شبكة النبأ: شنَّت إسلام آباد حملة
كبيرة ضد فصائل طالبان الباكستانية التي تهاجم الدولة لكنها قاومت
الضغوط الأمريكية لمهاجمة طالبان الأفغانية في الجيوب الحدودية لأنها
لا تشن هجمات داخل باكستان بل تعبر الحدود لتقاتل القوات الأمريكية
داخل أفغانستان. فيما قال وزير الدفاع الأمريكي أن الفصل بين طالبان
الباكستانية والأفغانية لا يأتي بنتائج ايجابية وان هناك ضرورة للضغط
على الحركة على جانبي الحدود.
وفي موازاة هذه التطورات يقدّم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي خطة
للمانحين تهدف إلى استقطاب مقاتلي حركة طالبان من المستويات المنخفضة
إلى المتوسطة لكنه يواجه تشككا بشأن ما إذا كانت الخطة أفضل من جهود
مماثلة سابقة.
ومن جهة أخرى نجحت حركة طالبان التي شنَّ مقاتلوها هجمات منسقة في
كابول مؤخرا، في تحويل وسط العاصمة الأفغانية إلى ميدان معركة على مدى
حوالي أربع ساعات تخللتها تفجيرات وإطلاق نار كثيف بالأسلحة
الأوتوماتيكية والرشاشات الثقيلة وخلفت سيارات متفحمة ومبانِ مشتعلة.
فيما كشفت آخر التقارير عن أن الأطفال أصبحوا أحدث "أسلحة" الحرب
الدموية الدائرة في أفغانستان حيث تجنّدهم طالبان وتنظيم القاعدة لحمل
متفجرات أو كـ انتحاريين ضد قوات التحالف هناك.
استحالة الفصل بين طالبان الباكستانية
والأفغانية
وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إن الفصل بين طالبان
الباكستانية والأفغانية لا يأتي بنتائج ايجابية وان هناك ضرورة للضغط
على الحركة على جانبي الحدود.
وشنت اسلام اباد حملة كبيرة ضد فصائل طالبان الباكستانية التي تهاجم
الدولة لكنها قاومت الضغوط الامريكية لمهاجمة طالبان الافغانية في
الجيوب الحدودية لانها لا تشن هجمات داخل باكستان بل تعبر الحدود
لتقاتل القوات الامريكية داخل افغانستان.
وتقول باكستان ان جيشها محمل بمهمة قتال طالبان الباكستانية ولا
يستطيع فتح عدة جبهات في نفس الوقت.
لكن محللين يرون ان باكستان تستخدم طالبان الافغانية كأداة للتصدي
للنفوذ المتزايد للهند غريمتها القديمة في أفغانستان وأيضا كحليفة
محتملة لدى انسحاب القوات الامريكية من أفغانستان حيث يخشى كثير من
الباكستانيين ان واشنطن ستترك البلاد في حالة من الفوضى.
وكتب جيتس في تعليق في صحيفة نيوز الباكستانية يوم الخميس "من المهم
ان نتذكر ان طالبان الباكستانية تعمل بالتنسيق مع كل من طالبان
الافغانية والقاعدة ولذلك من المهم الا نفصل بين تلك الجماعات."بحسب
رويترز.
وقال "اذا كان في التاريخ اي عبرة علينا ان نتذكر ان الملاذات
الامنة لطالبان (الافغانية والباكستانية) على جانبي الحدود ستؤدي على
المدى الطويل الى وقوع هجمات أكثر جرأة وأكثر دموية في البلدين."
طالبان الافغانية القوية قد تتفاوض
وقال محلل باكستاني ان نفوذ حركة طالبان يمتد في ارجاء افغانستان
وانها توقع اصابات وخسائر في الارواح على نطاق كبير ولكن ربما يتم
اقناعها بمساعدة باكستان على الدخول في مفاوضات بعد ان وصلت الحركة الى
اوج قوتها.
واضاف المحلل احمد رشيد في مقال انه على الرغم من قرار الولايات
المتحدة ارسال 30 الف جندي اضافي الى افغانستان بعد تسعة اعوام من
الاطاحة بطالبان من السلطة الا ان القادة العسكريين الامريكيين يدركون
انهم "لا يستطيعون شق طريقهم بالرصاص نحو الانتصار."
وقال رشيد وهو خبير بارز في الشؤون الافغانية في المقال الذي نشر في
احدث عدد من مجلة نيويورك ريفيو اوف بوكس New York Review of Books "رغم
نجاحاتهم (قوات التحالف) الا ان طالبان تقترب الان على الارجح من اوج
قوتها."
واضاف انه في حين ان حركة طالبان تنتشر في انحاء البلاد الا انها لا
تسيطر على مراكز سكانية ولن تستطيع بالنظر الى قوة قوات حلف شمال
الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة.
وقال انه في نفس الوقت لا يوجد عصيان شعبي ضد قوات حلف الاطلسي كما
ان غالبية الافغان لا يريدون عودة طالبان رغم الغضب من حكومة الرئيس
حامد كرزاي المدعومة من الولايات المتحدة.
واوضح رشيد "ولذلك فان الشهور القليلة القادمة قد تقدم فرصة مهمة
لاقناع طالبان بان هذا هو افضل وقت للتفاوض من اجل ايجاد تسوية لانهم
في اوج قوتهم."
واظهرت طالبان التي يقودها الملا الهارب محمد عمر اول تلميح الى
المرونة وبدأ ذلك ببيان اصدرته في نوفمبر تشرين الثاني.
كرزاي يعرض خطة لاستقطاب مقاتلي طالبان
ويقدم الرئيس الافغاني حامد كرزاي خطة للمانحين تهدف الى استقطاب
مقاتلي حركة طالبان من المستويات المنخفضة الى المتوسطة لكنه يواجه
تشككا بشأن ما اذا كانت الخطة أفضل من جهود مماثلة سابقة.
وردا على سؤال حول مدى اختلاف الخطة الجديدة عن محاولات سابقة فاشلة
قال ريتشارد هولبروك المبعوث الامريكي الخاص انها "لا يمكن أن تكون
أسوأ". ومن المقرر أن يطرح كرزاي الخطة في مؤتمر يعقد في لندن يوم 28
يناير كانون الثاني.
ويقول خبراء ان السؤال الاهم هو ما اذا كانت الحكومة الافغانية
قادرة على جذب عشرات الآلاف من المقاتلين الافغان من التلال ودفع رواتب
لهم وتوفير تدريب على العمل وتعليم لهم بالاضافة الى الحماية التي لم
تكن موجودة من قبل.
وقال بريان كاتوليس وهو خبير في شؤون أفغانستان في مركز التقدم
الامريكي وهو مؤسسة بحثية مقرها واشنطن "مبعث قلقي الاكبر هو ما اذا
كانت الحكومة الافغانية قادرة على فعل هذا. ما هي الخطة على المستوى
الوطني وعلى مستوى الاقاليم."
وقال محمد معصوم ستانيكزاي المسؤول الافغاني عن البرنامج ان
التفاصيل النهائية للخطة يتم وضعها وان اجتماعا سيعقد بعد مؤتمر لندن
لشيوخ القبائل والزعماء الذين يتمتعون بالنفوذ على مستوى الاقاليم
والمناطق.
وأضاف أن الخطة تهدف الى توفير الحماية للمتمردين الذين يسلمون
أنفسهم وضمان حصولهم على وظائف تمنعهم من العودة "لزرع القنابل".
وقال لرويترز في مقابلة هذا الاسبوع "ستكون هذه الخطة برنامجا أوسع
وأكثر تفصيلا وستنفذ على كل المستويات ... يجب أن يتمكنوا من الانضمام
وبكرامة الى عملية السلام."
وفشلت جهود سابقة لاستقطاب مقاتلي طالبان لانه لم تبذل جهود تذكر
لتوفير الحماية أو حوافز مالية.
وقدر العديد من الدبلوماسيين أن تكلفة البرنامج قد تصل الى مليار
دولار ومن المتوقع أن تقدم بعض الدول تعهدات مالية في مؤتمر لندن
الاسبوع المقبل.
وقال دبلوماسي غربي ان من المتوقع أن تقدم بريطانيا واليابان
والولايات المتحدة الجزء الاكبر من الاموال وأضاف أن عدة مئات الملايين
من الدولارات قدمت حتى الان.
طالبان جزء من النسيج السياسي في افغانستان
واعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان حركة طالبان "جزء من
النسيج السياسي" في افغانستان لكنه قال ان اي دور مستقبلي لها سيكون
رهنا بقيام المتمردين بالقاء اسلحتهم.
وقال غيتس خلال زيارة الى باكستان الجمعة "نقر بان حركة طالبان تشكل
جزءا من النسيج السياسي في افغانستان في هذه المرحلة". واضاف "السؤال
هو ما اذا كانت مستعدة للقيام بدور مشروع في النسيج السياسي لافغانستان
التي تتقدم مثل المشاركة في الانتخابات او عدم اغتيال مسؤولين محليين
وقتل عائلات".
وتابع في تعليقات للصحافيين "السؤال هو ماذا تريد ان تفعل طالبان
بافغانستان" مضيفا "حين حاولوا سابقا رأينا ما كانوا يريدونه وكانت
البلاد اشبه بصحراء على الصعيد الثقافي وفي مجالات اخرى".
وقد اعلن الرئيس الافغاني حميد كرزاي في مقابلة مع هيئة الاذاعة
البريطانية (بي بي سي) الجمعة انه سيقترح على المتمردين خطة مصالحة
تهدف الى ابعاد المقاتلين عن حركة طالبان عبر عرض وظائف عليهم واجراءات
لاعادتهم الى الحياة المدنية. واضاف ان القوى الكبرى ستمول هذه الخطة
الجديدة لحمل مقاتلي طالبان على القاء اسلحتهم والاندماج في المجتمع
المدني.
وستعلن الولايات المتحدة وبريطانيا خلال مؤتمر حول افغانستان في
لندن الاسبوع المقبل انهما قررتا دعم هذه الخطة كما قال كرزاي مضيفا ان
اليابان ستقدم دعما ماليا ايضا. وقال الرئيس الافغاني ايضا ان
المتطرفين من مؤيدي طالبان واعضاء القاعدة او مجموعات ارهابية اخرى لن
يكونوا مقبولين ضمن هذه الخطة.
نقل المعركة الى قلب كابول
ونجحت حركة طالبان التي شن مقاتلوها هجمات منسقة في كابول مؤخرا، في
تحويل وسط العاصمة الافغانية الى ميدان معركة على مدى حوالى اربع ساعات
تخللتها تفجيرات واطلاق نار كثيف بالاسلحة الاوتوماتيكية والرشاشات
الثقيلة وخلفت سيارات متفحمة ومبان مشتعلة.
ومع احتدام المعارك خلا وسط المدينة من السكان ولا سيما في محيط
ساحة باشتونستان التي طوقتها الشرطة.
وبقي الناس قابعين في منازلهم والتجار مختبئين في المحلات المحيطة
بالشوارع المؤدية الى القصر الرئاسي وعدد من الوزارات وقد اعلن متحدث
باسم حركة طالبان ان عشرين من انتحاريي الحركة هاجمو هذه المقرات.
وروى احد اصحاب المحلات بهرام سرواري لوكالة فرانس برس في اتصال
هاتفي انه فور وقوع الانفجار الاول هجر المارة هذا الحي التجاري الذي
يشهد عادة حركة محمومة. وقال "رأيت الدخان يتصاعد من مبنى قريب من
البنك المركزي ومن القصر الرئاسي".
وتردد دوي الانفجارات بينها انفجاران شديدا القوة واصوات الطلقات
النارية بالاسلحة الرشاشة طوال قبل الظهر في وسط العاصمة وانتشرت رائحة
البارود على مسافة اكثر من كيلومتر من ساحة باشتونستان حيث القصر
الرئاسي ووزارات العدل والمالية والمناجم ومركز قاري سامي التجاري.
وتوالى دوي صفارات الانذار بدون توقف فيما هرعت سيارات الاسعاف
والاطفاء الى الوسط التجاري حيث اندلعت النيران.
وكان احد سائقي وكالة فرانس برس اكتر محمد على مسافة خمسين مترا من
مفرق على مقربة من وزارة الخارجية حين انفجرت سيارة مفخخة يقودها
انتحاري. وروى السائق "رأيت جنودا وشرطيين يركضون في كل الاتجاهات وبدا
لي انهم يحاولون وقف سيارة". وتابع "رأيت بعدها وميض نور قوي امامي
تلاه انفجار وتصاعد دخان". وقال ضابط في الشرطة لفرانس برس ان
الانتحاري كان يقود سيارة اسعاف.
تفجيرات ضخمة لإجبار الباكستانيين على الرضوخ
ويشنُّ مقاتلو طالبان مزيدا من التفجيرات الانتحارية ضد حشود كبيرة
من المدنيين في محاولة لاجبار الباكستانيين على الرضوخ واضعاف الثقة في
الجيش بعد شن حملات عسكرية كبرى ضد معاقلهم.
وأوضحت حركة طالبان الباكستانية المرتبطة بتنظيم القاعدة نواياها
يوم الجمعة حين قاد متشدد سيارة دفع رباعي مدججة بالمتفجرات الى ملعب
للكرة الطائرة بقرية في شمال غرب البلاد وفجر نفسه اثناء مباراة مما
أسفر عن مقتل 90 شخصا.
ومن شأن المذابح من هذا النوع ارهاب المدنيين واثارة تساؤلات جديدة
حول فعالية الجيش الباكستاني على الرغم من تأكيدات الحكومة بأن الحملة
الامنية التي جرت في اكتوبر تشرين الاول سددت ضربة قوية لحركة طالبان.
وتعتبر الولايات المتحدة باكستان الدولة التي تمثل خط المواجهة
الحاسم في حربها ضد طالبان في أفغانستان. وتريد من الجيش الباكستاني
اجتثاث المتشددين الذين يعبرون الحدود لقتال القوات الامريكية هناك.
لكن الجيش الباكستاني على الارجح سيشير الى هجوم مباراة الكرة
الطائرة والهجمات المماثلة كدليل واضح على أنه يجب أن يركز على
التهديدات من متشددي طالبان الباكستانية.
ويقول بعض المحللين انه لا يمكن تحقيق الاستقرار لباكستان المسلحة
نوويا والمنطقة على المدى الطويل الا اذا لاحق الجيش كل الجماعات
المتشددة في البلاد بما في ذلك فصائل طالبان الافغانية التي لا تقاتل
الدولة الباكستانية.
وقالت سامينا احمد مديرة قسم جنوب اسيا بالمجموعة الدولية لمعالجة
الازمات "نظرا لهذه الصلة الوثيقة هنا بين هذه الجماعات الارهابية
المختلفة فان هذا التمييز لم يجد نفعا في السابق."
وأضافت "كل ما حدث أن علاقات التحالف بين تلك الجماعات ترسخت وأصبحت
اكثر خطورة بكثير."
لكن قتال كل الجماعات مرة واحدة سيعني التخلي عن التحالفات مع
المتشددين التي يريدها الجيش الباكستاني لتكسبه نفوذا في أفغانستان
خاصة اذا حدث ما تتوقعه باكستان وانسحبت الولايات المتحدة قبل أن تستقر
البلاد.
وقد يخلق هذا أعداء جددا للجيش المنهك بالفعل. وتمت الاستعانة بنحو
30 الف جندي في هجوم ضد طالبان في أكتوبر تشرين الاول بمنطقة وزيرستان
الجنوبية. وردت حركة طالبان بتفجيرات أسفرت عن سقوط مئات القتلى.
أطفال أفغانستان.. أحدث قنابل طالبان
وكشف تقرير أن الأطفال أحدث "أسلحة" الحرب الدموية الدائرة في
أفغانستان حيث تجندهم طالبان وتنظيم القاعدة لحمل متفجرات أو
كـ"انتحاريين" ضد قوات التحالف هناك.
وذكر تقرير شبكة "CBS" الأمريكية أن أطفالاً، بعضهم في سن السابعة
يجري تدريبهم على استخدام الكلاشينكوف وتنفيذ هجمات، فيما يخُدع البعض
لحمل متفجرات، من بينهم "عيدالله"، 11 عاماً، الذي طلب منه نقل سلة
فواكه، دست بينها قنبلة، إلى قيادي محلي يتعاون مع القوات الأمريكية.
وانفجرت القنبلة قبل الأوان وفقد "عيدالله" إحدى ساقيه: "أنا حانق
لأنني لم ارتكب أي جرم وفقدت ساقي." وأصيب ثمانية من الأطفال بجراح في
الانفجار.
وقال العقيد بناجمين كام، من الجيش الأمريكي: "هذا يعكس لنا مدى
استعداد القاعدة للقيام بأي شيء ولا مبالاة التنظيم بهؤلاء الأطفال
الأبرياء."
وغالباً ما يرسل أولياء الأمور أطفالهم طواعية إلى معسكرات التجنيد
التابعة للقاعدة وطالبان مقابل وعود مغرية كتوفير الطعام المجاني
والمأوى والتعليم.
وتزايدت حدة الهجمات التي تشنها مليشيات الحركة المتشددة على القوات
الدولية في أفغانستان، في الآونة الأخيرة.
وتحارب القوات الدولية طالبان منذ أواخر 2001، واستجمعت الحركة
قواها خلال الأعوام القليلة الماضية، ونفذت مئات الهجمات التي استهدفت
الحكومة والقوات الدولية.
وسيطرت طالبان على 90 في المائة من أفغانستان قبيل الغزو الأمريكي
الذي أطاح بالحكومة، وليس الحركة التي تفرق خلاياها لالتقاط الأنفاس
وبانتظار الأوامر، وفق قيادي "طالباني."
وأصبحت الحرب التي تخوضها القوات الدولية ضد طالبان جزءاً لا يتجزأ
من الحرب ضد القاعدة، إلا أن كفة الحركتين رجحت حيث يحرزان تقدماً في
الحرب ويرقبان عن كثب تراخي الدعم الشعبي عنها في الولايات المتحدة.
برلسكوني ينفي دفع مبالغ لطالبان!
ومن جهة اخرى نفى رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، أن تكون
حكومته وافقت على دفع مبالغ لحركة طالبان بأفغانستان من أجل حماية
الجنود الإيطاليين المنتشرين هناك.
وقال مكتب برلسكوني في بيان إن الاتهامات التي نشرتها صحيفة "تايمز"
اللندنية لا أساس لها من الصحة.. فلم تفوض الحكومة ولم تسمح بأي شكل
بدفع مبالغ مالية لأي من أعضاء حركة طالبان المتمردة.. ولا علم لنا بأي
من هذه النشاطات حتى على عهد الحكومة السابقة."
وأضاف البيان "أكبر دليل على ذلك، أن القوات الإيطالية في أفغانستان
تعرضت لعدة هجمات من قبل طالبان في النصف الأول من عام 2008، وخصوصا في
منطقة ساروبي، وفي فبراير/ شباط من العام ذاته، قتل الملازم فرانسيسكو
بيزولو في إحدى تلك الهجمات."
ووفقا لصحيفة "تايمز" فإن القوات الإيطالية لم تخبر نظيرتها
الفرنسية بالاتفاق الضمني مع طالبان عندما حلت الأخيرة محل الأولى في
منطقة ساروبي شرق العاصمة كابول في منتصف عام 2008. بحسب سي ان ان.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية اكتشفوا خلال
اعتراضهم اتصالات هاتفية أن الإيطاليين كانوا يدفعون مبالغ مالية
لمقاتلي طالبان في عدد من المناطق، خصوصا "منطقة هيرات الغربية."
وقالت الصحيفة "خلال شهر، قتل عشرة جنود فرنسيين في كمين نصبه
المتمردون، وتلك هي أكبر خسارة في هجوم واحد على قوات حلف شمال الأطلسي
الموجودة في أفغانستان على الإطلاق."
ومضت الصحيفة تقول "لقد هز ذلك الهجوم الرأي العام الفرنسي، الذي
شعر بالرعب بعد أن تم التمثيل بجثث القتلى الفرنسيين،" مضيفة "أن
الجنود الفرنسيين لم يكونوا على علم بأن الإيطاليون حافظوا على الهدوء
في المنطقة عن طريق دفع المال لطالبان."
طالبان تقتل سبعة أشخاص بتهمة التجسس
وقال مسؤولو أمن في باكستان ان مسلحي طالبان قتلوا سبعة من أفراد
القبائل الباكستانيين في منطقة وزيرستان الشمالية المضطربة على الحدود
مع أفغانستان للاشتباه في أنهم كانوا يتجسسون لصالح الولايات المتحدة.
وقتل المتشددون عددا كبيرا من شيوخ القبائل ومسؤولي الحكومة
ومواطنين أفغان للاشتباه في تجسسهم بوزيرستان.
وقال المسؤولون ان الجثث التي كانت عليها اثار الاعيرة النارية
ألقيت على جانب طريق في قرية تقع على بعد 35 كيلومترا الى الجنوب من
ميرانشاه البلدة الرئيسية في وزيرستان الشمالية.
وقال مسؤول أمني في ميرانشاه في مكالمة هاتفية "قتلوا جميعا فيما
يبدو الليلة الماضي وكانت هناك ورقة مكتوبة ملقاة قرب تلك الجثث تقول
انهم كانوا جواسيس أمريكيين."
وذكر مسؤول أمني اخر أن الورقة حذرت من أنه "سيلقى أي شخص يتجسس
لصالح أمريكا نفس المصير."
وعثر على جثتين أخريين في مكان اخر بالمنطقة وكان بجوارهما ورقة
مماثلة من طالبان.
ومنطقة وزيرستان الشمالية متاخمة لاقليم خوست في جنوب شرق أفغانستان
حيث قتل العميل الاردني المزدوج همام خليل أبو ملال البلوي سبعة من
موظفي وكالة المخابرات المركزية الامريكية في تفجير انتحاري داخل قاعدة
تشابمان الامريكية يوم 30 ديسمبر كانون الاول. |