جنود القاعدة الجدد... أطفال انتحاريون بأحلام مسروقة

غسل الأدمغة واستغلال العوز والحرمان

 

شبكة النبأ: يجهد تنظيم القاعدة، والجماعات المسلحة المنتمية إلى فكره التكفيري، في تحقيق مآربها عبر استغلال أي وسيلة مباحة ومستساغة، مهما كانت تداعياتها الدينية والأخلاقية.

حيث برز مؤخرا ظاهرة الأطفال الانتحاريين، او ما يطلق عليه تنظيم القاعدة طيور الجنة، كأداة لاستغلال لتنفيذ أجندتها عبر استغلال القصور العقلي لدى الأطفال، وتجنيدهم في عمليات انتحارية بائسة.

تطفو تلك الظاهرة التي رصدت في العراق وباكستان في المناطق الفقيرة والمعدمة في أكثر الأحيان، خصوصا في الظروف البيئية الصعبة والقاسية التي تكتنف حياة الأطفال.

غسل أدمغة الأطفال

حيث كشف الجيش الباكستاني عن مبنى بمنطقة نواز كوت، كانت تستخدمه حركة طالبان، واستولى عليه الجيش في معركة استمرت ثلاثة أيام، قائلا إن الحركة كانت تستخدمه "مركزا لغسل أدمغة الأطفال."

وقال العقيد يوسف من الجيش الباكستاني بأن طالبان كانت تعتمد المبنى "لغسل أدمغة الأطفال" ذوي الأعمار بين 12 إلى 18 عاما، لتحولهم من "فتيان في عمر البراءة إلى قتلة عتاة، يتسابقون للانتحار في هجمات تفجيرية،" على حد زعمه.

ويتكون المبنى من أربع غرف، زخرفت جدرانها برسومات لامعة براقة لمساحات خضراء تقطعها الأنهار والنساء الممدات على ضفافهن، وكانت الحركة تقول للأطفال إن "هذا ما ينتظرهم في الجنة،" وفقا لما أكده الجيش الباكستاني. بحسب (CNN).

ويقول الجيش الباكستاني إن "طالبان" كانت تقول للأطفال إن تلك الأنهار هي "من عسل وحليب، والنساء هن الحور اللاتي ينتظرهم،" مؤكدا أن الأطفال أخبروا بأنهم "سيعيشون في كنف الرسول بالجنة وسيجلسون إلى موائد كبيرة."

وتبدو تلك الصور عادية لكثيرين، إلا أنها للأطفال الباكستانيين مذهلة، فهم يكبرون في عائلات فقيرة تحيط بهم البيئات المغبرة والطينية، والجبال القاسية والوديان المليئة بالمستنقعات، وعندما يرون تلك الصور، فمن السهل التلاعب بعقولهم، وفقا لما يقوله الجيش.

ويقول زاهد حسين الخبير بشؤون حركة طالبان "لم أر في حياتي رسومات دقيقة مثل تلك والتي تزعم طالبان إنها مناظر من الجنة.. لكنني تحدثت مع أحد الفتية الذي اعتقل قبل أن ينفذ عملية انتحارية."

وأضاف "المسلحون يخبرون الأطفال بأن الحياة الدنيا فانية، وأنهم إذا فعلوا الصالحات سيذهبون للجنة فورا، وبالنسبة لفتيان لا يملكون شيئا وليس لديهم أمل، ويعيشون فقرا مدقعا، فإن وعدا مثل ذلك يصبح حافزا مهما."

وتابع حسين "الأطفال في النهاية يصدقون أن حياتهم في هذا العالم لا قيمة لها، وأن الحياة الآخرة هي الحقيقية، فطالبان تعرض عليهم خطا سريعا للجنة، وهروبا أسرع من واقعهم المحاط بالإحباط والعنف."

أما الجنرال سارفراز ساتر من الجيش الباكستاني، فيقول إن الأطفال الذين كانوا يترددون على المبنى التابع لطالبان هم من المناطق المحيطة، وكان آباؤهم "يوافقون على ذهابهم هناك ظنا منهم بأنهم يتعلمون شيئا، والأهم من ذلك أنهم يحصلون على طعام مجاني."

وتقول مصادر الجيش الباكستاني إن نحو 90 في المائة من منفذي العمليات الانتحارية في البلاد هم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عاما، ويتم تدريبهم بعد أن يخضعوا لعدد من "عمليات غسل الأدمغة."

أحدث قنابل طالبان

وكشف التقرير ايضا أن الأطفال أحدث "أسلحة" الحرب الدموية الدائرة في أفغانستان حيث تجندهم طالبان وتنظيم القاعدة لحمل متفجرات أو كـ"انتحاريين" ضد قوات التحالف هناك.

وذكر تقرير شبكة "CBS" الأمريكية أن أطفالاً، بعضهم في سن السابعة يجري تدريبهم على استخدام الكلاشينكوف وتنفيذ هجمات، فيما يخُدع البعض لحمل متفجرات، من بينهم "عيدالله"، 11 عاماً، الذي طلب منه نقل سلة فواكه، دست بينها قنبلة، إلى قيادي محلي يتعاون مع القوات الأمريكية.

وانفجرت القنبلة قبل الأوان وفقد "عيدالله" إحدى ساقيه: "أنا حانق لأنني لم ارتكب أي جرم وفقدت ساقي." وأصيب ثمانية من الأطفال بجراح في الانفجار.

وقال العقيد بناجمين كام، من الجيش الأمريكي: "هذا يعكس لنا مدى استعداد القاعدة للقيام بأي شيء ولا مبالاة التنظيم بهؤلاء الأطفال الأبرياء."

وغالباً ما يرسل أولياء الأمور أطفالهم طواعية إلى معسكرات التجنيد التابعة للقاعدة وطالبان مقابل وعود مغرية كتوفير الطعام المجاني والمأوى والتعليم.

وتزايدت حدة الهجمات التي تشنها مليشيات الحركة المتشددة على القوات الدولية في أفغانستان، في الآونة الأخيرة.

وتحارب القوات الدولية طالبان منذ أواخر 2001، واستجمعت الحركة قواها خلال الأعوام القليلة الماضية، ونفذت مئات الهجمات التي استهدفت الحكومة والقوات الدولية.

وسيطرت طالبان على 90 في المائة من أفغانستان قبيل الغزو الأمريكي الذي أطاح بالحكومة، وليس الحركة التي تفرق خلاياها لالتقاط الأنفاس وبانتظار الأوامر، وفق قيادي "طالباني."

وأصبحت الحرب التي تخوضها القوات الدولية ضد طالبان جزءاً لا يتجزأ من الحرب ضد القاعدة، إلا أن كفة الحركتين رجحت حيث يحرزان تقدماً في الحرب ويرقبان عن كثب تراخي الدعم الشعبي عنها في الولايات المتحدة.

ويرى مراقبون أن القاعدة ساعدت طالبان في النهوض من رماد الهزيمة التي ألحقتها بها القوات الأمريكية في بداية الغزو، حيث تحول مقاتلو الحركة إلى قوة عسكرية معقدة، يجمعهما هدف واحد: هو هزيمة الولايات المتحدة.

وإلى ذلك، جددت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، انتقاداتها لإدارة الرئيس السابق جورج بوش "الابن"، فيما يتعلق بالحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" في أفغانستان.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/كانون الثاني/2010 - 23/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م