أوباما بعد سنة: خيبة أمل واحتمالات تغيير نهج المهادَنة

فقدان الأغلبية في مجلس الشيوخ والهفوات الأمنية داخل البيت الأبيض!

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: بعد نحو سنة على وصوله إلى البيت الأبيض لم يخفِ الرئيس الأميركي باراك اوباما خيبة أمله لبطء ما تحققَ مِن تقدُّم حتى الآن.

ويجد اوباما الذي أطلق مبادرة التحاور مع الأعداء والخصوم رافضا نهج التصعيد والمواجهة البوشي نفسه اليوم وبعد الأحداث الثلاثة الخطيرة التي فضحت هشاشة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأميركية، في مواجهة انتقادات شديدة من الجمهوريين ومنظمات وهيئات اهلية خاصة، قد تجبره على انتهاج سياسات أكثر تشددا في الحرب ضد الإرهاب وفي التعامل مع إيران في المرحلة المقبلة".

فقد بانت علائم الاحباط  بعد سنة من رئاسته عندما دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما انصاره الى عدم التراجع وعدم الشعور بالاحباط، وذلك بعدما تعرض الحزب الديموقراطي الذي ينتمي اليه لهزيمة انتخابية اثارت تساؤلات حول قدرة اوباما على امرار اصلاحاته.

وقال اوباما خلال اجتماع في واشنطن لمجموعة «اورغنازينغ فور امريكا» (التنظيم من اجل امريكا) التي نشأت من التعبئة الشعبية لحملته الانتخابية العام 2008 «لا اريدكم ان تشعروا بالاحباط». واضاف «لم نمض قدما الى هذا الحد لنسير الان على بيض». وجاء كلامه بعد ساعات من اداء السناتور الجمهوري سكوت براون اليمين اثر فوزه بمقعد السناتور الديموقراطي تيد كينيدي الذي توفي في اغسطس.

وقال «في حال قرر الكونغرس عدم القيام بهذا الاصلاح (...) يستطيع الامريكيون عندها ان يقرروا ما اذا كان هذا الكونغرس قام بالخيار السليم من اجلهم او لا».

ويشكل هذا الكلام انتقادا واضحا للديموقراطيين الذين ادت انقساماتهم الى تأخير اقرار المشروع الاصلاحي قبل ان يخسروا الغالبية.

واضاف اوباما «علينا الا نتراجع، لن نستقيل ولن استقيل. ما زلت مندفعا جدا ومستعدا للمضي قدما وهذا بفضلكم».

كما ظهرت خيبة الأمل بصورة واضحة في قول اوباما أمام مئات المصلين في كنيسة معمدانية في واشنطن "يسألني البعض لماذا أبدو دائما بهذا الهدوء، أريد أن اعترف لكم باني في بعض الأوقات لا أكون هادئا كما تظنون، وزوجتي تعرف ذلك تماما. هناك أوقات أجد فيها أن التقدم بطيء جدا، وأوقات أجد أن الكلمات الموجهة الي جارحة، كما أن هناك أوقاتاً يبدو لي فيها أن كل هذه الجهود لا طائل منها".

ولكن على الرغم من الإخفاقات والخروقات الأمنية الفاضحة والمتكررة لم يفقد اوباما ثقة الأميركيين من قدرته على حماية بلادهم من الإرهاب، وفقا لنتائج استطلاع أجرته محطة  سي أن أن.

وتابع اوباما "التغيير بطيء بشكل مؤلم، كما عليّ أيضا أن أواجه شكوكي أنا". وجاء كلام اوباما، وهو اول رئيس اسود يتسلم مقاليد الرئاسة، عشية يوم عطلة مخصص للاحتفال بذكرى وفاة الداعية المدافع عن الحقوق المدنية للسود مارتن لوثر كينغ.

واوضح الرئيس الاميركي ان الايمان هو الذي يساعده على الحفاظ على رباطة جأشه "لذلك علينا ان نتمسك بهذا الايمان" حسب قوله مضيفا "معا سنتمكن من تجاوز تحديات هذه المرحلة الجديدة".

هل يتجه أوباما إلى تغيير نهجه المهادن؟

وعلى الرغم من الإخفاقات والخروقات الأمنية الفاضحة التي تسببت في محاولة التفجير الفاشلة لطائرة الركاب الأميركية فوق ديترويت في ديسمبر الماضي، لم يفقد الرئيس اوباما ثقة الاميركيين من قدرته على حماية بلادهم من الارهاب، وفقا لما اظهرته نتائج الاستطلاع الذي أجرته محطة " سي أن أن".

وكانت اعتداءات 11 سبتمبر العام 2001 حققت قفزة ضخمة لشعبية الرئيس السابق جورج بوش في استطلاعات الرأي اتاحت له الاندفاع لتنفيذ اجندة خارجية هجومية ابرز محطاتها كانت شن حربين على افغانستان و العراق وانتهاج سياسة متشددة حيال ايران واعداء الولايات المتحدة.

ويجد اوباما الذي اطلق مبادرة التحاور مع الاعداء و الخصوم رافضا نهج التصعيد و المواجهة البوشي نفسه اليوم وبعد الاحداث الثلاثة الخطيرة التي فضحت هشاشة الاجهزة الامنية و الاستخباراتية الاميركية " هجوم الضابط من اصل فلسطيني نضال حسن في قاعدة فورت هوف ، تفجير قاعدة السي آي ايه في خوست ومحاولة النيجيري عمر الفاروق الفاشلة" في مواجهة انتقادات شديدة من الجمهوريين و منظمات وهيئات اهلية خاصة ،قد تجبره على انتهاج سياسات اكثر تشددا في الحرب ضد الارهاب وفي التعامل مع ايران في المرحلة المقبلة ".

لقد استغل الجمهوريون هذه الاحداث للانقضاض على سياسة اوباما الانفتاحية الرامية لترميم سمعة الولايات المتحدة في العالم وتشريع منع التعذيب و اغلاق معتقل غوانتانامو، معتبرين انها تساهم في تقوية تنظيم " القاعدة" و تضعف الامن القومي الاميركي. بحسب تقرير لصحيفة الوطن.

وكانت مجلة " فورين بوليسي " حملت في احد أعدادها الأخيرة صورة لاوباما إلى جانب الرئيس الاسبق كارتر وتحتها عبارة "داء كارتر، ربما" في اشارة الى تعهد الاخير الانخراط الدبلوماسي والانفتاح وتسبب هذه السياسة في خسارته الانتخابات امام منافسه الجمهوري رونالد ريغان بعد ازمة الرهائن الاميركيين في طهران العام 1979، وهو مصير يمكن ان يتكرر مع الرئيس الديمقراطي الحالي في الانتخابات المقبلة.

ولقد احدثت محاولة التفجير الفاشلة صدمة للرئيس اوباما لا تختلف عن تلك التي احدثتها هجمات 11 سبتمبر على الرئيس بوش، اذ سارع الرئيس الذي كان يقضي اجازته في هاواي الى التأكيد في رسالته الاذاعية ان الولايات المتحدة في "حالة حرب" متعهدا بمراجعة عمل اجهزة الاستخبارات الوطنية" .وقال رئيس مجلس العلاقات الخارجية ليزلي غلب" ان البيت الابيض يجب ان يبذل جهودا اضافية في الخارج لتفادي الانطباع الذي يعتبرها ضعيفة في شؤون الامن القومي".

والسؤال الاكثر اهمية هو كيف ستؤثر الاحداث الثلاثة المذكورة على طريقة تفكير اوباما و تحديد اولوياته على المدى القريب و البعيد؟.

يرى المحلل الاميركي ديفيد برودر" ان وضع اوباما لاولوية جديدة سيكون أكثر صعوبة مقارنة بالخيار الذي اتخذه بوش لشن حرب على الارهاب".

ورأت جريدة " واشنطن بوست" ان الهزة التي احدثتها محاولة تفجير الطائرة كانت الاقوى من اي حدث آخر تعرض له خلال عامه الاول في الادارة ،ويتضح هذا من اصداره الاوامرلمساعديه في البيت الابيض بنقل تحذيره الى بقية الاعضاء في الحكومة بأنه " لا يمكن التسامح مع اي تقصير كهذا" مشددة على اعتبارموقفه هذا اشارة الى " ان اسلوبه الهادئ في القيادة قد بلغ ذروته".

ومن الصعب برأي برودر قياس تأثيرات هذه الهزات على اوباما وردة فعله، مستدركا " لن أفاجأ إذا كانت كبيرة للغاية".

11 ألف سؤال طرحت عليه.. أوباما على يوتيوب

وفي جانب محاكاة الواقع الاجتماعي أجرى موقع يوتيوب أول مقابلة للرئيس الأمريكي أوباما، للرد على أسئلة مكتوبة وعبر الفيديو مقدمة من مستخدمي الموقع وأسئلة تم اختيارها في استطلاع على الإنترنت.

وكان أوباما قد أجرى مقابلة على موقع الفيديو الشهير عندما كان مرشحا للرئاسة. وجرت المقابلة في ظل تضافر جهود البيت الأبيض لاستخدام أحدث تكنولوجيا الاتصالات. وفي الشهر الماضي على سبيل المثال، تم إطلاق برنامج على أجهزة أي فون لأحداث البيت الأبيض وعقد اجتماع للجنة من قادة التكنولوجيا لتقديم المشورة بشأن إصلاح ومراجعة عملية استخدام الحكومة للتكنولوجيا.

وقدم مستخدمو يوتيوب أكثر من 11 ألف سؤال مع إدلاء 640 ألف شخص بأصواتهم لاختيار الأسئلة التي ستقدم للرئيس. وتلقى أوباما وهو يجلس في مكتبه في البيت الأبيض الأسئلة التي تناولت عددا من الموضوعات من بينها الوضع في السودان والأزمة الداخلية الراهنة المتمثلة في إصلاح نظام الرعاية الصحية الأمريكي والمشاكل التي تواجه الشركات الصغيرة.

كما سأل المستخدمون أوباما عن كيفية اعتزامه السيطرة على تكاليف الدراسة الجامعية وما إذا كان من الحكمة إغلاق معتقل جوانتانامو وأيضا التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في أفغانستان. وقال أوباما في ختام الجلسة ''''لقد كان هذا رائعا. آمل أن نتمكن من القيام بذلك بشكل منتظم''.

تركيزي ينصب على التحديات الكبرى وليس تعزيز شعبيتي

من جانب آخر أكد باراك أوباما، إنه سيواصل مجابهة التحديات الداخلية المتمثلة في قضايا صعبة الرعاية الصحية وإصلاح قطاع الطاقة، حتى لو استدعى ذلك تقويض فرص إعادة انتخابه لولاية ثانية في 2012، فيما يستعد للإدلاء بخطاب "حالة الأمة" الأمة وسط تدني في شعبيته خلال عامه الرئاسي الأول الذي هيمنت عليه ضغوط الأزمة الاقتصادية الطاحنة وحربي العراق وأفغانستان وأزمة الشرق الأوسط.

وقال أوباما في حديث لشبكة "أيه.بي.سي" الأمريكية: "أفضل أن أكون رئيساً لولاية واحدة جيدة عن رئيس لولايتين متوسطتين."بحسب سي ان ان.

وأقر الرئيس الأمريكي بارتكاب "أخطاء مشروعة" أثناء عامه الأول في البيت الأبيض. وأضاف قائلاً: "في واشنطن هناك ميل للاعتقاد أن إعادة الانتخابات تدخل ضمن المهام الوظيفية للمسؤولين المنتخبين.. هذه ليست ضمن مهامنا الوظيفية التي تتمحور فقط حول حل المشاكل ومساعدة الناس."وأردف: "لاحقاً لا أريد أن أنظر خلف وأسر لنفسي بأن جل اهتماماتي كانت تحسين نطاق شعبيتي.

الاميركيون منقسمون حول اوباما

وظهر الاميركيون منقسمين حول الطريقة التي يحكم بها الرئيس باراك اوباما البلاد بعد عام على تسلمه مهامه، وتدنت شعبية الرئيس بسبب ادائه خصوصا في ملفي النظام الصحي والاقتصاد، كما اظهر استطلاعان للرأي نشرا الثلاثاء.

واظهر الاستطلاعان ان الاميركيين يرون رئيسهم يتعثر خصوصا في ملفي النظام الصحي والاقتصاد، وانه يخسر تأييد الناخبين المستقلين الذين كان تأييدهم حاسما لاستعادة الديموقراطيين للبيت الابيض بعد ثمانية اعوام من الحكم الجمهوري.

وجاء في استطلاع للرأي اجرته شبكة "سي ان ان" ومعهد "اوبينيون ريسيرتش" ان 51% من الذين استطلعت آراؤهم، اي اقل بثلاث نقاط من الشهر الماضي، يؤيديون اسلوب حكم اول رئيس اسود للولايات المتحدة، مقابل 48% يعتقدون عكس ذلك (بزيادة 4 نقاط مئوية).

وردا على سؤال حول ما اذا كانت السنة الاولى من رئاسة اوباما التي بدأت في 20 كانون الثاني/يناير 2009 تعتبر فاشلة، اجاب 48% انهم يعتقدون ذلك، مقابل 47% اعتبروها سنة ناجحة.

بدوره اظهر استطلاع آخر للرأي نشرته الثلاثاء شبكة التلفزيون الاميركية "سي بي اس" انخفاض شعبية اوباما، اذ قال 46% من الاشخاص الذين سئلوا رأيهم انهم يؤيدون الطريقة التي يحكم بها الرئيس البلاد (اقل ب4 نقاط مئوية مقارنة باستطلاع اجري في كانون الاول/ديسمبر) مقابل 41% قالوا انهم يعارضون هذه الطريقة (+2).

وهي المرة الاولى التي تنخفض فيها شعبية اوباما الى ما دون ال50% في هذا الاستطلاع. وكانت شعبيته وصلت الى 68% في نيسان/ابريل 2009. وسجل هذا الانخفاض خصوصا لدى المستقلين الذين اصبح 42% منهم فقط مؤيدين للرئيس. 

واظهر الاستطلاعان ان قلة من الاميركيين تؤيد الرئيس في طريقة ادارته معركة اصلاح النظام الصحي. ففي الوقت الذي بات فيه البرلمانيون الديموقراطيون على وشك انهاء التفاصيل لاعتماد مشروع اوباما لاصلاح النظام الصحي، فقد منح استطلاع سي بي اس الرئيس 36% من التأييد مقابل 47% في تشرين الاول/اكتوبر، واستطلاع "سي ان ان" 40% من التأييد و49% من المعارضة.

وخيبة الامل نفسها كانت في طريقة ادارة اوباما للشأن الاقتصادي على الرغم من افتخار الرئيس باقرار خطة تحفيز ضخمة بقيمة 700 مليار دولار، لم تنجح رغم خروج الولايات المتحدة من الانكماش في انعاش سوق العمل وتحسين ارقام البطالة التي لا تزال عند عتبة 10%.

وبحسب استطلاع سي بي اس فقد بلغت نسبة المؤيدين لطريقة تعامل اوباما مع الشأن الاقتصادي 41% مقابل 44% في استطلاع "سي ان ان".

وكان الرئيس الاميركي حاول التخفيف من وقع الارقام المخيبة للامال عن نسبة البطالة في شهر كانون الاول/ديسمبر بقوله الجمعة ان انتعاش سوق التوظيف لا يتم "ابدا من دون عقبات"، مشددا على ان الولايات المتحدة خسرت خلال الفصل الاخير من 2009 عددا من الوظائف اقل بعشر مرات مقارنة بالفصل الاول من العام.

اما في ما يتعلق بطريقة التعامل مع ملف الارهاب والذي واجه فيه اوباما اول امتحان جدي مع محاولة التفجير الفاشلة التي تعرضت لها طائرة ركاب اميركية يوم عيد الميلاد فقد نال الرئيس تأييد 50% بحسب استطلاع سي ان ان و52% بحسب استطلاع "سي بي اس".

غير ان اوباما نال "جائزة ترضية" في استطلاع "سي ان ان" تمثلت في اعلان 64% من الاميركيين ان رئيسهم "يتمتع بالشخصية وحس القيادة" اللازمين لمنصبه.

فقدان الأغلبية الموصوفة في مجلس الشيوخ

وفقد الرئيس الاميركي باراك اوباما اغلبيته الموصوفة في مجلس الشيوخ بانتزاع المرشح الجمهوري سكوت براون مقعد السناتور الديموقراطي الراحل تيد كينيدي في نكسة تهدد مستقبل اصلاحاته.

وللمرة الاولى منذ عقود يفوز مرشح جمهوري في ولاية ماساشوسيتس (شمال شرق)، الديموقراطية تقليديا، بمقعد في مجلس الشيوخ ليفقد الديموقراطيون بذلك اغلبية الستين صوتا الموصوفة في المجلس والتي كانوا يملكونها بفضل دعم اثنين من المستقلين. بحسب رويترز.

ومع فرز جميع الاصوات تقريبا حصد براون 51,8% من الاصوات في مقابل 47,2% لمنافسته الديموقراطية مارثا كوكلي التي اقرت بهزيمتها مساء الثلاثاء لشبكات التلفزيون الاميركية، فيما وجه الرئيس اوباما التهنئة الى الفائز، وفقا للبيت الابيض.

وقالت كوكلي امام جمهور من انصارها في بوسطن (ماساتشوسيتس، شمال شرق) "اشعر بحزن شديد للنتائج واعلم انكم تشعرون بالامر نفسه، لكنني اعرف اننا سنستيقظ صباح الغد ونستأنف المعركة". وكان هذا التصويت يعتبر حاسما لمستقبل الاصلاحات التي يريدها الرئيس وخاصة اصلاح نظام التأمين الصحي.

وبخسارة هذا المقعد لم يعد لدى الاغلبية الديموقراطية سوى 59 عضوا في مجلس الشيوخ مقابل 60 سابقا، لتفقد بذلك الغالبية الموصوفة اللازمة لاعتماد الاصلاحات بدون التعرض لعرقلة من الاقلية الجمهورية.

وقال روبرت بلاي (30 سنة) "اعطيت صوتي لكوكلي لكن يجب الاعتراف بانها لم تكن مستعدة جيدا خلال المناقشات. انني مستقل لكنني مندهش لهذا التصويت".

وكانت استطلاعات الرأي الاخيرة توقعت فوز المرشح الجمهوري الذي حقق تقدما سريعا في الايام الاخيرة، في حين كانت المرشحة الديموقراطية متقدمة عليه باكثر من ثماني نقاط حتى عشرة ايام فقط من موعد الانتخابات.

وصول الهفوات الأمنية الى داخل البيت الأبيض

وقال جهاز أمن الرئاسة ان شخصا ثالثا غير مدعو تمكن من حضور حفل عشاء رسمي أقيم على شرف رئيس الوزراء الهندي دون أي دليل يفيد بأن للشخص اي علاقة بالرئيس أو قرينته.

وفي ثاني هفوة أمنية اثناء الحفل الذي اقيم في 24 نوفمبر تشرين الثاني الماضي توجه الشخص -الذي لم يكشف عن اسمه- من فندق في واشنطن حيث كان يقيم الوفد الهندي ووصل الى مأدبة العشاء مع الوفد تحت اشراف وزارة الخارجية الامريكية.

وقال جهاز أمن الرئاسة "اجتاز الشخص كل اجراءات الامن اللازمة في معية باقي أعضاء الوفد الرسمي في الفندق واستقل حافلة مع الضيوف الى البيت البيض."

ولم يتسن على الفور الوصول الى متحدث باسم أمن الرئاسة لتوضيح هل كان للشخص اي علاقة برئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية طلب عدم نشر اسمه ان وزارة الخارجية رتبت وسائل الانتقال لمجموعة من كبار مديري الشركات الهنود من فندقهم الى حفل العشاء بطلب من السفارة الهندية. واضاف المسؤول انه لا يعرف هوية الشخص الذي اندس بين مجموعة مديري الشركات وانتقل معهم الى البيت الابيض.

وقال مسؤول في ادارة اوباما تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ان الشخص المعني مواطن أمريكي. ولم يكن الشخص مدرجا على قائمة الضيوف بالبيت الابيض كما لم يكن ضمن الطابور الذي اصطف لمصافحة الضيوف على عكس زوجي ولاية فرجينيا طارق وميشيل صلاحي اللذين اثارت تقارير سابقة عن حضورهما حفل العشاء دون دعوة مراجعة للاجراءات وتحقيقا جنائيا.

أوباما في مواجهة مسلسل Lost..

وصبَّ متابعو مسلسل الإثارة الأمريكية  "المفقود" "lost" جام غضبهم لدى علمهم بأن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، سيلقي كلمة الاتحاد في اليوم المقرر أن  تبدأ فيه  قناة "ABC" عرض سلسلة الحلقة الأخيرة من المسلسل الذي يترقبه المعجبون في كافة أنحاء العالم. ليعلن البيت الأبيض، وعلى لسان المتحدث باسمه، روبرت غيبس، أن أوباما لن يلقي كلمته في ذات اليوم.

وتزاحم معجبو المسلسل من بطولة ماثيو فوكس الذي يلعب دور الطبيب جاك، للإعراب عن حنقهم الشديد في المواقع الإلكترونية الاجتماعية، وقال أحدهم في موقع "تويتر" "أتركوا المسلسل وشأنه... تباً يا أوباما عليك اختيار يوماً آخر."

وشكل المهوسون بالمسلسل مجموعة تحت مسمى: "خطاب الاتحاد في ذات ليلة المفقود"، أعربوا فيها عن استيائهم بالقول: "نحن نفضل مشاهدة العرض الأول للمسلسل عن  خطاب حالة الاتحاد.. على الرئيس أوباما تغيير يوم و/أو وقت الخطاب، ولكن ليس موعد المسلسل."

وكانت شبكة "أيه بي سي" قد أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي  بدء عرض الحلقات الأخيرة من المسلسل في الثاني من فبراير/شباط المقبل. بحسب سي ان ان

وستعرض القناة موجز عن الحلقات السابقة مدته ساعة بالإضافة إلى ساعتين من الحلقات الجديدة للمسلسل التشويق الذي بدأ عرضه عام 2004 ويتناول حياة مجموعة من المسافرين بعد تحطم  طائرتهم في جزيرة غامضة.

وقال غيبس في مؤتمر صحفي: "لا أتوقع سيناريو يتطلع فيه الملايين من الناس لمعرفة بعض من خاتمة المفقود ليأتي ويحتلها الرئيس."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 9/شباط/2010 - 24/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م