سمة الإخلاص ومضاعفة فرص النجاح

 

شبكة النبأ: غالبا ما يبحث الانسان عن فرص النجاح سواء في العمل او التفكير او غيرهما من المجالات التي تضج بها الحياة، وثمة سبل كثيرة ومتباينة قد تقود الانسان الى هذه الفرص، بيد أن المتفق عليه بين المعنيين والعرفين، أن سمة الاخلاص اذا ما توافرت في نوايا وانشطة الانسان، فإنها ستكون جسره الى النجاح الأكيد في أي مجال عملي أو فكري يسعى إليه.

ولذلك ثمة علاقة هامة تربط بين فرص النجاح وسمة الاخلاص سواء كانت فردية او مؤسساتية او غيرها، مثال ذلك إن مدى الاخلاص الذي يرافق العملية الانتاجية سواء بالنسبة للعامل المصنّع او الاداري او رب العمل او غيرهم تشكل عامل تحفيز للنجاح والتطور، فالاخلاص كما هو معروف مفهوم متداول بين الجميع ومفردة تتردد على ألسنة الناس مرارا وتكرارا، لدرجة أن الكثير منهم يرى بأنه النافذة التي يطل منها الانسان على مساحة واسعة من النجاحات.

لذلك فإن الاخلاص في العمل الانتاجي مثلا يشمل إهتمام المعنيين بمواصفات الانتاج من حيث طبيعة السلعة المنتجة نوعا وكما وما الى ذلك من أمور تساعد في زيادة السلعة كمنتج، وهذه هي المرحلة الاولى التي تعقبها مرحلة التسويق حيث تتطلب إخلاصا وذكاء يُسهم في توصيل السلعة الى أكبر عدد من المشترين.

لذلك يُنصَح أرباب العمل بأهمية التعامل الانساني مع العمال والمصنعين على وجه العموم والاخلاص في تذليل معاناتهم ومصاعبهم سواء المادية منها او النفسية وما الى ذلك من الاشكالات التي ستعود بالضرر على الانتاج بشكل عام، لهذا تؤكد الدراسات والبحوث في هذا الجانب على أهمية أن يُخلص رب العمل لعماله، لأنه لا يمكن أن يحصل على اخلاصهم في الانتاج من دون أن يلمسوا منه الاخلاص المسبق في تذليل مصاعبهم.

وقد أشار المختصون الى الخلل القائم في المؤسسات الصناعية لا سيما الغربية التي لا تعبأ بحاجات العاملين المادية او غيرها، حيث تركز مثل هذه المؤسسات على جانب الربح مقابل ضعف الاخلاص لعناصرها من العمال المهرة او الاداريين او غيرهم، وهذا ما يقود على المدى البعيد الى تردي الانتاج وضمور التسويق في آن واحد، لذلك تضعف فرص النجاح كثيرا في مثل هذه الحالات والعكس يصح كما يشير الى ذلك جميع المحتصين، بل ينصح الكثير منهم قائلين، بأن فرص النجاح تتعلق بصورة مباشرة بسمة الاخلاص، وكلما كانت متوافرة في التعامل بين العامل ورب العمل كلما تحقق الربح الأكثر.

ولا ينحصر الامر بطبيعة المشاريع وحجمها او سعتها، بمعنى أن السعي الى النجاح سواء كان فرديا او مؤسساتيا فإنه يتطلب حضور سمة الاخلاص في العمل بصورة واضحة لا تقبل اللبس، وبعكسه ستكون النتائج المتوخاة سلبية بطبيعة الحال.

لهذا يُنصَح الجميع عمالا وأرباب عمل بأهمية أن يخلص الطرفان لبعضهما وصولا الى النجاح المطلوب، فالعامل المخلص سيكسب ثقة رب العمل وسوف يحصل على المكافآت والتحفيزات المطلوبة طالما انه يضع عنصر الاخلاص في مقدمة مبادئه التي يتعامل وفقا لها في عمله اليومي، وحين يشعر بأن نجاح مصنعه او مؤسسته هو نجاح شخصي له، عند ذاك سيلمس المردود الجيد لهذا الشعور متمثلا بزيادة الانتاج وتحسين نوعيته والحرص أشد الحرص على تسويقه بما يجعله مصدر ربح جيد لرب العمل وبالتالي له شخصيا، أما من ناحية الطرف الآخر فالاخلاص كما ذكرنا سابقا مطلوب لدعم وتحفيز العامل ودفعه الى الانتاج الافضل والاكثر، ولا ينحصر هذا الامر بالعمل ذي الطبيعة الانتاجية فحسب، بل يمتد الى جميع مجالات الحياة، فحيثما يتوفر الاخلاص يتوفر النجاح، وهذه القاعدة تكاد تشكل قانونا لا يقبل الخطأ.

وهكذا تكون علاقة الاخلاص بفرص النجاح واضحة للعيان، على أننا يجب أن نفهم جوهر الاخلاص ونعيشه واقعا، فحين نتوصل الى مرحلة الاخلاص قولا وفعلا ذلك يعني أننا حققنا الكثير، لأن هناك من يدّعي الاخلاص زورا، ولا يعنيه من هذه المفردة او المفهوم سوى حروفها، لذلك ينبغي أن ترتبط مفردة الاخلاص بالعمل قولا وفعلا، من لدن الاطراف كافة، وكلما كانت هذه السمة ملازمة لأطراف العمل في هذا المجال او ذاك كلما كانت الفائدة مضاعفة لهم أيضا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 21/كانون الثاني/2010 - 5/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م