الصحَّاف يرزَّق بولد

علاء الخطيب

من منا لم يسمع بوزير إعلام نظام صدام السابق محمد سعيد الصحَّاف وهو يطلق الأكاذيب ويزور الحقائق إذبان سقوط النظام البائد ولعل هذا الوزير كان العلامة الأبرز في تلك الفترة حيث أخذت كلمته الشهيرة (العلوج) التي تسائل عنها العرب وهو يرددها مأخذها وصداها, فكان ماهرا ً وبارعا ً في صنع الاكاذيب وقلب الحقائق وتزويرها، مما حدا ببعض شركات انتاج لعب الأطفال أن تطلق اسمه على إحدى اللعب التي أنتجتها كانت تمثل صورته، فكان بحق أضحوكة تندر بها الإعلام والشارع على حدٍ سواء لكثرة ما أطلق من أكاذيب مضللة.

 هذا الوزير الأضحوكة ( القرقوز) قد رزق بولد ورث كل جيناته الوراثية في تزوير الحقائق وإختلاق الأكاذيب وتظليل الناس، وبين الولد والوالد تشابه كبير، هذا الولد هو الناطق باسم جبهة الحوار الوطني حينما رأيته على شاشات إحدى الفضائيات وهو يطلق الأكاذيب دون خجل وحياء ويزور الحقائق، ( فمن شابه أباه فما ظلم). فكان يقول أن السيد السيستاني يدعم توجه الحركة في رد الدعوى المقامة من قبل هيئة المساءلة والعدالة ضد صالح المطلك، ولنا أن نتسائل متى واين صدر عن سماحة السيد السيستاني مثل هذا التصريح ومن أي مكتب صدر هذا وعلى لسان من, وعند إتصالنا بالناطق الرسمي للسيد السيستاني نفى الخبر جملة وتفصيلا وقال ان السيد ليس له دخل في هذه المسائل ولا يتدخل بها.

 فلا أعلم هل هناك لقاء بين (الناطق الرسمي ) وسماحة السيد والجميع لا يعلم!!!, أم انها الأكاذيب االتي ورثها عن الصحَّاف، ثم استمر ( الناطق) بتزويره للحقائق حينما سألته المذيعة عن قول السيد المطلق بدخول اربعين بعثيا ً الى البرلمان القادم, قال: بقدرة قادر تحول هذا التصريح من الجلبي و نسب إلى الدكتور المطلق، وهذا تزوير آخر يفتعله هذا الرجل ويحاول قلب الحقيقة التي ذكرها نواب في البرلمان العراقي وتغنى بها البعثيون, واذا اراد نجل الصحَّاف معرفة المزيد عن الاربعين بعثي الذي قصدهم السيد المطلق فاني أضع بين يديه هذا الرابط الذي يذكرهم بأسمائهم، وهو مجتمعون في دمشق.

 http://www.iraqcenter.net/vb/51622.html

أما عن الشريط المسجل الذي قدمه السيد عادل طيفور نائب رئيس البرلمان العراقي لهيئة المساءلة والعدالة وهو وثيقة تثبت اعتراف السيد المطلق ببعثيته وهو يقول للسيد عادل طيفور (نعم نحن البعثيين ماذا تريد...) فقد لجأ الناطق الى أبيه الصحَّاف وقال : إن هذا الشريط مخالفة قانونية ولا أخلاقية وهو بناءا ً على موقف استفزازي منة قبل السيد عادل طيفور للدكتور المطلق والسيد المطلق لا صلة له بالبعث والبعثيين، فالبعثيون لا يؤمنون بالعملية السياسية والسيد المطلق يؤمن بها. وللعلم الشريط مقدم ومرفق بكتاب الى هيئة المساءلة والعدالة من نائب رئيس مجلس النواب -ونائب رئيس مجلس النواب سلطة تشريعية عليا- والكتاب مهمش ومذيل بتوقيعه بصفته الرسمية وليس باسمه كشخص، نائب رئيس مجلس النواب يقول فيه إن السيد صالح المطلق قد جاهر في مجلس النواب بتأييده للبعث، ولعل السيد الناطق نسيَّ أو تناسى لقاء المطلق على العربية وهو يقول البعث هو أفضل حزب سياسي في العراق والقادة البعثيون هو أفضل قادة. والرابط التالي يضع الناطق أمام أكاذيبه ولا أظنه يستحي منها.

 http://www.youtube.com/watch?v=2qs0b3AIQK4

ومن ضمن أكاذيب نجل الصحَّاف هذا قوله : إن أكثر من 300 من المحامين والحقوقيين العراقيين و40 حقوقياً عربياً وأكثر من 20 لجنة برلمانية في عموم العالم وعشرات المجالس لشيوخ العشائر ومنظمات المجتمع المدني أصدروا بيانات ورسائل أو التقت وفودهم بممثلية الاجهزة الحكومية والدولية للتعبير عن رفضهم لقرار هيئة المساءلة والعدالة والتأكيد على عدم شرعيته وطالبوا باعادة الرموز الوطنية العراقية الى الانتخابات, وهنا يتسائل البعض عن هوية هؤلاء المحامين هل هم على شاكلة المحامين الاردنيين وغيرهم الذي تطوعوا للدفاع عن المقبور صدام وهل بواب العمارة أحد أحدهم( بالاشارة الى أحد محامي صدام الذي يعمل الآن بواب لأحدى العمارات في العاصمة الاردنية )، وإذا كانت عشرات المجالس البلدية في العراق وشيوخ العشائر استنكروا عمل الهيئة وطالبوا الحكومة العراقية بإعادة الرموز الوطنية فما الذي دفع السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس الوزراء الى القول أن القرارات التي صدرت عن الهيئة قانونية ولا دخل لنا بها وان التوافقات السياسية ليست فوق القانون، فهل يعقل ان هذا الرجل لم يسمع بهذه التصريحات، ثم هل يعقل أن نجل الصحاف لم يسمع ولم يشاهد المظاهرات التي خرجت في المدن العراقية وهي تطالب الحكومة بمنع البعثيين وتؤيد قرارات منع المطلق والعاني بالذات من المشاركة في العملية السياسية، وهو بالتالي يقول أن هناك حالة إشمئزاز في الشارع العراقي من قرارات إبعاد الرموز الوطنية.

 فهل الوطنية أن تدافعون عن البعث والقتلة وهل من الوطنية أن يستهين المطلق بمشاعر العراقيين وهو يعلن دون خجل أن البعثيين هم أفضل قادة في العراق، او يعلن العاني أن المقابر الجماعية أكذوبة ليس لها اساس من الصحة، فهل هذا من الوطنية؟ وهل تزوير التاريخ وقلب الحقائق من الوطنية وأطلاق الاكاذيب من الوطنية ؟

ولعل آخر ما أطلقه هذا( الصحَّافي نسبة الى الوزير السابق الصحَّاف ) كان حول الفلم الذي عرضته المحكمة الجنائية العليا الذي يوضح جرائم البعثيين بالصوت والصورة، والذي أقشعرت له جلود الناس سواء كانوا عراقيون ام غير عراقيين هذا الفلم الذي اوضح خسة ووحشية البعثيين والمدافعين عنهم، فقال أن هذا الفلم لا ندري هل هو حقيقي أم لا وإن كان حقيقيا ً فأنه استخدم سياسيا ً وجاء ليخدم جهة سياسية بعينها وأظن عرضه في هذا التوقيت هو من أجل التشويش على الكيانات الوطنية، ولا اريد أن أعلق على قوله هذا لأنه لا يحتاج الى تعليق.

 ولكني أقول في الختام إذا كان الوزير السابق محمد سعيد الصحَّاف يدافع عن البعثيين وعن نظامه فأني التمس له العذر لأنه يدافع عن كيان أمن به, وهو غير خجل من الانتماء اليه, ولكن السيد الناطق دافع عن البعثيين وهو مؤمن بهم ولكنه خجل من الانتماء اليهم لأنه كان يردد باستمرار أن كيانه وطني ولا يمت للبعث بصلة.

* كاتب وإعلامي

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2/شباط/2010 - 17/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م