إقليم كردستان والحكومة المركزية

 تحديات نزاهة الانتخابات وتسوية النزاعات

 

شبكة النبأ: حثت الولايات المتحدة زعماء إقليم كردستان شبه المستقل بشمال العراق على تسوية نزاعاتهم بشأن الحدود وعائدات النفط مع بغداد وتأييد الانتخابات المقرر إجراؤها في العراق في السابع من مارس آذار.

وفي غضون ذلك قال مدير شرطة كركوك خلال مؤتمر صحفي مع قائد القوات الأمريكية في المحافظة أن قوة مشتركة من القوات العراقية والأمريكية والبيشمركة الكردية ستقوم بتامين الانتخابات البرلمانية في آذار مارس المقبل لحين انتهاءها وستكون تحت إمرة القوات الأمريكية. 

ومن جانب آخر أعلن الجيش الأميركي في العراق أن قواته بدأت عمليات مشتركة في المناطق المتنازع عليها في شمال البلاد من اجل تخفيف حدة التوتر بين الأكراد والعرب السنة.

فيما طالبت هيئات عربية وتركمانية في كركوك، المتعددة القوميات، بمراقبين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية للانتخابات التشريعية المقبلة.

أمريكا تدعو الأكراد لتسوية نزاعاتهم مع بغداد

ويخشى الاكراد أن تحاول حكومة وطنية عربية في بغداد الحد من الاستقلال الفعلي الذي ينعمون به منذ حرب الخليج عام 1991 وذلك فور انسحاب القوات الامريكية من العراق.

ويسعى الرئيس الامريكي باراك أوباما لانهاء الاعمال القتالية في العراق بحلول 31 من أغسطس اب 2010 قبل الانسحاب الكامل بحلول نهاية عام 2011.

وفي الوقت الذي أكدت فيه وزيرة الخارجية الامريكية كلينتون الدعم الامريكي لامن الاكراد قالت كلينتون "نتوقع أن تقوم القيادة الكردية بدور مهم في السعي من أجل تحقيق الاستقرار في العراق والعمل مع القيادة السنية والشيعية من أجل صالح البلد بكامله."

وتحدث البرزاني قبيل بدء اجتماعهما للصحفيين فبدا أنه يحاول تبديد المخاوف الامريكية بقوله "أود أيضا أن أؤكد لك سيدتي الوزيرة اننا ملتزمون بعراق ديمقراطي في اطار اتحادي."

ودعت كلينتون في وقت سابق في لقاء مع موظفي وزارة الخارجية لتسوية النزاعات الحدودية بشأن كركوك والمنطقة المحيطة بها التي تساهم بخمس انتاج العراق من النفط بالاضافة الى تقاسم عائدات انتاج النفط. بحسب رويترز.

وقالت كلينتون "اقرار قانون عائدات النفط على سبيل المثال هو أمر مهم للغاية لكل العراقيين وسوف يفيد جميع العراقيين اذا تم الانتهاء منه."

قوات مشتركة بإمرة أمريكية لتأمين الانتخابات في كركوك

وقال مدير عام شرطة كركوك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع قائد القوات الأمريكية في المحافظة ان قوة مشتركة من القوات العراقية والامريكية والبيشمركة الكردية ستقوم بتامين الانتخابات البرلمانية في اذار مارس المقبل لحين انتهاءها وستكون تحت إمرة القوات الأمريكية. 

وقال مدير عام شرطة كركوك اللواء جمال طاهر خلال المؤتمر  ان “القوة المشتركة مشكلة من  القوات الامريكية والجيش العراقي والبيشمركة والشرطة وستنتشر خارج حدود بلدية كركوك مهمتها الرئيسية حماية المناطق المحيطة بكركوك خصوصا فترة الانتخابات وان هذه القوة ستكون بإمرة القوات الأمريكية في المحافظة”.

 وأضاف  أن “هذه القوات شكلت بقرار صادر من دولة الرئيس الوزراء ورئيس إقليم كردستان وبتنسيق مع قوات الأمريكية وقد عقدنا اجتماعا مشتركا مع الطرفين العربي والتركماني المعارضين لهذه المسألة.”

وتابع  “قمنا بإفهامهم (العرب والتركمان) ان بانتشار القوات سوف لن يكون له إي تأثير على أية جهة وان الأمر  عراقي صرف، فضلا عن عدم وجود تدخل خارجي في قرار تشكيل هذه القوات ، وان البشمركة (حرس اقليم كردستان) متواجدة في تلك القوة وهم في الأصل من كركوك ومن أهالي ( قره هنجير وشوان كوبري ) “.

وبين اللواء طاهر ان “هذه القوات ستبقى لحين انتهاء الانتخابات البرلمانية القادمة وستشارك فيها سرية واحدة من كل قوة أمنية بكركوك من جيش وشرطة وبيشمركة والقوات الأمريكية بواقع 150 منتسب في كل سرية وان السيطرات ستكون مشتركة من قبل الشرطة والقوات الأمريكية فقط

وفي رد على سؤال لوكالة أصوات العراق حول مطالبة التركمان مشاركتهم في هذه القوة أكد اللواء طاهر والكولونيل لأري سويفت ان “قوات الجيش والشرطة المشتركة في هذه القوة متكونة من جميع المكونات كركوك (العرب والتركمان والكرد) وهذا دليل لمشاركة الجميع.”

واشار الكولونيل لاري سويفت الى ان قواته “متحمسة لدعم وتدريب القوات المشتركة وإسنادها لما سيكون لها تأثير في حفظ الأمن والاستقرار.” مؤكدا ان تلك القوات “ستكون حاضرة قبل الانتخابات وسيكون لها تأثير ودور كبير في تامين الحماية كما أن قواتي مستعدة لتقديم الدعم الكامل لهذه القوة.”

القوات الاميركية تبدأ عمليات مشتركة في المناطق المتنازع عليها

من جانب آخر أعلن الجيش الأميركي في العراق ان قواته بدأت عمليات مشتركة في المناطق المتنازع عليها في شمال البلاد من اجل تخفيف حدة التوتر بين الاكراد والعرب السنة.

وقال قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو للصحافيين ان التمارين بدات قبل ثلاثة اسابيع في محافظات كركوك ونينوى وديالى، مؤكدا ان القوة المشتركة الثلاثية المشكلة من الاميركيين والبشمركة والقوات العراقية، اقامت سبعين بالمئة من نقاط التفتيش.

واضاف "بحلول 31 كانون الثاني/يناير الحالي، ستبدا النقاط دوريات مشتركة" لكنه لم يحدد عديد الجنود الاميركيين المشاركين. وتابع اوديرنو ان "الغرض هو حماية السكان الذين باتوا اهدافا للقاعدة واخرين يحاولون استغلال الخلافات السياسية". واكد ان "هذه القوة تم جمعها في محاولة لوقف تعرض الناس للخطر في المناطق المتنازع عليها".

ويسعى القادة الاكراد الى توسيع منطقة الحكم الذاتي التي تشمل ثلاث محافظات شمالية باتجاه مناطق يسكنها اكراد مثل بعض اجزاء محافظات كركوك وديالى ونينوى. لكن بغداد تعارض بسط سلطات اقليم كردستان الى ما بعد حدود محافظات السليمانية واربيل ودهوك.

ويعتقد قادة الجيش الاميركي البالغ عديده حاليا 107 الاف جندي ان التوتر بين العرب السنة والاكراد يشكل احد العوامل الرئيسية في عدم الاستقرار في العراق وتهديدا كبيرا بالنسبة للمستقبل في المدى الطويل.

وكان اوديرنو اقترح القوات المشتركة في اب/اغسطس الماضي واجرى محادثات بشانها مع رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لنيل موافقتهما.

وانسحبت الوحدات القتالية الاميركية من المدن والبلدات العراقية في حزيران/يونيو الماضي على ان تنهي انسحابها بحلول اب/اغسطس المقبل. وسيجري الانسحاب التام للقوات نهاية العام 2011، بموجب الاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن خريف عام 2008.

ولم يكشف اوديرنو عن شروط القوة الثلاثية لكنه كان اعلن في وقت سابق ان تمركز جنود اميركيين في القرى ضمن المناطق المتنازع عليها قد يتطلب استثناءات من الاتفاقية الامنية.

وقال "ستكون هناك بعض التحديات السياسية للقوة لكننا سنتجاوزها. لقد اجريت محادثات مع غالبية القادة المحليين بمساعدة نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي". واشار اوديرنو الى مقتل عدد من عناصر البشمركة في المناطق المتنازع عليها لكن القوة الجديدة لم تتعرض لاي هجوم بعد. وختم قائلا "انني بغاية السرور للطريقة التي تسير بها الامور حتى الان. فالتعاون جيد جدا".

والمناطق المتنازع عليها عددها 12 في شمال العراق، ابرزها كركوك الغنية بالنفط وسبع اخرى تتوزع في محافظة نينوى بينها الموصل، ومنطقتان في محافظة ديالى، وواحدة في محافظة صلاح الدين، بالاضافة الى اخرى في محافظة السليمانية.

عرب وتركمان كركوك يطالبون بمراقبة دولية للانتخابات

وطالبت هيئات عربية وتركمانية في محافظة كركوك، المتعددة القوميات، بمراقبين من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول العربية للانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها في السابع من اذار/مارس المقبل.

ودعا المجلس الوطني العشائري التابع للمجلس السياسي العربي في المحافظة الى "مراقبة حقيقية وفاعلة" للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي للانتخابات.

وقال الشيخ خالد المفرجي القيادي في المجلس "نطالب بمشاركة فاعلة وقوية وحقيقية للمنظمات الدولية لاسيما الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية وخصوصا في المناطق المختلطة منذ بدء الانتخابات حتى نهايتها".

وطالب ب"الاشراف على عمليات نقل الصناديق وفرز الاصوات من اجل ضمان انتخابات نزيهة تؤكد للجميع عدم حدوث تزوير".

يشار الى ان البرلمان العراقي اقر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي قانون الانتخابات متوصلا لتسوية حول وضع كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها من قبل الاكراد والعرب والتركمان.

ويتهم العرب والتركمان الاكراد بجلب عشرات الالاف من الاكراد الى ضواحي كركوك لاسكانهم هناك بغرض تغيير الوضع الديموغرافي للمدينة لكن الاكراد يؤكدون ان هؤلاء كانوا من المرحلين ابان النظام السابق.ويصعب التحقق من هذه الارقام في ظل الاتهامات المتبادلة بين الاطراف.

وينص القانون على ان تجري الانتخابات في كركوك باعتماد سجلات الناخبين للعام 2009، على ان تعلن النتائج وفقا لهذا الاساس لكنها تبقى موقتة لان لجنة برلمانية كلفت التدقيق في سجلات الناخبين واعطيت مهلة سنة لتقديم نتيجة اعمالها.

وفي حال تأكد لهذه اللجنة ان اعدادا اضيفت بشكل غير قانوني، اي تزيد عن خمسة بالمئة وهي الزيادة الطبيعية للسكان، تلغى الاصوات الاضافية وتعدل نتائج الانتخابات اذا استدعت الارقام ذلك.

ويطالب الاكراد بالحاق كركوك باقليم كردستان في حين يعارض التركمان والعرب ذلك. ويبلغ عدد سكان المدينة نحو مليون نسمة هم خليط من التركمان والاكراد والعرب مع اقلية مسيحية.

وقال المفرجي "كان عدد سكان كركوك العام 2003 بحدود 857 الف نسمة اما اليوم فيبلغ عدد الناخبين فقط 825 الفا (...) لذلك نشعر بقلق شديد خصوصا واننا مقبلون على انتخابات مصيرية وحساسة".

من جهته، قال القيادي في المجلس الاستشاري التركماني طلال قصاب "من المهم جدا التواجد الدولي في المناطق المختلطة خاصة الدبس وكركوك وداقوق ونتوقع ممارسه ضغوط سياسية ستؤثر على نتيجة الانتخابات لذلك نطالب بالرقابة الدولية".

واضاف ان "الرقابة في هذه المناطق مهمة لكي لا يتعرض الناخب للضغوط خصوصا وان معظم القوات الامنية وقياداتها من طرف واحد" في اشارة الى الاكراد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 3/شباط/2010 - 18/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م