شبكة النبأ: رغم تزايد أعداد القنوات
الفضائية العراقية خلال السنوات الست الأخيرة إلا أن هناك بعض القنوات
تمكنت من فرض وجودها من خلال البرامج الهادفة والناجحة والتي استطاعت
أن تجذب شرائح واسعة من المشاهدين، ولعل من بين تلك القنوات هي قناة
الأنوار الفضائية، التي تبنَّت ومنذ انطلاقها منهج الإسلام المعتدل
البعيد كل البعد عن التطرف والتشدد، فاستطاعت خلال فترة قصيرة أن تحتل
مكاناً مرموقاً بين القنوات الأخرى.
ولتسليط الضوء على هذه القناة أجرت (شبكة النبأ المعلوماتية) حواراً
مع السيد محمد رضا القزويني مدير مكتب قناة الأنوار الفضائية في العراق:
*ما هو رأيك بتعدُّد القنوات
الفضائية في العراق؟ وهل هي حالة صحية أم ماذا؟
- جاء هذا الانفتاح على القنوات الفضائية ما بعد سقوط النظام
الدكتاتوري عام 2003، وقد يحقق هذا الانفتاح حالة من الاطلاع على
العالم إلا أن هذا المعنى سلاح ذو حدّين حيث برزت العديد من القنوات
وهي تحمل أسماء وألوان وأمزجه متنوعة إلا إنها من المؤسف تعزف على وتر
الانقسام والفتنة، وتنمّي حالة التشرذم داخل النسيج العراقي وهي تتاجر
باسم الوطن والدين وتحاول إثارة الفتن، ولكن حسب علمنا المتوارث أن
البقاء للأصلح نتيجة لابد منها.
*ما هي أهدافكم؟
- الهدف الأساس هو أن نشيع ثقافة التسامح ونبذ العنف كما ندعو إلى
خلق قاعدة متساوية بين جميع الطوائف والمذاهب الإسلامية وأن ننقل جزء
من واقع المذهب الشيعي إلى العالم ومحاولة تغطية المناسبات الدينية ومد
جسور الثقافة الإسلامية الحقيقية عبر الخطب والبرامج التي تلهج بنور
الإسلام بعيدا عن داء التعصب والانفعال وهذا هو جوهر ومضمون الإسلام
الحق.
*هناك قنوات دينية وهناك قنوات
أخرى متحررة فإلى ماذا تنصح العائلة العراقية؟
- كما قلت أن الصراع أو التنافس قائم منذ بدء الخليقة إلا أن
التنافس اليوم يعتمد على أسس حضارية ومتمدنة فالمشاهد أو المتلقي هو
سيد الموقف، حيث ما تقتضي رغبته يتجه، إلا إني وبحكم واقعنا العربي
والإسلامي أنصح العائلة العراقية أن تلتفت إلى القنوات الرصينة وذات
المضمون العلمي والاجتماعي بعيدا عن ثقافة الابتذال والتدني في السلوك
والأخلاق، وهي ليست دعوى موجهة ضد قناة بعينها، ولا ندعو بذات الوقت
إلى الاتجاه نحو قناة الأنوار حصريا بل هي نوازع رغبة إنسانية جادة يجب
ان نقولها بحكم توجهاتنا الدينية والإنسانية، وأن نثقّف إلى الطريق
القويم من خلال التمييز بين القنوات.
*من هو صاحب فكرة تأسيس قناة
الأنوار الفضائية؟ وهل هناك نيّة لاستحداث برامج نوعية؟
- في الواقع قناة الأنوار تعمل بأيادي عراقية من المهتمين بأمور
العقيدة الإسلامية الصحيحة، وبدأت فكرة إنشاء القناة من خلال جمع
التبرعات التي تدعو إلى أظهار الفكر الشيعي بوجه مشرق، بعد أن كنّا
محرومين لعقود طويلة عن إظهار الحقائق أي حقائق المذهب الجعفري مذهب
أهل البيت (ع).
وكان من أول الدعاة إلى تأسيس قناة فضائية لبث البرامج الدينية
الخاصة هو المرجع الديني الراحل الإمام السيد محمد الشيرازي (قده)، وقد
سعى في حياته كثيرا الى فتح قناة فضائية أو الحصول على جريدة عالمية،
فلم يتسنى له رحمه الله ذلك حتى سقوط النظام السابق، فأتيحت لنا الفرصة،
ولكن القناة كانت ولا تزال تعاني من الناحية المادية، وبحول الله تعالى
تمكنت هذه الفئة القليلة من الشباب المؤمن من الاستمرار في بث البرامج
التي تعنى بالدفاع عن عقيدة الإسلام الصحيحة والمتمثلة بمذهب أهل البيت
(ع)، وبطبيعة الحال لم يكن في تلك المجموعة أناس لهم الخبرة في العمل
التلفزيوني وربما بدرت بعض الأخطاء وبعض الهفوات إلا أننا على طريق
التطور والتصحيح المستمر ان شاء الله تعالى.
* هل أخذتم بنظر الاعتبار نقل صورة
الطائفة الشيعية والإسلام بصورة عامة بأبهى صورة للعالم؟.
- هذا ما نعمل ونصبوا إليه وربما وجدنا أو جابهنا بعض الانتقادات
من أطراف إسلامية شيعية في بعض مجالات الإعلام وبالأخص ما يتعلق
بالشعائر الحسينية إلا أن الركيزة الأولى في عمل قناة الأنوار مستندة
على إعلامنا الشيعي وإرشادات المراجع الدينية.
* هل هناك ثمة معوّقات تعترض عملكم؟
- بالتأكيد أي عمل لا يسير بيسر على طول الخط وقد تعترضه أمور
كثيرة وأنا أرى كل المعوقات أو الإشكالات ما هي الا نتيجة طبيعية،
وخاصة المسائل المرتبطة بتوفر الخدمات، فالكهرباء والواقع الأمني
المتذبذب هي من أهم الأمور التي تواجهنا في بعض الأحيان.
*ما الذي يميّز قناة الأنوار عن
القنوات الأخرى؟
- سؤال مهم جداً فأنت ترى بأم عينك كل قناة تحمل على عاتقها شعار
معين أو إستراتيجية وهي تدافع عنها بشراسة وبشتى الطرق، وهناك قنوات
كثيرة ليس لها عنوان محدد فتجدها في فترة تحمل لواء مناصرة الحكومة
مثلا وبعد فترة وجيزة تراها بالجهة المقابلة، وهناك أيضا قنوات ليس
لديها هوية معينة فكل من يدافع أكثر هو صاحب الامتياز وهناك أيضا قنوات
أخرى جل اهتمامها أن تنال من الآخرين وتحاول أن تسيء إليهم إلا أن ما
يميز قناة الأنوار الفضائية أنها ومنذ تأسيسها تسعى إلى ردم الهوّة بين
المسلمين وتسعى إلى إشاعة شعار التسامح ونبذ العنف والدعوة إلى التوحيد
تحت راية الإسلام العظيم وهذا بقناعتي شعار طالما حافظنا علينا والى
يومنا هذا وهو ما يميزنا عن القنوات الأخرى.
*هل من كلمة أخيرة؟
- لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لـ(شبكة النبأ
المعلوماتية)، ومن ثم أدعو كل الجهود المخلصة وفي هذا الظرف بالتحديد
إلى بناء المؤسسة الحكومية، وأن نرسل إلى العالم رسالة محبة من شأنها
أن ترفع الضيم والحيف عن كاهل ديننا الحنيف وأن نرفض كل التجاوزات
الشخصية لبعض المتاجرين بالإسلام، وأن نكون أمينين على حمل الرسالة
المحمدية إلى كل العالم، سيما وأن البث التلفزيوني اليوم يمتد إلى آفاق
غير محدودة
وفي الختام لا يسعني إلا أن أدعو من العلي القدير سبحانه وتعالى أن
يجعل هذا البلد أمناً من كيد الأعداء وأن يجتمع أهله على كلمة لا اله
إلا الله ومحمد رسول الله (ص). |