقاتلون الحوثيون على تصفيات خارج
القانون وعرضوا للخطر مدنيين باطلاقهم النار من مناطق آهلة بالسكان".
وتابع التقرير ان "القوات الحكومية لجأت الى عمليات قصف جوية عشوائية
على مناطق آهلة بالمدنيين".
وبدأت آخر مرحلة من المعارك في 11 اب/اغسطس. وشاركت القوات السعودية
في النزاع في بداية تشرين الثاني/نوفمبر بعد مقتل عنصر من حرس الحدود
السعودي برصاص متمردين تسللوا الى الاراضي السعودية.
وحملت منظمة هيومن رايتس ووتش ايضا على السلطات السعودية، مؤكدة
انها "منعت دخول اللاجئين الى المملكة" و"رفضت السماع بعبور المساعدات
الانسانية المخصصة لليمن اراضيها". وتعرقل صنعاء ايضا المساعدات
المخصصة للشمال، بحسب التقرير.
وفي الجنوب، عمدت القوات الامنية الى "اعتقالات تعسفية كثيفة في
اوساط الحراك الجنوبي السلمي" الذي يدعو الى الانفصال، وقتلت الشرطة او
جرحت متظاهرين.
ما هي مخاطر تدخل القوى الخارجية في مشكلات
اليمن؟
يشكل تنظيم القاعدة واحدا من الضغوط التي تذكي عدم الاستقرار في
اليمن في منطقة تضم السعودية وبعضا من خطوط الملاحة البحرية الاكثر
نشاطا في العالم.
وتثير مجموعة من المشكلات الاخرى انزعاج اليمن من بينها تمرد للشيعة
الذين يطالبون بحقوق اقتصادية واجتاعية، ونزعة انفصالية في الجنوب ونقص
في المياه وتراجع في الدخل من النفط وأزمة انسانية والفقر المتفاقم
وضعف سيطرة الدولة.
ويقول البنك الدولي ان حوالي 42 في المئة من سكان اليمن البالغ
عددهم 23 مليون نسمة يعيشون على أقل من دولارين في اليوم. وتراجعت في
الاسبوع الماضي قيمة الريال اليمني الى أدنى مستوى له منذ سنوات. وهبطت
عائدات انتاج النفط المتضائل بنسبة 70 في المئة في الفترة بين يناير
كانون الثاني وأكتوبر تشرين الاول عام 2009. ولا تستطيع صادرات الغاز
الجديدة أن تسد الفجوة. بحسب رويترز.
ومن المقرر أن يتضاعف سكان اليمن في السنوات العشرين القادمة لكن
الوظائف شحيحة بالفعل وموارد المياه تشارف على الانهيار.
وفيما يلي بعض الاسئلة والاجوبة بشأن كيف يمكن للقوى الخارجية أن
تتعامل مع اليمن، بحسب رويترز:
ما هي السياسة الامريكية تجاه اليمن؟
تعهد صالح بالتعاون مع الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر
أيلول 2001 على مدينتي واشنطن ونيويورك الامريكيتين وحصل على مساعدات
عسكرية واقتصادية في المقابل. ولكن بحلول عام 2004 كانت القاعدة في
فوضى على ما يبدو وضعف الاهتمام الامريكي. وفي عام 2006 قلصت الولايات
المتحدة المساعدات لاظهار غضبها من تساهل متصور من قبل اليمن في
التعامل مع المتشددين.
وعاد البندول لسابق عهده. ويصنف مسؤولو مكافحة الارهاب الامريكيون
اليمن الان باعتباره شاغلا رئيسيا بعد أفغانستان وباكستان.
وأبلغ الرئيس الامريكي باراك أوباما الرئيس اليمني في سبتمبر أيلول
الماضي بأن أمن اليمن حيوي بالنسبة للولايات المتحدة عارضا مزيدا من
المساعدات على الدولة الفقيرة.
وقال الجنرال الامريكي ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية
الامريكية الذي بحث في الثاني من يناير كانون الثاني في صنعاء التعاون
العسكري مع صالح ان واشنطن ستزيد مساعداتها الامنية لليمن التي تبلغ 70
مليون دولار الى أكثر من الضعف.
وشنت القوات اليمنية في الاسابيع الاخيرة بمساعدة غير مباشرة على
الاقل من الولايات المتحدة عددا من الغارات على أهداف للقاعدة.
وامتنعت الولايات المتحدة الى حد كبير عن انتقاد عملية "الارض
المحروقة" العسكرية التي شنها صالح على المتمردين الحوثيين من الطائفة
الزيدية الشيعية في شمال اليمن في أغسطس اب الماضي. لكنها لم تقبل
مزاعم الحكومة اليمنية بأن ايران تدعم المتمردين.
وتلقي الولايات المتحدة التي أزعجها انزلاق اليمن نحو الفوضى بثقلها
وراء حكومة يلوثها الفساد كما أن شرعيتها وسيطرتها ضعيفة في أرجاء
مناطق شاسعة في البلاد.
وتشيع بالفعل مشاعر معادية للولايات المتحدة بين اليمنيين البالغ
عددهم 23 مليونا. وقد يشعل تدخل الولايات المتحدة بشكل أكبر في محاربة
القاعدة تعاطفا أكبر مع المتشددين في البلاد التي تنتشر فيها الاسلحة.
ماذا يفعل السعوديون؟
السعودية هي أكبر مانح للحكومة اليمنية وأهم حليف لها الى جانب
الولايات المتحدة ولكن بعض اليمنيين مستاءون من نفوذ جارتهم الغنية.
ويخشى السعوديون أن يحاول الجناح اليمني لتنظيم القاعدة الذي أعيدت
تسميته قبل عام ليصبح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب شن هجمات انطلاقا
من اليمن لزعزعة استقرار المملكة وحلفاء الولايات المتحدة الاخرين في
منطقة الخليج المنتجة للنفط.
وفي أغسطس اب الماضي كاد مهاجم انتحاري من تنظيم القاعدة في جزيرة
العرب أن يقتل الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية
السعودي الذي يقود حملة المملكة على الارهاب.
وهاجمت القوات السعودية من يصفونهم بمتسللين حوثيين في نوفمبر تشرين
الثاني الماضي بعد غارة شنها المتمردون عبر الحدود.
وقالت الرياض ان أكثر من 100 جندي سعودي قتلوا في الحرب. ومن بين
المظالم التي يعددها الحوثيون غارات يشنها متشددون سنة تدعمهم السعودية
في مناطقهم بشمال اليمن. وأدت أعمال العنف الى نزوح أكثر من 200 ألف
مدني.
ما الدور الذي تلعبه ايران؟
رفضت الحكومة اليمنية التي تصور الحوثيين كمخلب قط لايران عروضا من
طهران للوساطة في صراع له جذور عميقة ترجع الى أيام الحرب الاهلية في
اليمن في الستينات.
وتتبنى وسائل الاعلام الايرانية خطا مؤيدا للحوثيين وتردد اتهامات
المتمردين بخصوص التدخل السعودي والامريكي في القتال لكن طهران تنفي
تسليح أو تمويل المتمردين.
ويقول دبلوماسيون غربيون انه ليس لديهم أدلة تذكر على أي دعم ايراني
للحوثيين. ولكن بعض المحللين يقولون ان التدخل السعودي وكذلك مجموعة من
المشاعر المعادية للزيديين بين الاغلبية السنية في اليمن قد تعزز أكثر
المصالح المشتركة بين الحوثيين وايران.
ولماذا يتعين على العالم أن يهتم؟
أبرزت محاولة التفجير الفاشلة لطائرة ركاب متجهة للولايات المتحدة
يوم عيد الميلاد خطر أن يتحول اليمن الى ملاذ امن لمتشددي القاعدة. وأي
فشل لليمن سيشكل أيضا تهديدا للسعودية ودول الخليج الاخرى.
وهناك قلق أيضا جراء قرب اليمن من الصومال الواقع على الجانب الاخر
من خليج عدن والذي يوجد فيه مجتمع من القراصنة يضرون بالملاحة الدولية.
وتمر أكثر من 20 ألف سفينة في خليج عدن كل عام متوجهة أو قادمة من
قناة السويس. وعلى الجانب الاخر من شبه الجزيرة العربية يمر كل يوم عبر
مضيق هرمز 40 في المئة من تجارة النفط التي تنقل بحرا أو حوالي 17
مليون برميل يوميا.
وأعلنت جماعة الشباب الاسلامية المتشددة المتمردة في الصومال في أول
يناير كانون الثاني أنها مستعدة لارسال تعزيزات للقاعدة في اليمن اذا
شنت الولايات المتحدة هجمات انتقامية هناك.
ويستضيف اليمن على الرغم من الضغوط الاقتصادية التي يواجهها عدة
مئات من الصوماليين وغيرهم من اللاجئين والمهاجرين الافارقة يسعى
كثيرون منهم للانتقال الى دول خليجية أخرى أو لاوروبا.
كما يواجه اليمن أزمة انسانية في الشمال وفي أرجاء البلاد وتظهر على
أكثر من نصف الاطفال اليمنيين علامات على نقص النمو بسبب سوء التغذية. |