زلزال هايتي.. ارتدادات تحت الصدمة

انتشار السَلب والنهب والأطباء يخشون الأمراض

 

شبكة النبأ: تعرضت هايتي التي مازالت تحت صدمة الهزة الأرضية العنيفة والمدمرة التي ضربتها إلى هزة ارتدادية بلغت قوتها 6.1 بحسب مقياس ريختر، فيما زادت وتيرة توزيع المساعدات الغذائية والطبية مما منح أملاً لبعض الناجين اليائسين لكن أطباء عبّروا عن خشيتهم من أن تصبح الامراض هي التحدي الرئيسي المقبل بالنسبة لعشرات الالاف من المصابين أو المشردين.

وفي غضون هذه التطورات تتواصل دون كلل عمليات الإنقاذ الضخمة بعد الزلزال العنيف الذي دمر معظم العاصمة الهايتية "بورت أوبرينس"، وانتشلت فرق الإنقاذ أكثر من 60 شخصاً أحياء من تحت الأنقاض بعد أسبوع من الهزة المدمرة، وسط انتشار أعمال السلب والنهب وعجز المستشفيات عن استيعاب المزيد من الجرحى وانتشار آلاف المشردين في الشوارع.

وأشار المرصد الأمريكي إلى أن مركز الهزة الارتدادية يقع على بعد 56 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من العاصمة بورت أوبرينس.

ورغم أن الهزة الارتدادية أقل قوة من الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي في الثاني عشر من يناير/كانون الثاني، والذي بلغت قوته 7.0 درجات، إلا أنها تعتبر قوية نسبيا،ً وربما تتسبب بمزيد من الأضرار إلى جانب الدمار الهائل الذي خلفته الهزة السابقة. وبحسب التقارير الأولية فقد أصيب شخص واحد حتى الآن جراء الهزة الارتدادية.

ويخشى أن تتسبب الهزة الارتدادية بانهيار مزيد من البنايات، وخصوصاً تلك التي تصدعت خلال زلزال الأسبوع الماضي.

يذكر أن هايتي مازالت تحت صدمة الزلزال المدمر الذي تسبب بمقتل ما يزيد على 72 ألف شخص، فيما تشير التقديرات إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى 200 ألف شخص، ويؤثر في حياة ما لا يقل عن ثلاثة ملايين نسمة، يشكلون حوالي نصف سكان هايتي. بحسب سي ان ان.

يشار إلى أن عمليات الإنقاذ الضخمة بعد الزلزال العنيف الذي دمر معظم العاصمة الهايتية "بورت أوبرينس" تتواصل دون كلل، حيث تمكنت فرق الإنقاذ، التي تقودها الولايات المتحدة، من انتشال61 شخصا خلال الساعات الماضية من تحت الأنقاض، آخرها طالبة أنقذت الاثنين من تحت ركام جامعة، ويعتقد أن العديد من الطلبة الأحياء مازالوا محاصرين بين أنقاضها.

وفي الأثناء انتشرت في العاصمة المدمرة أعمال السلب والنهب، وعجزت المستشفيات عن استيعاب المزيد من الجرحى، مع انتشار آلاف المشردين في الشوارع.

وأدى انتشار عمليات السطو على مواد الإغاثة إلى إبطاء عمليات توزيع الأغذية والمياه والمواد الطبية، وإطلاق دوريات للشرطة في شوارع "بورت أوبرنس" النار في الهواء، وقنابل الغاز المسيل للدموع بين الحين والآخر لتفريق اللصوص.

تزايد وتيرة توزيع المساعدات والاطباء يخشون الامراض

وزادت وتيرة توزيع المساعدات الغذائية والطبية في هايتي بعد الزلزال المدمر الذي شهدته الاسبوع الماضي مما منح أملا لبعض الناجين اليائسين لكن اطباء عبروا عن خشيتهم من أن تصبح الامراض هي التحدي الرئيسي المقبل بالنسبة لعشرات الالاف من المصابين أو المشردين.

وقالت فرق طبية تعمل على اقامة مستشفيات متنقلة انها تواجه ضغطا شديدا في العمل بسبب كثرة الضحايا وحذرت من مخاطر فورية تتمثل في التيتانوس والغنغرينا فضلا عن انتشار الحصبة والتهاب السحايا وأمراض معدية أخرى.

ولم يشرع أحد في تقدير عدد المصابين جراء الزلزال الذي بلغت قوته سبع درجات على مقياس ريختر ودمر معظم انحاء العاصمة بورت او برنس يوم 12 يناير كانون الثاني. وقال مسؤولون من هايتي ان من المرجح مقتل ما بين مئة ألف ومئتي ألف شخص في الزلزال.

وظهر باعة في الشوارع يعرضون الفاكهة والخضروات في مؤشر على بدء عودة الحياة الى طبيعتها. لكن استمر تدفق اللصوص على المتاجر المتضررة في بورت أو برنس يوم الاثنين حيث نهبوا البضائع وتقاتلوا فيما بينهم. بحسب رويترز.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون انه أوصى مجلس الامن باضافة 1500 شرطي وألفي جندي الى بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في هايتي والبالغ قوامها تسعة الاف فرد لتقديم المساعدة الامنية للحكومة.

وهناك أكثر من 11 ألف جندي أمريكي اما على الارض أو على سفن قبالة سواحل هايتي أو في طريقهم الى البلاد ومن بينهم 2200 جندي من مشاة البحرية مزودون بمعدات لازالة الانقاض ومساعدات طبية وطائرات هليكوبتر.

وقال رئيس هايتي رينيه بريفال ان القوات الامريكية ستساعد قوات حفظ السلام الدولية في حفظ النظام في شوارع هايتي التي يغيب فيها القانون على نحو متزايد حيث باتت قوات الشرطة وقوات حفظ السلام غير قادرتين على توفير الامن على نحو كامل. وكان بالامكان سماع دوي اطلاق نار مساء يوم الاثنين في المدينة المدمرة.

وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان القوات الامريكية لن تقوم بدور الشرطة لكنها ستدافع عن نفسها "ولديها الحق في الدفاع عن سكان هايتي الابرياء وأفراد المجتمع الدولي اذا شاهدت شيئا ما يحدث."وقال مسؤول عسكري أمريكي اخر ان أعمال العنف منفردة ولا تعوق مهمة الاغاثة الانسانية.

ووفرت القوات الامريكية الحماية لتوزيع المساعدات التي بدأت في الوصول على نحو أكثر انتظاما في المطار الذي تديره الولايات المتحدة كما اسقطت الالاف من عبوات الطعام والماء من الجو لسكان مخيمات المشردين المؤقتة.

وتعهد زعماء العالم بكميات ضخمة من المساعدات لاعادة اعمار هايتي التي سأل ناجون منها الامين العام للامم المتحدة يوم الاحد الماضي "أين الطعام؟ أين المساعدات؟"

وناشد رئيس هايتي الدول المانحة عدم التركيز فقط على المساعدات الفورية لشعبه بل على التنمية طويلة المدى لافقر دولة في نصف الكرة الغربي.

انتشال 61 شخصاً أحياء وانتشار السلب والنهب

وتتواصل دون كلل عمليات الإنقاذ الضخمة بعد الزلزال العنيف الذي دمر معظم العاصمة الهايتية "بورت أوبرينس"، وانتشلت فرق الإنقاذ أكثر من 60 شخصاً أحياء من تحت الأنقاض بعد أسبوع من الهزة المدمرة، وسط انتشار أعمال السلب والنهب وعجز المستشفيات عن استيعاب المزيد من الجرحى وانتشار آلاف المشردين في الشوارع.

وتمكنت فرق الإنقاذ التي تقودها الولايات المتحدة من انتشال 61 شخصا خلال الساعات الماضية من تحت الأنقاض التي خلفها الزلزال، آخرها طالبة أنقذت الاثنين من تحت ركام جامعة، ويعتقد أن العديد من الطلبة الأحياء مازالوا محاصرين بين أنقاضها.

من جانب آخر، قالت منظمة الأمم المتحدة إن أحد موظفيها، وهو دنماركي، قد أُنقذ أيضا بعد ظهر الأحد من تحت أنقاض مقر بعثة المنظمة الدولية في عاصمة هايتي، كما تمكنت فرق إنقاذ تركية وأمريكية من انتشال رجل وطفلة في السابعة.

يأتي هذا بعد إعلان الحكومة الهايتية انتشال 25 ألف جثة، في حين تتواصل عمليات انتشال جثث ضحايا الزلزال. بحسب سي ان ان.

ومؤخراً، تصاعدت أعمال النهب والسلب، وبدأت مظاهر الانفلات الأمني والمسلح تضرب أطنابها في "بورت أوبرينس" منذ الهزة العنيفة التي بلغت قوتها 7 درجات بمقياس ريختر وسوت العاصمة الهايتية بالأرض.

وأدى انتشار عمليات السطو على مواد الإغاثة إلى إبطاء عمليات توزيع الأغذية والمياه والمواد الطبية، وإطلاق دوريات للشرطة في شوارع "بورت أوبرنس" النار في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع بين الحين والآخر لتفريق اللصوص.

أخطر ازمة انسانية منذ عقود

من جانبه اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الزلزال الذي ضرب هايتي واوقع عشرات الالاف من القتلى يشكل "اخطر ازمة انسانية منذ عقود"، في حين عثرت فرق الانقاذ على ثلاثة ناجين بعد خمسة ايام على الزلزال.

ووصف بان كي مون الزلزال بانه "اخطر أزمة انسانية منذ عقود"، وذلك لدى مغادرته نيويورك الاحد الى بور او برنس. وقال للصحافيين الذين يرافقونه "اغادر الى هايتي بقلب حزين لاعرب عن تضامن الامم المتحدة ودعمها الكامل للشعب الهايتي".

وقدرت منظمة الصحة العالمية الاحد ان ما بين اربعين الى خمسين الف شخص قضوا في الزلزال الذي ضرب الجزيرة الثلاثاء بقوة 7 درجات، مستندة على معلومات من الصليب الاحمر الهايتي.

غير ان الجنرال الاميركي كين كيين قائد القوة الخاصة التي ارسلتها الولايات المتحدة الى هايتي توقع الاحد ان يرتفع عدد ضحايا الزلزال الى 200 الف قتيل، معتبرا ان تقدير المجتمع الدولي لهم بما بين 150 الى 200 الف "هو افتراض يجري تنظيم العمل على اساسه".

وازاء حجم الكارثة هذه حدد الامين العام للامم المتحدة ثلاث اولويات تفرض نفسها: انقاذ اكبر عدد من الناس، والاسراع في تقديم المساعدة الانسانية من مياه وغذاء وادوية ضرورية، وتنسيق المساعدة الخارجية.

ورافق بان كي مون في زيارته كل من هيلين كلارك رئيسة برنامج الامم المتحدة للتنمية، وآلان لوروي رئيس قسم عمليات حفظ السلام، وسوزانا مالكورا رئيسة الخدمات اللوجستية في المنظمة الدولية، وجون هولمز رئيس قسم الشؤون الانسانية. بحسب رويترز.

ووصل بان كي مون الى بور او برانس من دون ان يدلي بتصريح على ان يلتقي الرئيس الهايتي رينيه بريفال. وبحسب الامم المتحدة فان ثلاثة ملايين شخص يحتاجون الى المساعدة في هايتي.

واكد الامين العام انه "كان يستعد للاسوأ" تعليقا على الثمن الباهظ الذي دفعه موظفو الامم المتحدة جراء الزلزال وتجلى خصوصا في الدمار الكامل الذي لحق بالمقر العام لبعثة المنظمة الدولية في هايتي.

ما هو مصير الجثث بعد الكوارث الطبيعية؟

وبعد مرور أسبوع منذ ضرب الزلزال المدمر هايتي، الواقعة في المحيط الأطلسي، تكاتفت الجهود الدولية لتقديم العون والمساعدة للناجين والضحايا على السواء، من خلال إرسال المساعدات، والإسناد في دفن آلاف الجثث التي تركها الزلزال في شوارع العاصمة "بورت أوبرينس"، تحت أشعة الشمس القوية.

وفي شتى أنحاء المدينة، يغطي الناجون وعمال الإنقاذ وجوههم بالأقنعة أو بأيديهم بسبب الرائحة القوية المنبعثة من الجثث، بينما أكد مراسلو CNN في البلاد، نقلا عن السلطات الهايتية، أن جهودا تبذل لإزالة الجثث من الشوارع، ودفنها في مقابر جماعية على الأرجح.

ولم يتبين حتى الآن العدد الرسمي لقتلى هذا الزلزال، إلا أن رئيس الوزراء في البلاد لم يستبعد سقوط مئات الآلاف من القتلى.

من ناحيته، وصف مراسل CNN أندرسون كوبر الوضع في البلاد "بالسيئ للغاية"، إذ أن المقبرة الجماعية الموجودة في أطراف العاصمة "بورت أوبرينس" تختلط فيها الجثث بالقمامة، حيث تم جرفها مع بعضها البعض من شوارع العاصمة.

وأضاف كوبر: "هذه الجثث ستختفي، ولن يعرف أحد مصيرها، وهذا هو الخوف الأكبر. فلا وجود لأي نظام حكومي، فالجثث يتم جمعها مثل القمامة، ورميها في مكب النفايات هذا."

ولعل الخوف الأكبر من تجمع هذه الجثث هو انتشار الأمراض، إلا أنه، وعكس الاعتقادات، لا تتسبب الجثث الناتجة عن مثل هذه الكوارث الطبيعية في انتشار الأمراض، وفقا لخبراء.

يقول أوليفر مورغان، عالم الأوبئة في مركز مكافحة الأمراض: "الحقيقة هي أن معظم الأمراض التي تعيش داخلنا، لا تعيش طويلا بعد موتنا."وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى عدم انتشار أي وباء بعد كارثة طبيعية في تاريخ البشرية.

ووفقا لدليل منظمة الصحة العالمية 2006 حول إدارة الجثث بعد الكوارث، فإن جمع الجثث ودفنها ليس الأولوية الأولى عند حدوث كارثة طبيعية، فالأولوية هي الاهتمام بالناجين، إذ لا وجود لخطر محتم من انتشار الأوبئة جراء تكاثر الجثث. غير أنه، يجب جمع هذه الجثث في أسرع وقت ممكن لأغراض تحديد الهوية.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من مغبة دفن الجثث في مقابر جماعية، فعادة ما تستعجل السلطات المحلية في البلاد لتبني هذا الإجراء لأنه الأسهل، وهو ما يصعب لاحقا عمليات التعرف إلى الجثث، وبالتالي يتم الدخول في متاهات قضائية وقانونية.

أحد أبرز الحلول التي يمكن تبنيها هو جمع الجثث في موقع واحد، ومحاولة جمع أكبر قدر من المعلومات عنها من خلال التصوير الفوتوغرافي لتحديد هويتها، وفقا لفيرني فاونتن، الموظف السابق في فريق عمليات دفن الجثث بعد الكوارث.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 24/كانون الثاني/2010 - 8/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م