|
عند التفكير في بناء منزل جديد نسعى لأن يكون ذلك المنزل في أروع
صوره ونهدر أوقاتا في انتقاء كل مايتعلق بذلك المنزل من مواد بناء إلى
قطع الديكور المكملة للشكل العام عند الانتهاء من البناء.
كذلك الأمر عند شراء سيارة أو ملابس نعتني بأدق التفاصيل لكي تكون
هذه الأشياء جميلة ولا ضير في ذلك حيث أن الإنسان يحب الجمال بطبعه
ويعتني دائما بمظهره الخارجي.
لكن ما هو حالنا في الإعتناء بدواخلنا فهل نهتم بأن نبني ذواتنا
بالطريقة الصحيحة قد تكون الإجابة نعم عند البعض لكن للأسف عند
الأغلبية نجد الإجابة بالسلب.
دائما ننادي بمصلحة المجتمع وننادي بأهمية إصلاح المجتمع وهذا شيء
جميل جدا ورائع ولكن للأسف لا نبدأ البناء بشكل صحيح لأننا ننسى التأكد
من سلامة بناء الفرد الذي يعتبر وحدة البناء في المجتمع هذا الفرد
انغمس في هموم غيره ونسي نفسه وحان الآن وقت العودة للذات.
إن عملية بناء الذات ليست بالأمر العسير إن توفرت الإرادة والقوة
وهي ترتكز على ثلاث جوانب مهمة:
1. علاقة الإنسان بربه: وهنا اقصد تقوية أواصر الربط بين العبد وربه
ولانقتصر هنا على أداء العبادات المفروضة علينا ونكتفي وإنما هناك أمور
يجب الأخذ بها لكي نستطيع التقرب من الله أكثر منها على سبيل المثال لا
الحصر ( التدبر في القرآن الكريم والحديث الشريف – التأمل في الذات وفي
مخلوقات الله – تقوى الله في جميع الأمور – الاهتمام بالصلاة – التوبة
إلى الله – التأمل في الموت وفي يوم القيامة وفي الجنة – الزهد في
الدنيا بلا افراط ولا تفريط..الخ ).
2. علاقة الإنسان بذاته: هنا يحتاج الفرد دائما إلى الإيمان بمدى
اهميته في المجتمع والدور الفعال الذي يمكن أن يقوم به تجاه نفسه وغيره
ويبتعد بشكل عام عن الإحباط لنفسه وتكرير عبارات تدل على عدم الثقة.
3. علاقة الفرد بالمجتمع: إن عملية الإندماج في منظومة المجتمع أمر
ضروري جدا فلا يمكن لفرد أن ينشأ وحيدا بمعزل عن الناس وفي هذه العلاقة
يجب أن يراعي الأفراد اللذين يحتك بهم بشكل مباشر منطلقا من الأسرة نحو
المجتمع فالعلاقات متعددة ( اخوة – صداقة – زمالة -..) لذلك يجب على
الفرد معرفة حق كل منهم في التعامل وإعطائه حقه.
ترى من منا يهتم بالبناء في هذه المجالات ويعطي نفسه حقوقها عليه في
ظل عصر مليء بالمطالبة بالحقوق في حين أننا ننسى أبسط الحقوق وهي
حقوقنا على انفسنا؟ |
