فوبيا الطائرات تنتشر شرقاً وغرباً

إجراءات أمنية تخترق الخصوصية وشركة إسرائيلية في قفص الاتهام

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: قالت مسؤولة أمريكية كبيرة ان الإجراءات الجديدة لتعزيز أمن الطيران والتي طُبقت بعد العملية الفاشلة لتفجير طائرة ركاب في يوم عيد الميلاد لا تزال في مرحلة التطوير بعد أن زعمت بعض الدول أن عمليات الفحص في المطارات تستهدفها على نحو جائر.

من جهة ثانية ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان التحقيق في محاولة الاعتداء على الطائرة التابعة للشركة الاميركية نورثويست ايرلاينز في رحلة بين امستردام وديترويت، يطال شركة امنية اسرائيلية.

وفي غضون هذه التطورات أصدرت السفارة الامريكية في الخرطوم تحذيرا من ان متطرفين اقليميين يعدون العدة لتنفيذ هجوم يستهدف طائرات تابعة للخطوط الجوية الاوغندية اثناء تنقلها بين جوبا بجنوب السودان ومطار عينتيبه في اوغندا.

في حين قال مسؤولون هنود ان وزارة الداخلية الهندية أوصت باتخاذ اجراءات أمنية مشددة على متن طائرات الخطوط الجوية الهندية (اير انديا) وذلك بعد ورود معلومات من المخابرات حول تهديد بقيام متشددين بخطف طائرة تابعة لخطوط اير انديا.

وأمر الرئيس الامريكي باراك اوباما باجراء عمليات فحص إضافية لجميع المسافرين قبل اقلاع الرحلات الجوية الى الولايات المتحدة من 14 دولة من بينها الجزائر وهي حليف وثيق لواشنطن والتي وصفت ادراجها ضمن هذه الدول بانه اجراء تمييزي ضدها.

وقالت جانيت ساندرسون مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية في مؤتمر صحفي مع مسؤولين جزائريين "نبحث في بدائل لمعالجة الأخطار التي نتوقعها.. هذه عملية في مرحلة التطوير."

وأعلن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مسؤوليته عن المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة ركاب اثناء توجهها الى الولايات المتحدة. بحسب رويترز.

وتكافح الجزائر تمردا له صلة بتنظيم القاعدة. وتراجعت حدة العنف بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية فيما تتخذ الجزائر إجراءات أمنية صارمة لا سيما في مطاراتها. وتتعاون الولايات المتحدة والجزائر عن كثب في الحرب ضد القاعدة.

والدول المدرجة على قائمة واشنطن وعددها 14 دولة هي.. كوبا وايران وسوريا والسودان وأفغانستان والجزائر والعراق ولبنان وليبيا ونيجيريا وباكستان والمملكة العربية السعودية والصومال واليمن. وشكت كل من نيجيريا وكوبا ايضا من ادراجهما على القائمة.

وقالت ساندرسون انها اكدت للمسؤولين الجزائريين ان اجراءات الامن الاضافية ليست موجهة ضد اي دولة بعينها وان الولايات المتحدة ملتزمة بالتعاون مع الجزائر بشأن التصدي لعنف المتشددين.

وردا على أسئلة عن اجراءات أمن الطيران الجديدة قالت ساندرسون "هذه الجهود التي نبذلها سويا تتغير دائما من اجل التعامل مع خطر متغير."

واضافت "لا اعتقد اننا يجب ان ننظر الى هذا الامر على انه صيغة جامدة. انه مسعى مستمر. انه جهد متواصل يجب ان نقوم به جميعا نحن الذين نسعى لمكافحة الارهاب."

وقالت ان التقييم الامريكي للتهديد الذي يمثله عنف المتشددين في الجزائر قيد المراجعة دوما. وقالت "لكن بالنظر الى التوقيت الزمني (الذي جرت فيه محاولة التفجير الفاشلة) وهو يوم عيد الميلاد فان رئيس الولايات المتحدة اتخذ خطوات وهذا ما حدث."

واتفقت واشنطن مع الجزائر على اعادة بعض المعتقلين الجزائريين من المعتقل العسكري الامريكي في خليج جوانتانامو بكوبا. وفي أحدث عمليات التسليم جرى نقل اثنين من المعتقلين الى الجزائر الاسبوع الماضي.

شركة امنية اسرائيلية في صلب التحقيق الاميركي

من جهة ثانية ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان التحقيق في محاولة الاعتداء على الطائرة التابعة للشركة الاميركية نورثويست ايرلاينز في رحلة بين امستردام وديترويت، يطال شركة امنية اسرائيلية.

وكتبت هآرتس ان "الشركة الاسرائيلية آي سي تي اس واثنين من فروعها في صلب التحقيق الدولي الذي يقوم به الخبراء لكشف كيف تمكن عمر فاروق عبد المطلب من الصعود الى الرحلة 253 ومحاولة تفجير متفجرات مخفية تحت ملابسه".

وتؤمن الشركة "آي سي تي اس" التي يقع مقر ادارتها في هولندا، مع اثنين من فروعها "آي-اس اي سي" و"بي آي" (برو شيك انترناشيونال) خدمات امنية في مطار شيبول في امستردام ومطارات دولية اخرى خصوصا في فرنسا وبريطانيا واسبانيا والمجر ورومانيا وروسيا.

وقالت الصحيفة انه "على الرغم من فشل اجهزة الاستخبارات الاميركية وعدم تسجيل الراكب النيجيري كمشتبه به لدى الشركة الجوية"، كان على مسؤولي الشركة الاسرائيلية استجوابه لمجرد الاطلاع على التفاصيل المتعلقة له.

واضافت ان "عمره واسمه وسيرته غير المنطقية والثمن الباهظ لبطاقته التي اشتراها في اللحظة الاخيرة ومجرد حمله حقيبة يد فقط ومؤشرات اخرى" كان من الطبيعي ان تثير ريبة رجال الامن.

ويعمل حوالى 1300 شخص في الشركة "آي سي تي اس" التي اسسها في 1982 اعضاء سابقون في جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بت) ومسؤولون امنيون سابقون في شركة الطيران الاسرائيلية العال.

ووضعت الشركة نظاما معلوماتيا يسمح بتحديد الركاب الذين قد يشكلون تهديدا محتملا وخصوصا حول جنسيتهم واصولهم وماضيهم وسلوكهم. وحدد هذا النظام وسائل مراقبة طبقت بنجاح منذ سنوات في مطار بن غوريون الدولي في تل ابيب وعلى الحدود البرية ومن قبل الشركات الاسرائيلية في الخارج.

الهند تحذر من خطف طائرات تابعة لها

وقال مسؤولون هنود ان وزارة الداخلية الهندية أوصت باتخاذ اجراءات أمنية مشددة على متن طائرات الخطوط الجوية الهندية (اير انديا) وذلك بعد ورود معلومات من المخابرات حول تهديد بقيام متشددين بخطف طائرة تابعة لخطوط اير انديا.

يأتي التحذير قبل أيام من الاحتفال بالعيد القومي للجمهورية الهندية يوم الثلاثاء حيث تنتشر هناك مخاوف أمنية في هذا اليوم.

وعززت الهند الاجراءات الامنية ولا تزال تحذر من تهديدات المتشددين بعد هجمات مومباي التي وقعت عام 2008 وقتل فيها 166 شخصا وأثارت توترا مع باكستان الجارة النووية للهند.

وقال يو كيه بانسال السكرتير الخاص بالامن الداخلي في وزارة الداخلية الهندية "حذرنا العاملين في أمن الطيران المدني من احتمال محاولة خطف طائرة هندية."من الواضح أن الخطر سيكون من جماعات ارهابية تستهدف مصالح الهند" لكنه لم يحدد أي جماعة.

ولم يعلق على الامر متحدث باسم اير انديا لكنه قال لرويترز ان الشركة ستصدر بيانا في وقت لاحق يوم الجمعة.

ولم تقترح الوزارة تعليق الرحلات الجوية لكنها أوصت باجراءات مثل التدقيق في اجراءات التفتيش الذاتي ونشر المزيد من رجال الامن على متن الطائرات. بحسب رويترز.

وقال بانسال ان التهديد الاكبر بالخطف يستهدف رحلات جوية من والى دول رابطة جنوب اسيا للتعاون الاقليمي (سارك). وتضم الرابطة أفغانستان وبنجلادش وبوتان والهند وجزر المالديف ونيبال وباكستان وسريلانكا.

طائرة امريكية تغيّر مسارها بسبب تمائم دينية

وقالت شرطة فيلادلفيا ان تمائم دينية يرتديها راكب يهودي ظنَّ الركاب على سبيل الخطأ أنها قنبلة أدت لتحويل مسار رحلة جوية تابعة لشركة يو اس ايرويز الامريكية الى فيلادلفيا.

وشعر أحد الركاب بالانزعاج بسبب تعاويذ يلفها اليهود المتدينون حول أذرعهم ورؤوسهم في صلوات الصباح خلال الرحلة التي كانت متجهة من مطار لا جوارديا في نيويورك الى لويزفيل.

وقالت كريستين اوبريان المتحدثة باسم ادارة شرطة فيلادلفيا "تصور شخص على الطائرة أنها شحنة من نوع ما."واضافت أنه لم يتم اعتقال أحد أو توجيه اتهامات.

وقال متحدث باسم شركة يو.اس ايرويز ان الطائرة هبطت بسلام وخرج منها الركاب وافراد الطاقم.

والتعاويذ عبارة عن صندوقين أسودين صغيرين لهما اربطة سوداء. وينبغي على الرجال اليهود الملتزمين ان يضعوا صندوقا منهما فوق الرأس ويربطوا الاخر حول الذراع صباح كل يوم من ايام الاسبوع غير يوم العطلة اليهودية.

تحذير من هجوم محتمل على الطائرات الاوغندية

وفي نفس السياق أصدرت السفارة الامريكية في الخرطوم تحذيرا من ان متطرفين اقليميين يعدون العدة لتنفيذ هجوم يستهدف طائرات تابعة للخطوط الجوية الاوغندية اثناء تنقلها بين جوبا بجنوب السودان ومطار عينتيبه في اوغندا.

ولم تسم السفارة الجهة التي قد تقوم بتنفيذ هذه الهجمات، ولكنها كانت قد اشارت في الماضي الى ان ثمة مجموعات ارهابية تنشط في السودان.وكانت السفارة قد نشرت التحذير في موقعها على الانترنت في وقت متأخر من يوم الجمعة.

وجاء في رسالة التحذير: لقد استلمت السفارة الامريكية معلومات تفيد برغبة مجموعة متطرفة اقليمية بتنفيذ هجمات على متن الطائرات التابعة لشركة الخطوط الجوية الاوغندية المسافرة بين جوبا وعينتيبه.

واضافت الرسالة بأنه رغم عدم التمكن من الجزم بأن المجموعة لديها الامكانات اللازمة لتنفيذ هكذا هجمات، فإن على المسافرين اخذ جانب الحيطة. يذكر ان الاجراءات الامنية المطبقة في مطار جوبا ضعيفة للغاية.

إحالة شخصين للقضاء بعد حادث في مطار هيثرو

وفي بريطانيا اعلنت شرطة لندن ان اثنين من الاشخاص الثلاثة الذين اعتقلوا اثر حادث امني على متن طائرة اماراتية مساء الجمعة في مطار هيثرو، سيحالان امام القضاء، الاول لتوجيهه انذارا خاطئا بوجود قنبلة والثاني لانه كان في حالة سكر.

وسيمثل روبرت فولز (58 عاما) المتحدر من دوفرز الاثنين امام محكمة وستمينستر بتهمة توجيه انذار خاطىء بوجود قنبلة وبالسكر على متن طائرة.

واتهم الكسندر ماكغين (48 عاما) الذي كان ايضا على متن الرحلة +اي كاي 004+ المتجهة الى دبي، بالسكر داخل طائرة وافرج عنه، على ان يمثل امام المحكمة نفسها في 22 كانون الثاني/يناير. وتم الافراج عن شخص ثالث كان اعتقل من دون توجيه اتهام اليه.

وكانت طائرة بوينغ 777 تابعة للخطوط الجوية الاماراتية تستعد للاقلاع الى دبي مساء الجمعة وعلى متنها 330 راكبا، حين دخلها عناصر مسلحون من الشرطة بعد توجيه "تهديدات شفوية" لافراد الطاقم.

ولاحقا، تم اخلاء الطائرة وتفتيشها وكذلك جميع ركابها الذين امضوا ليلتهم في الفندق. ولم يتمكنوا من المغادرة الى دبي الا يوم السبت. واكد متحدث باسم الشركة الاماراتية ان "امن وسلامة جميع ركابنا هما همنا الاساسي".

وياتي هذا الانذار الخاطىء بوجود قنبلة بعد تعزيز التدابير الامنية في المطارات الدولية اثر محاولة تفجير طائرة اميركية يوم عيد الميلاد كانت متجهة من امستردام الى ديترويت في الولايات المتحدة.

الاستخبارات الاميركية تحاول الرد على انتقادات اوباما

من جهتها حاولت اجهزة الاستخبارات الاميركية الرد على انتقادات الرئيس باراك اوباما بسبب الفشل "غير المقبول" في التدابير الامنية بعد محاولة الاعتداء على طائرة اميركية بينما تم تعزيز الاجراءات الامنية في عدد من المطارات الدولية.

وغداة خطاب اوباما الذي قال ان "اخفاق اجراءات" وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) "غير مقبول اطلاقا"، دافعت الوكالة الاميركية عن نفسها بالقول انها نشرت بشكل كاف المعلومات التي قدمها قبل محاولة الهجوم والد منفذه عمر فاروق عبد المطلب الى السفارة الاميركية في نيجيريا.

وقال الناطق بول جيميليانو "عملنا مع السفارة الاميركية لنتأكد من انه كان ضمن قاعدة البيانات الحكومية للاشخاص المشتبه بانهم على صلة بالارهاب ومن انه تمت الاشارة الى ارتباطات ممكنة له مع متطرفين في اليمن". واضاف "ارسلنا ايضا معلومات اساسية حول سيرته الى المركز الوطني لمكافحة الارهاب" وهو الوكالة الحكومية التي تنسق نشاطات الاستخبارات الاميركية.

وقال مسؤول في الاستخبارات الاميركية لوكالة فرانس برس ان اللقاء مع والد المشبوه لا يتضمن اي "عنصر اساسي" كان يمكن ان يسمح بادراج اسم الشاب على لائحة تضم حوالى اربعة آلاف شخص ممنوعين من السفر الى الولايات المتحدة. واوضح ان الرجل كان "يبحث عن خيط يقوده الى ابنه" الذي كان حتى ذلك الحين غير معروف من قبل الاجهزة الاميركية.

واكد مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان السفارة الاميركية في لندن منحت عبد المطلب تأشيرة دخول سياحة مدتها سنتين في 2008. واضاف ان وزارة الخارجية لا يمكنها الغاء التأشيرة بسبب مخاوف بشأن امن الولايات المتحدة.

وفي الواقع كانت الاستخبارات الاميركية تعرف ان القاعدة التي تبنت محاولة الاعتداء تعد "مفاجأة لعيد الميلاد" لكنها لم تكن قادرة على التكهن بنوعية هذا العمل بالتحديد، حسبما ذكر احد رجال الاستخبارات لشبكة سي بي اس الاربعاء. واضاف ان "المشكلة هي ان المركز الوطني لمكافحة الارهاب "يتلقى ثمانية آلاف رسالة يوميا".

من جهتها، قالت وزيرة الامن الداخلي الاميركية جانيت نابوليتانو "بدأت اعادة النظر في لوائح مراقبة الارهابيين المحتملين واجراءات التفتيش"، مؤكدة ان واشنطن "مصممة على كشف الثغرات ومعالجتها". ورأت ان هذا الهجوم يدل على "قدرة الارهابيين على بذل جهود كبرى للافلات من الاجراءات الامنية التي فرضت منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001".

وبينما تفرض شركات جوية ومطارات دولية اجراءات جديدة قبل الصعود الى الطائرة بدأت فكرة اخضاع المسافرين لاجهزة المسح (سكانر)، تشق طريقها. فقد اعلنت ادارة الطيران المدني في نيجيريا ان المطارات الدولية ستزود باجهزة سكانر "ثلاثية الابعاد".

من جهته، اعلن مطار امستردام سكيبول الذي مر فيه النيجيري ان هذا الاجراء سيستخدم "في الاسابيع الثلاثة المقبلة" لمراقبة الركاب المتوجهين الى الولايات المتحدة. وسيزود 15 جهازا ببرنامج معلوماتي يظهر شكل جسم الانسان مثل دمية حتى "لا نتهم بالتلصص"، على حد تعبير وزيرة الداخلية الهولندية غوسيي تير هورست. وقد اكدت هذه الوزيرة ان الهجوم "اعد بشكل احترافي الى حد ما لكن منفذه هاو"، موضحة ان المتفجرات التي كانت مع عمر فاروق عبد المطلب "انتاجها ليس سهلا واستخدامها ينطوي على مجازفة".

وفي مجال الامن الجوي، دعت المنظمة الدولية للنقل الجوي (اياتا) الولايات المتحدة الى التعاون مع هذا القطاع، موضحة ان "الحلول طويلة الامد يجب ان تمر عبر تحسين الوسائل التقنية وتقنيات تقييم المخاطر الحقيقية". ورأت المنظمة ان النقل الجوي لا يمكنه ان يتحمل على الامد الطويل عمليات التفتيش الواسعة للمسافرين في المطارات.

عودة التلاسُن بين تشيني والبيت الأبيض

وعاد السجال بين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونائب الرئيس السابق، ديك تشيني إلى واجهة الأحداث بعد المحاولة التفجيرية الفاشلة لطائرة الركاب الأمريكية التي نفذها النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها، تجلت في اتهامات من تشيني لأوباما بأنه "جعل من الولايات المتحدة الأمريكية أقل أماناً" وطلبه منه الإقرار بأن بلاده في حالة حرب.

فقد رد البيت الأبيض على اتهامات تشيني بقوة بعد انتقادات الأخير لأوباما، وكتب مدير الاتصال، دان فايفر على مدونة البيت الأبيض يقول: "هذا يعني أن نائب الرئيس ديك تشيني وآخرين يركزون أكثر على ما يبدو على انتقاد الإدارة بدلاً من إدانة المهاجمين.. ولسوء الحظ ثمة كثيرون ممن انهمكوا في لعبة واشنطن وتوجيه أصابع الاتهام وإثارة الجدل السياسي، بدلاً من العمل معاً لإيجاد حلول لجعل بلدنا أكثر أمنا."

وجاء رد فايفر بعد ساعات قليلة على انتقادات تشيني اللاذعة، الذي قال في أول تصريح له بشأن محاولة التفجير الفاشلة، إن رد فعل الإدارة الأمريكية لهو خير دليل على أن أوباما "يحاول أن يتظاهر بأننا لسنا في حالة حرب."

وأضاف نائب الرئيس الأمريكي: "يبدو أنه يعتقد بأنه إذا أعطي الإرهابيين حقوقاً كالأمريكيين، والسماح لهم بمحامين وقراءة حقوقهم عليهم، فإننا لن نكون في حالة حرب.. ويبدو أنه يعتقد أنه إذا حاكمنا العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك، ووفرنا له محام للدفاع، وحاكمناه في محكمة مدنية فإننا لن نكون في حالة حرب.. ويبدو أنه يعتقد أنه إذا أغلق معتقل غوانتانامو وأفرج عن الإرهابيين الموجودين هنا فهذا يعني أننا لسنا في حالة حرب."

كذلك قال تشيني إن أوباما "يتظاهر بأننا لسنا في حالة حرب" وكرر انتقاداته الشهيرة السابقة بأن الرئيس الجديد جعل من أميركا "اقل أمناً."

وتساءل تشيني "لماذا لا يريد أن يعترف بأننا في حالة حرب؟ فهذا لا يتناسب مع وجهة نظر العالمية التي حملها معه إلى المكتب البيضاوي، كما لا يتناسب مع ما يبدو أنه الهدف من توليه الرئاسة، أي التحول الاجتماعي، وإعادة هيكلة المجتمع الأمريكي."

ومن جهته، كتب فايفر في مدونته انتقادات لاستراتيجية بوش-تشيني في تركيز استراتيجية الحرب على الإرهاب على العراق.

وقال: "طوال 7 سنوات بعد هجمات 11/9، وفيما يتركز أمننا القومي وبشكل مطلق على العراق، وهو بلد لم يكن فيه أي وجود للقاعدة قبل أن نغزوه، أصبح أسامة بن لادن وقيادة القاعدة قادرين على إقامة معسكر لهم على المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان، حيث واصلوا التخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة."

وأضاف فايفر: "وفي الأثناء، عادت القاعدة لتتشكل في أماكن كاليمن والصومال، وتؤسس ملاذات آمنة نمت وكبرت على مدى السنين.. أما من وضع استراتيجية إنهاء الحرب على العراق في نهاية المطاف فهو الرئيس أوباما، وبدأ فعلياً بتركيز مواردنا على الحرب ضد القاعدة.

وجادل فايفر أنه من خلال مضاعفة الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان وإقامة شراكات جديدة لاستهداف الملاذات الآمنة لتنظيم القاعدة في اليمن والصومال، حقق أوباما نتائج لجعل الولايات المتحدة أكثر أمناً."

قبلة وداع تتسبب في إغلاق مطار نيوارك

وذكرت صحيفة أن حالة التأهب الأمني التي أدت الى اغلاق مطار نيوارك لساعات وعطلت آلاف المسافرين كان سببها رجل تسلل الى منطقة مؤمنة ليمنح امرأة قبلة وداع أخيرة.

وأزعج الخرق الأمني الذي وقع في مطار نيوارك ليبرتي الدولي وهو أحد ثلاثة مطارات رئيسية تخدم منطقة مدينة نيويورك مسؤولي الامن وصناعة الطيران لانه جاء بعد فترة قصيرة من محاولة فاشلة لتفجير طائرة متجهة الى ديترويت يوم عيد الميلاد.

وذكرت صحيفة ستار لدجر التي تصدر في نيوجرزي نقلا عن مسؤولين أمنيين لم تذكر أسماءهم شاهدوا شريطا مصورا لحادث نيوارك أن الشريط يظهر الرجل وهو يعانق امرأة عند نقطة التفتيش (سي-1) الأمنية قبل أن تمر خلال منطقة لفحص المسافرين.

وأضافت أن الرجل الذي لم يكن مسافرا مر كي يقترب من المرأة من نقطة كان يتعين أن يكون فيها ضابط من ادارة أمن النقل.

وتابعت الصحيفة أن المرأة رفعت حبلا يهدف الى إبقاء الاشخاص الذين لم يخضعوا للفحص بعيدا عن المنطقة المؤمنة كي يتمكن الرجل من المرور تحته ثم سارا سويا متشابكي اليدين نحو منطقة تخليص إجراءات السفر قبل أن يختفيا من الصورة.

وغادر الرجل المطار ولم يتم التعرف على شحصيته. وأجبر ضابط ادارة أمن النقل الذي كان يعمل في تلك المنطقة على القيام باجازة ادارية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/كانون الثاني/2010 - 11/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م