حرب الاغتيالات: حقنة السم تتسبب بسكتة قلبية للمبحوح

 

شبكة النبأ: أوردت صندي تايمز أن فرقة إعدام قتلت قيادي حماس محمود المبحوح بحقنه بالسم في غرفته في الفندق، ليتسبب السم بنوبة قلبية، قامت بعدها الفرقة بتصوير ما بحوزته من وثائق تاركة يافطة " الرجاء عدم الإزعاج" على باب غرفته في فندق البستان روتانا.

وكان جناح عز الدين القسام قد أعلن عن موت المبحوح بعارض صحي في 20 يناير. في حين صرح مصدر أمني مسؤول في دبي بأن التحقيقات الأولية ترجح أن الجريمة قد ارتكبت على يد عصابة إجرامية متمرسة كانت تتبع تحركات المجني عليه قبل قدومه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.. مشيرا إلى أنه على الرغم من سرعة تنفيذ الجريمة ومهارة مرتكبيها إلا أن الجناة خلفوا وراءهم أثرا يدل عليهم وسيساعد على تعقبهم ومن ثم القبض عليهم في أقرب فرصة.. مؤكدا أن شرطة دبي لم تعد تعترف بعبارة "جريمة غامضة أو مجهولة ".

وأوضح المصدر الأمني أن التحقيقات المبدئية أظهرت أن معظم المشتبه فيهم يحملون جوازات سفر أوروبية .. مؤكدا أن شرطة دبي ستباشر كافة الترتيبات اللازمة مع الإنتربول الدولي من أجل إلقاء القبض على الجناة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة في أقرب وقت ممكن ونوه بأن الأثر الذي حصلت عليه جهات التحقيق سيساعد بشكل كبير في سرعة تعقب مرتكبي الحادث. بحسب أربيان بزنس.

كان المجني عليه والمعروف باسم محمود المبحوح " فلسطيني الجنسية " قد دخل إلى دولة الإمارات في حوالي الساعة الثالثة والربع من بعد ظهر يوم الثلاثاء الموافق 19 يناير 2010 قادما من إحدى الدول العربية حيث عثر على جثمانه ظهر اليوم التالي الموافق 20 يناير 2010 في الفندق الذي كان يقيم فيه في دبي.

تعزيز الاجراءات الامنية في اسرائيل

وعززَ الجيش الاسرائيلي والاجهزة الدبلوماسية الاجراءات الامنية اثر اغتيال قائد عسكري في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في دبي، بحسب ما ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي.

وكانت حماس اتهمت اسرائيل باغتيال احد مؤسسي جناحها العسكري محمود عبد الرؤوف المبحوح في 20 كانون الثاني/يناير الماضي بدبي وتوعدت بالانتقام لمقتله.

ورفع الجيش الاسرائيلي مستوى الانذار وجدد تحذيراته للعسكريين وخصوصا العاملين على الحدود، من مخاطر حصول اعتداءات او عمليات خطف.واضاف المصدر انه تم ايضا اصدار تعليمات امنية الى البعثات الدبلوماسية الاسرائيلية في الخارج.

كما يأتي تعزيز الاجراءات الامنية ايضا بالتزامن مع الذكرى الثانية لمقتل عماد مغنية القيادي في حزب الله في شباط/فبراير 2008 في اعتداء بدمشق نسبه حزب الله لاسرائيل.

وكانت السلطات الاسرائيلية حذرت في شباط/فبراير 2008 الاسرائيليين من احتمال قيام حزب الله بتنفيذ هجمات او عمليات خطف. ورفضت السلطات التعليق على اغتيال المبحوح الذي لم يتم تبنيه من اي جهة.

بيد ان الكثير من الوزراء ومعظم وسائل الاعلام الاسرائيلية اشادت بتصفية احد مزودي حماس بالاسلحة المتورط بحسب اسرائيل في خطف جنديين اسرائيليين وقتلهما قبل 21 عاما.

المبحوح وتهريب الاسلحة إلى غزة

وقال مصدر أمن اسرائيلي ان المبحوح كان دوره "رئيسيا" في مساعي حماس لتهريب الصواريخ وغيرها من الاسلحة الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.

وقالت المصادر "كان عنصرا استراتيجيا بالنسبة لحماس فيما يتعلق بالتسليح من إيران." وتتهم اسرائيل إيران بتزويد حماس بالاسلحة بحرا وبرا من خلال السودان ومصر. وتقول إيران انها تقدم الدعم الدبلوماسي فقط لحماس.

ورفض مسؤولو حماس تحديد ماذا كان يفعل المبحوح -الذي كان يعيش لفترة طويلة في العاصمة السورية دمشق- في منطقة الخليج أو ماذا كان دوره. ووصفوه بأنه شخصية قيادية عسكرية وقال مصدر من حماس انه ظل يعمل حتى لحظة موته.

ومن الاهداف التي أعلنتها اسرائيل خلال حربها على غزة قبل عام تدمير ترسانة حماس من الصواريخ والحصول على المساعدة الخارجية في منع التهريب. وبدأت مصر اقامة جدار لمنع شق أنفاق فلسطينية للتهريب بامتداد الحدود مع غزة.

وفي أول اعلان عن مقتل المبحوح يوم الجمعة قال مسؤولون من حماس في دمشق انه كان يشعر منذ فترة طويلة بأنه سيكون مستهدفا ردا على ضلوعه في خطف وقتل جنديين اسرائيليين عام 1989. بحسب رويترز.

ويعتقد على نطاق واسع أن جهاز الموساد الاسرائيلي كثف من المهام السرية ضد حماس وحزب الله اللبناني والبرنامج النووي لايران. ومن بين حوادث القتل التي اتهم الموساد بارتكابها مقتل عماد مغنية القيادي في حزب الله في دمشق قبل عامين.

وقال رام ييجرا وهو ضابط سابق في الموساد ان ليس لديه معلومات عن ملابسات مقتل المبحوح لكنه يعتقد أنه ربما اختلف مع تجار الاسلحة.

وصرح لراديو الجيش الاسرائيلي "في نهاية المطاف كان السيد المبحوح يهرب الاسلحة مما يعني علاقات مريبة."وأضاف "من المعقول ولا شك افتراض أن الشخص الذي قتله كان واحدا من الشركاء التجاريين المختلفين لان مثل هذه التجارة لا تحدث دون سرقة الكثير من المال."

كتائب القسام تتوعد بالرد

من جانبها توعدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) بالرد على اغتيال احد قيادييها محمود عبد الرؤوف المبحوح في دبي مؤكدة "ان العدو الصهيوني لن يفلت من العقاب".

وقال الناطق باسم كتائب القسام ابو عبيدة في تصريح لموقع القسام اليوم "ان دم الشهيد محمود المبحوح لن يذهب هدرا وان هذه الجريمة سيعاقب عليها الكيان الصهيوني الذي ارتكبها بهذه الطريقة الغادرة". بحسب فرانس برس.

واضاف "العدو الصهيوني لن يفلت من العقاب على قدر هذه الجريمة التي ارتكبها، لكن طبيعة هذا العقاب نحن نحدده في الوقت المناسب والمكان المناسب وبالطريقة التي نراها مناسبة".

وتابع ابو عبيدة "العدو الصهيوني يريد ان يقول انه يستطيع ان ينفذ اغتيالات اينما يريد وهذه بالدرجة الاولى رسالة ينبغي ان يلتقطها العرب والمسلمون الذين يستبيح الموساد الصهيوني اراضيهم في كل مكان".

واوضح ان "هذه الرسالة يجب ان يكون الرد عليها على حجم هذه الجريمة وهذا الاختراق وهذا العبث بالامن القومي العربي، اما بالنسبة لنا فنحن نقول ان هذه النهاية هي نهاية متوقعة لشهيد قائد مجاهد كبير مثل محمود المبحوح، وهذه الرسالة نحن سنرد عليها برسالة بإذن الله تعالى، وعلى العدو الصهيوني ان يعرف ان هذه الاغتيالات لن تزيدنا الا قوة".

واكد ابو عبيدة "ان العدو الصهيوني هو الذي يقف وراء العملية عبر جهاز الموساد الصهيوني، وهناك ادلة وبراهين قاطعة على هذا الامر، نحن اعلنا عن بعضها ولا زلنا نتحفظ عن بعض المعلومات والتفاصيل سنعلنها في الوقت المناسب"، دون المزيد من التوضيح.

واضاف "ان المعركة مع العدو الصهيوني داخل حدود فلسطين التاريخية، والاحتلال يحاول تغيير قواعد اللعبة و توسيع دائرة حربه على الشعب الفلسطيني وعلى مقاومتنا فعليه ان يتوقع اي شيء".

وقال ابو عبيدة "رسالتنا في مثل هذه المواقف هي رسالة الثبات والتحدي لغطرسة العدو الصهيوني وعنجهيته وان هذا الاسلوب الفاشل الذي يتبعه الاحتلال الصهيوني من خلال التصفية الجسدية التي يسميها الاحتلال الصهيوني الاحباط المركز لكن هذا الاحباط سينقلب على العدو الصهيوني (..) وسينقلب السحر على الساحر".

ضلوع الموساد في قتل المبحوح

من جهته قال قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم انه لا يستبعد ضلوع الموساد الاسرائيلي في مقتل محمود المبحوح القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في احد فنادق الامارة.

وقال خلفان لوكالة فرانس برس "شخصيا، لا استبعد اي طرف له مصلحة في قتل (المبحوح)، قد يكون الموساد وقد يكون غير الموساد".

وذكر قائد شرطة دبي ان المشتبه بارتكابهم الجريمة "سبعة اشخاص على الاقل يحملون جنسيات عدة دول اوروبية" لم يكشف عنها. وقال في هذا السياق "نحن على اتصال مع هذه الدول لنتأكد من صحة جوازات السفر" التي استخدمها المشتبه بهم.واوضح خلفان ان المبحوح "قتل بكتم الانفاس" داخل غرفته و"يبدو انه فتح الباب".

وكانت حماس اتهمت الجمعة اسرائيل بقتل المبحوح احد مؤسسي الذراع المسلحة للحركة، وتوعدت بالثار لقتله في احد فنادق دبي في 20 كانون الثاني/يناير.

واشار خلفان الى ان المبحوح وصل الى دبي حاملا جواز سفر لا يظهر اسم عائلته كما ان حماس لم تبلغ السلطات الاماراتية بحضوره الى البلاد.

ولاحقاً قالت شرطة دبي انها تعرفت على المشتبه بتنفيذهم عملية اغتيال محمود عبد الرؤوف المبحوح، وقالت ان معظمهم يحملون جوازات سفر اوروبية.

وقال المكتب الاعلامي لشرطة دبي ان "التحقيقات الاولية ترجح ان الجريمة قد ارتكبت على يد عصابة اجرامية متمرسة كانت تتبع تحركات المجني عليه قبل قدومه الى الامارات" في التاسع عشر من هذا الشهر.

ونقل بيان المكتب عن مصدر امني قوله ان "التحقيقات المبدئية اظهرت ان معظم المشتبه بهم يحملون جوازات سفر اوروبية، وان شرطة دبي ستباشر كافة الترتيبات اللازمة مع الانتربول الدولي للقبض عليهم اقرب وقت ممكن".

وأوضح انه "على الرغم من سرعة تنفيذ الجريمة ومهارة مرتكبيها، الا ان الجناة خلفوا وراءهم اثرا يدل عليهم وسيساعد على تعقبهم ومن ثم القبض عليهم في اقرب فرصة".

الصحافة العبرية تضيف اغتيال المبحوح إلى إنجازات الموساد

وكما في كل عملية اغتيال تنسب للموساد، يتباهي الاعلام الاسرائيلي بها ويضيفها الى قائمة ما تسميه «انجازات منسوبة للموساد».

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» امس عن مصادر اسرائيلية وصفتها بأنها «مطلعة» قولها إنه «لو فتح ملف محمود المبحوح في الاستخبارات لكان يمكن اثبات أن المبحوح يمكن تعريفه كـ«خطر محدق وفوري».

ونسبت الصحيفة العبرية للمبحوح المسؤولية عن تجنيد الأموال لحركة حماس، وإبرام صفقات سلاح مع جهات مختلفة وايصالها الى وجهتها. بحسب تقرير صحيفة الوطن الكويتية.

وقالت الصحيفة إن المبحوح أصبح الذراع اليمنى للمسؤول المالي في حركة حماس عز الدين خليل، وعملا معا على توثيق العلاقات مع ايران ومع مسؤولين في حزب الله في لبنان وتركيا، وبنيا علاقات مع جاليات مسلمة غنية في عدد من دول العالم.

وحسب الصحيفة، بعد اغتيال خليل عام 2004 في انفجار غامض في دمشق، تولى المبحوح قسماً من صلاحياته، وعمل فيما بعد على تنظيم بعثات لتدريب مقاتلين فلسطينيين في ايران.

وتضيف الصحيفة أن المبحوح اعتاد على التوقف في دبي في طريقه الى ايران التي كان يزورها بشكل دائم، وتضيف أنه كان يكثر من زياراته لإيران ودول الخليج التي كان يهتم خلال وجوده فيها على تنظيم وصول قسم من شحنات السلاح. كما تقول إنه كان يشارك في تجارب ومعارض لأسلحة جديدة في ايران. وتضيف أن قسماً من الأسلحة يتم تطويرها في ايران وانتاجها في سورية وتجد طرقها بعد ذلك لقطاع غزة.

وكان رون بن يشاي كبير المعلقين العسكريين الاسرائيليين، قد ذكر أن المبحوح كان مسؤولا عن تنسيق العلاقات بين حماس وايران.

وكانت عملية تصفية المبحوح وُجِّهت فيها أصابع الاتهام الى الموساد الذي أتم تصفيته في العشرين من شهر يناير. 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 3/شباط/2010 - 18/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م