شبكة النبأ: قالت مجلة رولينج ستون أن
عمر ابن أسامة بن لادن يعتقد أن زعيم تنظيم القاعدة حقّقَ هدفه بإذلال
الولايات المتحدة وحذّرَ من أن مقتله يمكن أن يؤدي إلى أن يشن
المتشددون هجمات "بذيئة جدا جدا".
وفي مقابلة أجريت معه في ملهى ليلي في العاصمة السورية (دمشق) قال
عمر بن لادن أن والده غمرته السعادة حين اختار الناخبون الأمريكيون
الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن عام 2000 وتكهّنَ بأن هذا هو
الرئيس الذي تحتاجه الولايات المتحدة لأنه رئيس "سيهاجم وينفق المال
ويمزق البلاد."
ومن جهة اخرى قال نجل أسامة بن لادن انه يعمل مع السعودية وايران
لوضع نهاية لانفصال مجموعة من أشقائه وشقيقاته الذي يرجع الى الفوضى
التي سادت أفغانستان في أعقاب هجمات القاعدة على الولايات المتحدة يوم
11 سبتمبر ايلول عام 2001 .
وفي مقابلة مع رويترز، قال عمر بن لادن ان أولاد ابن لادن يحاولون
ان يكونوا "مواطنين صالحين في العالم" لكنهم يعانون لعدم وجود والد ومن
وصمة العار لانتمائهم لأسامة بن لادن.
وقال عمر بن لادن في رسالة بالبريد الالكتروني "اننا نعمل مع
الحكومة الايرانية ومع الحكومة السعودية في الوقت الراهن لكي ينضم
أولاد أمي والأحفاد الينا."
وأضاف "كثير من الناس في العالم لا يريدون ان يعطونا فرصة لان والدي
هو أسامة بن لادن. وهذا خطأ. لا أحد منا كان عضوا في القاعدة. ولا أحد
منا كان مؤيدا للعنف. واذا قرأت غير ذلك فانك تقرأ غير الحقيقة."
وقال "اننا نفعل ما بامكاننا لاعالة عائلاتنا ولكي نكون مواطنين
صالحين في العالم. وهذا كل ما يمكننا عمله."
وفي طهران لم يتسن على الفور الاتصال بمتحدث باسم وزارة الخارجية.
وفي الرياض لم يتسن أيضا الاتصال بمتحدث باسم وزارة الخارجية للتعقيب.
وذكرت تقارير اعلامية ان العديد من اولاد ابن لادن وزوجته الاولى
نجوى فروا الى ايران أثناء القصف الامريكي لافغانستان في عام 2001
وعاشوا هناك رهن الاقامة الجبرية.
ولم يشر عمر بن لادن الى الوضع القانوني لاقاربه في ايران لكنه قال
ان بينهم عثمان الذي يبلغ من العمر 25 عاما وفاطمة التي تبلغ نحو 22
عاما وايمان التي تبلغ نحو 17 عاما بالاضافة الى حمزة وهو ابن اسامة بن
لادن من زوجته الثالثة خيرية بالاضافة الى خيرية نفسها.
وقال عمر بن لادن ان ابناء اخرين لنجوى ومنهم لادن الذي يعرف ايضا
باسم بكر وعمره نحو 15 عاما سمح له في الاونة الاخيرة بالمغادرة
والانضمام الى والدته التي تعيش في سوريا.
وأضاف "امي عانت كثيرا نتيجة لفقد أطفالها مثل أي أم أخرى تفقد طفلا.
ومعها لادن (بكر) الان لذلك هذه بداية."
وقال "نحن سعداء لان نرى هذا الرجل الصغير الذي كان مجرد طفل يتوسل
للذهاب معنا عندما غادرنا افغانستان. وحزنه عند رحيلنا لاحق امي
ولاحقني منذ ذلك يوم الأربعاء. لذلك نحن سعداء للغاية ان يكون معنا على
نفس المائدة. اننا نصلي من اجل عودة ايمان. وبعد ذلك نريد ان نراهم
جميعا."
وفي الثاني من يناير كانون الثاني حثت السعودية ايران على السماح
لايمان بمغادرة البلاد اذا كانت ترغب في ذلك بعد ان قالت صحيفة سعودية
ان ايمان هربت من الاقامة الجبرية وانها في السفارة السعودية في طهران.
ويوم 24 ديسمبر كانون الاول قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي
انها بامكانها مغادرة ايران بمجرد التأكد من هويتها والحصول على
التصاريح المطلوبة.
وولد اسامة بن لادن لاسرة سعودية ثرية لكن سحبت منه الجنسية. ويعتقد
ان زعيم تنظيم القاعدة يختبيء في مناطق الحدود الجبلية لافغانستان
وباكستان.
وغادرت نجوى افغانستان في اوائل عام 2001 مع العديد من اطفالها
مثلما فعل عمر بن لادن عضو العائلة الذي تمرد على والده الذي يعتقد ان
له نحو 20 طفلا من عدة زوجات.
وقال عمر بن لادن انه ليس لديه معلومات بشأن سعد وهو من أشقائه
الأكبر سنا الذي اشارت تقارير الى انه كان عضوا بالقاعدة وقتل في هجوم
بصاروخ امريكي اطلقته طائرة بدون طيار في عام 2009 .
وقال عمر بن لادن انه لا يعرف على وجه التأكيد التقارير التي اشارت
الى وفاته لكنه متأكد من ان "سعد لم يكن عضوا بالقاعدة".
وامتنع عمر بن لادن عن الافصاح عن المكان الذي يعيش فيه مرجعا ذلك
الى اسباب امنية. وقالت تقارير اعلامية انه يعيش في قطر وفي محل ميلاده
السعودية.
وفي كتاب بعنوان "نشأتي كفرد في عائلة ابن لادن" الذي كتبه المؤلف
الامريكي جان ساسون مع عمر بن لادن وامه ونشرته دار نشر وان ورلد
بابليكيشنز يقول عمر بن لادن انه يريد ان يروي قصته ليبين الضرر الذي
سببته الحرب.
وقال "كل شيء صعب بالنسبة لنا." وأضاف "في عالمي من المهم لاي اسرة
ان يكون لها والد قوي ليكفل تلك العائلة. لم اشاهد والدي منذ عام 2001
. واطفالي وانا وامي نعيش جميعنا بمفردنا."
من جهة اخرى قال عمر ان العلاقة بين القاعدة وطالبان قائمة فقط على
أساس المصلحة وان الود لا يربط بين الجماعتين. وقضى عمر جزءا من طفولته
في معسكرات المقاتلين في أفغانستان.
والعلاقة بين الجماعتين موضع اهتمام كبير لأن القوات الدولية في
أفغانستان تدرس الدخول في محادثات مع حركة طالبان الافغانية لصياغة
تسوية سياسية في البلاد وإحداث شقاق بين الحركة الأفغانية وتنظيم
القاعدة.
ويقول مسؤولو مكافحة الارهاب الغربيون ان ابن لادن زعيم القاعدة
وكبار رفاقه الذين يشكل العرب غالبيتهم لا يزالوا متمركزين في منطقة
الحدود الافغانية - الباكستانية ويعيشون في حماية زعماء طالبان الافغان.
ولا يزال القبض على ابن لادن أو قتله هدفا مهما للقوى الغربية ويقول
محللون ان الغرب سيسعى لتشجيع طالبان على النظر الى القاعدة باعتبارها
عبئا يمكن الاستغناء عنه.
وقال عمر ابن لادن (28 عاما) في مقابلة مع رويترز عبر البريد
الالكتروني "رغم أن القاعدة وطالبان تتوحدان معا عندما تكون هناك ضرورة
لذلك الا أن الجماعتين لا تحبان بعضهما."وتابع قائلا "أعتقد أنهما
ستتقاتلان اذا لم يعد هناك أعداء آخرون على الأرض."
وخرج عمر وهو الابن الرابع لاسامة بن لادن زعيم القاعدة عن طوع
والده في أوائل عام 2001 عندما غادر أفغانستان لآخر مرة. وأقام عمر في
أفغانستان معظم الوقت خلال الفترة بين عامي 1996 و2001 وهو أحد أفراد
عائلة ابن لادن المباشرين الذين تمردوا بشدة على الوالد الذي يعتقد أن
لديه حوالي 20 ابنا من زيجات مختلفة. وألمح عمر بن لادن الى أن
العلاقات بين طالبان والقاعدة تغيرت قليلا منذ عام 2001 .
وقال "الصحفيون ما زالوا يكتبون قصصا تقول ان والدي والملا عمر (زعيم
طالبان) صديقان مقربان من بعضهما وأنهما يتشاوران مع بعضهما.
"لا أعتقد ذلك.. كنت بجوار والدي عندما اجتمع مع الملا عمر. وعلى
الرغم من أن الرجلين يشكلان تحالفات حين يقتضى الأمر الا أن كلا منهما
أكثر سعادة مع تنظيمه والرجال في ذلك التنظيم. لا تصدقوا ما تقرأونه من
أن القاعدة وطالبان رفاق مقربون."
مليوني دولار لزعيم أفغاني للعثور على بن
لادن
وجاء في برنامج ملفات المؤامرة في قناة بي بي سي التلفزيونية
الثانية مزاعم على لسان قائد في القوات الامريكية الخاصة أن أمريكا
وبريطانيا دفعت مبالغ كبيرة لزعماء الحرب في أفغانستان.
وأضاف دالتون فيوري أن حاجي زمان جامسوريك، وهو زعيم حرب تدعمه
بريطانيا، اتفق مع القاعدة على وقف اطلاق للنار.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها لا تعلق على الشئون
الاستخباراتية. وقال فيوري لبي بي سي إن مبالغ ضخمة أنفقت للحصول على
خدمات زعماء الحرب في أفغانستان.
وقال فيوري دفع مبلغ 4 ملايين دولار للجنرال هزرات علي لإستئجار
رجاله وزعامته لهم. وتم دفع مليوني دولار لحاجي زمان جامسوريك الذي
تدعمه بريطانيا .
وقال فيوري إنه بعد انهيار نظام طالبان حوصر بن لادن في الجبال في
شرق افغانستان ولكن لم يصل سوى واحد على عشرة فقط من القوات المطلوبة.
وقال فيوري إن زعيم الحرب الذي تدعمه بريطانيا أبرم اتفاقا لوقف
اطلاق النار مع القاعدة.وزعم السفير هانك كرامبتون الذي تزعم عمليات
هيئة الاستخبارات المركزية آنذاك أنه في مرحلة لاحقة دفعت القاعدة
مبالغ لزعماء الحرب لضمان فرار أسامة بن لادن من تورا بورا إلى باكستان.
وقال كرامبتون مع الأسف مع عدم توفر القوات الامريكية اعتمدنا على
بعض القوات الافغانية . وأضاف كرامبتون عرفنا في مرحلة لاحقة أن بعض
هؤلاء تحت تأثير القاعدة وأن بعضهم حصل على نقود وسمح لابن لادن بالهرب
.
وعقب هجمات 11 سبتمبر أيلول وقرار واشنطن بغزو افغانستان (عملية
الحرية المستدامة) وضعت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لهذه العملية
استراتيجية جديدة.
فقد أرادت الولايات المتحدة الاعتماد على عدد صغير من قوات العمليات
الخاصة على الأرض وعلى تفوقها الجوي. وأصرت على أن الجنود الأفغان هم
من سيتولون المهام القتالية.وقد نجحت الاستراتيجية وسقطت افغانستان في
خلال شهرين.
وتم حصار بن لادن وأصبح تحقيق هدف الحرب وشيكا، ولكن وزير الدفاع
الامريكي السابق دونالد رامسفيلد وقائد القوات الامريكية تومي فرانكس
أصرا على الالتزام بالاستراتيجية رغم الطلبات المتكررة بتوفير قوات
أرضية أمريكية.
وطالبت القوات الخاصة ووكالة الاستخبارات المركزية بدعم ولكن طلبها
ووجه بالرفض مرارا وتكرارا.
وزعم فيوري أن طلب القوات الخاصة بالحصول على قذائف هاون وألغام
وامدادات بالقوات رفض، وتم سحب الطائرات والمعدات من أفغانستان رغم
الحاجة إليها.
وبدلا من ذلك اعتمدت بريطانيا والولايات المتحدة على خدمات زعماء
الحرب الأفغان ودفعت مبالغ ضخمة للحصول عليها، وبدا أن بن لادن فر إلى
باكستان.
أذل أمريكا وفرح بانتخاب بوش!
وفي نفس السياق قالت مجلة رولينج ستون ان عمر ابن أسامة بن لادن
يعتقد أن زعيم تنظيم القاعدة حقق هدفه بإذلال الولايات المتحدة وحذر من
أن مقتله يمكن ان يؤدي الى ان يشن المتشددون هجمات "بذيئة جدا جدا".
وفي مقابلة مع المجلة أجريت معه في ملهى ليلي في العاصمة السورية
دمشق قال عمر بن لادن ان والده غمرته السعادة حين اختار الناخبون
الامريكيون الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن عام 2000 وتكهن بأن
هذا هو الرئيس الذي تحتاجه الولايات المتحدة لانه رئيس "سيهاجم وينفق
المال ويمزق البلاد."
وذكر أن الرئيس الامريكي باراك أوباما يرتكب خطأ بزيادة أعداد
القوات الامريكية في أفغانستان.
ونقلت المجلة عن عمر بن لادن قوله في المقابلة التي تنشر يوم الجمعة
"هذا مثل زيادة الطين بلة كما نقول في العالم العربي لن يؤدي هذا الا
الى زيادة ثقل الطين."
وأضاف "لو كنت في مكانه (أوباما) كان أول ما سأفعله هو عقد هدنة. ثم
ستة اشهر او سنة بلا قتال ولا جنود. لا يمكن الفوز في افغانستان ابدا.
ليس لهذا علاقة بأبي. انه الشعب الافغاني."
واكتسب عمر بن لادن شهرة عام 2007 حين تزوج من بريطانية عمرها ضعف
عمره تقريبا زعم أنه التقى بها اثناء توجهه بالسيارة الى أهرامات
الجيزة بمصر.ومنذ ذلك الحين منع الاثنان من دخول قطر ومصر وبريطانيا
بينما رفضت اسبانيا طلبا للجوء.
ويصف عمر نفسه بأنه واحد من ابناء ابن لادن الاحد عشر وكان قد تحدث
فيما سبق بالتفصيل عن طفولة غريبة قضاها في معسكرات الجهاديين في
السودان وأفغانستان بين مقاتلين أشداء كانوا يجربون الاسلحة الكيماوية
على الكلاب الصغيرة وأشياء أخرى.
وترك عمر والده في أفغانستان عام 2001 قبل عدة اشهر من هجمات 11
سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة.
وقالت المجلة انه يكسب رزقه من التجارة في المعادن الخردة بمدينة
جدة بالسعودية ويشبه نفسه بالنجم السينمائي العالمي ميل جيبسون ويحلم
بالعمل في الامم المتحدة ولقاء أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
الرياض تتفاوض مع طهران من أجل بنات بن لادن
من جهة اخرى اعلن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان
السلطات السعودية تتفاوض مع ايران لنقل احدى بنات اسامة من لادن من مقر
السفارة السعودية في طهران حيث التجأت الى المملكة.
وردا على سؤال حول هذه المسألة قال وزير الخارجية السعودي في مؤتمر
صحافي عقده في الرياض مع نظيره التركي احمد داوود اوغلو "نعتبر هذه
المسألة انسانية الطابع ونحن نتفاوض مع الحكومة الايرانية على هذا
الاساس".
وكانت صحيفة الشرق الاوسط الصادرة في لندن نقلت في الثالث والعشرين
من كانون الاول/ديسمبر الماضي ان افرادا من عائلة زعيم القاعدة -التي
تعد 18 شخصا- والتي فقد اثرها منذ اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر
2001، موجودون في ايران بعلم السلطات هناك.
واضافت الصحيفة ان ايمان (17 عاما) احدى بنات بن لادن استغفلت
الحراس الايرانيين وتمكنت من الانتقال الى مقر السفارة السعودية في
طهران. واكد القائم بالاعمال السعودي في طهران فؤاد قصاص وجود ايمان بن
لادن في مقر السفارة.
وبعد يومين اعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان بامكان
ايمان بن لادن مغادرة ايران فور التأكد من هويتها.
ومما قاله متكي في حينه "لقد اعلنت السفارة السعودية هنا ان احدى
بنات بن لادن موجودة في مجمع السفارة. وابلغت وزارة الخارجية السفارة
انه طبقا للمعاهدات الدولية بامكانها مغادرة ايران بوثائق سفر فور
التأكد من هويتها. نحن غير قادرين على التاكد من هويتها، الا ان
السفارة تؤكد انها هي".
حقيقة التسجيلات الصوتية لإبن لادن
روبرت باير، وهو عميل آخر لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية،
يشكك بدوره بصحة وصدقية شريط بن لادن الذي تم بثه في عام 2007، كما
ينفي صحة الآراء التي تقول إن هنالك ثمة مؤامرة تقودها الاستخبارات
الغربية بهذا الشأن، إلا أنه يعتقد بأن القاعدة نفسها ربما تكون هي من
لفَّق الشريط.
يقول باير بشأن الشريط المذكور: "(إن القاعدة) لها مصلحة بالتلاعب
بالشريط ومعالجته ببراعة لكي يبدو وكأنه كالأشرطة الحالية. فأنت
بإمكانك تعديل الصوت رقميا لكي تقول أي شيء. كما تستطيع تغيير الأشهر
والأعوام وتسجيل أصوات ومقاطع ووضعها داخل تسجيل والقيام بتحويرها."
وقد طلبت بي بي سي من أندي لوز، وهو خبير بشؤون تحليل الصور
العسكرية وسبق له أن عمل لصالح القوات الجوية الملكية البريطانية، أن
يجري تحليلا لشريط لا يوجد أدنى شك بأنه لأسامة بن لادن ويعود تاريخه
لعام 1998، وأن يقارنه بما سمّي بـ "شريط الاعتراف" الذي بُثَّ في عام
2001، وشريط "اللحية السوداء" لعام 2007.
وكانت النتيجة التي توصَّل إليها لوز هي أن السبب الذي جعل بن لادن
يبدو في شريط عام 2001 أكثر بدانة هو عملية التحرير التي أُجريت على
الشريط، إذ جرى إضافة الترجمة وتم تكثيف الصورة وتغيير معالمها.
والنتيجة النهائية التي خلص إليها الخبير البريطاني هي أن "كل الأشرطة
تعود لنفس الشخص: أي أسامة بن لادن".
في هذه الحالة، الواقع الصعب هو أننا نحاول العمل في منطقة ربما
تكون الأصعب في العالم، ونتعقب أثر شخص بالغ المكر والدهاء، بالإضافة
إلى كونه مراوغا وقادرا على التملص والهروب، ويبذل جهدا معتبرا للبقاء
خارج تغطية أجهزة راداراتنا.
يضيف لوز قائلا إن ليس من الواقعية بشيء أن نعتقد بأن الجيش
الأمريكي هو الذي قام بتلفيق مثل تلك الأشرطة.
ويردف بالقول: "من الناحية الفنية والتقنية، يمكن عمل مثل هذه
الأشياء في أيامنا هذه وعصرنا هذا. لكن ليس بذلك القدر من الهدوء
والطمأنينة."
ويختم بقوله: "لا بد وأن يكون هنالك ثمة عديد من الأشخاص على صلة
بالموضوع (أي تلفيق الأشرطة إن حدث)، وعندئذ لا بد أن يكون الأمر قد
انتشر الآن وشاع السر."
لقد صدر عن بن لادن حوالي 40 بيانا منذ هجمات 9/11، والعديد منها
يحتوي على إشارات واضحة لتواريخ معاصرة. ففي بيانين أصدرهما زعيم تنظيم
القاعدة العام الماضي هنالك ذكر لاسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
ويقول مايك شيوير وهو ضابط سابق في الاستخبارات المركزية الأمريكية،
وسبق له أن أسس وأدار الوحدة المسؤولة عن متابعة قضية بن لادن في
الوكالة، إنه يعتقد بأن بن لادن لا يزال حيَّاً يُرزق.
يضيف شيوير قائلا: "عندما يتكلم في تسجيل صوتي، يأتي دوما على ذكر
أمر راهن. كما أن وكالة الأمن القومي الأمريكي ومقر مؤسسة الاتصالات
الحكومية البريطانية هما جهتان جيدتان للغاية بتحليل التسجيلات الصوتية
وتحليلها."
ويصل شيوير بنا إلى نتيجة مفادها أنه لو لم يكن الصوت الذي احتوته
التسجيلات هو صوت بن لادن، لكانت هاتان المؤسستان قد حرصتا على التأكيد
على أن حكومتيهما على دراية تامة بأن التسجيلات ملفقة ومزيفة.
ونمضي إلى عميل سابق آخر لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية،
وهو آرت كيلر، الذي يبدو أكثر صرامة وحدة في التعبير عن رفضه لنظريات
المؤامرة بشأن بن لادن.
يقول كيلر: "أعتقد أن نظريات المؤامرة تلك التي تقول إنه (أي بن
لادن) ميِّتا تبعث على الضحك. فمن الأسهل شرح الأمور باللجوء إلى
المؤامرة بدل مواجهة الواقع الصعب."
ويختم بقوله: "في هذه الحالة، الواقع الصعب هو أننا نحاول العمل في
منطقة ربما تكون الأصعب في العالم، ونتعقب أثر شخص بالغ المكر والدهاء،
بالإضافة إلى كونه مراوغا وقادرا على التملص والهروب، ويبذل جهدا
معتبرا للبقاء خارج تغطية أجهزة راداراتنا."
أسامة.. يخيف الطليان!
من جانب آخر كشف استطلاع أجرته محطة تلفزيونية إيطالية أن الشعب
الإيطالي "يخاف" من زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، ويعتبره مصدراً
للرعب، رغم العديد من التقارير التي تشير إلى أنه ربما يكون قد قتل منذ
أكثر من عام، أو تلك التي تشير إلى أن التنظيم أصبح "مقعداً"، وأنه لا
يوجد ما يقدمه، أمام تقدم وانتشار حركة طالبان.
ففي استطلاع أجرته قناة "سكاي 24" الإيطالية الإخبارية، تبين أن ما
نسبته 60 في المائة من الإيطاليين يعتبرون أن أسامة بن لادن مازال "مصدراً
للرعب."
جاء ذلك الاستطلاع على خلفية التهديدات التي وجهها زعيم تنظيم
القاعدة للولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً، في رسالة صوتية مقتضبة.
وعلى العكس من ذلك، قال 40 في المائة من الإيطاليين المستطلعة
آراؤهم إنه لا داعي للخوف من هذه التهديدات، وفقاً لما ذكرته وكالة "آكي"
الإيطالية للأنباء.
يشار إلى أن قناة "سكاي 24" تقوم بعمل استطلاع رأي يومي لمشاهديها
حول أهم قضايا الساعة، ويشترك فيه المشاهدون عن طريق رسائل الجوال أو
موقع القناة على شبكة الإنترنت أو من خلال جهاز التحكم عن بعد الخاص
بقنوات سكاي.
وهذه الاستطلاعات ليس لها أية قيمة إحصائية، فهي مفتوحة أمام الجميع،
وليس استناداً إلى عينة علمية، فالغرض الوحيد منها هو إتاحة الفرصة
أمام مشاهديها للتعليق على قضايا الساعة.
يذكر أنه في استطلاع لـCNN بالعربية ظهر أن 72 في المائة من القراء
المشاركين جزموا بعدم وجود تأثير لتنظيم القاعدة في الانتخابات
الألمانية، في حين أشار 28 في المائة إلى أن التأثير وقع بالفعل.
غير أن نتائج الانتخابات الألمانية الأخيرة كشفت أنه تهديدات "ألمان
القاعدة" وحركة طالبان، وزعيم القاعدة، أسامة بن لادن نفسه، لم تؤثر
على الناخب الألماني، بل وكانت النتيجة تسجيل المستشارة أنغيلا ميركل،
فوزاً تاريخياً على خصومها.
من الأفضل لأمريكا بقاء بن لادن حياً!
وكتبت آن باروكلو مقالاً بصحيفة صنداي تايمز قالت فيه: «من الأفضل
للولايات المتحدة أن يبقى أسامة بن لادن على قيد الحياة لأن موته سيدفع
ميلشياته لشن هجمات خطيرة جداً جداً على مصالح أمريكا في العالم». هذا
ما يقوله عمر بن أسامة بن لادن.
وتقول الكاتبة، لاحظَ عمر الذي هو الابن الرابع لابن لادن، خلال
لقاء صحافي مع مجلة «رولينغ ستون» أن أباه قد كسب الحرب على الإرهاب
لأنه حقق هدفه في إذلال الولايات المتحدة، وأنه لم يعد يشعر بالحاجة
على الأرجح للقيام بالمزيد من الهجمات الكبيرة. غير أن عمر قال: إن
قرار باراك أوباما زيادة عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان هو خطأ
كبير لأن من شأنه أن يدمر الاقتصاد الأمريكي، وأضاف: إن هذا مثل اضافة
الماء للرمل الذي لن يؤدي سوى الى جعل الرمل أثقل، كما نقول في العالم
العربي. لذا، لو كنت في مكانه (يقصد أوباما) لأعلنت عن هدنة لستة أشهر
أو سنة لإعادة النظر بشكل شامل في السياسة الأمريكية إزاء العالم
الإسلامي.
فأمريكا لن تكسب الحرب في أفغانستان أبداً، وليس لأبي شأن بهذا
لأنها حرب الشعب الأفغاني في النهاية.على أي حال، سوف تصبح الأمور أكثر
سوءا اذا ما مات أبي، سيصبح العالم عندئذ مكاناً سيئاً جداً، وستكون
هناك كارثة.
وتضيف الكاتبة، جدير بالذكر أن عمر بن لادن كان قد أمضى طفولته
والفترة الأولى من شبابه في معسكرات تدريب رجال الميلشيات في السودان
أولاً ثم في أفغانستان عندما كان والده يسعى في خطة الجهاد. لكنه (عمر)
ترك أباه في أفغانستان قبل وقت قصير من هجمات 9/11 في الولايات
المتحدة. ثم تزوج بعد ذلك فتاة بريطانية كان قد التقى بها خلال جولة
سياحية في منطقة أهرامات الجيزة بمصر، وهو يعمل الآن كتاجر فرضة حديد
في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. غير أن بريطانيا تمنعه من
دخول أراضيها مع زوجته زينة خشية أن يثير وجوده فيها غضب الرأي العام
البريطاني.
وكشف عمر بن لادن انه يحترم الرئيس السابق بيل كلينتون لقراراته
الذكية بمهاجمة معسكر تدريب أبيه بصواريخ كروز انتقاماً ورداً على
الهجمات التي استهدفت مصالح أمريكا في افريقيا.
يقول عمر: «لم يستطع النيل من أبي، بل وبعد كل تلك الحرب الطويلة في
أفغانستان لم يتمكنوا من النيل منه رغم أنهم أنفقوا مئات الملايين من
الدولارات التي كان من الأفضل لو احتفظوا بها من اجل اقتصادهم. لقد
كانت قرارات أمريكا في عهد كلينتون ذكية، ولم تكن أمريكا كثور يركض الى
ستارة حمراء في حلبة مصارعة.
ويؤكد عمر أن أباه ابتهج عندما تم انتخاب جورج بوش رئيساً لأنه كان
من نوع الرؤساء الذين يحتاجهم، أي انه (بوش) كان مستعداً للهجوم وإنفاق
المال وغزو الدول.
وتقول الكاتبة، يقول عمر، أنا متأكد ان ابي فضل فوز ماكين في
انتخابات أمريكا بدلاً من أوباما وذلك لأن عقلية ماكين متماثلة مع
عقلية بوش. لذا أحس أبي بخيبة الأمل عند فوز أوباما. على أي حال، إن
فشل الجهود الكبيرة التي بذلتها دوائر الاستخبارات والجيوش للعثور على
أبي هو من حسن طالع أمريكا لأن أبي لا يلجأ للقتل إلا في حالة الضرورة
فقط، وهو في هذا على عكس أنصاره الذين يفضلون هذا الأسلوب باستمرار فهم
يخاطبون أبي بالقول: «يا شيخ، علينا القيام بالمزيد». |