
شبكة النبأ: بعد سنوات من سيطرة
اليمين الموالي للولايات المتحدة الأمريكية في القارة الجنوبية، بدأ
التوجه اليساري في قارة أمريكا اللاتينية يتعزز عاماً بعد عام.
ولعل فوز المرشح الماركسي والمتمرد السابق، خوشيه "بي بي"موخيكا
بالانتخابات الرئاسية في الأوروغواي يشكل أحدث حلقة في ترسيخ هذا توجه
قارة أمريكا الجنوبية أكثر نحو اليسار.
في الوقت ذاته تتعالى انتقادات الرؤساء اليساريين في أمريكا
اللاتينية ومن بينهم الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز والرئيس البوليفي
ايفو موراليس والرئيس الاكوادوري رافائيل كوريا للسياسات الخارجية
الأمريكية بشدة وارتبطوا بعلاقات وثيقة مع إيران وروسيا ودول أخرى في
السنوات الأخيرة.
فوز ثائر ماركسي سابق
حيث أظهرت استطلاعات الرأي فوز موخيكا، الذي يعتبر مرشح اليسار، في
الانتخابات الرئاسية، ليفوز على الرئيس السابق، لويس ألبيرتو لاكال،
الذي ينتمي لتيار المحافظين، بفارق يتراوح بين 4 و8 في المائة من أصوات
الناخبين. بحسب (CNN).
وأكد الرئيس الأوروغوائي الحالي، تباري فاسكويز، هذه التوقعات
للصحفيين مساء الأحد بحسب التوقيت المحلي، فيما كانت شوارع العاصمة
مونتيفيديو تشهد حضوراً بارزاً وطاغياً لأنصار موخيكا، العضو السابق في
منظمة توبامارو الماركسية.
يشار إلى أن تباري فاسكويز هو أول رئيس يساري لهذه الدولة الواقعة
في وسط القارة اللاتينية، وهو طبيب وعمدة سابق للعاصمة ومن أشد
المناصرين للفقراء في قضاياهم.
هذا وينتمي موخيكا للحزب نفسه الذي ينتمي إليه الرئيس، وهو حزب
الجبهة العريض.
وفي خطابه بمناسبة الفوز، قال موخيكا إنه سيواصل السير على سياسات
الرئيس الحالي، وقال: "غداً سيتواصل الالتزام."
ودعا موخيكا في خطابه إلى وحدة البلاد وطالب أنصاره بعدم التعرض أو
الإساءة لأنصار خصومه السياسيين.
وقال إن حكومته قد ترتكب أخطاء، غير أنها لن تدير ظهرها للمشاكل
التي تواجه البلاد.
وكان موخيكا، البالغ من العمر 74 عاماً، قد اعتقل وسجن لمد 14 عاماً،
وأفرج عنه في العام 1985، بعد عودة الديمقراطية للبلاد، إثر 17 عاماً
من الحكم الديكتاتوري.
وتولى موخيكا خلال الفترة بين عامي 2005 و2008 وزارة الزراعة
والثروة الحيوانية، وهو حالياً عضو في مجلس النواب.
موراليس يفوز بولاية ثانية
وفي نتائج كانت متوقعة، وإن لم تكن بمثل هذه النتائج، حقق الرئيس
البوليفي اليساري، إيفو موراليس، الذي يعد أول رئيس بوليفي من السكان
الأصليين، الفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية في بوليفيا ،
وفقاً لما أظهرته النتائج الأولية غير الرسمية.
كما حصل حزب الحركة من أجل الاشتراكية على 63 في المائة من أصوات
الناخبين، بينما حصلت المعارضة اليمينية ممثلة بحزب خطة التقدم من أجل
بوليفيا على 27 في المائة من الأصوات.
وقال موراليس، الذي سيتزعم البلاد لخمس سنوات جديدة، في كلمة له بعد
فوزه إن الفوز بالانتخابات "يظهر أن تغيير بوليفيا ممكن بناء على تصويت
الشعب البوليفي." بحسب (CNN).
وقال الزعيم البوليفي، الحليف القوي لرئيس فنزويلا هوغو تشافيز، في
وقت سابق لظهور النتائج: "إنني أحث كافة المواطنين الوطنيين الخروج
للتصويت بحيث تتمكن بوليفيا من 'هزيمة' نسب التصويت الوطنية السابقة
والعالمية أيضاً."
وهو ما تحقق له على ما يبدو بعد أن أظهرت النسب أن ما يقارب من 91
في المائة ممن يحق لهم التصويت في بوليفيا شاركوا بالاقتراع.
وكان موراليس قد قام خلال ولايته الأولى بتأميم القطاعات المهمة في
بلاده، مثل المناجم، لحماية الموارد الطبيعية، كما عمل على تحسين
وزيادة البرامج الاجتماعية، الأمر الذي زاد من شعبيته بين الشريحة
الكبرى من الفقراء.
وكان 7 منافسين آخرين قد خاضوا الانتخابات إلى جانب موراليس، غير أن
أبرزهم كان حاكم ولاية كوشابامبا، مانفريد رييس فيلا.
وكان مئات المراقبين الدوليين قد توجهوا إلى بوليفيا لمراقبة
الانتخابات، غير أن أستاذ العلوم السياسة البوليفي، إدواردو غامارا قال:
"إن موراليس سيفوز بالانتخابات، وسيحقق فوزاً سهلاً.. وهو لا يحتاج إلى
تزوير الانتخابات للفوز.. فهو يحظى بشعبية كبيرة"، استندت إلى خطابه
المعادي لأمريكا.
ولا شك أن فوز موراليس يعيد تأكيد التوجهات اليسارية لأبناء القارة
اللاتينية، ذلك أن الانتخابات في معظم هذه الدول أسفرت عن فوز أحزاب
يسارية، وكان آخرها تلك الانتخابات التي جرت في أوروغواي.
بينيرا يعيد اليمين الى السلطة
على صعيد متصل انتخب رجل الاعمال المليونير سيباستيان بينيرا رئيسا
لتشيلي في انتصار يعيد اليمين الى الحكم بعد عشرين عاما من استئثار
يسار الوسط بالسلطة منذ انتهاء عهد الديكتاتور اوغوستو بينوشيه
(1973-1990).
وبعدما هزم بينيرا عام 2005 امام الرئيسة الاشتراكية المنتهية
ولايتها ميشيل باشليه، فاز بدوره على مرشح يسار الوسط ادواردو فراي
باكثر من ثلاث نقاط بحصوله على 51,61% من الاصوات مقابل 48,38% بحسب
نتائج رسمية بعد فرز 99% من الاصوات.
وتحول تشيلي الى اليمين لا يشكل مجرد تغيير عميق في وجهة الحكم، بل
منعطفا رمزيا في بلد يديره ائتلاف التشاور المؤلف من اربعة احزاب من
يسار الوسط منذ عودة الديموقراطية عام 1990.
وفي خطاب النصر الذي القاه امام ثلاثين الفا من مؤيديه في احدى
ساحات وسط سانتياغو، وعد بينيرا بتشكيل حكومة وحدة وطنية "تسقط الجدران
التي تقسم" تشيلي والموروثة من تاريخ البلاد السياسي.
وقال بينيرا المنبثق من الديموقراطية المسيحية ان "الديموقراطية
التي استعدناها بطريقة نموذجية في نهاية الثمانينات، نمت ونضجت، وبعد
عشرين عاما .. اختارت التغيير".
وكان اعلن قبل قليل حين ظهر لوقت قصير الى جانب فراي وعائلته بعد
اعلان فوزه "ان بلادنا بحاجة الى وحدة".
ونزل عشرات الاف التشيليين من انصار اليمين في المساء الى الشوارع
بوسط سانتياغو للاحتفال بانتصار سياسي هو بالنسبة للعديدين منهم اول
انتصار يتم عبر صناديق الاقتراع. ويعود اخر فوز لليمين في انتخابات
رئاسية الى 1958.
وقالت احدى الناخبات "كانت البلاد تريد تغييرا. نحن في اليمين كنا
نريد خيرا للبلاد، أن نثبت ان في وسعنا العيش بسلام بعيدا عن الحقد"،
في اشارة الى ماضي الديكتاتورية الذي يلقي بظلاله على اليمين.
ولم يتأخر فراي في الاقرار بهزيمته. فهذا الرئيس السابق (1994-2000)
لم يحسن استغلال شعبية باشليه التي تنهي ولايتها على شعبية قياسية تصل
الى نسبة 80% غير انه لا يمكنها بموجب الدستور الترشح لولاية ثانية.
وبنى بينيرا الستيني الرشيق والمفعم بالحيوية، رسالته على الحاجة
الى التجديد وعلى "تقادم" ائتلاف التشاور و"انهاكه" بعد عشرين عاما من
السلطة.
وقدم نفسه على انه ضمانة لارث باشليه الاجتماعي، واعدا بمواصلة
كفاحها ضد الفقر وبانشاء مليون وظيفة، مع تعزيز سبل مكافحة الجرائم
والجنوح.
كما اعلن تمسكه بنموذج "اقتصاد السوق الاجتماعي" الذي جعل من تشيلي
احدى واحات الازدهار في اميركا اللاتينية.
وبينيرا من كبار اثرياء تشيلي وتقدر ثروته ب1,2 مليار دولار، وهو
اقتصادي حقق نجاحه اساسا في المجال المالي بادخاله البطاقات المصرفية
الى تشيلي في ثمانينات القرن الماضي.
وتوسعت اعماله بعدها ليصبح من كبار المساهمين في شركة الخطوط الجوية
التشيلية وقد وعد ببيع اسهمه فيها بعد انتخابه، كما يملك من بين ما
يملكه شبكة تلفزيونية خاصة وناديا لكرة القدم، ما حمل اليسار على
تلقيبه ب "برلوسكوني التشيلي".
يتحدر بينيرا من النخبة السياسية التقليدية وهو ابن سفير وقد شدد
خلال حملته الانتخابية على ابراز عمله في مجال الديموقراطية وادانته
للانتهاكات لحقوق الانسان في عهد الديكتاتورية وتصويته ضد بينوشيه في
الاستفتاء الذي جرى في 1988.
نجح في تجسيد يمين تخلص من قيود الماضي واشباحه ويعتبر معه ان
النظام العسكري "بات من التاريخ"، ويؤكد ان كونه عمل في ظل
الديكتاتورية ليس "جريمة" بحد ذاته. وهو لا يستبعد ضم مستشارين
اقتصاديين سابقين من عهد النظام العسكري الى حكومته المقبلة.
الابقار مقابل النفط
من جهة أخرى عرض الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز على رئيس الاوروغواي
المنتخب خوسيه موخيكا الملقب ب"بيبي" تزويده بالنفط بشروط ملائمة على
ان يدفع جزء كبير من ثمنه عينيا على شكل ابقار وحليب او قمح.
وتؤمن فنزويلا التي تعد اول مصدر للنفط الخام في اميركا اللاتينية
لكن ايضا مستورد كبير للمواد الزراعية، مجمل الاحتياجات النفطية
للاوروغواي منذ 2005. وعلى الاوروغواي ان تدفع 75% من فاتورتها في غضون
ثلاثة اشهر.
وبالنسبة للربع الاخير يمكن اما تمديد التسديدات على خمسة عشر عاما
بنسبة فائدة سنوية 2%، او تسديدها عينيا (اسمنت ولحوم وحليب...). بحسب
فرانس برس.
وقال تشافيز زعيم اليسار المناهض لليبرالية في اميركا اللاتينية في
اثناء حفل عام في مونتيفيديو "آمل مع بيبي ان ننتقل من اتفاق كاراكاس
الى اتفاق بتروكاريبي... لان الدول تدفع النصف على الفور وتحظى بمهل
اطول (25 عاما) بالنسبة للباقي مع نسب فائدة منخفضة جدا (1%).
وبرنامج بتروكاريبي الذي اطلق في 2005 يعود بالفائدة على الدول ال18
الحليفة لكاراكاس التي بامكانها ايضا ان تسدد جزءا من ديونها بمواد
اولية او خدمات سياحية.
واوضح تشافيز "فضلا عن ذلك اود ان تدفع الاوروغواي هذا المبلغ (نصف
الفاتورة) ليس نقدا بل بمنتجات مثل الابقار والحليب والقمح والزجاجات
او الاطارات".
واضاف "ان 1780 بقرة اوروغوية وصلت الى فنزويلا. وهي تنتج كمعدل
وسطي 12 ليترا من الحليب مقابل 3 لابقار فنزويلا. نحن بحاجة لجلب الاف
الابقار".
وتربية المواشي هي الثروة الرئيسية للاوروغوي التي تملك 12 مليون
بقرة مقابل 3,3 مليون نسمة.
وقال تشافيز الذي جاء الى مونتيفيديو للمشاركة في قمة مركوسور،
الاتحاد الجمركي الذي يضم الارجنتين والبرازيل والباراغوي والاوروغواي
والذي تستعد فنزويلا لان تصبح العضو الخامس فيه، "علينا ان لا نستورد
اللحوم فقط بل ان نزيد انتاجنا ايضا".
نسف دولة القانون
من جهتهم اتهم ثلاثة خبراء مستقلين في الامم المتحدة حكومة الرئيس
الفنزويلي هوغو تشافيز باشاعة "مناخ من الخوف داخل السلطة القضائية
(...) لنسف دولة القانون".
واكد الحاجي مالك سو رئيس مجموعة العمل حول الاعتقال التعسفي
وغابرييلا كارينا كنول دو البوكرك اي سيلفا المقررة الخاصة حول
استقلالية القضاة ومارغرت سيكاغيا المقررة الخاصة حول وضع المدافعين عن
حقوق الانسان، ان توقيف قاضية في فنزويلا يشكل "ضربة يسديها الرئيس
هوغو تشافيز الى استقلالية القضاة والمحامين".
وندد خبراء الامم المتحدة الثلاثة ب"الاعمال الانتقامية لممارسة
مهام يحميها الدستور واشاعة مناخ من الخوف داخل السلطة القضائية وبين
المحامين، ليس لها هدف اخر سوى نسف دولة القانون وعرقلة عمل القضاء".
ودعوا الى "الافراج فورا وبدون شروط" عن القاضية الموقوفة.
وقد اوقفت القاضية ماريا لوردس افيوني غداة اتخاذها قرارا بالافراج
تحت المراقبة القضائية عن المصرفي ايليجيو سيدينو المتهم بالاحتيال
لكنه معتقل بدون محاكمة منذ شباط/فبراير 2007.
وفي الاول من ايلول/سبتمبر نددت مجموعة العمل التابعة للامم المتحدة
حول الاعتقال التعسفي بسجن المصرفي ورات في ذلك انتهاكا لحقه في محاكمة
عادلة.
وذكر الخبراء الثلاثة في بيان "في العاشر من كانون الاول/ديسمبر عرض
محاموه رأي مجموعة عمل الامم المتحدة اثناء جلسة امام القاضية افيوني".
وفي اعقاب الجلسة "اطلق سبيله بشروط بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من
الاعتقال في انتظار المحاكمة".
الى ذلك دشنت فنزويلا اول جزء من قوة شرطة وطنية تهدف الى انهاء
الفساد المستشري في جهاز الشرطة في فنزويلا التي تعاني من واحد من اعلى
مستويات جرائم القتل في العالم.
وتظهر استطلاعات الرأي ان ارتفاع معدل الجريمة يمثل مصدر القلق
الرئيسي في فنزويلا حيث يقتل نحو 14 الف شخص سنويا.
وستعمل قوة الشرطة الجديدة بشكل مبدئي في حي فقير في العاصمة كراكاس
ولكنها ستبدأ العمل على مستوى فنزويلا في الاشهر المقبلة. ومن المتوقع
ان تضم خمسة الاف شرطي بحلول نهاية 2010 .
وقال الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز في برنامجه التلفزيوني الاسبوعي
الذي كرسه لقوة الشرطة الجديدة ان "هذه قوة شرطة حازمة في دفاعها عن
حقوق الانسان."
واخفق تشافيز الذي ينحي باللائمة في الجريمة على الرأسمالية في الحد
من معدلات جرائم القتل المتزايدة خلال عقود له في السلطة. وسيواجه
تشافيز انتخابات في سبتمبر ايلول للدفاع عن اغلبيته في البرلمان
وسيخاطر بمواجهة خسائر اذا لم يستطع اظهار تقدم بشأن مشكلات مثل
الجريمة وتدهور الخدمات العامة.
تصاعد التوتر
من جهتها قالت كولومبيا انها مستعدة للدفاع عن نفسها في مواجهة اي
هجوم خارجي محتمل وسط توترات متزايدة مع جارتها فنزويلا في حين قال
الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز ان كولومبيا ستندم على اي عمل يضر بلاده.
ونقل عن وزير الدفاع الكولومبي جابريل سيلفا قوله يوم الاحد ان
بلاده تعد استراتيجية لصد اي هجوم دون ان يوجه اتهاما لفنزويلا
بالتحديد.
وهناك خلاف سياسي وتجاري متصاعد بين كولومبيا وهي حليف وثيق
للولايات المتحدة وفنزويلا التي يعد زعيمها تشافيز من بين اشد
المنتقدين للولايات المتحدة في امريكا اللاتينية. ويتهم تشافيز
الولايات المتحدة بالتخطيط لغزو فنزويلا بمساعدة كولومبيا وهو اتهام
تنفيه واشنطن.
وكادت الدولتان ان تدخلا حربا في عام 1987 في خلاف بشأن الحدود
البحرية في خليج الكاريبي.
وامر تشافيز بنشر دبابات على الحدود الكولومبية في 2008 بعد ان
هاجمت كولومبيا قاعدة لمتمردين عبر الحدود داخل الاكوادور. وادان
الرئيس رافائيل كوريا حليف تشافيز الهجوم بوصفه عدوانا. وخفت حدة
التوترات بعد اجتماع قمة عقد بعد ذلك باسبوع.
وقال سيلفا لصحيفة التيمبو "نركز في كولومبيا على التهديد الداخلي.
ولكن الخطر يتزايد لان ما يعرض بوضوح وبشكل مباشر هو عمل في نهاية
الامر ضد كولومبيا من الخارج.
"كولومبيا لم تكن معتادة على التفكير بشأن هذا الاحتمال في سياستها
الخارجية واستراتيجيتها الدفاعية. ومع الاسف علينا الان ان نضع هذا
المتغير على الخريطة. هناك خطر وقوع عدوان خارجي."
علاقات أمريكا اللاتينية مع ايران
من جهتها حذرت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية دول أمريكا
اللاتينية من التقارب بشدة مع ايران واصفة ذلك بأنه "فكرة سيئة حقا" قد
تكون لها عواقب.
وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة تدرك جيدا أن ايران صعدت من
أنشطتها الدبلوماسية في المنطقة مشيرة الى فنزويلا وبوليفيا على وجه
التحديد. بحسب رويترز.
وأضافت كلينتون في بيان صحفي لوزارة الخارجية الامريكية بشأن
العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية "يمكننا فقط أن نقول ان هذه فكرة
سيئة حقا للدول المعنية."
وقالت "هذه هي الداعم والمروج والمصدر الاكبر للارهاب في العالم
اليوم... واذا أراد الناس مغازلة ايران فعليهم أن ينظروا كيف ستكون
العواقب عليهم. ونأمل أن يفكروا مرتين."
وينتقد الرؤساء اليساريون في أمريكا اللاتينية ومن بينهم الرئيس
الفنزويلي هوجو تشافيز والرئيس البوليفي ايفو موراليس والرئيس
الاكوادوري رافائيل كوريا السياسات الخارجية الامريكية بشدة وارتبطوا
بعلاقات وثيقة مع ايران وروسيا ودول أخرى في السنوات الاخيرة.
وتعتبر تصريحات كلينتون من بين الاشد قوة حتى الان من جانب واشنطن
بشأن تنامي العلاقات بين بعض دول أمريكا اللاتينية وايران التي يتهمها
الرئيس الامريكي باراك أوباما وزعماء غربيون اخرون بأنها تسعى لامتلاك
أسلحة نووية.
وقالت كلينتون ان واشنطن ستواصل الاعراب عن قلقها بشأن فنزويلا التي
فاز فيها الرئيس تشافيز باستفتاء ليصبح بمقدوره الترشح للرئاسة مرة
أخرى وبشأن نيكاراجوا حيث فتحت المحكمة العليا الباب أمام الرئيس
اليساري دانييل أورتيجا كي يترشح للرئاسة مرة أخرى في الانتخابات التي
ستجرى في 2011.
وقالت "انا قلقة بشأن كيفية عودتنا مرة أخرى الى المسار الذي نعرف
فيه أن الديمقراطية لا تتعلق بقادة أفراد وانما بمؤسسات قوية."
انتقادات لاذعة لواشنطن
من جهته اتهم الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الولايات المتحدة بمواصلة
التعامل مع دول امريكا اللاتينية وكأنها ضيعة امريكية.
واتهم كاسترو في الكلمة التي افتتح بها قمة مجموعة (البديل
البوليفاري لامريكا اللاتينية ALBA) في العاصمة الكوبية هافانا بحضور
عدد من الزعماء اليساريين الرئيس الامريكي باراك اوباما بشن حملة تهدف
الى الهيمنة على المنطقة من خلال الاتفاق العسكري الذي ابرمته واشنطن
مؤخرا مع الحكومة الكولومبية والذي يتيح للقوات الامريكية المسلحة
استخدام القواعد العسكرية الكولومبية.
كما شجب كاسترو واشنطن لاشرافها ودعمها لما اسماه المهزلة
الانتخابية التي جرت مؤخرا في هندوراس.
ويقول مراسل بي بي سي في هافانا إن اللهجة العنيفة التي استخدمها
الرئيس الكوبي اعادت الى الاذهان الاجواء التي كانت سائدة في حقبة
الحرب الباردة، واشارت الى ان العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا
آخذة بالتدهور.
وقال الرئيس كاسترو في كلمته إن قمة التغير المناخي المنعقدة في
العاصمة الدنماركية كوبنهاجن ستفشل.
وقال مخاطبا الزعماء الامريكيين اللاتينيين اليساريين الذين يحضرون
قمة (البديل البوليفاري) إنه بالرغم من ان قمة كوبنهاجن يجب ان تفرز
خطوات ملموسة وحقيقية لمواجهة تأثيرات التغير المناخي، فإننا نعلم
مسبقا ان القمة لن تتمخض عن اي اتفاق.
واضاف بأن اقصى ما يمكن للعالم توقعه من القمة هو اعلان سياسي.
وناشد الزعماء التسعة المجتمعين في هافانا اتخاذ موقف قوي ازاء هذه
القضية الحيوية التي تهدد مستقبل الجنس البشري.
ودعا كاسترو دول امريكا اللاتينية الى تعزيز وحدتها لمواجهة الازمة
الاقتصادية العالمية قائلا إن العديدين اعلنوا بتفاؤل لا يمكن تبريره
بأن الركود الاقتصادي قد انتهى. الكارثة التي لا يمكن تصورها." |