
شبكة النبأ: بتسلم الرهينة الخامسة
تطوى صفحة الرهائن البريطانيين المختطفين منذ عام 2007 حسب رأي
الكثيرين.
إلا إن ملابسات تلك الحادثة تعد لطمه قوية وجهت الى الحكومة
البريطانية بالذات، سيما إن الشكوك المعلنة في بعض الأوساط ترجح تورط
الحرس الثوري الإيراني في الأمر.
حيث يرى المتابعون إن تلك الحادثة رغم انقضائها آخر فصولها المعلنة،
لا تزال تؤرق الحكومة البريطانية وتقض مضجعها، رغم ادعاءات الأخيرة في
استبعاد تورط إيران في الأمر.
من جانب آخر يعد إطلاق سراح معتقلي عصائب الحق من قبل السلطات
العراقية دون عرضهم على القضاء أمرا مقلقا ومزعجا في الوقت ذاته، سيما
إن بعضهم قد يكون متورط في جرائم قتل بحق المدنيين الأبرياء.
اطلاق سراح الخزعلي
حيث اطلقت السلطات العراقية سراح الشيخ قيس الخزعلي قائد مجموعة "عصائب
اهل الحق" المسؤولة عن خطف خمسة بريطانيين في العراق العام 2007.
وقال مصدر مسؤول في عصائب اهل الحق لوكالة فرانس برس "اطلقت السلطات
العراقية فجر اليوم سراح الشيخ قيس الخزعلي" المحتجز منذ اكثر من عامين.
واضاف ان "الخزعلي كان الوحيد الذي اطلق سراحه حاليا"، مشيرا الى ان
"الاتفاق مع السلطات العراقية والاميركية يتضمن الافراج عن حوالى 400
معتقل آخر" من العصائب خلال الايام المقبلة.
كما اعلنت مصادر في "عصائب اهل الحق" تسليم الرهينة البريطاني
الخامس الثلاثاء الى السلطات العراقية، لكن لم يتم التأكد مما اذا كان
حيا ام ان الامر يتعلق بتسليم جثته.
واضافت المصادر ان "عملية التسليم تمت بالتزامن مع اطلاق سراح قائد
المجموعة" التي خطفت البريطانيين الخمسة العام 2007. بحسب فرانس برس.
لكن المصادر رفضت تأكيد ما اذا كان البريطاني آلان مكمينميني ما زال
حيا ام لا. بدوره، قال متحدث باسم السفارة البريطانية في بغداد انه لا
يعلم شيئا عن عملية التسليم هذه.
بيتر مور في ايران
من جهتها تقول تقديرات المخابرات الامريكية ان مبرمج الكمبيوتر
البريطاني بيتر مور الذي أطلق سراحه مؤخرا، بعد سنتين ونصف من خطفه في
العراق قضى جزءا على الاقل من مدة احتجازه في ايران.
لكن الجنرال ديفيد بتريوس رئيس القيادة المركزية الامريكية والقائد
السابق للقوات الامريكية في العراق قال ان من الصعب تحديد الدور الذي
ربما لعبه الحرس الثوري الايراني في خطف مور وأربعة حراس شخصيين من
مبنى وزارة المالية العراقية في بغداد.
وقال بتريوس للصحفيين في بغداد "سبق أن قلت أن تقديرات مخابراتنا هي
أنه قضى بالتأكيد جزءا من الوقت على الاقل في ايران. جزء من الوقت الذي
كان فيه رهينة."
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية ان الحرس الثوري الايراني قاد
عملية خطف مور. وقالت الصحيفة ان مور خطف لان عمله كان سيظهر أن مبالغ
كبيرة من أموال المساعدات التي تدفقت على العراق كانت تحول الى جماعات
مسلحة تدعمها ايران في العراق.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية انه ليس هناك ما يدعم نظرية أن
ايران أدارت عملية الخطف. كما قللت من شأن التقارير التي تشير الى أن
الرهائن أخذوا الى ايران.
وقال مسؤولون بريطانيون انهم يعتقدون أن جماعة عصائب الحق الشيعية
المتشددة ربما تكون متورطة في عملية الخطف.
وخطف مور في مايو أيار 2007 في خضم الصراع الطائفي في العراق الذي
أدى الى مقتل عشرات الالاف بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على
العراق عام 2003.
وسلمت جثث ثلاثة من الحراس الشخصيين الاربعة منذ ذلك الوقت الى
السلطات البريطانية التي تعتقد أن الحارس الرابع قد مات هو الآخر.
ونقلت الجارديان عن ضابط سابق بالحرس الثوري الايراني لم تكشف عن
هويته قوله ان عملية الخطف نفذتها قوة القدس وهي القوة المتخصصة في
العمليات الخارجية نيابة عن ايران.
وقال بتريوس في مؤتمر صحفي بعد احتفال بالنهاية الرسمية للقوة
متعددة الجنسيات في العراق والذي أقيم في قصر صدام حسين في الفاو الذي
اصبح اليوم جزءا من قاعدة للجيش الامريكي "من الصعب معرفة الدور الذي
لعبه الحرس الثوري وبالتحديد قوة القدس في هذا الامر."
ومنذ يوليو تموز لم يبق من قوات التحالف التي شكلها الرئيس الامريكي
انذاك جورج بوش لغزو العراق عام 2003 سوى القوات الامريكية.
وتخطط الولايات المتحدة رسميا لانهاء العمليات القتالية في العراق
في أغسطس اب ولتخفيض قوتها من 110 ألف جندي في الوقت الحالي الى أقل من
50 ألفا بحلول أغسطس اب.
بريطانيا تستبعد
من جهتها قللت بريطانيا من أهمية تقرير ذكر أن ايران دبرت عملية خطف
مواطن بريطاني احتجز لمدة عامين ونصف العام في العراق وقالت انها لا
تملك دليلا دامغا على تورط ايراني مباشر.
وقالت صحيفة جارديان البريطانية ان خبير الكمبيوتر البريطاني بيتر
مور وحراسه الاربعة اختطفوا في عملية قادها الحرس الثوري الايراني.
بحسب رويترز.
وقالت الصحيفة ان تحقيقها الذي استغرق عاما خلص الى أن مور نقل هو
وحراسه الاربعة الى ايران بعد يوم من اختطافهم على أيدي مسلحين في
بغداد في مايو ايار عام 2007 .
وقتل ثلاثة من حراس مور الشخصيين كما رجحت الحكومة البريطانية
احتمال مقتل الرابع. ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من الحكومة
الايرانية ولكن التلفزيون الحكومي الايراني قال ان "زعم تقرير
الجارديان هو جزء من حرب نفسية ضد ايران."
وكان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي هدد بريطانيا "بلطمة على
الفم" ما لم توقف تدخلها في شؤون بلاده.
وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أنه عندما سأل مراسلها
الامني الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الامريكية وأكبر
قائد عسكري بالمنطقة في وقت سابق هذا الشهر عن احتمال احتجاز الرهائن
في إيران أجاب "أنا متأكد تماما. انني متأكد بنسبة 90 في المئة."
وقالت وزارة الخارجية البريطانية انه ليس لديها ما يثبت تقرير
الصحيفة بأن ايران دبرت العملية وأن الرهائن نقلوا الى ايران فور
احتجازهم.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية "نحن غير متأكدين بشكل
قاطع أين كانوا في أي يوم خلال فترة احتجازهم طوال عامين ونصف العام."
ومضت تقول "لكننا واضحون تماما أنه ليس لدينا دليل قاطع بوجود صلة
مباشرة لايران بالخطف."
وأضافت "كل الأدلة التي بحوزتنا والتي عملنا على جمعها طوال فترة
طويلة لا تشر الى تورط مباشر."
وقال مسؤولون بريطانيون انهم يعتقدون ان جماعة (عصائب الحق) الشيعية
المسلحة قد تكون المسؤولة عن الخطف.
ونقلت صحيفة جارديان عن ضابط سابق في الحرس الثوري الايراني قوله ان
ايران دبرت عملية الخطف ونفذتها قوة القدس وهي وحدة متخصصة في العمليات
الخارجية.
وقال الضابط للصحيفة "كانت (عملية) خطف ايرانية بقيادة الحرس الثوري
وتنفيذ قوة القدس."
وأضاف "يعمل مصدري في (قوة) القدس لقد شارك في التخطيط لعملية الخطف
وشاهدها وأخبرني أنهم قضوا يومين في مخيم قصر شيرين (داخل الحدود
الايرانية مباشرة) وبعدها اقتادوهم الى داخل ايران."
وأيد وزير حالي بالحكومة العراقية لم تكشف الصحيفة عن اسمه له
علاقات قوية بايران هذه الرواية للأحداث.
ونقلت عنه الصحيفة قوله "لا يمكن ان تصدق للحظة أن تلك الجماعات
المسلحة في مدينة الصدر تقدر على تنفيذ عملية خطف عالية المستوى كهذه."
معتقلو العصائب
من جانبه اكد المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان الحكومة
بدأت باستلام المعتقلين لدى القوات الأميركية من الجهة الخاطفة (عصائب
اهل الحق).
واضاف ان الحكومة ترحب باطلاق مور، وقد "دعمت جهود إطلاق سراحه من
قبل خاطفيه ضمن جهود دعم المصالحة الوطنية والانخراط في العملية
السياسية عبر الوسائل الديمقراطية واحترام سيادة القانون".
واوضح ان الحكومة "بدأت استلام المعتقلين لدى القوات الأميركية
وسيتم التعامل معهم ضمن النظام القضائي (...) بحيث سيتم الإفراج عن
الأفراد الذين لم تثبت بحقهم أي دلائل جرمية".
واضاف ان "المفاوضات تدور حول اطلاق سراح حوالى 400 من المعتقلين
لدى القوات الاميركية والسلطات العراقية". بحسب وكالة فرانس برس.
وقال الوزير البريطاني "منذ اشهر عدة، تطبق الحكومة العراقية عملية
مصالحة وطنية مع المجموعات المسلحة المستعدة للتخلي عن العنف. وعملية
المصالحة هذه جعلت من الممكن الافراج عن بيتر مور".
وكان بيتر مور موظفا لدى شركة "بيرينغبوينت" الاميركية للادارة التي
تعمل من الباطن لحساب الحكومة الاميركية بهدف تحريك الاقتصاد العراقي.
وكان الحراس الشخصيون موظفين في شركة "غارد وورالد" الامنية الكندية.
وكان عضو لجنة الحوار في "عصائب اهل الحق" سلام المالكي أعلن مطلع
الشهر الحالي ان "المفاوضات الجارية بين الحكومة وعصائب أهل الحق توقفت
بسبب تأخير إطلاق سراح الشيخ قيس الخزعلي وعدم التوصل الى اتفاق" بهذا
الشأن.
والمالكي كان وزير النقل في حكومة ابراهيم الجعفري السابقة عن
التيار الصدري. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي استقبل مطلع آب/اغسطس
الماضي وفدا من عصائب أهل الحق اثر إعلانها التخلي عن العنف والاستعداد
للانضمام الى العملية السياسية.
وكانت القوات الاميركية اطلقت سراح ثلاثة من كبار قادة العصائب هم
هادي الدراجي وحسن سالم وصالح الجيزاني وليث الخزعلي "ابو سجاد" شقيق
الأمين العام للتنظيم الشيخ قيس الخزعلي.
وكان مسئول في "عصائب اهل الحق" أكد أواخر آذار/مارس الماضي ان
"اتفاقا جرى مؤخرا بين الجانبين البريطاني والأميركي تضمن تسليم
السفارة البريطانية شريطا مصورا لأحد الرهائن مقابل الموافقة على إطلاق
سراح عشرة قياديين" من التنظيم.
واعلن الجيش الاميركي في 22 اذار/مارس 2007، اعتقال عدد من الأشخاص
للاشتباه بتورطهم في قتل وخطف خمسة جنود أميركيين في كربلاء في كانون
الثاني/يناير العام ذاته مؤكدا اعتقال الإخوة الخزعلي وآخرين في الحلة
والبصرة.
كما اكد مطلع تموز/يوليو 2007 اعتقال "علي موسى داقوق الملقب بحميد
محمد جبور اللامي في اذار/مارس الماضي وهو قيادي في حزب الله جاء الى
العراق بإيعاز وتغطية من فيلق القدس" التابع للحرس الثوري في ايران.
واوضح ان "قيادة حزب الله اللبناني ارسلت العام 2005 دقدوق الى
ايران للعمل مع فيلق القدس على تدريب متطرفين عراقيين".
والشقيقان خزعلي وخصوصا قيس من الكوادر السابقة في جيش المهدي وكان
المتحدث باسم مقتدى الصدر خلال معارك النجف مع الأميركيين في اب/اغسطس
2004. |