أزمة الثقة بين المواطن واسطوانات الغاز السائل

تحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: نحمد الله كثيراً ونحن نودِّع عن طيب خاطر بعض الأوضاع السيئة التي ما برحت أن تذيق العراقيين المر الزؤام، ومنها تعافي قطاع المشتقات النفطية والغاز من أزماته المتعددة التي تحدث كل عام، إلا ان فرحة المواطن لم يكتب لها الديمومة في ظل ما تعانيه (اسطوانات الغاز السائل) من مزاج متقلب يفقدها القدرة على الصمود والمطاولة! وهذا يجعل المعادلة غير دقيقة في نطاق حسابات العمل المطبخي اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان الاسطوانات التي يوزعها (الوكيل) لاتصمد سوى لأسبوع واحد فيما نلاحظ استمرار مثيلاتها لدى الباعة المتجولين لأكثر من اسبوعين!

ومن هنا كان لابد ان نتقصى الحقائق عن سر تلك المعادلة التي باتت تثير الكثير من الشكوك والتساؤلات الملحة لدى المواطن العراقي عسى ان يكون المانع خيراً.

المواطن غزوان عنان يقول لـ شبكة النبأ المعلوماتية، من الملفت للنظر هذه الايام أن تصاب قناني الغاز السائل بعدوى الانكماش متأثرة بحالة الانواء الجوية ونحن في ضيافة فصل الشتاء حيث كان بمقدورها أن تتسع لأكثر من 15 كيلو غرام من الغاز السائل، لكنها أمستْ في الوقت الحاضر خفيفة ولاتتجاوز بضعة كيلوغرامات! وبالنسبة لي لا أعرف السبب على وجه التحديد.

ويقول علي الهلالي، معلّقاً على سؤال حول وضع المشتقات النفطية، بالتأكيد هناك تحسّن ملحوظ يمكن أن يدركه المواطن البسيط وهذا بشارة خير تدل على تنامي قادرة كوادرنا الهندسية في وزارة النفط على تخطى حالة الازمات المتكررة طيلة السنوات الستة الماضية حيث كان المواطن يعاني من فقدان مادة النفط في عز الصيف.

ويضيف الهلالي لـ شبكة النبأ المعلوماتية، اليوم ونحن نعيش أجواء الشتاء فليست هناك أزمة تذكر في مجال النفط الابيض او الغاز السائل وهذه محطة يجب الاشارة اليها والثناء عليها وهي دليل أكيد على جهود الخيرين من ابناء وطننا الذين اثبتو للعالم بأن الإرادة والصبر يصنعان المستحيل.

ويقول سلام لطيف، مُختار في منطقة حي الغدير بكربلاء، ومسؤول عن استلام حصص الغاز السائل وتوزيعها حسب كوبونات البطاقة التموينية على العوائل، معزياً نقص الوزن الحاصل في قناني الغاز التي يوزّعها الى عدم توفر شروط السلامة حيث ليس بمقدور قناني الغاز استيعاب الكمية المطلوبة بسبب غياب الإدامة الدورية لها.

ويضيف لطيف لـ شبكة النبأ المعلوماتية، في اغلب الاحيان لا تتم هذه العملية مما يجعل قناني الغاز عرضة للتلف والتسريب ويؤدي ذلك في نهاية المطاف الى ان تخسر تلك القناني قيمة ما تحمل من الغاز.

اما عقيل هادي، موظف، فيقول، قد اختلف مع البعض في تشخيص الحالة ولكن ما يعنيني في المقام الأول كون المواطن قد تخطى أسباب الازمة وأصبح يراهن على مقدار ما تحمل القنينة من غاز، بعد أن كان يشتكي من عدم توفر تلك المادة في عز الصيف، فما بالك ونحن في موسم الشتاء.

ويضيف هادي، نحن اليوم والحمد لله نعيش أجواء البحث عن الافضل اذن هناك تقدم ملموس في مسار توفر المشتقات النفطية وربما اننى لا أحس بذلك الفرق الذي ذكره الاخوة في مقدار ما تحمل القنينة من الغاز إلا اني مع ذلك أشيد بفعالية وزارة النفط في هذا المجال وقدرتها على تخطي ازمة المشتقات النفطية التي كانت مرضاً مزمناً نعاني منه.

محطتنا الاخيرة كانت مع احد منتسبي معمل الغاز وهو يقول لـ شبكة النبأ، أجزم بأن ما يتردد في الشارع اليوم حول التباين بين القناني الموزَّعة وفق آلية العمل بالكوبون للمواطن وبين ما يعرضه الباعة المتجولين بأنه عارِ عن الصحة تماماً، كون الموظف الذي يعمل على منظومة ملىء قناني الغاز لا يعلم ان كانت هذه القنينة سوف تذهب الى الوكيل او الى البائع المتجوّل، ولكن ما استطيع تأكيده كون اغلب القناني لم تخضع ومن مدة ليست بالقصيرة الى عملية الإدامة وذلك منسجم مع الحالة السابقة وهي حالة الازمة مما يضطرنا الى العمل على توظيف كل القناني المتوفرة لدينا لإيصالها للمواطن.

وفي خضم هذه التصورات يبدو ان المشهد واضح ولا يحتاج الى دليل كون المؤسسة النفطية قد أفلحت بتخطّي الكثير من المعوّقات ووصلت الى إجهاض أحلام المحتكرين والمتاجرين براحة المواطن، ومع ذلك فإن مراعاة الجوانب الفنية من ناحية تطبيق معايير الجودة للمشتقات النفطية والغازية تظل مسألة مهمة تدعونا لحث الخطى نحو اعتمادها وصولاً الى الكمال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 13/كانون الثاني/2010 - 27/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م