فوقية الشخصية العراقية

حيدر حسين الموسوي

لا اعرف لماذا تكون صفة الفوقية منتشرة بشكل اكبر  في مجتمعاتنا الشرقية هل تعود الى المرض النفسي وهو الشعور بالنقص المتكرر في كل لحظة يعيشها الانسان الشرقي بدليل عندما يرى بلاد الغرب في سفره ينتقص من نفسه ويهمس في داخله بكلمات ينتقد فيها حياته منذ نشأته الى حين شيخوخته في ربوع بلده.

المشكلة هي ليست في الحكومات التي تعاقبت لحكم المجتمعات الشرقية وانما في المجتمعات التي لاتستطيع ان تطور نفسها يوما ما,

خذ العراق مثلا تجد انه لن يتقدم ولن يتطور وهذه النتيجة هي يعتقد بها الملايين من العراقيين من المثقف الى الانسان الامي يردد (ميصير براسنا خير) بالتاكيد هي مقولة اتت عن تحليل اجتماعي مليء بالتفسيرات لحوادث حياتية يمر بها جميع العراقيين في البيت والشارع والمدرسة والكلية والوزارة وووووو...

والسبب في ذلك ان الفوقية كظاهرة تنتشر بازدراء بين صفوف هذا  الشعب حينما يعتلي اول السلم باي مجال او مهنة او منصب او تطور فكري او اكاديمي يتملكه هذا الاحساس العلو والسمو على اهله وعشيرته وجيرانه والمجتمع ويعتقد انه قد ركب القطار مع المهمين والذين هم قليلين قياسا بالفاشلين حسب تفكيره المريض طبعا.

فامكانية معالجة هذه الصفة المزرية بالتأكيد صعب للغاية لانه مرض نفسي والمعروف طبيا ان اصعب علاج للامراض هي الامراض النفسية دون الامراض العضوية وبالتالي من الصعب اقناع كل فوقي شرقي مريض بان يذهب الى الطبيب النفسي ليتلقى العلاج السلوكي حتى يشفى تماما ويتعامل مع ابناء جلدته بتواضع.

وهناك امر اخر مهم جدا لطالما كان المجتمع احد اسباب تاصل هذه الصفة في موصوفيها من خلال تعظيمهم وامتداحهم والركوع اليهم بحيث يجعلهم يصدقون كل من يمتدحهم ويتحدث عن مواصفاتهم الفارغة بانها متميزة وغير موجودة في زمن السرعة والعولمة.

لذا انا اعتقد باننا لن نتطور في مجتمعاتنا خاصة ولدينا سياسيين فوقيين ومرشحين للانتخابات النيابية المقبلة يحلمون ليلا في منامهم كيف سيصبحون اعضاء برلمان وتبدأ وسائل الاعلام باخذ التصريحات منهم والمواطنين يتملقون اليهم في الشارع ويقولون اليهم مقولة العراقيين الشهيرة (بالروح بالدم نفديك ياهو الجان).

اذن خلاصة الحديث اننا مجتمع شرقي لن نتطور ولن تقوم الينا قائمة مادمنا نقبل بفوقية الجرذان.

haider_almossawy@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16/كانون الثاني/2010 - 30/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م